سلام عبود
الحوار المتمدن-العدد: 1646 - 2006 / 8 / 18 - 11:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خبران قديمان, هامشيان, ومسليان أنقلهما اليك, كما وردا من مصادرهما. الأول في الرياضة والثاني في الغناء. والأمران معا, الرياضة والغناء, لا صلة مباشرة لهما بالسياسة والأيديولوجيا, فلا تتردد في قراءة رسالتي!
الخبر الأول يقول: "فازت اسرائيل في مهرجان الأغنية الأوروبية", وأنا أضيف من عندي: هنيئا لها بهذا الفوز.
الخبر الثاني يقول: " وصل اليوم الوفد الرياضي الاسرائيلي المشارك في الدوري الأوروبي", وأنا أضيف: مرحبا بكم في بيتكم, وبين أهلكم!
هذان الخبران تكرر ورودهما آلاف المرات خلال السنوات الماضية. ربما لم تتوقف عندهما للحظة واحدة. أنا أعذرك, فأنت مشغول بكوي بدلة التجنيد, التي استلمتها يوم أمس من جيش الدفاع الاسرائيلي. وأنا لا أنكر عليك عاطفية هذه اللحظة التاريخية, التي رأتك فيها جدتك وبكت. تذكر كيف ترقرقت عينا جدتك, فقد ذكرها المشهد بالبدلة العسكرية, التي استلمها جدك قبل نصف قرن وذهب بها لمقاتلة أعداء اسرائيل.
أنا أعذرك, فأنت لست وحدك من لم يتوقف عند هذين الخبرين التافهين. فحتى القلة النادرة, التي توقفت عند الخبرين, لم تنظر اليهما إلا كطرفة مسلية. بيد أنني, المولع بالمآسي, أنظر اليهما, كما ينظر المرء الى مجزرة مرعبة, أو كارثة أبدية, تحل به جيلا بعد جيل. ستقول: إنها "فوبيا" المجازر! أنت على حق, إنها كذلك.
لا بد لي أن أعذرك أيضا لأن أحدا لم يقل لك من قبل إن الخبرين السابقين خبران سياسيان وآيديولوجيان, أكثر منهما خبرين فنيين رياضيين. والأغرب من هذا, أنني أعتقد أنهما خبران ثقافيان أيضا, ثقافيان بامتياز تام. وأعني بثقافيين, أنهما لغويان, موسيقيان, حكائيان, سرديان, فنيان, "فولكلوريان", "انثربولوجيان", تراثيان وحفرييان.
فاسرائيل, التي تقع في قارة آسيا, تلعب وتغني في أوروبا. هي ( أرجو أن تعذرني , فأنا لا أعرف هل اسرائيل هي أم هو في اللغة العبرية. فالعبرية التي تعلمتها في شبابي, هجرتها ذاكرتي طوعا, قررت نسيانها, لأنها تذكرني بالعداء والأحقاد والحروب والعنف, وبالهزائم طبعا), هي لا تلعب وتغني فحسب, بل تقوّم أداء ولعب الأوروبيين, وتسجل لهم وعليهم النقاط, فهي جزء منهم, حالها كحال إيسلاندا وألمانيا والسويد.
سيقول بعضهم إن هذا الاغتراب, دعوني اسميه كذلك, ليس خللا جغرافيا, خرائطيا, وإنما هو خلل عسكري وسياسي, سببه محاصرة اسرائيل من قبل الدول المحيطة بها.
وهذا تبرير سليم وحكيم الى أبعد الحدود. ولكن, لنطرح المعادلة بطريقة جديدة, ونقول: قررت قيادة المحاكم الشرعية في الصومال المحاصرة من قبل الدول المجاورة, لأسباب مجهولة, مفاتحة البرلمان الأوروبي, بأن تحذو حذو اسرائيل في مجال الغناء والرياضة. لنقلب الخبرين السابقين وننشر الخبر التالي في صحيفة معاريف: "فازت الصومال في مهرجان الأغنية الأوروبية", أو " وصل اليوم الوفد الرياضي الصومالي المشارك في الدوري الأوروبي"!
إنني على ثقة مطلقة من أنك ستعجل في وضع رئيس تحرير معاريف وجميع محرريها, فورا, في أقرب مستشفى للأمراض العقلية, على الرغم من أن مثل هذا الحدث ممكن, في عالمنا اللامعقول والأرعن. فقد حدث مع اسرائيل, لماذا لا يحدث مع الصومال ؟ أو إيران مثلا؟ نعم, إيران! هي أيضا محاصرة, وليس مسليا لها ولنا ولكم أن تلعب كرة القدم وتغني (اذا سمحوا بذلك) علنا مع سوريا فقط, وسرا مع حزب الله! سأفشي لك سرا بالمجان, لك وحدك, بما أننا أصبحنا أصدقاء: إيران تحاول تخصيب اليورانيوم. طبعا ستشهق من شدة الخوف وهول المفاجأة وتصرخ: يورانيوم! يارب العالمين!
