أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - الادباء والمقهى















المزيد.....


الادباء والمقهى


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7027 - 2021 / 9 / 22 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


يقال ان اغلب النصوص الشعرية التي كتبت في مرحلة الستينات والسبعينات انما كتبت في مقاهي بغداد.
وقد تحدث كل من أرخ للشعر العراقي في تلك الفترة عن دور المقهى في التنظير وبلورة الافكار وولادة النصوص الادبية من خلال النقاشات التي كانت تدور بين الشعراء والنقاد والتي تصل في بعض الاحيان الى القطيعة والحرب الكلامية وفي اليوم التالي نجد اثار تلك المعارك والجلسات في الصحف على شكل نقد او نص او نقاش .
وعلى الرغم من ان اجواء المقهى تكون عادة صاخبة والجلوس على الارائك الخشبية المكسوة بالحصير غير مريح الا أن ذلك لم يمنع الشعراء من ابداع النص الشعري حتى يمكن ان يقال ان الشعر الستيني هو نتاج المقهى والحانة ويقال ان عبد الامير الحصري اضاع الكثير من نصوصه الشعرية التي كتبها في المقاهي لأنه عادة يترك اوراقه على الطاولة وان بعض الشعراء اخذوها ونشروها بأسمهم.
ولا تخلو محافظة في العراق من هكذا مقهى يجمع الادباء واصدقاؤهم وكذلك اشباه الادباء ويذكر ان احدهم في البصرة ليس لديه أي انجاز أدبي الا بكونه يرافق الادباء في المقهى ومع ذلك هو يحسب عليهم.
لكن في الوقت الحاضر انحسر دور المقهى كما كان في السابق الا في يوم الجمعة كما يحدث في قيصرية حنش في شارع المتنبي هذا اذا اعتبرنا هذه القيصرية بمثابة مقهى ادبي والا فهو ساحة تتوسط القيصرية فيها كراسي بلاستيكية تكون مليئة بالادباء وغيرهم في يوم الجمعة وكذلك في مقهى الشابندر الذي عادة مايكون صاخباً جدا في الجمعة وصار الجلوس فيه نوع من العادة للبعض وتفاخر للبعض الاخر ولم يبق من حسن عجمي والزهاوي والمعقدين الا الذكريات فقط، ويكفي زيارة واحدة لتلك المقاهي ليمكن الاطلاع على حجم الفاجعة التي حلت بمقاهي بغداد فمقهى ابراهيم المعروفة بالمعقدين والتي شهدت ظاهرة ثقافية بارزة خاصة لمن كان يهرب من اعين السلطة لم يكن سوى مربع لا يتجاوز مساحته 20 متر ولم يعد يثير شهية الادباء ومن ابرز رواده الشاعر عبد الرحمن طهمازي وشريف الربيعي وانور الغساني والرسام ابراهيم زاير وفاضل العزاوي وعادل عبد الجبار وسركون بولص.
بينما مقهى الزهاوي الذي يقع قرب ساحة الميدان فأصبح يخلو من الزبائن حتى في ايام الجمع ويعود تاريخ هذا المقهى قبل افتتاح شارع الرشيد وكان اسمه في البداية مقهى امين وسمي بالزهاوي كون من اشهر رواده هو الشاعر الزهاوي وكان من عاداته المعروفة في المقهى إذا أبدى أحد الجالسين إعجابه بشعره، صاح الزهاوي على صاحب المقهى: (أمين ـ لا تأخذ فلوس الچاي) ويروى أن المناقشات الحادة بينه وبين منافسه الشاعر الرصافي جرت على تخوت المقهى التي كانت بتحريك من أحمد حامد الصراف .
بينما اخذ يلف مقهى حسن عجمي الخراب ولم يطاله التجديد والتحديث منذ سنوات عديدة حيث تأسس هذا المقهى حوالي سنة 1917 ووصفه الشاعر محمد مهدي الجواهري بأنه أشهر مقاهي بغداد وكان يعد رئة ثقافية مهمة ويقال انه اذا فقدت احدا من كبار الكتاب والأدباء والمثقفين فانك تجده يجلس على اريكة قديمة من ارائك تلك المقهى.
وكذلك مقهى البرلمان والذي كان يقع مقابل جامع الحيدرخانة والذي عرف بتنوع رواده من الادباء من يساريين وقوميين وليبراليين .
ويذكر ان للمخرجة العراقية ايمان خضر فيلما يحمل عنوان (مقاهي بغداد) يتحدث الفيلم بشكل حنون عن ذكريات المقاهي في العاصمة العراقية بغداد. أنتج الفيلم لمناسبة بغداد عاصمة الثقافة لعام 2013. وعرض الفيلم في هولندا سنة 2015.
