اسكندر أمبروز
الحوار المتمدن-العدد: 7029 - 2021 / 9 / 24 - 20:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا يخفى على أحد اليوم انتشار عادات ومعتقدات دينيّة بالية في مجتمعات الشرق الأوسخ وشمال أفريقيا من تقديس وتبجيل الشخصيات الدينية المختلفة , الى تمجيد الأماكن والأبنية والأحجار الصمّاء التي لا تضر ولا تنفع , في اعتقاد منهم أنها تقرّبهم الى الله زلفى , تماماً كأجدادهم الوثنيين عبدة الأصنام.
وتقديس هذه الأمور هو عرض من أعراض المرض أو الوباء الديني المستفحل في عقول أمّة رضاع الكبير , ولكن لو نظرنا لحال هؤلاء من زوايا أُخرى لوجدنا العجب ! فمن أهم وأكثر الأمور تردداً في أوساط أمّة بول البعير هو فقه أو عته التكرار والترديد...
فهم وبعد اختلاقهم لشخصية الله وإلصاقهم للأمراض النفسية به وصناعة شخصيته المريضة على مختلف الأصعدة , قام صنّاع تلك الشخصية باختلاق أفكار سخيفة ومضحكة منها فكرة إرضاء هذا الطاغوت المختل بتكرار كلام وهلوسات لا قيمة لها ولا تضر ولا تنفع تماماً كإلههم السخيف , وربط هذا التكرار للهلوسات المختلفة بمعجزات وخوارق لا تحدث إلّا في خيالهم الطفولي المتواضع.
فكم مرّة سمعنا في أوساط المؤمنين عن فوائق تلاوة آية الكرسي , أو تلاوة الفاتحة على كل شيء وفي كل محفل وفي كل مناسبة , أو تلاوة وتكرار سورة الإخلاص التي تعادل في قيمة هلوستها 10 مرّات قيمة هلوسة القرآن بكامله أو ثلثه عند البعض , وكأن قرائته كاملاً سيفيد في شيء !
وكم سمعنا عن فوائد هلوسة البسملات قبل القيام بأي شيء , أو عن هلوسة سورة يس التي تعتبر خارقة حارقة متفجّرة في تأثيرها وإعجازها الداعشي ! وكل هذا في كفّة وهلوسات التسبيح والتكبير في كفّة أُخرى , فكم من أبله يهلوس ليل نهار على عدّاد الكتروني اخترعه الغرب الكافر , أو على مسبحة اخترعها المسيحيون الكفرة , ظنّاً منه أنه يستفيد في قشرة بصلة ! أو أنه يبني لنفسه حدائق الدعارة الجماعية في الجنّة !
كل هذا وأكثر في مجتمعات مؤبوئة مريضة بكل معنى الكلمة بطاعون ديني لعين يفتك في عقول مليارات البشر ليل نهار , وعوضاً عن بذل الجهد في شيء مفيد كقرائة الكتب أو مطالعة المقالات العلمية أو حتى مشاهدة الوثائقيات المفيدة والمحترمة , يضيع المؤمن المسكين وقته وجهده وتفكيره على هذا العبث السخيف والمضحك ظنّاً منه أنه يؤثر إيجاباً على حياته الحاليّة وواقعه المؤلم الذي لن يتغير طبعاً بهذه السخافات أو على حياته الأخرى الغير موجودة أصلاً...لا حول ولا قوّة إلّا بالعقل.
#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