لا تخف, هون عليك! حتى لو فعلت إيران ذلك, لن تصل الى ما وصلت اليه اسرائيل إلا بعد ربع قرن.
أنا أمزح معك في موضوع اليورانيوم, أما موضوع اللعب فإن إيران تلعب مع آسيا, وسوريا تلاعب نفسها. أما حزب الله, فقد اكتشفنا أنه يجيد اللعب مع أعدائه وأصدقائه كافة, سرا وعلنا. يجيده الى حد مرعب, جعلني أتوهم أننا بمقدورنا لا أن لا نهزمكم فحسب, بل نمحقكم محقا, لو أننا, نحن معشر الـ"حزباللهيين", زدنا عدد مقاتلينا بضعة آلاف مقاتل آخر, لا أكثر.
ما الجواب على هذا؟
الجواب واحد: اسرائيل, المحاصرة بالأعداء, لا تنتسب الى محيطها. وهنا يجب أن نلاحظ, أنه حتى اسرائيل التاريخية, أي الجزء اليهودي, الشرقي, من سكنة فلسطين الحقيقيين, تم تغريبهم, ثم ابعادهم عن محيطهم التاريخي والجغرافي لأسباب سياسية.
السؤال الفني الآخر: لماذا اغتربتم, أو غربوكم, في أوروبا, وليس في أميركا الشمالية أو الجنوبية؟
الجواب الوحيد الممكن هو أن اسرائيل تنتمي الى هذا المحيط.
هنا لا توجد رياضة ولا يوجد غناء. هنا يوجد أمران: الأول نظرية عرقية, قائمة على الجنس, وأنا أسميها نازية خالصة. الثاني: احتيال على الواقع, على الخرائط, على المنطق, على الواقع الجغرافي, والسكاني, والسياسي, وفي الأخير احتيال على الوعي. ولكن: كن فطنا! ليس وعيي, وإنما على وعيك فحسب. ولاحظ هنا أن الأوروبي, كما أعرفه لطول اغترابي في أوروبا, يعرف الحقيقة جيدا, وهو ليس مخدوعا مثلك, بل هو مجرد "مطنش". أي أنه يتظاهر بالانخداع, لأن التطنيش, مثل الحرب, امتداد للسياسة بوسائل أخرى. أما أنا, العربي, العراقي, الشرق أوسطي الأصيل, المنفي منذ ثلاثة عقود ونصف العقد, فأنا لا أخدع في هذه الناحية. ستضحك طبعا. وأنا لا أريدك أن تضحك طويلا, فأسرع بالقول: ليس ذلك لأني ذكي ومتطور ولمّاح ومتفتح وديموقراطي, ربما لا أكون ذلك. الوعي الذي أعنيه لا يرتبط بالذكاء والغباء و بالديموقراطية والديكتاتورية. فمتخلفونا من الحكام ومشايعوهم مغرمون مثلكم بنظرية الاستسلام الأبدي, هم يفهمون الجغرافية والكرامة والعيش التاريخي المشترك, مثلكم بطرق أبدية: فأنتم منتصرون أبديون وهم مستسلمون أبديون, عراة أبديون, عراة من الكرامة, من الضمير, من المسؤولية الأخلاقية وحتى المسؤولية المهنية, فالحاكم موظف عام, كما أظن! الوعي الذي أعنيه هو أن بئر الماء, التي تروي بيارة أم هنية في الضفة الغربية المحتلة, وتروي عرائش كرم أم سليمان في مرجعيون المحتلة, تستمد ماءها من قطرة المطر ذاتها, التي تسقي بيارة تكفا, أنت تعرفها, أم شمعون, التي تسكن السامرة غير المحتلة. هنا لا يوجد وعي. هنا يوجد علم اسمه علم الحفريات. أما إدراك المسألة سياسيا فلا صلة له بالمقدرة على الإدراك, وإنما له صلة بما يعرف بالآيديولوجيا. إذن, نحن أمام عنصرين من عناصر النازية الثلاثة, الجوهرية: العرق والآيديولوجيا. هذه هي الهدية الثمينة, التي تحرص اسرائيل على التباهي بها, لأنها هدية العالم المتحضر للطفلة اليتيمة, المرغمة على العيش والسكن الى جوار الإرهابيين, مصاصي الدماء.
