محمد علي حسين - البحرين
الحوار المتمدن-العدد: 7012 - 2021 / 9 / 7 - 16:30
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
يوم أن توقفت الموسيقى.. الصمت يغلف أوركسترا نسائية أفغانية
الجمعة 3 أيلول سبتمبر 2021
كانت نيجين خبالواك في منزلها في كابول حين سمعت أن طالبان وصلت إلى ضواحي العاصمة.
وسرعان ما انتاب الذعر قائدة الأوركسترا البالغة 24 عاما، والتي كانت يوما وجها لأوركسترا أفغانية ذائعة الصيت جل أعضاؤها من النساء.
وفي المرة الأخيرة التي وصل فيها المتشددون الإسلاميون إلى الحكم، حرموا الموسيقى ولم يسمحوا للنساء بالعمل. وفي الأشهر الأخيرة من تمردهم، نفذوا هجمات تستهدف من اعتبروهم خانوا رؤيتهم لأحكام الإسلام.
تحركت خبالواك سريعا في أنحاء الغرفة، سحبت رداء لتغطي ذراعيها العاريتين وأخفت مجموعة من الطبول المزخرفة. ثم جمعت صورا ومقتطفات موضوعات صحفية عن عروضها الموسيقية الشهرية، وجمعتها في كومة واحدة قبل أن تحرقها.
وقالت خبالواك التي فرت إلى الولايات المتحدة بين عشرات الآلاف ممن هربوا إلى الخارج بعد أن سيطرت طالبان بشكل خاطف على أفغانستان «شعرت بالفزع الشديد، شعرت أن ذكريات حياتي كاملة تحولت إلى رماد».
تلخص قصة الأوركسترا في الأيام التي أعقبت انتصار طالبان، والتي جمعتها رويترز جنبا إلى جنب عبر مقابلات مع أعضاء مدرسة خبالواك الموسيقية، مشهد الصدمة الذي أحس به شبان أفغان مثل خبالواك، على الأخص النساء.
وتتألف الأوركسترا، التي تُسمى زهرة تيمنا بإلهة الموسيقي الفارسية، بشكل أساسي من فتيات ونساء من دار للأيتام في كابول تتراوح أعمارهن بين 13 و20 عاما.
تأسست الأوركسترا في 2014، وأصبحت رمزا عالميا للحرية التي بدأ الأفغان يشعرون بها في العشرين عاما منذ آخر مرة حكمت طالبان البلاد، على الرغم من العداء والتهديدات التي استمرت تواجهها من البعض في البلد الإسلامي المحافظ بشدة.
وترتدي النساء أغطية حمراء براقة للرأس، وتعزفن مزيجا من الموسيقى الأفغانية التقليدية والكلاسيكية الغربية، بآلات محلية مثل الربابة الشبيهة بالجيتار، أمام جمهور استمتع بأدائهن في أماكن امتدت من دار أوبرا سيدني حتى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
واليوم، يحرس مقاتلو طالبان المسلحون المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى المغلق، الذي كانت المجموعة تمارس فيه العزف، بينما أمرت الحركة في بعض أجزاء البلاد محطات الإذاعة بوقف بث الموسيقى.
وقال أحمد سارماست مؤسس المعهد «لم نتوقع أبدا أن تعود أفغانستان إلى العصر الحجري» مضيفا أن أوركسترا زهرة كانت مثالا للحرية وتمكين المرأة في أفغانستان وأن عضواته كن تعملن «كدبلوماسيات ثقافيات».
وقال سارماسات متحدثا من أستراليا لرويترز إن طالبان منعت الموظفين من دخول المعهد.
وقال «فتيات أوركسترا زُهرة، وبقية فرق الأوركسترا والمجموعات في المدرسة (المعهد)، يخشون على حياتهم وهم مختبئون».
فيديو.. يوم ماتت الموسيقى في أفغانستان.. طالبان تكسر الآلات - 4 سبتمبر 2021
على نفس خطى 1996 من ملاحقة الموسيقيين وجلدهم وتحريم العزف والغناء وتكسير الآلات الموسيقية.. طالبان تغلق معهد موسيقى #كابل وتحوله لثكنة عسكرية وتطرد طلابه
https://www.youtube.com/watch?v=DJFoDimLWcw
ولم يرد متحدث باسم طالبان حتى الآن على أسئلة بشأن وضع المعهد.
ومنذ عودتها إلى السلطة مع انحساب آخر الجنود الغربيين من البلاد، سعت طالبان إلى طمأنة الأفغان والعالم الخارجي بشأن الحقوق التي سيسمحون بها.
وقالت الحركة إنه سيتم السماح بالأنشطة الثقافية وكذلك الوظائف والتعليم للنساء، ضمن حدود الشريعة والممارسات الإسلامية والثقافية في أفغانستان.
