أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - هَل في الصَّحافةِ حَصَافةٌ؟














المزيد.....

هَل في الصَّحافةِ حَصَافةٌ؟


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7016 - 2021 / 9 / 11 - 21:49
المحور: كتابات ساخرة
    


الصّحافةُ مِهنةُ الحَصافةِ أو هكذا العَهِدُ بها بأنَّها منبرٌ للأدبِ والحرفِ الرصينِ وللثقافة. وسلطةٌ رابعةٌ غيرُ تابعة ونابعةٌ من لُبِّ الفكرِ وشغافه.

وقد دَخلتُ مَضاربَها كعابرِ سبيلٍ لعامٍ يتيمٍ ولا نيّةَ ليَ بأستئنافه،
وقد رأيتُ صرحَ الصحافةِ ذا لغزٍ وعسيرٍ لعابرِ سبيلٍ مثلي إكتشافه،
وقد نأيتُ عنه فجراً أقَلِّبُ الأمرَ ما بينَ شرفِ الحرفِ وما بينَ إحترافه، حتّى أقبلَ عليَّ الإشراقُ بنِداهُ ونَداهُ وإستكشافه،
وقد هَمَسَت نجمةُ الصّبحِ في أذنيَّ لمَا بَصُرتِ البالَ شارداً فيما في أمرِ الصَّحافةِ من سَخافة، ومواسيةً للبالِ بنبيلِ من كلمٍ وسلسبيل ألطافه:

هَوِّن عليكَ مِن تَقَلُّبٍ في تَفَكُّرٍ وإعتِكافه، وأنصت ليَ لأسمعَك بنوداً ثلاثةً مُعَلَّقَةَ على بابِ الصّحافة، وعليكَ أن تُحقّقَها إن كنتَ تهوى تقبيلَ وجناتِ الصحافة:

"حَرفٌ حصينٌ بتَطوافه، وعِلمٌ رصينٌ بأطيافه، وفكرٌ حكيمٌ بأكنافه"،
بيدَ إن صَاحَبْتَ (رئيسَ تَحريرٍ) بمُنَاوَرَةٍ مِنكَ او مجاملةٍ او حتّى بِطبقٍ مِن (كُنافَة)، فإنْسَ (كِذبَةَ) بُنودِ البابِ إيّاها، وإنسَ العدلَ وإنصَافَه وأنصَافَه،
فحالُ الصّحافةِ وما فيها من غَثِّ الفكرِ وإنحِرافه، كَحالِ صَناديد قُريش إذ إستَخَفُّوا بإبنِ أبي قُحافة، وما عَلِموُا أنّهُ سَيّدُ للحِكمةِ وسيِّدٌ للحرفِ وسَيَشهدُ لهُ الغَدُ بإعتِرافِه،،
ذاك أنَّ الصَحافةَ يا صاحُ مُسَيَّرَةٌ لا مُخَيَّرَة ولكلِّ عِرقٍ فيها نواياهُ وشهواتُهُ ولهُ إصطفافه، وكلُّ عِرقٍ يهتَمُّ ويَهيمُ بالحقِّ إن تلائمَ مع هواهُ ودغدغَهُ متلاعباً بأردافه.

أحقّاً قيلُكِ هذا يا نجمةَ الصبحِ!
أجل، ومهلاً عليَّ لأعِظُكَ بِبندٍ واحدٍ آخر بإنعطافة:
"إن كنتَ ذا مالٍ مستَعمَرٍ، أو ذا منصبٍ مُستَثمَرٍ فأنتَ في بؤبؤِ عينِ الصَّحافة، وقلمُكَ عندها؛ إمّا "ذبيانيّ" العَبَراتِ أو"منفلوطيّ" النَّظَرات، وقداسةُ قلمِكَ عندها كاملةٌ أوصافه.

أوَليسَ - يا نجمةَ الصّبحِ- الصحافةُ هي تَتَبُّعٌ لزيفِ الباطلِ وكشفُهُ بصدقٍ وبرَهَافة؟

