|
الأرض الجديدة _ تكملة الفصل السادس
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7012 - 2021 / 9 / 7 - 10:03
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تذكير ، للقارئ _ة الجديد _ة خاصة... حدود هذه الكتابة ضمن المجال العلمي ، أو الفلسفة العلمية ، من حيث المنهج والأدوات . فهي تعتمد على المناهج العلمية الحديثة كالمقارنة والاحصاء وغيرها ، وتتمحور حول قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم . مثال تطبيقي ، اتجاه حركة الزمن والأحداث ( سهم الزمن ) من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر ( الآن _ هنا ) . والعكس حركة نمو الحياة وتطورها ( سهم الحياة ) من الماضي والأمس إلى المستقبل والغد ، عبر الحاضر الحالي والمباشر . وكلا الحركتين ، تقبلان الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . وتكفي ملاحظة واحدة تخالف ذلك لإعادة النظر بالفكرة ، وتغيير النظرية بكاملها لو حدث ذلك . 1 المستقبل زمن قديم لا يمكن معرفته . ( الزمن ، والعمر الفردي ، يأتي من زمن مجهول في المستقبل المطلق ) الماضي حياة جديدة لا يمكن معرفتها . ( الحياة ، مع جميع الأحياء ، تأتي من حياة سابقة مجهولة المصدر ) بينهما الحاضر ( الآن _ هنا ) أو متلازمة الحاضر والحضور والمحضر ( زمن وحياة ومكان ) . والسؤال كيف يحدث ذلك ؟ هو نفسه سؤال الواقع : طبيعته وماهيته . .... المستقبل زمن قديم . ( الزمن مجهول بطبيعته : صدفة _ نتيجة ) نحن لا نعرف سوى الزمن الجديد الحاضر ، والماضي أكثر . ويمكن الاستنتاج ، منطقيا ، أن المستقبل زمن قديم . سأكتفي الآن بهذه الفكرة ( المختزلة ) ، وسأعود لمناقشتها لاحقا بشكل تفصيلي واكثر تحديدا . الماضي حياة جديدة . ( الحياة سلسلة سببية : سبب _ نتيجة ) نحن لا نعرف سوى الحياة القديمة في الحاضر ، والمستقبل أكثر . لا يمكن معرفة الحياة قبل بدايتها ، أو لحظة بدايتها . ما يمكن معرفته ، بشكل علمي ومنطقي عن الحياة ، يتحدد بعد نشوئها أو انبثاقها _ وليس قبل ذلك _ ضمن أدوات المعرفة الحالية . .... الواقع المباشر ( الحاضر والحضور والمحضر _ الزمن والحياة والمكان ) مجال خبرتنا الوحيد . وهنا تكمن المفارقة الإنسانية المشتركة ، والمعروفة منذ آلاف السنين . حيث أن الثقافة العالمية ، وضمنها الفلسفة مع صمت العلم ، ما تزال تجتر فكرة شوبنهاور عبر تكرار آلي : " الحياة فترة بين عدمين " . مع انها فكرة خاطئة جملة وتفصيلا . الحياة تأتي من الحياة والماضي ، والعمر يأتي من المستقبل والزمن . 2 الصراع على الوقت بدأ يتكشف ، ويتضاعف جيلا بعد آخر . ينشأ الصراع على الوقت مع السلطة بالتزامن _ وجهان لعملة واحدة . غالبا ، لا يشعر الآباء والأبناء بالتنافس والصراع قبل العاشرة . مع أنهما يتداخلان ، ويمتزجان في حالات كثيرة ، الصراع على الوقت يختلف عن الصراع على السلطة . فهو أقل وضوحا ، وغير مباشر بطبيعته ، حيث تخفيه اللغة والكلام ونبرة الصوت والحركات الجسدية . .... المفارقة والمغالطة معا ، أن من لا يعرفون سوى لغة القوة ، والصراع على الوقت ، هم الأشد إنكارا لأهمية الوقت والكلام . 