بقي أمر واحد لكي تكتمل أركان النازية: القوة. من أين نأتي بمثال عن القوة؟ هذا أمر شاق وعسير. لنتركه جانبا ونتحدث عن أمور مسلية, عن الجغرافية مرة ثانية. فأنتم تسمون جيشكم " قوات الدفاع الاسرائيلية", وتعنون بذلك أن هذا الجيش صمم للدفاع عن شعب وأرض اسرائيل. ولكن الملاحظ أن جيشكم تدفق خلال نصف قرن الى الجهات كافة, وعبر وهادا وتلالا ومرتفعات, عبر أنهارا وصحاري, سرح ومرح شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وبرا وبحرا وجوفا. سؤالي لك: إذا كان كل هذا اسمه دفاع, وأنا أؤيدك في أن جيشكم صمم للدفاع والسلام, فمتى يا ترى, تبدأون الهجوم؟
من البديهي أنك تدرك أنني أمزح معك, لذلك سأسألك سؤالا مباشرا: بعض اللؤماء يعتقدون أن أسرائيل, ككيان سياسي, تم بناءه على هيئة فرقاطة حربية- لاحظ هذا يطابق تسمية جيشكم- ماذا ستفعلون بهذه الفرقاطة, لو أن أعداءكم من العرب وغيرهم انقرضوا, ماتوا, محقهم الله, جعلهم أصناما من ملح, كما فعل بزوجة لوط؟
أنا أعرف الجواب, ستقول لي طبعا, بأنكم ستحولونها الى مسرح جوّال, وتدعون فرق المنطقة كافة للغناء فيها, أو تحولونها الى ملعب عائم متنقل لكرة القدم. وأنا أوافقك على هذا الاقتراح تماما, وأدعو الله أن يحققه لك ولنا, ضد رغبة الإرهابيين العرب الأغبياء وأنصار المغامرات. ولكن, ماذا سيفعل مالك السفينة؟ وماذا سيفعل طاقمها الحربي ؟ وماذا سيفعل من صممها ومن سيرها ومن زودها بالمال والوقود والعرق والجهد؟ هل سيقبل بربحية تحويلها الى ملعب أو مسرح غنائي عائم؟
أنا أعرف أن جوابك سيكون: نحن نفعل ما يرضي ضميرنا ونترك الباقي لرب الجنو..., عفوا, لرب العالمين! وأنا أقول لك: أنت حكيم ومذهل في وداعتك وتسامحك, ولكن هل أخذت رأي عامير؟ أو بدقة أكبر هل أخذت رأي الشهيد اسحاق رابين؟ ربما لديه رأي مغاير. لاحظ! أنا أسميه شهيدا, وأرجو منك أن تفعل مثلي, وأعدك بأنني سأقنع العرب بأن يقبلوه في قائمة شهداء المصالحة التاريخية, بعد إذنك وإذن عامير طبعا. بيد أنني أنصحك, قبل أن تقدم على عمل خطير وتاريخي كهذا أن تقوم بزيارتين ميدانيتين: الأولى الى إيغال عامير في سجنه الوهمي, والثانية الى قبر الشهيد رابين, شهيد مشروع تحويل البارجة الى سفينة نجاة مدنية. وهناك, عند القبر ستتعرف على الركيزة الثالثة للعقيدة النازية, أو الصهيونية المتطرفة, التي اسمها القوة.
ستعترض على كلامي قائلا: لكن اسرائيل لم ترغم العالم أو أوروبا على قبولها ضمن فرقها الغنائية والرياضية, لقد قدموا لها الدعوة وقبلتها شاكرة.
هنا مربط الفرس. أقول الفرس, على الرغم من أنني لست واثقا من أن ما نربطه هو فرس حقا, لطول ما وضعوا على ظهره من أسرجة الحرب والبغضاء. لا تزعل! فأنا لا ألمح الى فرد, وإنما أعني بالفرس قضية الشرق الأوسط. فليس حكماء اسرائيل وحدهم من يصنعون اللعب والغناء و( الثقافة) الاغترابية للمواطن الاسرائيلي. هناك قوى مهيمنة على العالم تفرض شروطها, باسم العدالة, فتوزع الحقوق والخرائط والقرارات والوعي والحرب والسلام على من تشاء. واسرائيل لا ترفض الهدايا, ككل عاقل من بني البشر.
هذه الحقيقة البسيطة, يتجاهلها البعض, لأنه لا يريد لاسرائيل أن تكون جزءا من عالمها الحقيقي, يريدها ان تكون ابنة متبناة جغرافيا, رغم أصولها الشرق أوسطية. إن مشروع الشرق الأوسط الجديد ليس محاولة لاعادة اسرائيل الى الشرق الأوسط, أي الى عالمها الأصلي, وإنما هي محاولة لتكييف العالم الأصلي, لكي يكون متوافقا مع اسرائيل "اللا شرق أوسطية". إنهم يبدلون الجغرافية والتاريخ والقيم والمشاعر والمفاهيم الحقوقية والأخلاقية من أجل أن تعود الطفلة المتبناة من قبل قتلة والديها النادمين, الى عائلتها, ولكن بعد أن تبدل جنسها ومفاهيمها وقيمها وجغرافيتها وحدودها وخرائطها وقوانينها وشجرتها اللغوية وشجرة أنسابها التاريخية ولون عيون أبنائها, وحتى أغانيها.
