أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبد الكريم يوسف - لهن مثل الذي عليهن بالمعروف














المزيد.....

لهن مثل الذي عليهن بالمعروف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7025 - 2021 / 9 / 20 - 09:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يتحدث الناس كثيرا عن المرأة فمنهم من يقول " قبل أن تتحدث عن المرأة اغمس ريشتك بالنور" ومنهم من ينظر إليها كحيوان غريب الطباع والصفات اكتشفه العلماء حديثا ومنهم من يتحدث عنها حديثه عن العنقاء وهناك من ينكر عليها وجودها وبعض الناس يراها من زبانية النار والبعض الآخر يصنفها من ملائكة الفردوس الأطهار. وبين هؤلاء وهؤلاء من يغيب عنه أن المرأة تشكل نصف المجتمع وتربي نصفه الآخر.
وصدف أن التقيت ذات يوم رجلا تحدث عن المرأة حديثا غريبا قال فيه : " المرأة مثل السجاد كلما نفضته صار أكثر نظافة وأنها مثل النعل تخلعه متى تشاء."
سألته :" عن أي امرأة تحكي؟ عن زوجتك أم أمك أم بنتك أم أختك أم صديقتك ؟
قال: " كل هؤلاء معا ."
نظرت إليه بإشفاق لأنه يجافي الحقيقة ورحلت بعد أن أدركت أنه من الصعب إزاحة التصور الأسود عن المرأة الذي يخيم على رأسه .
ومنذ أيام زارتني في مكتبي آنسة تحدثت عن والدها كشخص غريب لا تستطيع تحمله وكأنه شخص شرير آت من كوكب آخر لا يطاق بسبب صعوبة التعامل معه. وعندما سألتها مستغربا من الحالة لمعرفي الدائمة بالعلاقة المميزة دائما بين البنت وأبيها بكت طويلا . كانت كمن يقف حائرا أمام معضلة رياضية أو سور عال يصعب تجاوزه . عندما تبكي المرأة عندما تتحدث عن قسوة أبيها تأكد أنها أمام وجع يتجاوز عتبة الألم .
وخطر ببالي حكاية أدويب مع ابنته انتيغوني عندما تخلى الكون عنه إلا هي وكان تأريخ سوفوكليس للعلاقة المميزة بين البنت وأبيها تأريخا استثنائيا .
يحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك رجل له طفلة جميلة عمرها 12 عاما .
وذات يوم سألته :" بابا ماذا ستهديني في عيد ميلادي القادم ؟"
أجابها وابتسامة حب ترتسم على وجهه بحنان :" مازال أمامنا المزيد من الوقت حتى نفكر في هدية عيد ميلادك يا بابا؟"
وبعد هذا الحوار بأيام مرضت الفتاة الصغيرة وشعرت بالوهن فنقلها والدها إلى المستشفى وهناك وبعد الفحص الدقيق تبين أن الفتاة الصغيرة مصابة بمرض خطير في القلب وأن الفتاة قد تموت في أية لحظة . شعرت العائلة كلها بالحزن الشديد والحيرة تجاه هذا الموقف المحزن .
التصق الوالد بسرير ابنته وصار يداعب شعرها الحريري الجميل . نظرت الفتاة في عينيه وقالت :" هل سأموت يا بابا قريبا ؟"
أجابها الوالد : " كلا يا حبيبتي لن تموتين . أنت ستعيشين حياة سعيدة ." ثم عانقها وقبلها على جبينها .
سألته :" ولماذا أنت متأكد يا بابا من ذلك ؟ "
أجاب الأب : " أنا متأكد من ذلك ."
ثم قام ومشى وهو يمسح دموعا انسكبت بغزارة على خديه .
وبعد فترة من الوقت تلقت الفتاة علاجها وشفيت بالتدريج ثم عادت للبيت في اليوم الذي يصادف عيد ميلادها . صارت الآن في الثالثة عشرة من عمرها فسألت عن والدها فأجابتها أمها والدمعة تغرورق في عينيها : " لقد سافر بابا في رحلة وترك لك رسالة على السرير ." أسرعت البنت إلى سريرها فوجدت رسالة فتحتها وبدأت تقرأ :
" طفلتي الغالية وحبيبتي وزهرتي الجميلة . إذا كنت تقرئين رسالتي فمعنى ذلك أن مهمتي قد نفذت بنجاح بالغ . أتذكرين يوم سألتني عن هدية عيد الميلاد لم يكن ببالي أي شيء . لقد فكرت في الأمر طويلا ووجدت أن أفضل هدية أقدمها لك في عيد ميلادك هو قلبي الذي ينبض في داخلك الآن . أحبك جدا ."
لقد تبرع الأب لابنته بقلبه حتى تحيا وهذا جزء بسيط من تضحية الأهل تجاه أبنائهم وبناتهم بمحبة لا تنتهي .
مراجعة بسيطة لسلوكنا تنير دربنا وتصلح ما أفسده الدهر فينا من ظنون .
وأنتم ماذا تفعلون .....؟



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أغلقت حسابي على فيسبوك ؟
- مبادئ إدارة المعرفة
- البحث العلمي ضرورة تنموية ودفاعية
- الوطن
- التحديات والحلول العابرة للحدود في مناخ الشرق الأوسط
- هذه هي الحياة
- ذكريات
- الدكتاتورية في سبعة أيام
- مبادئ الابتكار
- الزواج... تحرر من الحرية
- حكاية الجمعة السوداء
- النرجسيون وعوالمهم الخفية
- الرضا الوظيفي وأثره على الأداء
- زنوبيا والإسكندر
- نحن والموت
- لا أحد يرضى بواقعه
- كيف نسيطر على عواطفنا
- المرأة الدافئة
- المرأة الجميلة
- ثقافة الإستخلاص في الحياة والعلوم والأدب والسياسة


المزيد.....




- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبد الكريم يوسف - لهن مثل الذي عليهن بالمعروف