تركوا الآلات الموسيقية خلفهم
في الوقت الذي كانت خبالواك تحرق بذعر ذكرياتها الموسيقية في 15 أغسطس آب، وهو اليوم الذي دخلت فيه طالبان كابول دون قتال، كانت بعض قريناتها تحضرن تدريبا في المعهد الوطني للموسيقى، استعدادا لجولة دولية كبيرة في أكتوبر تشرين الأول.
وفي العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي، هرع حراس أمن المعهد إلى غرفة التدريب ليخبروا الموسيقيين بأن طالبان تقترب. وأثناء مسارعتهم إلى الهرب، ترك الكثيرون خلفهم الآلات الثقيلة الوزن واللافتة المظهر والتي يصّعُب حملها في شوارع العاصمة وفقا لما ذكره سارماسات.
وقال سارماسات الذي كان في أستراليا في ذلك الوقت إنه تلقى العديد من الرسائل من الطلاب القلقين بشأن سلامتهم ويطلبون المساعدة. وأبلغه موظفوه ألا يعود إلى البلاد بسبب بحث طالبان عنه وتعرض منزله للهجوم عدة مرات.
وتسلط الضوء على الأخطار التي تواجه الفنانين في أفغانستان بصورة وحشية في 2014، حين فجر مهاجم انتحاري نفسه خلال عرض مسرحي في مدرسة تديرها فرنسا في كابول، مما أصاب سارماسات الذي كان بين الحضور بجروح.
وفي ذلك الوقت، أعلن مقاتلو طالبان مسؤوليتهم عن الهجوم وقالوا إن المسرحية، التي تدين التفجيرات الانتحارية، إهانة «للقيم الإسلامية».
وحتى خلال 20 عاما كانت السلطة خلالها لحكومة مدعومة من الغرب في كابول، تسامحت مع حريات مدنية أكبر من طالبان، كان ثمة مقاومة لفكرة الأوركسترا النسائية بالكامل.
وتحدثت عضوات في أوركسترا زهرة في السابق عن اضطرارهن لإخفاء موسيقاهن عن الأسر المحافظة وتعرضهن لإساءات لفظية وتهديدهن بالضرب. بل إنه كانت هناك اعتراضات بين الشبان الأفغان.
وتتذكر خبالواك حادثة في كابول حين توقفت مجموعة من الصبيان يشاهدون أحد عروضهم باهتمام بالغ.
وبينما كانت تحزم أغراضها، سمعتهم يتحدثون فيما بينهم. وتتذكر قولهم «يا له من عار تلك الفتيات تعزفن الموسيقى»، «كيف سمحت لهن عائلاتهن بذلك...الفتيات مكانهن البيت».
لقراءة المزيد ومشاهدة الصور أرجو فتح الرابط
https://www.alayam.com/online/culture/922485/News.html
فيديو.. حكاية مرة لفتيات أوركسترا زُهرَه كابل بعد عودة طالبان – بالفارسية – ايران انترناشونال
https://www.youtube.com/watch?v=jXxysvfQeaY
أفغان يسعون لتخفيف الام الحرب بالموسيقى
كابول (رويترز) - تتداخل نغمات الات وترية اسيوية مع ايقاعات البيانو الكلاسيكية الرقيقة في مبنى مؤلف من طابقين بوسط العاصمة الافغانية كابول.
معلم يدرس الموسيقى لبعض الفتيات في اكاديمية للموسيقى في كابول يوم 7 يناير كانون الثاني 2012 - رويترز
في هذا المكان الذي يضم اكاديمية الموسيقى الوحيدة في أفغانستان تدرس الموسيقى للطلبة على أمل أن تساعد في اشاعة جو من الراحة في مواجهة الحرب والفقر وتعيد الات التشيلو والكمان احياء تراث موسيقي توقف بسبب العنف والقمع الذي استمر عشرات السنين.
قال أحمد سارماست رئيس المعهد الافغاني الوطني للموسيقى لرويترز “نحن ملتزمون ببناء الحياة التي دمرت من خلال الموسيقى.. نظرا لقدرتها على المداواة.”
وقبل عامين أسس عازف البوق الذي تحول الى المسار الاكاديمي المعهد الموسيقي في نفس موقع قسم الموسيقى بكلية الفنون الجميلة التي أجبرت على أن تغلق أبوابها في اوائل التسعينات حين شهدت البلاد حربا أهلية بعد الاحتلال السوفيتي الذي استمر عشر سنوات.
بعد ذلك حظرت حركة طالبان المتشددة التي تولت الحكم عام 1996 الموسيقى تماما وهو أمر لم يعد واردا في أفغانستان اليوم حيث تصدح من المقاهي والسيارات الاغاني العاطفية الهندية وأعمال أحمد ظاهر المغني الافغاني في السبعينات.
ورغم أن تلاميذ المعهد وعددهم 140 لا يذكرون شيئا من ذلك العهد فما زالوا يواجهون صعوبات في سعيهم للعمل في الحقل الموسيقي.
نصف الطلبة من الايتام أو أطفال الشوارع بينما يجري اختيار العدد المتبقي بعد اختبار في الموسيقى.