إنها عملية غسيل دم. هكذا يبدو الأمر في الظاهر.
لكنني أرى العكس, إنها عملية نشر دماء, واسترخاص دماء, وحفر خنادق تاريخية مملوءة بالدماء.
وهنا أعني أن هذا العطف على الطفلة المتبناة, سيجعلها تدفع فاتورة الدماء لأجيال وأجيال, وسيجعلها في الوقت ذاته مستعدة دائما لسفك دماء الآخرين. أي أن ما بدا ظاهريا عطفا وغسيلا للدم, هو في جوهره تأبيد لفورات الدم. هذا مأزق سياسي, يشبه مآزق الأساطير, لا صلة له بالغناء أو كرة القدم. وأؤكد لك مرة أخرى أنه مأزق سياسي بحت. مأزق سياسي يتجاوز حدود المصالح الحقيقية لأبناء شعب اسرائيل الشرق أوسطي, يتجاوز حدودهم الجغرافية, يتجاوز تاريخهم ودينهم ولغتهم الساميّة, يتجاوز حتى نكاتهم وأطعمتهم وموسيقاهم وغناءهم وتطريزهم ووشي ملابسهم. فالواهبون الكرماء يصنعون لشعبك عالما جديدا, اسمه في علم السياسة: الشرق الأوسط القسري. هذا المفهوم الكسنجري, الذي هو تعبير استعماري خالص, رافق الأمبراطوريات القوية المنتصرة كلها على مر العصور, تريد القوة المنتصرة في عالمنا الراهن تحقيقه, لكي يكون محمية لها, وبيتا جغرافيا وسياسيا لطفلتها بالتبني.
ما صلة شعب اسرائيل بهذا؟
ستقول لي: سنحتمي به, سيردع أعداءنا.
وسؤال التالي: الى متى ستظل محميا؟ الى متى ستظل تبني عالمك على أساس الحماية والردع؟ وكم سيطول عداؤك مع أعدائك؟
ستجيبني: هذا مرهون بالإعداء.
وأنا أقول لك: المعادلات الاجتماعية مرهونة بأطراف المعادلة, أنفسهم. أنت طرف ومن تسميهم الأعداء طرف آخر. رحيلك للغناء في أوروبا أمر جميل, أما فوزك في إحدى المسابقات فأمر أجمل, ولكن. عليك أن تفهم أن أغنيتك ستكون أكثر جمالا, وأنك ستكون أكثر فخرا وراحة بال لو أنك غنيت في بيتك, بين أهلك, في محيطك, والأهم لو أنك غنيت وأنت لا تلبس بدلة القتال.
نعم, تستطيع أن تفوز بمبارة كرة قدم على مالطا, في الدوري الأوروبي. ولكن, تخيل كم سيكون فوزك طريفا ومسليا ومفرحا لو أنه تحقق في ملعب الشعب ببغداد! لو أنك ذهبت الى هناك ببدلة الرياضي لا بحلة العدو المقاتل, المقاتل الأبدي. ثق بي مرة واحدة فحسب, ولو على سبيل المزاح! لا يوجد في التاريخ, حتى في تاريخ الأساطير, شيء اسمه المقاتل الأبدي. ثق بي مازحا أو هازلا أو جادا وانزل من دبابتك واذهب الى صنعاء! ففي مهرجان الأغنية الشرق أوسطية, الذي سيقام هناك, بعد عشر سنوات, سيكون صوت أغانيك أعذب, أكثر فتنة وسحرا, أكثر إنسانية! ثق بي سيكون أكثر اسرائيلية, و أكثر يهودية لو شئت, والأهم من كل هذا, سيكون أكثر ألفة وحميمية وصدقا! نحن نريدك, نريدك شرق أوسطيا يغني بيننا, لكننا لن نقبلك جنديا مغتربا, ومقاتلا أبديا في جيش الهجوم الاسرائيلي.
فكر جيدا, وقل لنا رأيك. أنا بانتظار جوابك. ولكن, لا أريد لغوا سياسيا, ولا حججا ذرائعية, أو مشروعا جديدا للقوة. أريد جوابا مأخوذا من موسيقى الأغاني, من العود والطبلة والربابة, ولك إن شئت, أن تطعّمها بالجيتار والسكسفون.
واحذر أن تقول لي لا نريد جواركم. لأنني سأقول لك فورا: جد لنفسك جغرافية أخرى, قارة أخرى, وأحرص أن تجد معها تأريخا آخر, غير تاريخك.
ولا تتردد طويلا, حتى المساء القادم, لأن البرابرة يستيقظون في عتمة الليل دائما!
وفي عتمة الليل لا يكون الغناء غناء, ولا يستطيع فريق كرة القدم أن يحقق فوزا على أحد, إلا بصحبة أضواء الحقد والموت, التي تطلقها قاذفات القنابل والدبابات.
