أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل الحامض - لبنان قصة قتل معلن















المزيد.....


لبنان قصة قتل معلن


اسماعيل الحامض

الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في روايته (قصة موت معلن ) لم يستطع خيال ماركيز أن يجاري واقع ما يحدث اليوم للبنان , فبطل روايته لم يكن متأكداتماماً من أنه سيقتل في صباح ذلك اليوم لكن أهله وجيرانه وكل الذين يعرفونه كانوا على علم مسبق بأن غريمه ينتظره في مكان محدد ليقتله ,قُتل بطل الرواية في غفلة من الجميع.
الحالة اليوم تشبه خيالات ماركيز لكنها أكثر مأساوية فلبنان الضحية يعرف أن القاتل يتربص به ويعرف أن الأهل والجيران ليسوا فقط على علم بل لهم مصلحة في قتله ويعرف انه ان لم يمت مباشرة بيد القاتل فإن أياد أخرى متعددة ستمتد للمساهمة في قتله !
فلبنان هذا البلد الصغير بمساحته والكبير في كل شيء يتناقض وجوده مع كل الذين يريدون قتله , لبنان بشكله وبتركيبته وباصراره على الحياة يدين كل الذين يشاركون اليوم في ذبحه ويكشف قذارتهم ان لم نقل أنه يشكل خطراً عليهم !
لبنان متعدد الديانات والمذاهب( المتصارعة- المتعايشة )والذي ينهض دوما من تحت ركام الصراعات متعددة الأشكال محاولاً التعايش والعيش من جديد يتناقض وجوده مع وجود جارته اسرئيل الدولة اليهودية العنصرية !
لبنان العلماني المنفتح على العالم , لبنان الديمقراطي يلغي احتكار اسرائيل للمقولة الكاذبة بأنها واحة الديمقراطية في هذا الشرق المتوحش !
لبنان القادر على ان يكون ملتقى لتعايش الحضارات وحوارها سيكون عارا على امريكا وحلفائها واعدائها الذين يساعدونها على تثبيت نظرية صراع الحضارات !
لبنان القادر على ممارسة الديمقراطية والذي يفتح أبوابه للحرية قادر على النهوض بالاقتصاد زراعيا وصناعيا وسياحيا وتجاريا قادر على التفاعل مع العالم ومع الاقتصاد العالمي , والاهم من ذلك انه قادر على بناء دولة الحق والقانون القادرة بدورها على توظيف قدرات لبنان العربي ولبنان المسيحي ولبنان العلماني ولبنان المسلم في خدمة لبنان الواحد المستقل !
لبنان بتركيبته أنتج مقاومة حررت ارضها من الاحتلال الاسرائيلي وبصقت في وجه كل جيوش المنطقة وأولها جيش اسرائيل القوي الذي يشكل الضمانة الأولى لاستمرار دولة اسرائيل في هذه المنطقة , وثانيها الجيوش العربية التي استنزفت كل موارد شعوبها لتتحول من مدافع عن الارض والسيادة الى مدافع عن الحكام الفاسدين والطغاة !هذه المقاومة التي يتوجب على كل اللبنانيين اليوم حمايتها من اسرئيل الحاقدة عليها, وحمايتها من نفسها ومن حلفائها الذين يحاولون استخدامها كورقة او تحويلها إلى فرع من جيوش المنطقة التي تعمل في غير اختصاصها رغم كل ماقامت به من تضحيات وبطولات في الماضي والحاضرلكنها تبدو اليوم غير محصنة من الانزلاق في حسابات ادنى كثيراً من المكان الذي وصلت اليه في الماضي على المستوى الوطني اللبناني؟
لبنان الصحافة الحرة لبنان تعدد الآراء وحرية الرأي لبنان الإعلام المنفتح لبنان المجتمع المدني لبنان ملجأ الهاربين من جحيم القمع المقيت في كل الدول العربية لبنان مكان شاذ عن المنظومة العربية فيه يستقيل الرؤساء ورؤساء الحكومة كبشر عاديين غير مؤلهين يعيشون كبشر ويموتون كبشر ,نموذجه هذا يدين النموذج العربي للحكم في كل الدول العربية القريبة والبعيدة ممالك وامارات وجمهوريات استبداية مغلقة ومتعفنة ؟
لبنان أول دولة عربية استطاع شعبها ان يقول لا لدولته الأمنية التي كانت تحاول اللحاق بركب الاستبداد العربي
ونزل الى ساحة الحرية تحت راية لبنان الواحد وقدم الشهداء ثمنا لهذه الحرية شهداءحقيقيون غير مزورين وأولهم الشهيد الحريري وجورج حاوي وسميرو جبران ......., وبنفس الوقت قدم دماء طاهرة في ساحة التحرير والتحرر من الاحتلال الاسرائيلي .
