|
صراع داخل البيت ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7017 - 2021 / 9 / 12 - 16:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ قد لا يبالغ المراقب ، والمطل بالشأن الفلسطيني 🇵🇸 ، تاريخ مقاومة الاحتلال ومنعطفاته وتقلباته ، بأن هذه المرة ، كان المنادي صوته مسموع لأنه حي ويتمتع بكل أسباب القوة والتنظيم ، بالفعل ، لقد بدد ابوعبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام لأي تشاؤم قد أصيب أو ربما يُصيب الأسرى الفارين / المعتقلون مجدداً ، هنا 👈 ايضاً ، ما هو السبب الذي يمنع المرء التخيل ، بأن الآن محمود العارضة وزملاءه العائدون إلى السجون الإسرائيلية ، يجلس 🪑 حول الأسرى وهو يسرد لهم الأيام التي أمضاها خارج المعتقل ، بل ربما هكذا ، قد يعتبرها مجرد إجازة دون استئذان ، كلفت دولة الكيان الإسرائيلي عن كل يوم ميلون دولار 💵 ، فالأسير الأمني حسب التقارير الدولية ، تحدثت أنه يكلف خزينة الدولة سنوياً 71 ألف دولار 💵 ، منها 13 ألف دولار التكاليف المباشرة عن الأسير و58 ألف دولار المعاش السنوي الذي يدفع للسجان والحارس ، وبالتالي ، الإجازات على هذا النحو والشكل ، تضاعف بدورها التكلفة والتى ربما إذا قرروا الأسرى ابتكار أساليب جديدة يقارعون بها الاحتلال ، فسترتفع فاتورة السجون من مليار ونصف المليار إلى ما لا يحمد عقباه .
ثمة من يجادل ، مع ذلك ، أن إسرائيل 🇮🇱 قوة جبارة لأنها تتمتع بنفوذ دولي ، وهذا صحيح لا غبار عليه ، لكن ايضاً ، وهو الوجه الاخر ، حيث تنفق الدولة الاسرائيلية سنوياً على مصلحة السجون أموال كبيرة بالاضافة إلى المعتقلات التى تخص الجيش ففاتورتها مستقلة ، فهذه الأخرى لا تدخل في موازنة الأمن الداخلي ، وبالتالي المحصلة الأولى ، تشير☝بأن الأسرى الفلسطنيون خلال 72 عاماً كلفوا إسرائيل 🇮🇱 ما يقارب 110 مليارات دولار 💵 على الأقل ، قد يكون المبلغ أكثر من ذلك ، وهذا باب مازال مغلق لم يتطرق له ، لا اسرائيلياً 🇮🇱 ولا ايضاً فلسطينياً 🇵🇸 ، أي بالمعنى الآخر ، حتى الآن المستوطن أو المواطن الإسرائيلي لم يفاتح حكوماته التى تعاقبت على ادارة شؤونه ، ماذا 😟 غيرت الاعتقالات على مر العقود ، ولماذا يتم انفاق أموال الضرائب الاسرائيلي في مربع يمكن توفيره لمجالات اكثر حيوياً ونفعاً للطرفين ، في المقابل ، على سبيل المثال ، اليوم الاسرى الستة والذين استطاعوا أن يصنعوا معجزة غير عادية ، ليس لأنهم تمكنوا تشكيل فرارً من السجون ، بل هذا الفرار حصل مرارً وتكرارً في الماضي ، لكن اليوم الأمر أختلف ، لقد نجحت المكنة الاعلامية التى تقف خلف المقاومة من تحويل واقعة الفرار إلى الحدث الاول في العالم ، وتحولوا هؤلاء الستة تماماً كما هو القناص والجندي الروسي فاسيلي زايتسيف الذي تحول بفضل نباهة المفوض السياسي في الجيش الأحمر إلى بطل قومي وقائد المواجهة والاشتباك من منطقة صفر ، في معركة ستالينغراد أثناء الحرب العالمية الثانية ، وهكذا بالفعل ، تقصد التوجيه السياسي في استثمار اسم فاسيلي بين الجنود ، فأصبح رمز يشحن القوة والصمود وباتت الحكايات تحيك 🧶 عن تلقينه للألمان 🇩🇪 خسائر من منطقة صفر وفي مواجهة نادرة بل لم يسبق لها مثيل ، كانت الأولى من نوعها ، والذي كان له الفضل في تأسيس ما سيطلق عليه لاحقاً بالثلاثية ، وباتت نظريته تدرس في الكليات الحربية ، كيف يمكن السيطرة على بقعة محاصرة من ثلاثة جهات بالقناصة ، كما ارسى ظاهرة حديثة على العسكرية ، هي كيف للمقاتل التخلص من المراقبة ، وبالتالي ، تحول وجوده في أي معركة إلى عنصر نصر ✌ بالنسبة للجنود السوفيات 🇷🇺 وعبء مربك للألمان 🇩🇪 .
