أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - كُلُّ مَن عَليهَا نِسنَاسٌ، إلَّا..














المزيد.....

كُلُّ مَن عَليهَا نِسنَاسٌ، إلَّا..


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7020 - 2021 / 9 / 15 - 05:10
المحور: الادب والفن
    


هَمَستُ في أُذُنِ صَغيري إِذ نحنُ منبَطِحونَ على سَاحِلٍ ونَتَأَمَّلُ المَوجَ بِإحساس، وإذ نَلُوكُ حَلوىً حَمَلْنَاها ونَتَمَزْمَزُ بِعَصائِر مِن أنَاناس، وكان حالُنا كحالِ قِردينِ مُستَرخِيينِ يُفَلّيَ أحدُهما الآخرَ بإستِئناس؛
" سَترى يا صَغيري لَوحةً لِنَورسٍ يَهبِطُ من السَّماءِ فَيَغطسُ في مَوجِنا، لوحةً خلّابةً وتُقَطِّعُ الأنفاس"،
فهَبَطَ النّورسُ فَلَبَطَ صَغيري؛
"لولا أنتَ عَلّامٌ للغيبِ أبَتَاهُ، لَمَا أبَنتَ خَباياهُ بيقينٍ وإيناس، أنتَ إذاً أبي وربِّي ولكَ فُؤادي أسلَمَ وَالحَواس!" رَدَدتُهُ؛
" كَلّا بُنَيَّ، وإنَّما هيَ نظرةٌ في الفَضاءِ عَلِمتُ مِنها ما في النّوارسِ مِن إنعِكاس، وإنّما رَبّي وَرَبُّكَ اللهُ الذي بيدهِ القلمُ والقِرطاسُ والمقياسُ بالقِسطاس،
وهاكَ الثَّانيةُ فَإرتقِبْ معيَ إذ يَنفَلِقُ مُوجُنا عن حوتٍ مُحَلِّقٍ في الفضاءِ فَإنتِكاس".
وإن هيَ إلّا هُنَيهاتٍ حتّى حَلَّقَ الحُوتُ في الهواءِ بِبهجةٍ وحَماس. فقَالَ صغيري؛
" بل أنت رَبِّي وأبي وإستَسلَمَ لكَ فؤادي والحَواس، فإن كانتِ الأولى نَظرةً فما قولُكَ في الثّانيةِ إذ الحُوتُ تحتَ الماءِ بإنغِماس"؟
كَلّا بُنَيَّ! إنَّما هيَ نظرةُ تَصَفُحٍ في سِجلّاتِ الأجناس، عَلِمتُ مِنها لِمَ الحُوتُ تارةً يَقفِزُ رغمَ أنّه غطّاس"،
وأيَّ بُنَيَّ، إنَّما أبنُ آدمَ كائِنٌ مُتَنَفِّسٌ مُتَجنِسٌ، ولهُ عيونٌ مِن تَحَسُّسٍ وتَعَسُّسٍ، تَتَفَرَّسُ فيما حولها بإقتِباسٍ وإستِئناس، وما أبنُ آدمَ بكائِنٍ مُتَنَفِّسٍ مُتَخَنَفِّسٍ، ولهُ جفونٌ مِن تَكَلُّسٍ و تَغَطرُسٍ على ما حولها بإبلاسٍ وإختِلاس،
وإعلَمْ بُنَيَّ، أنّكَ فريدٌ على ساحلِ بحرِ الحَياةِ، ووحيدٌ فيما بينَ إلتماسٍ لإِينَاس، وَوِسواسٍ مِن خَنّاس،
وقد أَحَلَّ لكَ صيدَ ما تَحتَ البَحرِ، وأَذَلَّ لكَ ما على ظَهرِها مِن ضَوَارٍ بِإفتِراسٍ، ولكَ فيها من الغِراسِ ما تَأكلُ مِنهُ وبهِ تَشفى ومنهُ اللّباس، وأَهَلَّ لكَ بالأَهِلَّةِ، وأَطَلَّ عليكَ بأنعُمِ الشِّماس.
أمَا وقد خَلَقَكَ نَفسَاً بينَ كثيرٍ مِن مثلِكَ مِن أنفاس، وكُلٌّ نَفسٍ تَراها تَدُّبُ فيما بينَ إلتِماسٍ لإِينَاسٍ ووِسواسٍ من خَنّاس،
فَإيّاكَ أن تَتَنافَسَ معَ أنفاسٍ لكثيرٍ مِن أُناس أرجاس، فَتَجعَلَ لكَ أرباباً من دونِ اللهِ وذلكَ رَبُّ وإلهُ النَّاس، فيُوحِي بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً عن بُعدٍ وبِتَماس،
فَتَهوى في ظُلُماتٍ شتّى لشَيَاطِينٍ مِنَ الْجِنَّةِ والنَّاسِ، فتَعبُدُ وتَتَنَسَّكُ بمَناسِكِ السفيهِ الخَنّاس، فتَغْشَى وجهَك النَّارُ وتَتَسربَلَ بسَرَابِيلَ مِنْ نِحاس.
وما الوسواسُ إلّا شيطانٌ يُصَيِّرُ لكَ من أحجارٍ وأبقارٍ أستاراً تَلُوذُ بها إذ تَدُقُّ نوائبُ الدّهرِ بالأجراس، وَيُغَيِّرُ شِرعَةَ اللهِ ل(عَولَمَةٍ) تَعُوذُ بها مِن كُلِّ إنتِكاسٍ وإرتكاس،
والحقُّ أنَّها أرجاسُ عولمةٍ تُبارِكُها عمائِمٌ مُكَدَّسَةٌ في أكداسٍ، لتَدليسِ قانونِ الغَوغاءِ خِلالَ ضَوضاءِ الأعرَاس، ولتَلبيسِ مَكنونِ المَكرِ بإبلاس.
عمائِمٌ أنجاسٌ تُزَيِّنُ لكَ العِجلَ فتَجعَلُهُ لكَ قدسِ الأقداس، وحَتَّامَ تَستَغِيثُ بعدَما يَختِمُ على فؤادِكَ مَلِكُ وإلهُ النَّاس، فلا مُجيبَ لغوثِكَ مِن بني عَولَمَتِكَ وعَمائِمِها الأنجاس، ولاتَ ساعةَ مَندَمٍ يا بُنَيَّ، ولن يَنفعَكَ يومئذٍ ضربَ أخمَاسٍ بأسدَاس.
وإذاً بُنَيَّ...
عليكَ بِنظرتينِ،
فنظرةٌ الى الفضاءِ لِتَعلَمَ مِنها ما في النّوارسِ من إنعِكاس،
ونظرةٌ مثلُها فيما في سِجلٍّ وقرطاسِ ، لِتَعلَمَ لِمَ الحُوتُ تارةً تَراهُ يَقفِزُ رغمَ أنّه غَطّاس،
واختر لكَ يا بُنَيَّ منَ الصّفوَةِ صِنْوةً، ومِنَ العُزْوَة عُرْوَةً، وإجعَلْ من الكَبوَةٍ رَبْوَةً، وتمَترَسْ في ذُراها بمِتْرَاس،
وإِيّاكَ أن تَتَّخِذَ الوَكْسَةَ كسوَةً، والسَّهوَةَ سَلوَةً، والغَفوَةَ غُنوَةً تَشدو بها بينَ جُلَاَّس،
وإحذَرْ أن تَسألَ غيرَكَ بِنُعاسٍ وبإفلاسٍ، أن يَنظرَ بِعينَيكَ ليُخبِرَكَ عمَّا في الحياةِ من زبرٍ ومن بنيانٍ وأساسٍ، وعَمّا في الآفاقِ مِن غيثٍ ومن ألوانِ تَقَزّحٍ وأقوَاس،
فلئن فعلتَ فلن تَتَصَدَّرَ صَدرَ فُسْطَاطَ، بل ستنوءُ بنُوءِ أنجَاس، وسَتَبوءُ بذلك بينَ النَّسَانِيس بمقعدِ النِسناس.
إعلَمْ بُنَيَّ أنَّ كُلَّ مَن عَليها نِسناسٌ، نسناسٌ للفضائلِ كنّاسٌ، ولرايتِها نَكّاسٌ، وللرذائِلِ أحْلاسٌ، ولها لَحَّاسٌ، إلّا مَن ارتَضى عن طِيبِ نَفسٍ بمَحجَّةٍ بَيْضَاءَ لسَيِّدِ الثَّقَلَينِ مِن جِنٍّ ومِن أُنَاس.
(حِلْسُ وحَلَسُ؛ مرشَحة على ظهر الدّواب، أو كساء رقيق يكون تحت البرذعة، والجمع أَحْلاس وحُلُوسٌ).



