حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1646 - 2006 / 8 / 18 - 04:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قالها ماركس منذ زمن " إن الدين هو أفيون الشعوب "
والجملة حمالة أوجه .. لها وجه إيجابي ، وهو أن الديانات قاطبة تهديء النوازع وتريح الضمير .. وتهذب الدوافع .. وتجعل المؤمن عامل دماغ روحي !
الدنيا تضرب تقلب وهو ولا هنا .. تجيلوا المصائب فيعتبرها اختبار وابتلاء .. لينمو أكثر في الإيمان والصبر .. ويقبل قدره ويرضى بكل مقسوم له في الحياة الدنيا وطبعاً في الآخرة .
وإذا لم تأتيه المصائب ووقعت على رأس غيره .. يكون سعيد لأنه محمي وأنه من المختارين الموضوعين في حدقة عين الرحمن .
يعني من الآخر في كل الأحوال المؤمن لديه حلول تشرح صدره .. " وتعطي لحبيبه نوماً "
فلا يقلق في زمن القلق .. ولا يثور في زمن التمرد ..
ولا يتوجع في زمن المخاض ..
فقيراً يشكر .. وغني إن كان يسبح بحمده
والوجه الآخر السلبي لمقولة ماركس ، أنه يلمح ويغمز ويفضح ويعري طبقة الكهنوت ، الشيوخ الذين يستخدمون الدين لكي يؤدوا الثورات العادلة الطالبة بحقوق أصحابها هنا والآن في الدنيا وليس في الآخرة .
وإن كثير من الأديان ساعدت كثير من الديكتاتوريات لتتسلط وتعربد وتسرق وتنتهك كما تشاء ( لأنه المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين ) .
ولكن هناك بشر في عصرنا يروا أن بعض الآلهة والأديان ليست بأفيون ولكنها فيروس قاتل .. على منوال الدواء فيه سمٌ قاتل .
وعلى ما أظن أن هذه المقولة أيضاً تحمل جزء من الحقيقة الواقعية جداً .. الواقعية إلى درجة الاكتئاب والدم .
فهناك جماعات قررت أن تقص شريط جهنم .. وأن تفتح جهنم قبل ميعاد الافتتاح بقرون وأخذت على عاتقها أن ترينا ما لم تراه عين وما لم تسمعه آذان وما لم يخطر على قلب إنسان ..
ذبائح بشرية في القرن الواحد والعشرون .. على مذبح الآلهة يـُقدّم كقربان بشري تكفيراً على خطيئة كفره أو عمالته للفرنجة أو حظه الهباب اللي خلاه يعدي في الوقت ده .. ويتولد في البلد دي .. ويمشي في الشارع النهاردة .. ربما صدفة أزفت من الف ميعاد .
وفيه مقولة لناس تالتة بتقول ، إن الآلهة والأديان دي كلها فيتامينات للضعفاء وللفقراء ولأبناء السبيل المحتاجين لمن يشجعهم .. ويرمم عجزهم ويجعلهم شاعرين أنهم مرضي عنهم .
وبين الأفيون والفيروس والفيتامين نحيا جميعاً عاملين دماغ .. وتعبانين ومحتاجين مضاد نووي .. وشاعرين بالهزال والضعف والإرتخاء اللاإرادي .
علشان كده حبة فيتامينات تصلب عودنا .. وتخلينا نعرف نطلع السر الإلهي
ونرتاح بقى !!!
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