أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - غيض من فيض الدروس!














المزيد.....

غيض من فيض الدروس!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 10:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مبلغ جيد من المال، انتقل مباشَرة وسريعا من يد "حزب الله" إلى يد المواطن اللبناني الذي فقد البيت والأثاث. ولجعل النازحين من أبناء الجنوب والضاحية الجنوبية يعودون سريعا، ويستأنفون ما يمكنهم استئنافه من حياتهم اليومية والطبيعية، شرع "حزب الله" يبذل كل ما يستطيع بذله من جهود، ويَستجمع كل ما يستطيع استجماعه من دعم غير مشروط بتحويل نصره العسكري ـ الاستراتيجي إلى هزيمة سياسية.

لقد عرف، بالتالي، كيف يؤسِّس له وجودا، أو مزيدا من الوجود، حتى في "المصالح الشخصية" لمئات الآلاف من المواطنين اللبنانيين، فمن يجرؤ، بعد ذلك، على نزع "الحزب"، وجودا، ورجالا، وسلاحا، من منطقة جنوب نهر الليطاني؟!

إذا تنازَل "حزب الله"، هنا، فلن يتنازَل إلا في أمر ليس فيه من التنازل شيئا، ويمكن ويجب فهمه على أنه أمر لـ "الحزب" مصلحة فيه. وهذا "التنازُل" إنما هو الامتناع عن "إظهار" وجوده العسكري في تلك المنطقة.

وينبغي لنا أن نتذكَّر أنَّ هذا الامتناع كان من أهم الأسباب التي أدَّت إلى انتصاره العسكري. ولا شك في أن "الحزب" سيظل ملتزما هذا "التنازُل" ما قَبِلَ الجيش اللبناني وقوة "اليونيفيل" الجديدة المختلفة بقاء "الحزب" في تلك الحال من "الوجود العسكري الكامن" في منطقة جنوب الليطاني.

في ذاك المبلغ من المال، وما يشبهه من مبادرات، ينبغي لنا أن نقف على معنى آخر لا يقل أهمية. وهذا المعنى هو "إلحاق مزيد من الهزيمة في الردع الإستراتيجي الإسرائيلي"، فعندما تقل وتتضاءل معاناة اللبنانيين يفقد "الردع الاستراتيجي الإسرائيلي" جزءا آخر من مقوِّماته ومعانيه.

لو ظل النازح نازحا، أو لو عاد من غير أن يجد مأوى أو شيئا من مقومات حياته اليومية الطبيعية، لاخترق "الردع الاستراتيجي الإسرائيلي" نفسه وإرادته.. وعقله السياسي، فـ "روح المقاومة"، على أهميتها، تضمر إذا ما فقدت "الجسد المقاوم"، كمثل البيت والأثاث.

من أراد الحفاظ على نصره العسكري، وتوسيعه وزيادته، عليه أن يعمل دائما بحسب المبدأ الآتي: "النصر السياسي لم يُنْجَز بعد، وما زال، وسيظل، قيد الإنجاز".

إذا كان لـ "العروبة" من معنى سياسي ملموس الآن، وإذا كان لها من مقياس حقيقي وموضوعي، فإنَّ الإقرار، أولا، بأن "حزب الله" انتصر، وإسرائيل هُزِمت، والسعي، من ثمَّ، في التعزيز السياسي لهذا الانتصار، هما "العروبة"، كل العروبة، في معناها ذاك، ومقياسها هذا.

نحن ضد خطاب "القاعدة"، ونهجها الإرهابي، وضد رموزها من أمثال بن لادن، والظواهري، والزرقاوي. وهذا الموقف يفقد معناه إذا لم يُتَرْجَم، ويُسْتَكمل، بالوقوف مع "حزب الله" في انتصاره العسكري، وفي سعيه إلى تحويله إلى انتصار سياسي متزايد، فَمَن لا يرى في انتصار مثال "حزب الله" هزيمة للإرهاب والإرهابيين، أيضا، إنما هو أعمى بصر، أعمى بصيرة. ولو هُزِم "حزب الله" لعادت هزيمته بمزيد من النفع والفائدة على "القاعدة" وأمثالها.

انتصاره، والحق يقال، كان مرَّ المذاق في أفواه كثيرين، منهم، على سبيل المثال لا الحصر، إسرائيل والولايات المتحدة، أنظمة الحكم العربية، واخصُّ بالذكر نظام الحكم في سورية ولو اعتقد كثيرون بخلاف ذلك، ولو أظهر هو خلاف ذلك، وقوى الرابع عشر من آذار، و"القاعدة".

انتصاره، وفي معنى آخر من معانيه، كان انتصارا، يجب ألا يظل "مؤقتا"، على ما جاء به "المثال العراقي" من عصبية شيعية وعصبية سنية مُدمِّرة لكل انتماء قومي عربي حقيقي، ومُفْسِدة لكل جهد يبذل في سبيل جعل الانتماء الديني الإسلامي غير متعارض مع الخيار "القومي ـ الديمقراطي" للعرب.

وأتمنى لانتصاره أن يكون تجربة مفيدة لـ "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، ولغيرهما من قوى المقاومة الفلسطينية، فـ "المقاومة المجدية"، فكرا وخطابا وعملا وأسلوبا، هي الدرس الذي ينبغي لـ "حماس" تعلُّمه.. أقول "تعلُّمه" ولا أقول "استنساخه"، فـ "حزب الله" انتصر لأسباب استراتيجية لا وجود لها يُذْكَر في قطاع غزة والضفة الغربية.

هذا "النقص الاستراتيجي" يمكن ويجب تعويضه. وأحسب أن "المقاومة الفلسطينية الشعبية المنظَّمة"، والتي يقل فيها منسوب "العنف العسكري"، هي وحدها التي تستطيع أن تعطي من النتائج والتأثيرات ما أعطته بنت جبيل وعيتا الشعب.. ففيها، وبها، يصبح ذاك "التعويض" ممكنا.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الدولة الأمْنِيَّة-.. قانون -الرعب المتبادَل-!
- لغز الموت!
- حزيران الذي انتهى في تموز!
- نصر يريدون إهداءه إلى إسرائيل!
- الاحتلال -الفارغ-!
- هذا القرار يجب أن يسقط!
- -أنا- و-الآخر-!
- دبلوماسية لإطالة زمن الحرب!
- لم يحضروا وإنَّما احتضروا!
- يريدون جعل السياسة امتدادا للحرب!
- -القدرية- في حياتنا اليومية
- لبنان يُقْتَل.. والعرب يموتون!
- موت -الكتابة-!
- الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!
- سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!
- قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!
- لدينا -نقاط-.. ولكن أين -الحروف-؟!
- بعض من أوجه -قوة المثال-!
- شعار رايس مترجَما بالعربية!
- إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - غيض من فيض الدروس!