أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - نهاد ابو غوش - الأسرى الستة حفروا عميقا في وعينا














المزيد.....

الأسرى الستة حفروا عميقا في وعينا


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7025 - 2021 / 9 / 20 - 20:43
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


نهاد أبو غوش
لم يكتف الأسرى الستة بحفر نفق في المستحيل لكي يتمكنوا من تنسم هواء الحرية ولو لفترة محدودة، ولكنهم حفروا أسماءهم عميقا في سجل المجد وفي الذاكرة الوطنية الفلسطينية ولدى كل أحرار العالم، محمود العارضة، ومحمد قاسم العارضة، وزكريا الزبيدي، ويعقوب قادري، ومناضل انفيعات، وأيهم كممجي، وأضيف لهم سابع هو العريس عبد الرحمن أبو جعفر الذي آوى مناضل ويعقوب في منزله لأيام، فاعتقل مع زميليه.
على المستوى الوجداني والفردي، أصيب ملايين الناس بالخيبة وانتابتهم مشاعر الاحباط والسلبية من انتهاء هذه القصة البطولية على هذا النحو، وانتشرت تفسيرات شتى لكيفية القاء القبض على الاسرى الذين اجترحوا عملية إعجازية من خلال اجتيازهم المراحل الأكثر صعوبة، ولكنهم أخفقوا في اجتياز المراحل التي يفترض أنها الأسهل. ومن التفسيرات التي طرحت قضية التنسيق الأمني مع السلطة ( مع عدم وجود اي دليل عن علاقة هذا التنسيق بإعادة اعتقال الأسرى) وانتشار العملاء والجواسيس ( مع ميل للمبالغة الشديدة وهو ما ينسجم تماما مع ما يروجه المحتل)، إلى افتراض سيطرة إسرائيل المطلقة على الأرض والجو، وخذلان الفصائل والتنظيمات وعدم وجود حاضنة شعبية. لا شك ان إسرائيل تملك سيطرة كاملة على الأرض ولديها وسائل تكنولوجيا متطورة، وقد جرى الكشف عن بعض الأشرطة التي تسجل حركة الأسرى اثناء تنقلهم، وهنا لا بد من الإشارة ألى وجود أخطاء بشرية واضحة ومعلنة، ومنها اجتماع الأسيرين انفيعات وكممجي في منزل واحد ليلة القبض عليهما، وقيام واحد من الأقارب بزيارتهم ويفترض أن كل الأقارب كانوا قيد المتابعة والمراقبة، بالإضافة إلى بقائهما في مدينتهما ومحافظتهما (جنين) ، وغياب اي مساعدة خارجية ذات شأن، إلى ذلك لا ننسى أن دولة الاحتلال جندت عشرات آلاف جنود والأجهزة الأمنية والوحدات الخاصة والتكنولوجيا والاستخبارات لتعقب الأسرى ومطاردتهم بينما اعتمد الأسرى على قواهم الذاتية ومداركهم الشخصية للجغرافيا واتجاهات الطرق.
المصير الفردي مهم، كما هي مهمة حياة كل إنسان على هذا الكوكب، ولكن من المهم أيضا الإشارة إلى أن ما حفره الأسرة الستة في الوعي العام وفي مصير قضيتهم هو الأهم، فهم أعادوا بكل قوة طرح قضية الأسرى على رأس جدول أعمال شعبهم وحركتهم الوطنية وقياداتههم وعلى جدول أعمال العالم، كما اثبتوا مقدار ما يمكن للإرادة والإبداع الإنسانيين أن يفعلاه في مواجهة منظومة الأمن والعسكر والجبروت المدججة بكل أدوات القمع والتكنولوجيا والتي سخرت لها موازنات هائلة وموارد بشرية لا حصر لها وعتاد متقدم. كما أن هروبهم الأسطوري الكبير منح خيار المقاومة قوة دافعة ورفع معنويات الشعب، وكسر المعادلة التي يريد الاحتلال تكريسها وهي معادلة القوة المطلقة والتفوق المطلق للاحتلال مقابل ضعف الفلسطينيين الذين لم يبق أمامهم اي قدر سوى التسليم بدونيتهم وبهزيمتهم، والإذعان لإملاءات الاحتلال وشروطه السياسية.