ومن مقاهي بغداد التي اختفت مقهى البرازيلية في منطقة المربعة وتحول الى دكاكين لبيع الاحذية الذي شهد ولادة تأسيس اتحاد الكتاب العراقيين سنة 1952 وفيه افتتح مسار الحركة التشكيلية العراقية على أيدي "جواد سليم" وجماعته.
في مصر نجد عدد من الكتاب ارخوا لتلك المقاهي سواء الكتابات السردية او الوثائقية مثل محمود السعدني في كتابه ( حكايات قهوة كتكوت) وكتاب كامل رحومة (المقاهي الثقافية في العالم) وكتاب (قهاوي الأدب والفن في القاهرة) لعبد المنعم شميس ولاتخلو اية رواية من روايات نجيب محفوظ عن ذكر المقهى كمكان سردي مؤثث للنص كمقهى قشتمر في حي الحسينية عند التقاء شارع فاروق مع ميدان قشتمر المسمى باسمه المقهى بالقرب من مسجد وحديقة الظاهر بيبرس وعرف عن نجيب محفوظ شغفه بمقاهي القاهرة القديمة مقهى الفيشاوي في ازقة حي الحسين الاثري والذي تأسس سنة 1797 والمعروف بغرفته السرية ومقهى متاتيا في العتبة والذي جعله جمال الدين الافغاني مقهى مفضل للمثقفين في ذلك الوقت ويعود اسمه الى المهندس الايطالي الذي صمم المنطقة ومن اشهر المقاهي الادبية في القاهرة حالياً هو مقهى الحرافيش في منطقة الجيزة والذي يعد مكاناً مفضلاً للادباء الشباب ويوجد ركن فيه لمحمود السعدني وركن للشاعر بيرم التونسي ومكتبة بأهم كتبه وركن خاص لصور كبار الفنانين برؤية خاصة خطتها ريشة فنان الكاريكاتير السوري حسن أدلبي، وكذلك مقهى ريش في شارع طلعت حرب في وسط القاهرة، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1908ومعروف بطابعه البرجوازي ويذكر ان نجيب سرور كتب ديون شعر بعنوان ( بروتوكولات حكماء ريش) عن هذا المقهى.
وفي دمشق نجد مقهى زرياب في باب توما ومقهى الهافانا وفي تونس مقهى العالية في سيدي بوسعيد، المطل على البحر، والذي شهد زيارة كتاب ومفكرين عالميين أمريكيين وفرنسيين، والذي يعتبر من أشهر المقاهي الثقافية في تونس وفي الشارقة نجد مقهى الراوي في منطقة المجاز والذي يعد اهم مكان يجمع المثقفين هناك وكذلك مقهى كتاب التابع لدار كتاب للنشر، حيث يقع المقهى في وسط مكتبة عامة اما في الكويت فيعد مقهى ميوز لاونغ المقهى الثقافي الاول في المدينة ومعنى الاسم يعود إلى لفظة يونانية الأصل "ميوزات" وتعنى ربات الفنون، وهي تترجم إلى الإنجليزية بمعنى الإلهام أو الوحي.
وظاهرة المقاهي الادبية ظهرت اول مرة في باريس حيث يذكر جيرار لومير في كتابه الممتع ( القهوة والادب) انه ومنذ النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي اخذت المقاهي تنتشر في باريس وتجذب الادباء اليها حتى صارت المقاهي بعد قرنين علامة بارزة للحياة الباريسية، ومن اشهر المقاهي الثقافية في باريس مقهى (لاروتوند) والذي كان يجلس فيه هيمنغواي اثناء زيارته الى باريس وكذلك تي سي آليوت، ومقهى (ليه دو ماغوتس) وهو المقهى المفضل لسارتر وعشيقته سيمون دي بوفوار ومن هذا المقهى انطلقت جائزة ماغوتس الادبية.
يقول ماركيز إن ثقافته الشخصية تعود جزء منها إلى مقهى القطط الثلاث وهو من المقاهي الأدبية في بوينس آيرس.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مجموعة جنوب خط 33 القصصية للكاتبة خولة الناهي
- جمود فكري
- جمود فكري
- شئ عن التنوير/اراء ومواقف
- مقدمة في الحاجة الى منهج جديد للتفكير


المزيد.....




- الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا ...
- الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي ...
- -تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار ...
- مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني ...
- تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة ...
- “Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة ...
- اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن ...
- والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - الادباء والمقهى