3 الشخص البالغ الذي لا يستطيع قضاء الوقت بمفرده ، بالرغم من تقدم العمر ، يبقى في مرحلة الانكار أو الضحية . .... مع النضج ، والانتقال المتدرج للفرد من الطفالية إلى الرشد ، تتكشف مشكلة الصراع على الوقت ، كحقيقة مشتركة تتزايد باستمرار _ ولا تخلو منها علاقة إنسانية بعد مرحلة النضج . المثال الأوضح ، والمشترك : ساعة الطبيب _ ة والمحامي _ ة والمدرس _ة ، أو ساعة الشطرنج كمثال على الدقة والموضوعية . .... ملحق اللذة والفائدة : علاقة تناقض بشكل شبه دائم . اللذة تمثل الماضي _ الحاضر . الفائدة تمثل الحاضر _ المستقبل . يتعذر الجمع بينهما ، بسبب تعذر الجمع بين الحاضر والمستقبل . .... القسم الثالث _ النظرية الجديدة مقدمة الفصل السادس محاولة جديدة لتحديد الحاضر ، وتعريفه بشكل دقيق وموضوعي .. مع أننا لا نعرف الحاضر الزمني ، سوى كعنصر في متلازمة الواقع المباشر ( الحاضر والحضور والمحضر ) . ومع ذلك ، يمكن التقدم خطوة على طريق العلم والمنطق : بديهي أن الحاضر مجال أو فجوة بين الماضي والمستقبل . حيث تسلسل مراحل الحاضر ( الزمنية ) ، يبدأ من المستقبل ، وينتهي في الماضي ، مرورا عبر الحاضر المباشر أو الآن . ومراحل الحضور ( الحياة ) على النقيض ، حيث البداية من الماضي ، إلى المستقبل ، وعبر الحاضر المباشر . المحضر بدوره أو المكان والاحداثية ، يتحدد بدلالة الحاضر والحضور . .... الزمن ( أو الوقت ) مطلق ، ومجهول بطبيعته . الحياة ظاهرة للحواس مباشرة ، وهي شديدة التنوع وما تزال شبه مجهولة . المكان مرجع ، وإطار عام يمثل البعد الثالث للواقع والوجود .
1 الساعة أداة قياس الوقت الوحيدة ، الصحيحة ، ومعياره الدقيق والموضوعي . تقيس الساعة الحركة التعاقبية للوقت مباشرة وبوضوح ، أيضا تقيس الحركة التزامنية ، لكن بشكل غير مباشر . بعدما نفهم _ بالرغم من صعوبة ذلك _ أن المستقبل مصدر الوقت أو الزمن ، وليس الماضي . بعدها يصير من الممكن وبسهولة ، نسبيا ، فهم الحركة الكلية للزمن والتي تتضمن مختلف الحركات المعروفة _ أيضا تلك التي ما تزال مجهولة ، وفي عهدة المستقبل والأجيال القادمة . سرعة مرور الوقت ثابتة ، وموضوعية ، ومطلقة . ( وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) وهنا يتكشف خطأ اينشتاين الكبير ، ونتائجه الكارثية على العلم والعالم والثقافة العالمية الحالية . حين اعتبر أن الزمن ( أو الوقت ) نسبي ، ويتحرك بمختلف الاتجاهات بشكل عشوائي ، ويختلف من فرد لآخر ! الحقيقة ( التجريبية ) على النقيض من ذلك ، حيث أن سرعة مرور الساعة أو الدقيقة أو القرن أو مليارات السنين ثابتة ، وموحدة ، ومشتركة . وهذا كان موقف نيوتن بالمناسبة . .... أخطأ نيوتن في إهمال الحاضر ، واعتباره يساوي الصفر ( ضمنيا ) . حيث اكتفى بالتركيز على الماضي والمستقبل ، واعتبارهما يمثلان الزمن الحقيقي . اينشتاين فعل العكس ، حين أهمل الماضي والمستقبل ، واعتبر أن الحاضر يمثل الزمن الحقيقي ، والوحيد أيضا . ( وهي فكرة التنوير الروحي ، المشتركة مع بوذية الزن خاصة ، وعمرها حوالي ثلاثة آلاف سنة ) . .... للزمن ثلاثة أنواع ، لا يمكن الإضافة إليها ، ولا الانتقاص منها : 1 _ المستقبل ، ويشمل كل ما لم يحدث بعد . 