أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الغراب الأبيض_ مسودة أولى














المزيد.....

الغراب الأبيض_ مسودة أولى


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 10:26
المحور: الادب والفن
    


وحدك
تجمع بين الجرأة والحياء
وتقيم التوازن الحرج
بين الجوارح والعصافير
تمشي بلا غرور
وتطير بلا خوف
أيها الوحيد المستوحد
لا يشبهك
سوى مرآتك
تخرج من المأدبة بهدوء
وتخرج من المعركة بهدوء
أراك في مستقبلي المتعثّر
قادما على مهل
عشبة في العين
ودمعة على القدم المبتورة
*

يا سليل الأباطرة المهزومين
رأيتك تسكر في المقهى
وتغنّي فوق القبب العالية
فتحت شباك غرفتي
كي تدخل بهدوء
وملأت المائدة بالأصناف الفاخرة
يا سليل الخوف والحرمان
في صلاتك تتعثر
وفي مجونك تتعثر
وفي النور ترتفع
أعلى من السهم والشعاع
ما الذي يوجعك يا حبيبي!
ما الذي يفزعك
لتهجر المدن والقرى
ولتعود لا تلوي على شيء
إلى أبراجك الفارغة
*
البارحة
في مرسمي
رأيت الريش الأبيض
على الطاولة وفوق الفراش
بقع دم متخثّر
وقطع عظام صغيرة
ولم استطع العودة إلى النوم
في خسارتك نذير شؤم
وفي وصالك المتأخر
صرخة تدوّي
لا يقوى سماعي على تحمّلها
هكذا وجدتك
بأصابع صغيرة
وقلب يرتجف
ودم ودموع
لا يتوقفان عن الجريان
*
أعددت لك قفصا جميلا
فيه من كل الألوان
سكبت فيه
بحيرة اصطناعية
ومزارع خضراء
تلال وأشجار عالية
ولم أغفل عناد الصيادين القساة
وتهديدهم بالقتل
إن اقتربوا منك
أو اقتربوا إليك
لكنك لا تأتي
أعرف بالحدس والتجربة
أن الدخول إلى قفص
يلزمه بعد التجربة والمران
حزن وخوف هائلين
وغواية من نوع آخر
أعرف مثلك
أن الوجع يشعل كل الحرائق
*

طار الغراب
وخلفه الحاشية
تتبعه بهدوء وتكاسل
كنت وحدي
أنظر من النافذة وأفكر
كيف انعقد لساني
واقتلعت أشجار السنديان الضخمة
من جذورها
ولا أصرخ
ولا أحاول الخروج
يا سيد بوذا
تابع خلوتك
ويا نديمي الأبله
تابع مجونك
فأنا تائه وعابر
الغابة وطني
والجناح حريتي
وأستيقظ
دوما
في منتصف الكابوس
*
هذا الجدار
أعدّوه لي
وهذه المقصلة
رفعوها على طول قامتي
وفوق الخرائب الممتدة
تناثرت أضلاعي
وأحلامي
أنا الغراب الأبيض
الخاسر في كل الحروب
والخاسر في كل الولائم
لا يقتربن أحد من جثتي
وليغادر الجميع
قلب أن تحلّ اللعنة
ويتحطّم الهيكل
*

طار الغراب الأبيض الجميل
والعشبة في منقاره
طار الغراب
وأنهار الدم
تتدفق تحت جناحيه
وكان الوقت بلا ملامح
من أين أتيت يا سيدي؟
إلى أين تقصد يا سيدي؟
أجابني الصدى
وخبرة الهروب المتوارثة
لا مكان لك بيننا
لا أمان لك خارجنا
فعدت
إلى الكابوس
وعاد الغراب الأبيض
إلى الغابة الأولى

اللاذقية 18|8_حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسارة كيكا وعالم الأنترنيت_ثرثرة
- حصن الدفاع الأخير_ثرثرة
- سقف التوقع_ ثرثرة
- زكام صيفي_ ثرثرة
- مجتمع الأنترنيت مرة ثانية_ثرثرة
- الانسان المهدور_ثرثرة
- اليوم الأخير_ثرثرة
- مثل بئر مهجور_ثرثرة
- زائد عن الحاجة_ثرثرة
- بين عدميين_ثرثرة
- شخصية الزعيم _ثرثرة
- ثقافة الجواب_ثرثرة
- نم واستيقظ
- الحب من طرف وحيد_ثرثرة
- يتامى سوريا_ثرثرة
- نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة
- جسد يتداعى_ثرثرة
- الحاضر في دورانه
- في الحاضر المفقود
- بيت في الهواء_ثرثرة


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الغراب الأبيض_ مسودة أولى