قالت ماشال ارمان -ابنة الموسيقي الافغاني الشهير حسين الذي تزين صوره بالابيض والاسود ردهة الاكاديمية- وهي مدرسة الصوت والفلوت ان الطلبة جميعهم شغوفون بالموسيقى.
وأضافت ارمان “انهم متعطشون جدا للموسيقى والفن.. هذا أمر رائع ان أرى البلاد تتغير أخيرا.” وتظهر لكنتها صلتها بسويسرا التي فرت اليها مع أسرتها قبل أكثر من 20 عاما.
وقال سارماست انه حرص أن يكون ثلث الطلبة من البنات في لفتة للمرأة الافغانية التي تعاني من محنة والتي ما زالت تكافح للحصول على حقوقها الاساسية مثل التعليم بعد حكم طالبان وحروب استمرت 30 عاما.
ويحصل كل الطلبة على منحة دراسية كاملة للالتحاق بالاكاديمية التي تخضع لاشراف وزارة التعليم مع قدر كبير من التمويل الاجنبي خاصة من بريطانيا والمانيا والدنمرك. كما يحصلون على دبلوم في الموسيقى معترف به دوليا.
وقال سارماست الذي درس في موسكو واستراليا قبل العودة الى أفغانستان عام 2008 للقيام بمهمة تأسيس هذه الاكاديمية “عودة الموسيقى واحدة من أهم التغييرات الايجابية في أفغانستان ما بعد طالبان.”
فيديو.. زُهره.. أول أوركسترا نسائية في أفغانستان بعد سنوات من منع الموسيقى..
لأول مرة أوركسترا موسيقية نسائية في أفغانستان
الأوركسترا الموسيقية تعرف باسم زُهره نسبة إلى إلهة الموسيقى الفارسية
https://www.youtube.com/watch?v=xwz7RSAbZ2I
في غرفة التدريب بالاكاديمية المكسوة بخشب أفغاني عازل للصوت جلست فاطمة (14 عاما) وهي من الطلبة الايتام لتعزف على الة السيتار الهندية التي تنبعث منها أصوات يعرفها الاطفال الافغان جيدا والذين يعشقون أفلام بوليوود عاصمة السينما الهندية وموسيقاها.
قالت فاطمة وهي تحاول ضبط قبعة وردية تغطي بها شعرها بدلا من الحجاب “تم تشجيعي على المجئ الى هنا وأنا سعيدة بهذا. أحب العزف.”
يتابعها مدرسها الهندي عرفان خان وهو واحد من بين 16 معلما أجنبيا في الاكاديمية باستحسان لكنه أبدى أسفه على عدم قدرة الطلبة على امتلاك الات بسبب الفقر مما يحول دون تقدمهم.
وقال “نحن نحيي الموسيقى لمن عانوا الحرمان.. لكن الكثير من الطلبة لا يأتون من أسر ثرية ولا يتدربون الا هنا.”
وتظهر تقديرات وزارة المالية أن سعر الة الساكسافون الجديدة والذي يبلغ 600 دولار يزيد اكثر من مئة دولار عن متوسط الراتب السنوي للعامل العادي.
وبالنسبة لسيد الهام وهو فتى مرح عمره 13 عاما يدرس البيانو ومغرم بأعمال شوبان فان مبلغ الثلاثة الاف دولار المطلوبة لمبادلة الة الكيبورد التي تملكها أسرته ببيانو كبير لا يعدو كونه مجرد حلم.
وقال بعد أن عزف احدى مقطوعات شوبان لبعض زملائه من الطلبة الذين تجمعوا للاستماع اليه وهو يتدرب “أريد من حكومتنا أن تحسن من حالة الموسيقى الافغانية.”
وعلى الرغم من قبول الاكاديمية 80 طالبا أو نحو ذلك للالتحاق بالدورة الشتوية وبنائها قاعة استماع تضم 300 مقعد ومبنى منفصلا للتدريب وكلها مؤشرات على النجاح فان مستقبل الموسيقيين في أفغانستان يبدو مبهما.
اذ لا وجود للحقوق المعترف بها للموسيقيين في الغرب مثل حقوق التأليف كما أنه يتعين على الموسيقي أن يدفع من جيبه أغلب تكلفة التسجيل والبث. بالاضافة الى ذلك فان هناك فرص عمل محدودة.
وقال سارماست “أمامنا طريق طويل قبل أن نتحقق من أن خريجينا يحصلون على المكافأة المناسبة وحقوقهم مكفولة.”
ويتمنى الان أن يشكل خريجو الاكاديمية أول أوركسترا سيمفوني وطني في أفغانستان وهو حلم يجري العمل على تحقيقه بالفعل.
فيديو.. يوم توقفت الموسيقى.. الصمت يخيم على أوركسترا نسائية أفغانية
https://www.youtube.com/watch?v=WjZSb6IhTCc
المصادر: وكالات الأنباء والمواقع العربية + ايران انترناشونال
#محمد_علي_حسين_-_البحرين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