النص الكامل. نشرت المقالة في السفير 17-8- 2006
البرابرة يستيقظون مساء
(رسالة شخصية الى مواطن اسرائيلي)
سلام عبود
خبران قديمان, هامشيان, ومسليان أنقلهما اليك, كما وردا من مصادرهما. الأول في الرياضة والثاني في الغناء. والأمران معا, الرياضة والغناء, لا صلة مباشرة لهما بالسياسة والأيديولوجيا, فلا تتردد في قراءة رسالتي!
الخبر الأول يقول: "فازت اسرائيل في مهرجان الأغنية الأوروبية", وأنا أضيف من عندي: هنيئا لها بهذا الفوز.
الخبر الثاني يقول: " وصل اليوم الوفد الرياضي الاسرائيلي المشارك في الدوري الأوروبي", وأنا أضيف: مرحبا بكم في بيتكم, وبين أهلكم!
هذان الخبران تكرر ورودهما آلاف المرات خلال السنوات الماضية. ربما لم تتوقف عندهما للحظة واحدة. أنا أعذرك, فأنت مشغول بكوي بدلة التجنيد, التي استلمتها يوم أمس من جيش الدفاع الاسرائيلي. وأنا لا أنكر عليك عاطفية هذه اللحظة التاريخية, التي رأتك فيها جدتك وبكت. تذكر كيف ترقرقت عينا جدتك, فقد ذكرها المشهد بالبدلة العسكرية, التي استلمها جدك قبل نصف قرن وذهب بها لمقاتلة أعداء اسرائيل.
أنا أعذرك, فأنت لست وحدك من لم يتوقف عند هذين الخبرين التافهين. فحتى القلة النادرة, التي توقفت عند الخبرين, لم تنظر اليهما إلا كطرفة مسلية. بيد أنني, المولع بالمآسي, أنظر اليهما, كما ينظر المرء الى مجزرة مرعبة, أو كارثة أبدية, تحل به جيلا بعد جيل. ستقول: إنها "فوبيا" المجازر! أنت على حق, إنها كذلك.
لا بد لي أن أعذرك أيضا لأن أحدا لم يقل لك من قبل إن الخبرين السابقين خبران سياسيان وآيديولوجيان, أكثر منهما خبرين فنيين رياضيين. والأغرب من هذا, أنني أعتقد أنهما خبران ثقافيان أيضا, ثقافيان بامتياز تام. وأعني بثقافيين, أنهما لغويان, موسيقيان, حكائيان, سرديان, فنيان, "فولكلوريان", "انثربولوجيان", تراثيان وحفرييان.
فاسرائيل, التي تقع في قارة آسيا, تلعب وتغني في أوروبا. هي ( أرجو أن تعذرني , فأنا لا أعرف هل اسرائيل هي أم هو في اللغة العبرية. فالعبرية التي تعلمتها في شبابي, هجرتها ذاكرتي طوعا, قررت نسيانها, لأنها تذكرني بالعداء والأحقاد والحروب والعنف, وبالهزائم طبعا), هي لا تلعب وتغني فحسب, بل تقوّم أداء ولعب الأوروبيين, وتسجل لهم وعليهم النقاط, فهي جزء منهم, حالها كحال إيسلاندا وألمانيا والسويد.
سيقول بعضهم إن هذا الاغتراب, دعوني اسميه كذلك, ليس خللا جغرافيا, خرائطيا, وإنما هو خلل عسكري وسياسي, سببه محاصرة اسرائيل من قبل الدول المحيطة بها.
وهذا تبرير سليم وحكيم الى أبعد الحدود. ولكن, لنطرح المعادلة بطريقة جديدة, ونقول: قررت قيادة المحاكم الشرعية في الصومال المحاصرة من قبل الدول المجاورة, لأسباب مجهولة, مفاتحة البرلمان الأوروبي, بأن تحذو حذو اسرائيل في مجال الغناء والرياضة. لنقلب الخبرين السابقين وننشر الخبر التالي في صحيفة معاريف: "فازت الصومال في مهرجان الأغنية الأوروبية", أو " وصل اليوم الوفد الرياضي الصومالي المشارك في الدوري الأوروبي"!
إنني على ثقة مطلقة من أنك ستعجل في وضع رئيس تحرير معاريف وجميع محرريها, فورا, في أقرب مستشفى للأمراض العقلية, على الرغم من أن مثل هذا الحدث ممكن, في عالمنا اللامعقول والأرعن. فقد حدث مع اسرائيل, لماذا لا يحدث مع الصومال ؟ أو إيران مثلا؟ نعم, إيران! هي أيضا محاصرة, وليس مسليا لها ولنا ولكم أن تلعب كرة القدم وتغني (اذا سمحوا بذلك) علنا مع سوريا فقط, وسرا مع حزب الله! سأفشي لك سرا بالمجان, لك وحدك, بما أننا أصبحنا أصدقاء: إيران تحاول تخصيب اليورانيوم. طبعا ستشهق من شدة الخوف وهول المفاجأة وتصرخ: يورانيوم! يارب العالمين!