2 _ الماضي ، ويتضمن كل ما حدث سابقا . 3 _ الحاضر ، بينهما بشكل ثابت ومطلق . هذه الحقائق الزمنية ( الوقتية ) الثلاثة تمثل المعطى الأولي ، الثابت والمشترك . خطأ الفيزيائيين الثلاثة ( نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ ) أنهم تلاعبوا بها . نيوتن كان أقلهم في ذلك ، وأكثرهم رصانة . 2 كيف يمكن معرفة المجهول ، وغير المحسوس بطبيعته مثل الزمن ؟ الجواب الكلاسيكي ثلاثي : 1 _ القياس الأرسطي ( الصوري ) ، من الكل إلى الجزء . أو معرفة الجزء بدلالة الكل ، مثاله النمطي والمبتذل : كل انسان فان . سقراط انسان . سقراط فان . 2 _ الاستقراء ، من الجزء إلى الكل . وهو نقيض المنطق السابق . أو من التجربة إلى القانون . خلال القرن العشرين ، تأكد خطأ الاستقراء بفضل فلاسفة العلم كارل بوبر وبرتراند رسل على سبيل المثال ، وقبلهم ديفيد هيوم خاصة . لا يمكن الانتقال من الجزء إلى الكل ، سوى بشكل جزئي ومحدود . المثال الأبرز ، لا يمكننا تأكيد أن الشمس ستشرق غدا . ( ربما تحدث كارثة كونية ، أو تقوم القيامة كما يزعم رجال الدين ) . 3 _ الاستدلال . من الجزء إلى الجزء . أنصح القارئ _ة المهتم _ة بمراجعة كتب الدكتورة يمنى طريف الخولي . .... الفهم والمعرفة والحفظ علاقة تتام ، الحفظ أولا وفي البداية ، الفهم العام تاليا وفي المرحلة الثانية ، المعرفة أو المهارة أخيرا . توجد أربع مراحل لاكتساب مهارة جديدة ، مثل السباحة أو تعلم لغة ، أو العزف أو الرقص أو الرسم وغيرها : 1 _ المرحلة الأولية : لا مهارة في اللاوعي . 2 _ المرحلة الثانية : لا مهارة في الوعي . عبر عنها سقراط ( المعلم الأول ) : أنا لا أعرف . بعدما تحاول _ين تعلم الصينية أو الإيطالية أو العربية ، تنتبه _ين إلى عدم معرفتك لها ، وجهلك الحقيقي بها . 3 _ المرحلة الثالثة : مهارة في الوعي . السنة الأولى بقيادة السيارة ، أو التحدث باللغة الجديدة . حيث نحتاج للتركيز والانتباه والجهد . 4 _ المرحلة النهائية : مهارة في اللاوعي . تغفو على سطح الماء عندما يكون الموج ساكنا . أيضا تفتحين حديثا مع الشرود خلال قيادتك للسيارة بعد سنوات . 3 كيف يأتي أي شيء من المستقبل ، الزمن خاصة ؟! بصراحة لا أعرف . وصدمتي ليست أقل من صدمتك ، حتى اليوم . كيف يأتي أي شيء ، من جانب أو جهة : ما لم يحدث بعد ! .... أعتقد أن المشكلة اللغوية ، تمثل العقبة الأساسية والمشتركة . المثال الأوضح العلاقة بين الحياة والزمن . بدون فهم الطبيعة المزدوجة للعمر الفردي ، حيث يتناقص الزمن وتتزايد الحياة بالتزامن _ مع أن محصلتهما الثابتة تساوي الصفر دوما _ يتعذر فهم الزمن والوقت . 4 ساعة الوقت تمثل المعيار المشترك ، والموضوعي في العالم المعاصر ، بصرف النظر عن الثقافة ودرجة نمو الشخصية والظرف والبيئة وغيرها . وأهمية هذا المعيار الواحد ، والموحد ، تتضاعف من جيل إلى آخر . ساعة الحياة ، مع أنها عكس ساعة الزمن مثل وجهي العملة ، لا تصلح كمعيار بسبب طبيعة الحياة نفسها . .... لكن تبقى المشكلة _ بل بؤرة المشكلات المزمنة _ الموقف التقليدي المشترك والسائد من الواقع والزمن خاصة . ليس