|
الشعب العراقي يواجهون الأحزاب وانتخاباتها بالسخرية والهزل
حيدر صادق صاحب
كاتب وشاعر
(Haider Sadeq Sahib)
الحوار المتمدن-العدد: 7030 - 2021 / 9 / 26 - 13:38
المحور:
كتابات ساخرة
على الرغم من قتامة الأوضاع السياسية في العراق وضبابية في الأحداث التي تجري بشكل يومي، فإن العراقيين وجدوا على مواقع التواصل الاجتماعي متنفسا جديدا للتعبير عن مواقفهم إزاء الأزمات السياسية والحديث عنها، وانتقاد المشهد السياسي وإظهار ما يجري بشكل هزلي وساخر في كثير من القضايا والملفات المهمة.وتعدت تلك السخرية الكُتّاب والمدونين الذين يعرفون عادة بهذا اللون من الكتابة إلى مستخدمي مواقع التواصل بشكل عام، حيث تمتلئ صفحات السياسيين على تلك المواقع بآلاف التعليقات الهزلية والساخرة إضافة للشتائم والكلمات البذيئة التي يكتبها الناس احتجاجا على ما يجري من مواقف وأحداث اعتبر البعض أن الكتابة الساخرة هي إعلان موقف احتجاجي قبل أن يكون دعوة للضحك والسخرية هي النقطة التي تلتقي بها هموم الناس مع فرصة الضحك وتناسي ما يحدث وهي بمثابة فرصة لكي يعبر المواطنون بما في داخلهم دون قيود أو رقابة ولجأ أغلب المدونين إلى أسلوب السخرية مما يحصل على الصعيد السياسي ليس رغبة بالضحك فقط بل تعدى إلى حماية أنفسهم من التعرض للأذى بسبب الأحزاب والمليشيات التي أصبحت تفرض نفسها كسلطة فوق القانون في قمع الحريات وتكميم الأفواه. وخلال الفترة الماضية التي أعقبت الاحتجاجات كانت مواقع التواصل قد شهدت ارتفاعا بحجم السخرية من الأوضاع السياسية لكنها بالوقت نفسه رافقتها دعاوى قضائية وتهديدات عشائرية حينما تتعلق بعض التدوينات والتغريدات بشخصية ذات تأثير اجتماعي أو سياسي أو ديني. و إن الكتابة الساخرة هي إعلان موقف احتجاجي قبل أن يكون دعوة للضحك، وأستذكر عبارة للدكتور محمد الجرادات (بين الهزل والسخرية مسافة قصيرة، فإذا كان الهزل مرادفا للتفكّه، فإن السخرية قد تكون بمنتهى الجدية). وأن الهدف الأساسي هو تعرية الأنظمة السياسية على وجه الخصوص ونقد العادات المجتمعية أيضا، كما يدعو إلى توعية المجتمع، بأسلوب كوميدي ناقم وذلك من خلال المَلَكَة الثقافية والرؤية النقدية التي يتمتع بها الكاتب، لِيُعبّر عن الهيجان والروح الثورية التي يحملها.وأصبحت اليوم هناك حاجة ماسة لتطعيم الأحداث السياسية التي نتناولها بصفتنا كتابا ومدونين بشيء من السخرية بسبب زخم الأخبار السلبية التي تحصل وصار الناس غاضبين مما يحدث لذلك كان اللجوء إلى نقد الأوضاع العامة بسخرية، كما يقول المدون الساخر حسام جعفر الغزي كما ان السخرية بالطبقة السياسية جاءت بسبب دورها السيئ في إدارة الدولة، بعدها أصبح المتلقي للأخبار يتفاعل مع انتقاد الوضع بسخرية كونه يائسا من المشهد بشكل عام وبالتالي ظل يبحث دائما عن شيء يثير جانب الابتسامة فيه، كما أن السخرية تحد من تعصب الكاتب والمدون والصحفي لذا يساعده على تقليل الفرضيات في الرأي أو طرح المواضيع المهمة، وهو ما يساعده على تقليل مواجهة الطبقة السياسية بدعاوى كيدية . و أن السخرية والنكتة السياسية ليست جديدة عراقيا وقد ارتبطت بمواقف اجتماعية وسياسية
السخرية والاحتجاجات لم تكن السخرية أو الهزلية والنكتة السياسية جديدة على العراقيين، وهو موضوع قديم، فقد ارتبطت بمواقف اجتماعية وسياسية واقتصادية، فقد كانت حاضرة قبل نظام الرئيس المقبور صدام حسين وما بعده، وبرزت في جوانب مختلفة من الحياة، لكن اليوم وبسبب الكبت والحرمات وتكميم الأفواه وعمليات القتل والاختطاف عادت بشكل واضح، كما يقول الأكاديمي والباحث الاجتماعي و أن النكتة السياسية كانت موجودة حتى قبل تأسيس الدولة العراقية وحتى في التراث العربي الإسلامي كانت هناك كتابات شهيرة، لكن السخرية ظهرت بشكل أكثر حدة بسبب غياب السينما والمسرح والأمور الترفيهية في المجتمع وظهور التعصب السياسي والديني والطائفي. وأدب السخرية لم يكن حاضرا، مثلما حضر بعد الاحتجاجات التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وهو شيء كبير جدا أن تشاهد شخصيات ورموزا دينية وسياسية اجتماعية وقد نالت منهم السخرية واهتزت صورتهم، وبالتالي اهتزت الصورة النمطية للنموذج المثالي لدى مجموعة كبيرة من المجتمعات.
#حيدر_صادق_صاحب (هاشتاغ)
Haider_Sadeq_Sahib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|