لا تخف, هون عليك! حتى لو فعلت إيران ذلك, لن تصل الى ما وصلت اليه اسرائيل إلا بعد ربع قرن.
أنا أمزح معك في موضوع اليورانيوم, أما موضوع اللعب فإن إيران تلعب مع آسيا, وسوريا تلاعب نفسها. أما حزب الله, فقد اكتشفنا أنه يجيد اللعب مع أعدائه وأصدقائه كافة, سرا وعلنا. يجيده الى حد مرعب, جعلني أتوهم أننا بمقدورنا لا أن لا نهزمكم فحسب, بل نمحقكم محقا, لو أننا, نحن معشر الـ"حزباللهيين", زدنا عدد مقاتلينا بضعة آلاف مقاتل آخر, لا أكثر.
ما الجواب على هذا؟
الجواب واحد: اسرائيل, المحاصرة بالأعداء, لا تنتسب الى محيطها. وهنا يجب أن نلاحظ, أنه حتى اسرائيل التاريخية, أي الجزء اليهودي, الشرقي, من سكنة فلسطين الحقيقيين, تم تغريبهم, ثم ابعادهم عن محيطهم التاريخي والجغرافي لأسباب سياسية.
السؤال الفني الآخر: لماذا اغتربتم, أو غربوكم, في أوروبا, وليس في أميركا الشمالية أو الجنوبية؟
الجواب الوحيد الممكن هو أن اسرائيل تنتمي الى هذا المحيط.
هنا لا توجد رياضة ولا يوجد غناء. هنا يوجد أمران: الأول نظرية عرقية, قائمة على الجنس, وأنا أسميها نازية خالصة. الثاني: احتيال على الواقع, على الخرائط, على المنطق, على الواقع الجغرافي, والسكاني, والسياسي, وفي الأخير احتيال على الوعي. ولكن: كن فطنا! ليس وعيي, وإنما على وعيك فحسب. ولاحظ هنا أن الأوروبي, كما أعرفه لطول اغترابي في أوروبا, يعرف الحقيقة جيدا, وهو ليس مخدوعا مثلك, بل هو مجرد "مطنش". أي أنه يتظاهر بالانخداع, لأن التطنيش, مثل الحرب, امتداد للسياسة بوسائل أخرى. أما أنا, العربي, العراقي, الشرق أوسطي الأصيل, المنفي منذ ثلاثة عقود ونصف العقد, فأنا لا أخدع في هذه الناحية. ستضحك طبعا. وأنا لا أريدك أن تضحك طويلا, فأسرع بالقول: ليس ذلك لأني ذكي ومتطور ولمّاح ومتفتح وديموقراطي, ربما لا أكون ذلك. الوعي الذي أعنيه لا يرتبط بالذكاء والغباء و بالديموقراطية والديكتاتورية. فمتخلفونا من الحكام ومشايعوهم مغرمون مثلكم بنظرية الاستسلام الأبدي, هم يفهمون الجغرافية والكرامة والعيش التاريخي المشترك, مثلكم بطرق أبدية: فأنتم منتصرون أبديون وهم مستسلمون أبديون, عراة أبديون, عراة من الكرامة, من الضمير, من المسؤولية الأخلاقية وحتى المسؤولية المهنية, فالحاكم موظف عام, كما أظن! الوعي الذي أعنيه هو أن بئر الماء, التي تروي بيارة أم هنية في الضفة الغربية المحتلة, وتروي عرائش كرم أم سليمان في مرجعيون المحتلة, تستمد ماءها من قطرة المطر ذاتها, التي تسقي بيارة تكفا, أنت تعرفها, أم شمعون, التي تسكن السامرة غير المحتلة. هنا لا يوجد وعي. هنا يوجد علم اسمه علم الحفريات. أما إدراك المسألة سياسيا فلا صلة له بالمقدرة على الإدراك, وإنما له صلة بما يعرف بالآيديولوجيا. إذن, نحن أمام عنصرين من عناصر النازية الثلاثة, الجوهرية: العرق والآيديولوجيا. هذه هي الهدية الثمينة, التي تحرص اسرائيل على التباهي بها, لأنها هدية العالم المتحضر للطفلة اليتيمة, المرغمة على العيش والسكن الى جوار الإرهابيين, مصاصي الدماء.
