أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - شكوى مواطن سيء الحظ














المزيد.....

شكوى مواطن سيء الحظ


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7016 - 2021 / 9 / 11 - 22:54
المحور: الادب والفن
    


يحاول أن يقنع نفسه بأنه لا ينتمي لهذه الأرض بل لا ينتمي لأي شيء على الإطلاق فيردد أغنتيه القديمة لا وطن لي ولا قومية لا لغة ولا هوية جذوري هوائية سماوية وليست طينية ويبدو أنه تخلص من كل هذه الخرافات وقذف بكل هذه الأشياء المزرية في الخرارة أوحفرة المجاري أو في الزبالة مع كل الأعلام والرموز والأناشيد الوطنية والشعر القومي والأمجاد القديمة والحديثة رغم أنه لا توجد أمجاد حديثة في الحقيقة بل هزائم وجرائم ومذابح وخيانات وعمالة وتخلف وجهل وهو مجرد إنسان بسيط يريد أن يحيا بوعي حياته الداخلية والخارجية مع أشباهه المختلفين لا يريد منهم أي شيئ أي شيء على الإطلاق ذلك أنه أدرك منذ زمن بعيد بأن ما يسمى بالثقافة التي ينتمي إليها والبيئة التي نشأ فيها ما هي إلا ثقافة رجالية قمعية وفولكلورية مزرية مثل غيرها من الثقافات القديمة والبالية يجب التخلص باسرع ما يمكن من قيودها وسلاسلها الثقيلة بأسرع ما يمكن بأسرع ما يمكن رغم أن العجلة من الشيطان كما يقولون أو من ميشلان أو جوديير وربما كونتينينتال فالهوية ليست معطى أولي نرثه مع الأمراض الوراثية والصلع وقصر النظر بل هي شيء يتراكم كل يوم ويتكون طبقة بعد طبقة وليس شيئا نناله لمجرد ميلادنا في بقعة ما من الأرض نحن نكون ما نريده أن نكون وجذورنا في السماء وليست في الأرض في السحاب وليست في التراب وأول من نقابله في رحلة الحياة هم عادة بشر مثلنا وضعوا أشيائهم على ظهورهم وأخذوا الطريق إلى الخارج وهم نوع من السواح الذين يسافرون ليس من أجل معرفة العالم بل من أجل معرفة أنفسهم وتكوين هوية جديدة وهم عادة لا يحملون جوازات سفرمزرية كما أن وجوههم عادة لا تحمل آثار الشمس ورياح القبلي يأتون من كل مكان ويذهبون لأي مكان العالم مفتوح أمامهم وبلا حدود ولا بوابات وقد وجد نفسه بينهم بالصدفة في مكان لا يناسبه على ما يبدو ويستطيع أن يتحدث بالتفصيل عن البعض من هؤلاء البشر الذين صادفهم هنا وهناك لولا أن الأسماء تغيب وتتبخر والوجوه تتدغدش كما أنه ينقصه الدافع لقص الحكايات وأخبار الآخرين عشرات الأسماء المختلفة المدفونة في الذاكرة ولكن مجرد تذكر الحروف الأولى من هذه الأسماء يبعث في نفسه نوعا من الحزن الغريب وكان في البداية قد حاول أن يخلق طريقة لحفظ هذه الأسماء ليتذكرها بسهولة لأنها جزء من التاريخ البشري لهذه الأنا الضائعة وسط هذه الكومة من النفايات المسماة بالكرة الأرضية حيث كل هذه الأعوام والأيام والساعات والثواني والدقائق ضاعت في برميل القمامة مثل زجاجة النبيذ التي قذفها في البحر ذات يوم لمجرد الملل واليأس والاحساس بأنه لن يسكر بعد اليوم أبدا وأنه حتى لو سقط ميتا ولا يستطيع الحراك فإنه لن يفقد وعيه بعد اليوم محكوم علينا إلى الأبد بوعينا الفردي وسط ضجيج البشرية وزحامها كما قال ذلك السكير الإيرلندي أنت تعيش للأسف لا دواء لذلك



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعادة سيزيف
- ألبير كامو
- حبوب منع الملل
- كيفية الحياة في عالم يحتضر
- الحياة، حادثة مميتة
- الشاهد
- مسقط الرأس
- بيكيت ونفي العدم
- الزنزانة رقم ٢٢
- ثلاثية بيكيت
- ويتقشر الليل
- بيكيت والنازية
- لماذا كل هذه التفاهة
- صامويل بيكيت
- عقم التفكير السليم
- العدم أفق البشرية وليس نهايتها
- القلق عند سارتر
- جنية البحر
- عن الخوف والقلق وما بينهما
- تشنجات الحبل المتأرجح


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - شكوى مواطن سيء الحظ