صهيوني من الطراز الرفيع

سعيد سويسي

الحوار المتمدن-العدد: 7022 - 2021 / 9 / 17 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

افتتح أكبر مصنع لفرز وتعبئة التمور في الشرق الأوسط في الأغوار في فلسطين. بناتج يبلغ حوالي عشرين ألف طن سنويا، يغرق التمر المجهول أكثر من مائة دولة حول العالم وبتسويق فلسطيني على أنه منتج فلسطيني، لكن اللافت في النظر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسهل هذا التصدير لكافة أرجاء العالم.

قبلة التصدير الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية وتركيا اللاتي يدعمن فلسطين ويدينون منتجات المستوطنات الإسرائيلية ويطالبون بمقاطعتها من الأسواق، فماذا لو كانت منتجات المستوطنات الإسرائيلية تحمل اسما فلسطينيا وتختبئ وراءه لتحقق ربحا جزيلا بأهم منتج زراعي مصدره فلسطين؟

يسوق مصنع (حصاد) للتمور الفلسطينية بزعمه ويعزو مؤسسه عبدالمالك جابر نجاح المصنع لحذاقته وذكائه الفذ الذي استنسخ فيه طرقا حداثية لتسويق محصول التمور وتصديره، الطرق التي لا يفهمها الشعب الفلسطيني الرجعي، ولكن ما لا يقر به المصنع وأصحابه هو أن المصنع ينتج عشرة بالمئة من التمور بينما يمرر تسعين بالمئة من صادراته من المستوطنات الإسرائيلية، أي أن المصنع الفلسطيني مجازا هو بؤرة تسويق لمنتجات الاحتلال باسم فلسطين وليس ذلك شيئا مهما طالما أن الجيوب ستفيض ويبدو الأمر وطنيا بامتياز!

ضاعفت تركيا من استيرادها من حصاد دعما للقضية الفلسطينية، لكن ما لا تعلمه هو أن التعبئة والتغليف تأخذ صفة الدينية من الأقصى والقدس وغيرها لتضفي الشرعية على تموز مغمسة بالدم.

أين الدليل؟
هل يعقل أن يقوم ذات الاحتلال الذي يحارب صاحب دكان مقدسي في رزقه فيغلق أبوابه ويفرض عليه عقوبات ما أنزل الله بها من سلطان بدعم تجارة فلسطينية تعود على الفلسطينيين بملايين الدولارات؟هل يعقل أن يقوم الاحتلال الذي يقطع الزيتون ويهدم البيوت ويعتقل الأطفال وينكل بالأسرى بتهمة فلسطين بالترويج لتصدير منتج فلسطيني لأكثر من مائة دولة حول العالم؟! هل يعقل أن تتعاون الإمارات الصهيونية أكثر من بني صهيون مع مصنع فلسطيني لترويج منتجاته؟؟ هل يعقل أن تدعم إمارات العار ذاتها التي تبرعت لفريق صهيوني يشتم نبي الإسلام والعرب دفعة واحدة بعشرات الملايين بدعم اقتصاد يصب في صالح فلسطين التي تحاول طمسها بكل ما أوتيت؟؟

بدأت مقاطعة تمور المجهول الصادرة عن المستوطنات وكان اكتشافها سهلا عندما صدرت بأسماء وأرقام بلد منشأ إسرائيلية فقام الاحتلال بلصقها بأسماء تبدو فلسطينية مثل تمور الأقصى وتمور الأرض المقدسة ولما اكتشفت هذه لم يكن أسهل من إيجاد كيان فلسطيني متصهين يسوق منتجات المستوطنات من وراء حجاب.

عبدالمالك جابر، هم يحفرون نفقا بملعقة لكي يخرقوا كيان الاحتلال الواهي وأنت تخرق مقاومتهم بتمرة تروج لكونها غذاء صحيا وسنة نبوية ومنتجا وطنيا، هم يحفرون في التراب ليروا نور الشمس وأنت تجمع التراب لتدفنهم تحته!

الحل الفلسطيني يستلزم تطهير البيت الفلسطيني، وليس أصدق من قول الشاعر في عباس؛

إن الكلاب على الوفا مجبولة
ولقد وفيت فبئس من رباك

#سعيد_سويسي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات