أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - النفاق الديني بين الدولة والمعارضة!














المزيد.....


النفاق الديني بين الدولة والمعارضة!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتشَدَّق بعض الأنظمة العربية مؤخرًا بالليبرالية، بعد تظاهرها الإفلات من تحت جناح التيار الديني، ومن موروثه الراسخ في عمق التربة العربية منذ قرون حرق الكتب ومعهم الكُتاب، لتّتظاهر هذه الأنظمة بالسنوات الأخيرة بأنّها بدأت تتحرَّر من عتق الماضي وقيود الايدولوجيا الدينية بأبعادها المذهبيّة المختلفة، والحقيقة الصارخة أنها لم تتخطَ في الواقع الحيّ تملُص سطحي من بعض المظاهر المتطرفة التي تتعارض مع مصلحة هذه الأنظمة.
أما تحالفها التاريخي البعيد والاستراتيجي فهو ما يزال قائمًا مع هذه التيارات التي تدعي وتتظاهر بالاعتدال، وتحتل للأسف المؤلم سدَّة مواقع بغاية الحساسيّة في أجهزة الدولة ومفاصل المجتمع، وتتمثل بفجاجة كذلك في مؤسسات المجتمع المدني بكلِّ مكوِّناته وأيديولوجياته حتى بلغنا حقبة راهنة لم نعد نفهم مغزى التحالف الديني اليساري والعلماني في الكثير من الدول العربية التي تتظاهر أمام الغرب بأنها تحارب التطرف وتؤمن بالتسامح والاعتدال ولكن لا تستطيع أن تبرِّر تحالفاتها تحت الطاولة وفوقها أيضًا من قوى دينية ضد مسار التاريخ الذي تصنعه عادة الطلائع الفكرية ذات الأفق الواسع .
الساحة الراهنة تشبه حالة الغليان بالقرون الوسطى، حين تفاقم النفاق الفكري والسياسي وتزاوج مع التيارات الظلامية وقَبِل بأن يكون ذيل الدولة الدينية ولم يخرج من عباءتها إلا حين سقطت بفعل الاهتراء وليس لسبٍّبٍ نضالي تقدمي وطليعي، لأن قادة الطليعة حينها أما أُحْرِقوا أو شُنقوا أو نفوا، وظلَّ مرتزقو المال والنفوذ بذيل هذه الدولة المتهرئة حتى سقطت في أشكالها المتعدِّدة منذ الأموية والعباسية والفاطمية والعثمانية وحتى دولة البشير- الترابي في السودان.
صمدت الدولة العربية ذات الطابع المدني وهميّة، لأنها في جوهرها ظلَّت ذات المنظومة القديمة بقشرة عصرية وهذه هي الدولة الحاضرة الآن التي لا تختلف عن طالبان وداعش إلا في المظهر الخارجي وفي الثوب المدني الذي مجرَّد أن يتعرض ما تحته للتعري حتى ينتفض وينتقم من أي تحدي يتعرض له مصيره.
فهناك دول في العلن تتظاهر بأنَّها على خط الليبرالية ولكن إن طالبتها بتقييد صوت مكبرات صوت المآذن لفتحت عليك النار ولن تجد من جهاز الدولة الذي يدعي الليبرالية سوى التخلي عنك بل وربما يعاتبك ويتهمك بخرق قانون التسامح الذي يحمي فقط الأديان وليس وسيطًا بينها كما هو مُفترض...بل ثمّة دولة تتظاهر في العلن بأنها علمانية ولكن عندما تتقدم تفرض النقاب على المجتمع باعتباره حرية، وتسمح بوجود طبيبة منقبة بمستشفى حكومي، تكشف وتعالج وتكتب الدواء ووجهها مستور وراء السواد، وبذات الوقت ترى بذات المجتمع دائرة حكومية تمنع رجل من دخولها بحجّة أنه يرتدي الجينز القصير، فلا تجد صوت أو منبر في هذه الدولة يسأل ولو من باب الطرافة عن هذه المفارقة.
هذا المشهد ينتشر في كلّ الدول العربية تقريبًا وحتى في دول تدعي بأنها ليبرالية!!
ما مفهوم الليبرالية؟
منذ الربيع العربي! تفتَّت الأقطار العربية إلى أشلاءٍ بشرية وحجارة ونهب وجز رؤوس، واستثنيت دول من هذا المصير...هل ما زالت هذه الليبرالية محتفظةً بنضارتها؟
لنزيح النقاب أو الحجاب عنها بعد هذه السنوات الدامية وفي سياق التغييرات الراهنة بالإدارة الأمريكية.
هل كانت هذه الحسناء المسَماة بالليبرالية،لعنة أم نعمة؟ انقسم العرب من بين راغباً فيها وبين كارهًا لها، لكنها في النهاية صارت عقدتهم منذ أن لعبت برؤوسهم ورقصت أو تراقصت وفي النهاية ضاعت مع الريح، لأنها ببساطة وُلِدت في تربة غير صالحة...مع نظام رسمي يتظاهر بل ويدعي الليبرالية ولكنه بعيد عنها بعد الأرض عن المريخ...والمعارضة العربية بمجملها غير صالحة، بل تالفة تمامًا، لأنها أما ذيل للولي الفقيه الإيراني، أو وليدة الأصولية الداعشية، أو يسارية قومية لا هوية لها...
باختصار النظام العربي والمعارضة العربية، هما وجهان لعملة واحدة هي النفاق الديني.



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثالوث محرم ومثلث نحْس يطارد الرواية!
- حكام وشعوب من الخارج والباطن!
- عفوا...الشرق شرق والغرب غرب لا تخلطوا!
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (11 ...
- ازرع الورد حتى لو كان جارك يزرع الشوْك...
- لا عزاء للصحافة العربية...
- ماذا تعلمنا بعد كل محنة؟
- ثلوج يوليو...
- من بيع الأجساد إلى بيع العقول (تجارة الرق الجديدة)
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (10 ...
- قدس حماس أم قدس إسرائيل؟!
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (9)
- من شروط استقرار الدول...
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (8)
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (7)
- قطارنا ما يزال يسير على الفحم!
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (6)
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (5)
- رواية عن مقال ممنوع...
- حذار من انهيار الطبقة الوسطى!!


المزيد.....




- أحمد الشرع يتعهد بتحقيق السلم الأهلي وإتمام وحدة الأراضي الس ...
- إطلاق سراح ثماني رهائن إسرائيليين وتايلانديين من غزة، مقابل ...
- ترامب حول إمكانية قبول مصر والأردن فلسطينيين من غزة: قدمنا ل ...
- بيسكوف: لا اتصال بين بوتين وترامب بشأن حادث تحطم الطائرة في ...
- القائد -الظل-.. من هو محمد الضيف؟ وما هي أبرز محطات حياته؟
- إقبال كبير على المنتجات الروسية.. روسيا تشارك في معرض ليبيا ...
- مبعوث ترامب: إعادة إعمار غزة قد تستغرق 10 إلى 15 عاما
- الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة أم روابة بشمال كردفان
- تقرير يكشف معلومة -غريبة- عن حادث مطار رونالد ريغان الكارثي ...
- -الشبح- الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو محمد الضيف؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - النفاق الديني بين الدولة والمعارضة!