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هَل في الصَّحافةِ حَصَافةٌ؟
- تَسَاؤُلَاتٌ مَدفونةٌ غَيرُ مَأذُونة
- حُبَيْبَاتُ ” نَظَريَّةِ المُؤامَرة “
- الفَرحُ والسعادة
- (قَالَتْ نَمْلَةٌ)
- خَدُّ الشَّمسِ -
- مَسارِحُ اللَّيلِ
- (هَلَّا من مؤسسةِ نشرٍ أو ناشرٍ مكينٍ أمينٍ مُتَرَفِّع)؟
- تهنئةٌ لمناسَبةِ عيدِ الأضحى المبارك
- قَلائِدٌ مِن كَبَاب
- في المطعمِ: أنا وصديقتي النّملة
- مُزحَةُ دِلدِل
- وقائعُ جَلسةِ مُحاكمةِ النّملةِ:دِلدِلُ
- دِلْدِلُ .. أختُ عَنْبَسَة
- أَجَل: هَكذا تُورَدُ الإبِلُ ياغَزَّةَ
- رِحْلَةُ الفِنْجَانِ
- إعترافٌ مِن وَالِد
- حكايةُ *كَسَّار*مع حُقنَةِ الحُمّى
- مفهومُ السَّكينةِ بين (مَكَّة) و (لاس فَيغاس)
- مَفاعلُ غَزّةَ النُوويّ


المزيد.....




- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...
- الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات ...
- لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ ...
- فيديو.. -انتحاري- يقتحم المسرح خلال غناء سيرين عبد النور
- بين الأدب والسياسة.. ماريو فارغاس يوسا آخر أدباء أميركا اللا ...
- -هوماي- ظاهرة موسيقية تعيد إحياء التراث الباشكيري على الخريط ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - كُلُّ مَن عَليهَا نِسنَاسٌ، إلَّا..