خطأ أحد الشعراء أو الفلاسفة أو العلماء وغيرهم ، بل هو خطأ الحدس المشترك والموروث . وربما تكون عادة تكررت بالصدفة ، مع أنه لا توجد ملاحظة واحدة أو مشاهدة تؤيده . والعكس تماما من جهة النظرة والنظرية ( الجديدة ) ، لا توجد مشاهدة واحدة تخالفها في أية نقطة على سطح الكوكب ، ومع ذلك بعد سنوات من إشهار النظرية ومناقشتها بشكل مفتوح تلقى الرفض أو التجاهل ، وكأن العالم ما يزال يعيش في القرون الوسطى ، لا في العقد الثالث من القرن 21 !؟! .... ملحق حركة مرور الوقت ( الزمن ) منفصلة عن الانسان بشكل كامل . هذه الفكرة تمثل الاختلاف الأساسي بين نيوتن واينشتاين حول الوقت . أخطأ اينشتاين وأصاب نيوتن ، في هذه النقطة أيضا . المثال البسيط ، والمشترك على ذلك حركة مرور الوقت خلال النوم ، أو الموت . أو زمن أحلام اليقظة وغيرها .... تبقى حركة مرور الوقت أو الزمن أو الساعات أو الأيام أو السنوات أو القرون والعصور نفسها ، ثابتة ، ومشتركة وفي اتجاه واحد ووحيد من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر _ المباشر ، وبنفس السرعة التي تقيسها الساعة . .... يصعب فهم درجة المقاومة العنيفة واللاشعورية غالبا ، لهذه الفكرة _ الخبرة _ البديهية والمشتركة ، والمتكررة بصرف النظر عن أي اعتبار آخر . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظرية الجديدة _ مقدمة الفصل السادس
-
السؤال السادس _ النظرية الجديدة
-
النظرية الجديدة _ القسم 1 و 2
-
لماذا اضطراب ثنائي القطب _ للموضوع صلة
-
السؤال الخامس _ خلاصة ما سبق
-
النظرية الجديدة _ مقدمة الفصل الخامس
-
النظرية الجديدة _ الفصل الرابع تكملة
-
النظرية الجديدة _ الفصل الرابع
-
النظرية الجديدة _ مع مقدمة جديدة
-
النظرية الجديدة _ خلاصة الفصول الثلاثة الأولى
-
طبيعة الوقت أو الزمن _ تكملة الفصل الثالث
-
النظرية الجديدة _ الفصل الثالث
-
النظرية الجديدة _ نسخة ثانية إعادة صياغة ، الفصل الأول والثا
...
-
الفصل الثاني _ تكملة
-
الفصل الثاني _ النظرية الجديدة
-
الفصل الأول _ النظرية الجديدة
-
النظرية الجديدة _ نسخة ثانية إعادة صياغة
-
رسالة مفتوحة إلى الأستاذ / الصديق مروان ناصح
-
النظرية الجديدة للزمن _ نسخة ثانية مع إعادة صياغة
-
التفكير بصوت مسموع
المزيد.....
-
الولايات المتحدة تفرض رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين
...
-
قصة أسيرين التقيا توأميهما اللذين أنجبا بنطف مهربة
-
رئيس الوزراء الفرنسي يعتزم إقرار الميزانية في التفاف على الب
...
-
إعلان حالة التأهب الجوي في خمس مقاطعات أوكرانية
-
زيلينسكي: سيتعين علينا الانتقال إلى المفاوضات مع روسيا بعد ل
...
-
الجيش الأمريكي يكشف هوية الجندية في المروحية التي اصطدمت بطا
...
-
إسبانيا.. إقالة السفير الإسباني في بروكسل لسبب غريب
-
سفير روسيا في الدنمارك: موسكو لن تسمح بتحويل البلطيق إلى بحر
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. ترامب يفرض رسومًا جمركية على المكسي
...
-
وسائل إعلام: ترودو يعقد اجتماعا طارئا بشأن رسوم ترامب
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|