وبين أحداث عجائب الفرار ، تندرج عملية الأسرى الستة من السجن تحت مفهوم استنزاف المحتل ، أكثر مما يتعلق الأمر بحريتهم ، وهنا تكمن بالفعل مقاصد من خطط واستطاع تنفيذ ذلك ، لأنه ببساطة أدرك أن العملية ستصيب الاحتلال بنزيف اقتصادي ومعنوي ، بل هو يؤسس فعلاً😦 إلى هوية جديدة للناس ، وهذا ظهر خلال حرب الأخيرة التى أطلق عليها سيف ⚔ القدس ، لقد أسسوا فلسطينو الداخل ، ( الخط الأخضر ) حكايتهم الجديدة ، ألا وهي ، مقاومة التميز العنصري ، وهذا بحد ذاته يعتبر باب لو فتح بشكل ممنهج ، سيكون استنزافه مكلف على الاحتلال ، لأن المواجهة في طبيعة حالها ، تصنع التزامات على الفرد ، على سبيل المثال ، عندما تقوم إسرائيل 🇮🇱 إعتقال أشخاص على شاكلة محمود العارضة ، وهو بالشخص المثقف والقارئ وصاحب مشروع تحريري ، سيصبح الاعتقال والسجن وما فيه ، التزامات تقع على كاهله ، وبالتالي ، تصبح هي الأولويات والتى تتيح له ولأمثاله صناعة الوجود ، أي أن المرء يقف أمام أمرين ، أما يصنع وجوده الجديد لكي يحصل على حريته أو يتحول إلى عدم كما يرغب المحتل أن يراه ، إذنً ، مشروع الحرية الذي صاغوه الستة ، وهو في مضامينه لا يتوقف عند إعادة تشكيل الهوية وبناءها فحسب ، بل يصنع مواجهة من منطقة الصفر .
إذنًً ، وأن تأمل المرء أكثر فأكثر ، وأكثر شخوصاً لاشتباك فيه من التراشق الفكري ، فإن القاسم المشترك بين فاسلي قائد المواجهة من منطقة صفر باستالينغراد والأسرى الستة على وجه الخصوص ، لقد عرفوا أن الطبيعة البشرية تفتقد للهوية الثابتة ، بل يمكن لها أن تستأنس مع تفوق الاحتلال حتى العدم ، فكان السجن كفيل في إعادة تكوين الهوية من خلال خياراتهم ، وهنا قد يكونوا طرحوا سؤالًا مركزي على أنفسهم ، هل يستسلمون للواقع الجديد ويتحولوا إلى أرقام ، أما سيعيدون تشكيل الهوية الجامعة ، لشعب بالكامل يتعرض إلى إبادة هوية قبل كل شيء ، لهذا ، تنفق إسرائيل 🇮🇱 أموال💰طائلة منذ تأسيسها دون أن تكترث لحجم الإنفاق ومتجاوزةً تكوينها البخيل ، لأنها تعرف أن انتصارها لا يتحول إلى حقيقة 😳 إلا إذا أصبح الفلسطيني 🇵🇸 عدم .