بقي أمر واحد لكي تكتمل أركان النازية: القوة. من أين نأتي بمثال عن القوة؟ هذا أمر شاق وعسير. لنتركه جانبا ونتحدث عن أمور مسلية, عن الجغرافية مرة ثانية. فأنتم تسمون جيشكم " قوات الدفاع الاسرائيلية", وتعنون بذلك أن هذا الجيش صمم للدفاع عن شعب وأرض اسرائيل. ولكن الملاحظ أن جيشكم تدفق خلال نصف قرن الى الجهات كافة, وعبر وهادا وتلالا ومرتفعات, عبر أنهارا وصحاري, سرح ومرح شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وبرا وبحرا وجوفا. سؤالي لك: إذا كان كل هذا اسمه دفاع, وأنا أؤيدك في أن جيشكم صمم للدفاع والسلام, فمتى يا ترى, تبدأون الهجوم؟
من البديهي أنك تدرك أنني أمزح معك, لذلك سأسألك سؤالا مباشرا: بعض اللؤماء يعتقدون أن أسرائيل, ككيان سياسي, تم بناءه على هيئة فرقاطة حربية- لاحظ هذا يطابق تسمية جيشكم- ماذا ستفعلون بهذه الفرقاطة, لو أن أعداءكم من العرب وغيرهم انقرضوا, ماتوا, محقهم الله, جعلهم أصناما من ملح, كما فعل بزوجة لوط؟
أنا أعرف الجواب, ستقول لي طبعا, بأنكم ستحولونها الى مسرح جوّال, وتدعون فرق المنطقة كافة للغناء فيها, أو تحولونها الى ملعب عائم متنقل لكرة القدم. وأنا أوافقك على هذا الاقتراح تماما, وأدعو الله أن يحققه لك ولنا, ضد رغبة الإرهابيين العرب الأغبياء وأنصار المغامرات. ولكن, ماذا سيفعل مالك السفينة؟ وماذا سيفعل طاقمها الحربي ؟ وماذا سيفعل من صممها ومن سيرها ومن زودها بالمال والوقود والعرق والجهد؟ هل سيقبل بربحية تحويلها الى ملعب أو مسرح غنائي عائم؟
أنا أعرف أن جوابك سيكون: نحن نفعل ما يرضي ضميرنا ونترك الباقي لرب الجنو..., عفوا, لرب العالمين! وأنا أقول لك: أنت حكيم ومذهل في وداعتك وتسامحك, ولكن هل أخذت رأي عامير؟ أو بدقة أكبر هل أخذت رأي الشهيد اسحاق رابين؟ ربما لديه رأي مغاير. لاحظ! أنا أسميه شهيدا, وأرجو منك أن تفعل مثلي, وأعدك بأنني سأقنع العرب بأن يقبلوه في قائمة شهداء المصالحة التاريخية, بعد إذنك وإذن عامير طبعا. بيد أنني أنصحك, قبل أن تقدم على عمل خطير وتاريخي كهذا أن تقوم بزيارتين ميدانيتين: الأولى الى إيغال عامير في سجنه الوهمي, والثانية الى قبر الشهيد رابين, شهيد مشروع تحويل البارجة الى سفينة نجاة مدنية. وهناك, عند القبر ستتعرف على الركيزة الثالثة للعقيدة النازية, أو الصهيونية المتطرفة, التي اسمها القوة.
ستعترض على كلامي قائلا: لكن اسرائيل لم ترغم العالم أو أوروبا على قبولها ضمن فرقها الغنائية والرياضية, لقد قدموا لها الدعوة وقبلتها شاكرة.
هنا مربط الفرس. أقول الفرس, على الرغم من أنني لست واثقا من أن ما نربطه هو فرس حقا, لطول ما وضعوا على ظهره من أسرجة الحرب والبغضاء. لا تزعل! فأنا لا ألمح الى فرد, وإنما أعني بالفرس قضية الشرق الأوسط. فليس حكماء اسرائيل وحدهم من يصنعون اللعب والغناء و( الثقافة) الاغترابية للمواطن الاسرائيلي. هناك قوى مهيمنة على العالم تفرض شروطها, باسم العدالة, فتوزع الحقوق والخرائط والقرارات والوعي والحرب والسلام على من تشاء. واسرائيل لا ترفض الهدايا, ككل عاقل من بني البشر.
هذه الحقيقة البسيطة, يتجاهلها البعض, لأنه لا يريد لاسرائيل أن تكون جزءا من عالمها الحقيقي, يريدها ان تكون ابنة متبناة جغرافيا, رغم أصولها الشرق أوسطية. إن مشروع الشرق الأوسط الجديد ليس محاولة لاعادة اسرائيل الى الشرق الأوسط, أي الى عالمها الأصلي, وإنما هي محاولة لتكييف العالم الأصلي, لكي يكون متوافقا مع اسرائيل "اللا شرق أوسطية". إنهم يبدلون الجغرافية والتاريخ والقيم والمشاعر والمفاهيم الحقوقية والأخلاقية من أجل أن تعود الطفلة المتبناة من قبل قتلة والديها النادمين, الى عائلتها, ولكن بعد أن تبدل جنسها ومفاهيمها وقيمها وجغرافيتها وحدودها وخرائطها وقوانينها وشجرتها اللغوية وشجرة أنسابها التاريخية ولون عيون أبنائها, وحتى أغانيها.