أجل ياذا فِكرٍ شاردٍ، شرطَ إلا يملكَ الباطلُ غطاءً جَويّاً من قاذفاتِ الكُنافة، فَحَواصلُ قادةِ الصّحافةِ واهنةٌ أمامَ قصفِ لفائفٍ من كُنافة،
ولكَ أن تُجرِّبَ وتَكتبَ عن الحجابِ والحُشمةِ وعن عفافِ النفسِ إذ الناسُ عنهُم في سفورٍ وإنجرافه،
وعنِ عنفوانِ العروبةِ إذ العُربُ في شغلٍ فاكهونَ ما بينَ صورِ (فوتوغرفَ) و رسائلِ (تلغرافَ)،
أو أن تَصفَ سياسةَ (لندن) ضد العربِ بالسخافةِ وبالكذبِ والنفاقِ وبالصّلافة،
أو أن تقصفَ سياسةَ (باريس) المريضة بالدّعارةِ والمثليّةِ والكسافة،
وتُحاولُ نشرَ كلماتِكَ في صحيفةٍ عربيةِ من هناكَ تصدرُ يومياً وبكثافة، وسترى أن لن يُنشرَ لك حديثاً أبداً، ولا حتى بعضاً من أطرافه،
وسيضعونَ حديثَك تحت أقدامِ فيلٍ أو على عُنُقٍ لبعيرٍ أو في رقبةٍ لزرافة،
والعجبَ أنك لو أرسلتَها الى صحيفةِ إنجليزية لنشرَتْها من فورِها وبلا توجسٍ وإرتجافه، إلتزاماً منها ببنودِ البابِ إياها؛ بنودُ دستورِ الصّحافة.

لا عليكِ يانجمة الصبح!

لاعليكِ، فإنما هو عامٌ يتيمٌ قَضيتُه على مضضٍ في غياهبِ الصحافة، ورُبَما لن أنسخَهُ لقابلٍ بل سأعودُ لمجالسةِ أشياخِ الحيِّ وإئتلافه،
وحيثُ هنالكَ واحةٌ من أعشاشِ النّقاءِ بأليافِ الصّفاءِ وجُموعُهُ وأحلافه، وحيثُ هنالكَ؛

لا تحايلَ على الحَرفِ بِقَرصَةٍ مِن رَقٍّ يُقَادُ بِها السائلُ في حَضَرٍ وفي أريافه، ولا تمايلَ على الظَرفِ بِرقصةٍ مِن حَقٍّ يُرادُ بها الباطلُ في حاضرٍ وفي أسلافه.

ولكن يا نجمةَ الصبحِ ما عساي فاعِلٌ في مخطوطتي "حوارٌ مع صديقتي النّملة" إذ أنا أفتِّشُ لها عن ناشرٍ رفيعةٌ أوصافه؟

تُفَتِّشُ عن "ناشرٍ رفيعةٌ أوصافه"! أبليدٌ أنتَ يا ذا نملةٍ ضاعَ من فؤادِها مجذافه؟ رُبَما لكَ أن تطبعَها على رّقاعِ جلدٍ أو أقتابٍ، أو على كتفِ حيوانٍ أو عُسُبٍ بعدَ جفافه! رُبَما

إنهضْ الآن يا ذا نملةٍ فقد حضرَ فَطُوركَ من رغيفِ خبزٍ وزبدةٍ وإبريق شايٍ وصحنٍ من........كُنافة.

(تحيةٌ وتقديرُ لمَن إحترفَ الصحافةِ بصدقٍ وعلا فيها بالحقِّ هتافه).



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَسَاؤُلَاتٌ مَدفونةٌ غَيرُ مَأذُونة
- حُبَيْبَاتُ ” نَظَريَّةِ المُؤامَرة “
- الفَرحُ والسعادة
- (قَالَتْ نَمْلَةٌ)
- خَدُّ الشَّمسِ -
- مَسارِحُ اللَّيلِ
- (هَلَّا من مؤسسةِ نشرٍ أو ناشرٍ مكينٍ أمينٍ مُتَرَفِّع)؟
- تهنئةٌ لمناسَبةِ عيدِ الأضحى المبارك
- قَلائِدٌ مِن كَبَاب
- في المطعمِ: أنا وصديقتي النّملة
- مُزحَةُ دِلدِل
- وقائعُ جَلسةِ مُحاكمةِ النّملةِ:دِلدِلُ
- دِلْدِلُ .. أختُ عَنْبَسَة
- أَجَل: هَكذا تُورَدُ الإبِلُ ياغَزَّةَ
- رِحْلَةُ الفِنْجَانِ
- إعترافٌ مِن وَالِد
- حكايةُ *كَسَّار*مع حُقنَةِ الحُمّى
- مفهومُ السَّكينةِ بين (مَكَّة) و (لاس فَيغاس)
- مَفاعلُ غَزّةَ النُوويّ
- ( أنا الثورُ ياغزّة)!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - هَل في الصَّحافةِ حَصَافةٌ؟