أيضاً ، كل ما جرى في الفترة الماضية ليست سوى نماذج حيّة ، شاخصة للعيان ، لكن الحاضر يشير ☝أن باب🚪 الاستنزافات المهمل قد فتح ، وهو في عباب البحث عن هويات تتشكل من بواعث القلق ، تماماً كما فرض إلتزامه على الأسرى الستة ، من الممكن وبسهولة أن يفرض التزاماته على الستة ملايين يشعرون بالقلق على مستقبلهم ، ولقد رأيت 👀 شخصياً في عيونهم وتحديداً أثناء اعتقالهم مجدداً ، وعلى الرغم من البراءة الأخاذة ، لكن هناك إصرار واضح على صنع 🧐 هويتهم بطريقة مختلفة ، بصراحة 😶 لا تغيب عن شخص ملم وعارف بالمعنى الحقيقي للقلق ، وعلى الرغم أيضاً من كل الحواجز والقيود والعراقيل ، إلا أن القلق على حريتهم ظاهر ظهور القمر في النهار . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
درس المغرب 🇲🇦 / تفصيل حاسم وذات دلالات هامة
...
-
ببساطة ، إن ذهبت ستموت ☠ 💀 / الجريمة المفتوحة
...
-
الاستيقاظ من حلم الانتصار✌/ ماذا 😶 بعد ذلك ...
-
الموسيقار الذي ضبط إيقاع الراقص المتمرد على الحزن / اليوناني
...
-
حصاد دامي كفيل بتحريك الرمال ...
-
بعد كل محاولات التحرر من القهر ، يضربن بأقدامهم الأرض --- ،
...
-
ماذا 😟 يعني وصول الإيراني إلى الحدود الجنوبية في سور
...
-
من التأسيس إلى الوصية
-
من التأسيس إلى ترك وصية قابلة إلى تفسيرات متعددة( أوصيكم ألا
...
-
وصلت الأمور إلى نتيجة مسؤولة / فوجب الانسحاب ...
-
بموافقة حزب البعث السوري / سوريا احتلت إيرانياً بالمجازر ...
-
عودة الإمارة سيكسبها طابعاً تقليدياً ، تريدوها منطقة مزدحمة
...
-
البطريرك بشار بطرس الراعي 🇱🇧 يقول باختصار /
...
-
دستور الفرنسي 🇫🇷 لعام 58 هو المناسب لتونس
...
-
من حاصبيا إلى الأحواز / الخوف من سياسة التفريس ...
-
نيرويون بيروت / حرقوها وعلى أطلال النترات عزفوا الموسيقى
...
-
التخفي من أجل 🙌 اجتذاب الشعب / غميضة القذافي الابن /
...
-
إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن 🇺🇸...
-
وزيرة السعادة / تونس 🇹--------🇳-------- الخض
...
-
الحلاقة أرحم على التوانسة 🇹🇳 من الديمقراطين
...
المزيد.....
-
-لا مؤشرات على وجود حياة-.. مشاهد صادمة تلاحق الفلسطينيين مع
...
-
كيف تضغط العقوبات النفطية الأمريكية على أساطيل الظل لروسيا و
...
-
رؤساء سوريا عبر التاريخ: رئيس ليوم واحد وآخر لأكثر من عقدين
...
-
السودان.. حميدتي يقر بخسائر قواته ويتعهد بطرد الجيش من الخرط
...
-
الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي تم رصده م
...
-
برلماني مصري من أمام معبر رفح: الجمعة القادمة سنصلي في تل أب
...
-
السودان.. قوات الدعم السريع تتوعد بـ-طرد- الجيش من الخرطوم
-
السلطات النرويجية تبلغ السفارة الروسية بعدم احتجاز طاقم السف
...
-
الخارجية الأمريكية: إدارة ترامب تعتبر قناة بنما أصولا استرات
...
-
قوات كييف تهاجم مدينة إنيرغودار مجددا حيث تقع محطة زابوروجيه
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|