إنها عملية غسيل دم. هكذا يبدو الأمر في الظاهر.
لكنني أرى العكس, إنها عملية نشر دماء, واسترخاص دماء, وحفر خنادق تاريخية مملوءة بالدماء.
وهنا أعني أن هذا العطف على الطفلة المتبناة, سيجعلها تدفع فاتورة الدماء لأجيال وأجيال, وسيجعلها في الوقت ذاته مستعدة دائما لسفك دماء الآخرين. أي أن ما بدا ظاهريا عطفا وغسيلا للدم, هو في جوهره تأبيد لفورات الدم. هذا مأزق سياسي, يشبه مآزق الأساطير, لا صلة له بالغناء أو كرة القدم. وأؤكد لك مرة أخرى أنه مأزق سياسي بحت. مأزق سياسي يتجاوز حدود المصالح الحقيقية لأبناء شعب اسرائيل الشرق أوسطي, يتجاوز حدودهم الجغرافية, يتجاوز تاريخهم ودينهم ولغتهم الساميّة, يتجاوز حتى نكاتهم وأطعمتهم وموسيقاهم وغناءهم وتطريزهم ووشي ملابسهم. فالواهبون الكرماء يصنعون لشعبك عالما جديدا, اسمه في علم السياسة: الشرق الأوسط القسري. هذا المفهوم الكسنجري, الذي هو تعبير استعماري خالص, رافق الأمبراطوريات القوية المنتصرة كلها على مر العصور, تريد القوة المنتصرة في عالمنا الراهن تحقيقه, لكي يكون محمية لها, وبيتا جغرافيا وسياسيا لطفلتها بالتبني.
ما صلة شعب اسرائيل بهذا؟
ستقول لي: سنحتمي به, سيردع أعداءنا.
وسؤال التالي: الى متى ستظل محميا؟ الى متى ستظل تبني عالمك على أساس الحماية والردع؟ وكم سيطول عداؤك مع أعدائك؟
ستجيبني: هذا مرهون بالإعداء.
وأنا أقول لك: المعادلات الاجتماعية مرهونة بأطراف المعادلة, أنفسهم. أنت طرف ومن تسميهم الأعداء طرف آخر. رحيلك للغناء في أوروبا أمر جميل, أما فوزك في إحدى المسابقات فأمر أجمل, ولكن. عليك أن تفهم أن أغنيتك ستكون أكثر جمالا, وأنك ستكون أكثر فخرا وراحة بال لو أنك غنيت في بيتك, بين أهلك, في محيطك, والأهم لو أنك غنيت وأنت لا تلبس بدلة القتال.
نعم, تستطيع أن تفوز بمبارة كرة قدم على مالطا, في الدوري الأوروبي. ولكن, تخيل كم سيكون فوزك طريفا ومسليا ومفرحا لو أنه تحقق في ملعب الشعب ببغداد! لو أنك ذهبت الى هناك ببدلة الرياضي لا بحلة العدو المقاتل, المقاتل الأبدي. ثق بي مرة واحدة فحسب, ولو على سبيل المزاح! لا يوجد في التاريخ, حتى في تاريخ الأساطير, شيء اسمه المقاتل الأبدي. ثق بي مازحا أو هازلا أو جادا وانزل من دبابتك واذهب الى صنعاء! ففي مهرجان الأغنية الشرق أوسطية, الذي سيقام هناك, بعد عشر سنوات, سيكون صوت أغانيك أعذب, أكثر فتنة وسحرا, أكثر إنسانية! ثق بي سيكون أكثر اسرائيلية, و أكثر يهودية لو شئت, والأهم من كل هذا, سيكون أكثر ألفة وحميمية وصدقا! نحن نريدك, نريدك شرق أوسطيا يغني بيننا, لكننا لن نقبلك جنديا مغتربا, ومقاتلا أبديا في جيش الهجوم الاسرائيلي.
فكر جيدا, وقل لنا رأيك. أنا بانتظار جوابك. ولكن, لا أريد لغوا سياسيا, ولا حججا ذرائعية, أو مشروعا جديدا للقوة. أريد جوابا مأخوذا من موسيقى الأغاني, من العود والطبلة والربابة, ولك إن شئت, أن تطعّمها بالجيتار والسكسفون.
واحذر أن تقول لي لا نريد جواركم. لأنني سأقول لك فورا: جد لنفسك جغرافية أخرى, قارة أخرى, وأحرص أن تجد معها تأريخا آخر, غير تاريخك.
ولا تتردد طويلا, حتى المساء القادم, لأن البرابرة يستيقظون في عتمة الليل دائما!
وفي عتمة الليل لا يكون الغناء غناء, ولا يستطيع فريق كرة القدم أن يحقق فوزا على أحد, إلا بصحبة أضواء الحقد والموت, التي تطلقها قاذفات القنابل والدبابات.
#سلام_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