لكل الاسباب التي ذكرتها ولأسباب اخرى كثيرة اصبح لبنان قصة قتل معلن , بعد ثلاثة اسابيع من التدمير الوحشي لم يمت لبنان ,مددوا للقاتل مهمته لكن قوة الحياة اللبنانية اكبر من قوة القتل الاسرائيلية , لبنان الجريح يعلو على الجراح , لبنان اليوم يتوحد ليعيق تحقيق الاهداف المعلنة والمضمرة لقتلته مجتمعين , لبنان يجب ان لايكون عراقاً ثانياً وملعبا للاعبين قذرين.
لبنان قصة حياة معلنة
اليوم هناك امكانية كبيرة كي يكون لبنان قصة حياة معلنة , والكرة في ملعب الجميع وأولهم حزب الله الذي ضيع ست سنوات (منذ التحرير ) سدى ,ضيعها في الحسابات الاقليمية المنعكسة على الداخل اللبناني , بدل ان يستثمر نصره والشرف الذي ناله من التحرير في بناء لبنان الدولة السيدة الحرة المستقلة , الدولة التي يجب أن تحتكر القوة والسلاح والقرارات السيادية , وكل الأمل أن يكون حزب الله قد اقتنع بأن حلفائه الحقيقيين هم كل الشعب اللبناني , وان حلفائه الاقليمين يبحثون عن مكاسبهم الخاصة على حساب صمود مقاتليه ودماء أطفال لبنان ؟
لبنان لا يمكن أن يصبح جمهورية لآيات الله على النمط الايراني ولا ان يصبح دكتاتورية على النمط العربي
ولن يكون حليفاً مضمرا لاسرائيل ولاممراً لمشاريع الولايات المتحدة الجديدة والقديمة كل ذالك بحكم تركيبته
وهامش الحرية والشفافية التي يتمتع بها .
والكرة الآن أيضا في ملعب باقي القوى اللبنانية وعلى رأسها قوى 14 آذار والتيار الوطني الحر ,وفي ملعب الحكومة والدولة اللبنانية , فمهما كانت نتائج هذه الحرب القذرة على لبنان وعلى حزب الله ومهما كانت الحلول الدولية المطروحة , ومهما كانت المبررات للمتدخلين الإقليميين والدوليين فعلى هذه القوى أن تتمسك بمصالح جميع اللبنانيين دون تمييز وأن تستثمر هذه الروح الوطنية العالية عند كل اللبنانيين من أجل كل لبنان , وان لا تسمح بأي شكل من الأشكال أن ينجرف المجتمع اللبناني نحو الهدف الحقيقي لهذه الحرب أي نحو الصراع الطائفي ؟
ولكي يصبح لبنان قصة حياة حقيقية وهو قادر على ذلك , يجب ان لايكون أطفاله مشاريع موت فداء لحذاء سيد أو لعرش طاغية , بل يجب أن يكون أطفاله مشاريع حياة واعدة قادرة على العطاء في كل المجالات , وأن يعمل جميع اللبنانيون على رفع الظلم الذي لحق ببعض مكونات المجتمع اللبناني وصولاً الى حالة المساواة في الحقوق والواجبات عبر الآليات الدستورية كي تصبح الدولة اللبنانية دولة الحق والقانون لكل أبنائها دولة النموذج والحلم
لكل الأحرار في هذا الشرق الحزين .
ولكل اللبانيين مخطئين ومصيبين أقول :
استعيدوا قسم جبران تويني في ساحة الحرية , لا تضيعوا دم سمير القصير ورفيق الحريري وجورج حاوي ودماء كل الشهداء التي بذلت من أجل حرية لبنان ؟ لا تهدروا دماء المقاومة التي حررت لبنان وماتزال تدافع عن بقية من كرامتنا وتوزعوها لأصحاب المصالح الاقليمية والدولية .
قدر لبنان أن يكون جاراً لإسرائيل, لعصابة خارجة عن القانون اصبحت دولة لكن روح العصابة مازالت تحكمها
وقدر لبنان انه في وسط دول تحكمها عصبويات هزيلة لاتهمها مصالح بلدانها وشعوبها بقدر ما تهمها السلطة ومكاسبها , وقدر لبنان أن يكون نافذتنا الى الحرية والتحرر بعد عقود من التعفن في دهاليز القمع المتعددة الأشكال .



#اسماعيل_الحامض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاالجة أعراض المرض لا تشفي المريض


المزيد.....




- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
- مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لفرض عقوبات على الجنا ...
- انفجار في سفينة حاويات في البحر الأحمر
- إعلام إسرائيلي يكشف عن وعد -حماس- لأسرتي البرغوثي وسعدات
- رئيسة الحكومة الإيطالية تخضع للتحقيق القضائي بعد قرار الإفرا ...
- مصر.. الجامعات تحسم مصير طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق إدار ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل الحامض - لبنان قصة قتل معلن