واللافت أن 28 عاما من مسيرة المفاوضات والتسوية لم تفلح في زحزحة قضية الأسرى العامة ولا في تحريكها كما فعل أسرى نفق الحرية الذين هربوا من سجن جلبوع الحصين، فاتفاقيات أوسلو لم تأت على ذكر قضية الأسرى على الإطلاق، ولم تشر لها أدنى إشارة من قريب أو بعيد، وكل اللقاءات وجولات التفاوض والاتفاقيات اللاحقة تعاملت مع الموضوع باعتباره شأنا داخليااسرائيليا، وأمنيا بالتحديد، ولم تأت بالحرية لهؤلاء الأسرى الذين ظلت قضيتهم رهنا للحسابات والاعتبارات العنصرية الإسرائيلية ( من قبيل وضع معايير محددة من بينها رفض الإفراج عن أسرى على ايديهم دم يهودي) ، وظلت قضيتهم ورقة ابتزاز تسعى من خلالها إسرائيل إلى انتزاع تنازلات سياسية من القيادة الفلسطينية عن قضايا جوهرية وتحديدا في ملفات الاستيطان والقدس واللاجئين والوضع النهائي للأراضي الفلسطينية المحتلة. وما زال يرزح في السجون الإسرائيلية نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني بينهم أربعون امرأة ومئتا طفل وأكثر من خمسمائة معتقل غداري وعشرات الأسرى ممن قضوا ثلاثين عاما فاكثر. فقط عمليات تبادل الأسرى ( بواسطة حزب الله وحركة حماس وقبلها عمليات التبادل بواسطة الجبهة الشعبية القيادة العامة وحركة فتح نفسها) وكذلك عمليات التحرر الذاتي والهروب هي التي حركت الملف، بينما فشلت كل الوساطات والجهود الدولية وخطوات بناء الثقة، وهكذا أعاد الأسرى الستة، وهم مناضلون من اجل حرية شعبهم بالأصل، الملف الكبير والمعقد إلى مكانه الطبيعي وسياقه المنطقي وهو أن حرية الأسرى جزء لا يتجزا من حرية الشعب.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الإحباط
- عالم يحكمه الجشع
- ضغوط إسرائيلية خشنة وناعمة لتهبيط سقف المقاومة
- الاستهداف الدائم لغزة ومقاومتها
- عن سبل إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دورها
- تحرر أسرى جلبوع يعزز خيار المقاومة (3)
- الأسرى في عيون إسرائيل: اتفاق أوسلو أهملهم (2)
- الأسرى الفلسطينيون في عيون إسرائيل: قتلة مخربون أم طلاب حرية ...
- التذبذب الحاد في مزاج الناس: من النقيض إلى النقيض
- أعظم من خلاص فردي (2)
- أكبر من هروب .. أعظم من خلاص فردي
- يليق بنا الفرح كما تليق بنا الحرية
- في بطولة الهروب الكبير للحرية
- مسيحيو الشرق والتنوير: حالة فلسطين (1)
- الأولوية لترتيب صفوفنا وأوضاعنا الداخلية
- المرأة الفلسطينية والاضطهاد الثلاثي المركب
- الانتهاكات المضاعفة للحريات
- المصالحة الفلسطينية والاستفادة من التجارب الدولية
- المركزية غير الديمقراطية
- جبل البابا


المزيد.....




- بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي ...
- قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا ...
- معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال ...
- اتحاد جاليات فلسطين بأوروبا يرحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغال ...
- الأمم المتحدة: نتائج التعداد بيانات عامة دون المساس بالخصوصي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي ينهي الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- من هم القادة الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من المحكمة الجنا ...
- ماذا يحدث إذا رفضت دولة اعتقال نتانياهو بموجب مذكرة -الجنائي ...
- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - نهاد ابو غوش - الأسرى الستة حفروا عميقا في وعينا