بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 7029 - 2021 / 9 / 25 - 20:17
المحور:
الادب والفن
منذ البداية،يبدو هذا الفيلم مرتبكا جدا تائها في التفاصيل،بحيث ضاعت منه جميع التفاصيل....
مايكل(الممثل الفرنسي كريستوفر لامبرت)-ومع بداية الفيلم،ينهي علاقته مع زوجته التي من الواضح بأنها تحبه،ومن الواضح أيضا ان سبب الانفصال هو رغبتها بالحصول على طفل في ظل رفضه هو،على الرغم من انهما يمتلكان ذكريات طيبة مع بعضهما البعض.
كأن ماركو فيريري ينحاز الى التكرار،بحيث لايبدو مايكل سوى صورة مكررة لبطل فيلم (المرأة الأخيرة)،ولكن بشكل وصياغة أكثر هدوءا...
ويختلط الواقع والأفكار بأفكار العالم المزيف،بحيث لايخلو الفيلم من شذرات توحي بان العالم الذي نعيشه،هو عالم مزخرف وغير واقعي على الأطلاق،بحيث يرفض مايكل الخضوع لعالم مرسوم بمثالية ولكنه يصطدم مباشرة مع اي معطاة من معطيات العقل.
العالم التلفزيوني مركب من اعلانات تخص المواد والملابس النسائية،ولكنها تقاس على إمرأة ذات جسد مثالي وذات جمال باهر،وهذا يزيف الواقع،بل الواقع عبارة عن وهم فقط بالنسبة لهذا الاعلان.
في مشهد جميل في الفيلم،يضع ماركو فيريري وجه امرأة سوداء في مدفع،بحيث يقوم المدفع باعطائها الخلطة السحرية العصرية بحيث سيتحول الوجه الى وجه إمرأة لايخلو من جمال...
إذا مايكل محاط بعدد جيد من النساء ومتعدد العلاقات ينجح بالانسحاب من الزيف الى عالم الواقع...الى جمال مجرد كامل وهو بالتالي سيسقط ضحية الرمز...رمز يوحي بالشريك الكامل
يتعثر مايكل مصادفة بوجه شمعي صغير لأمرأة كلما صفّر مايكل قال مباشرة-اي الوجه-:أنا أحبك
وهذا الصوت يثير فيه الاستمناء أكثر من فيلم بورنو
يبدو ان مايكل ضاع في عالم اللاوعي بحيث وقع اسيرا لفكرة،وظن لوهلة ان هذه الدمية تنطق بجملة:أنا أحبك،من أجله هو وحده....
ولاغرابة،فالبؤس الذي يعيش فيه مايكل جعل منه مصيدة قابلة لتصديق اي شيء على انه لن يصاب بانهيار عصبي،أو مأساة نفسية،بل يتقبل حقيقة ان هذا الوجه ليس سوى جماد وبأمكانه توريد هذه الكلمات لأي شخص.
هناك شيء ملفت للنظر،لأن مايحيط بمايكل الذي يعمل كموظف حجوزات في مكتب سياحي هو عالم كامل من البؤس....من صديق عاطل عن العمل منذ ثلاثة سنوات،إلى عاهرة سوداء ضخمة تحاول ان تلتقط زبونا بالرغم من قباحة جسدها.
مشهد قتل جلوكو لزوجته في نهاية فيلم(ديلنجر قد مات)،يوحي لمايكل بقتل الرمز فيقوم بتكسيره ،ثم انه يحاول ان يلتحق بسفينة شراعية كما التحق جلوكو فعلا.
هل مايكل إذا هو معادل واقعي،أو محاكاة واقعية لشخصية أدبية فلسفية تدعى جلوكو صاغها المخرج ذات مرة...؟!
فكرة فيلم (انا أحبك) أقل شمولية وأكثر تحديدا من فيلم ديلنجر قد مات،فليس من الممكن ابدا اعتبار مايكل شخصا يرغب بالتحرر الوجودي بل،لنبدأ بجملة أكثر واقعية -على الأقل- بالنسبة لمعطيات الفيلم-:
مايكل هو شخص يائس ليس إلا....
10/07/2021
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