أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - القاتل والمقتُول ليبياً .. والبطل ليس من يطلق النار أولاً














المزيد.....

القاتل والمقتُول ليبياً .. والبطل ليس من يطلق النار أولاً


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 7011 - 2021 / 9 / 6 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تردد الكاتب كثيراً قبل أن يقدم على كتابة هذه المقالة لألم الفاجعة الأخيرة بمقر الرقابة الإدارية بطرابلس، فما أن تلوح في افق السياسة الليبية، مسلوبة الإرادة، بوادر انفراج بالذهاب للانتخابات أو ظهور بصيص ضعيف وباهت من الأمل حتى نرى تحركات مشبوهة "للكاو بويز" بالعاصمة وخارجها وذلك بالهرولة للسلاح والتسابق على من يطلق النار أولاً! فقط لفرض وجهة نظره.. فالمنطق السائد اليوم وتروج له الكثير من الدول الداعية للاستقرار والسلام في ليبيا هو: أفرض نفسك على الأرض بسلاحك وهذا أكيد يعني بأن الغلبة والبطل من يطلق النار أولاً. نعم ما يحدث على أرض ليبيا "القزونة" عبث وبالوكالة! لا يمكن أن يقنعنا أحد بأن اللجوء لإطلاق النار والعنف هو الحل لخدمة ليبيا والشعب الليبي.
الصورة المؤلمة لما يحدث اليوم ترجع بالكاتب إلى النصف الأخير من ستينات القرن الماضي وأيام أفلام الكاوبوي على قناة الملاحه التلفزيونية أو سينما اللابيتي "دار عرض الحرية" وغيرها من قاعات السينما! فالصورة التي حاولت عروض أفلام الكاوبوي ترسيخها في ذهن المتلقي بأن البطل هو دائماً من يطلق النار أولاً!

الكاوبوي لا يعمل لحساب أحد
عندما يقرر "البطل" الدخول لساحة القتال ومقارعة الأخر بمسدسه وهو ساكن في جرابه بالتأكيد لا يعمل لحساب أحد لأنه على يقين بأنه أمام خيارين لا ثالث لهما أما أن ينتصر على خصمه أو يموت .. ولكن ألا يعلم شباب ليبيا اليوم القاتل والمقتُول هو خسارة لليبيا وللشعب الليبي والمستفيد الوحيد أكيد من خارج الوطن. وربما يضاف أناني أخر لا تهمه ليبيا ولا شعبها بل يدفع شبابها للموت لكي يحقق مكاسب مادية شخصية لا تنفع الوطن.

هل نعيش المؤامرة؟
التآمر على الخير والاستقرار هو ديدن الأشرار من يوم بدأت عملية تكاثر البشر، بل التآمر حصل مع الرسل والأنبياء، لذلك لا يرى الكاتب إي معنى لرفض وجود المؤامرة اليوم إلا إذا كان ذلك كنوع من التعالي والثقة الزائدة "overconfidence" . صحيح درجة فاعلية المؤامرة، التي لا يمكن الهروب منها، تعتمد على مدى التماسك الداخلي وقوته. فالتدخل الخارجي ناموس كوني نعيشه كل يوم في حالة الطقس الجوي وكذلك السياسي بالعالم قبل ليبيا. نعم لا مفر من التأثير الخارجي ولكن ليس بشرط أن يكون مدمراً إلا إذا كان إعصاراً على بنية تحتية ضعيفة. فالرياح العاتية تضر الغابات والمزارع ولا تقتلع إلا الأشجار بجذور سطحية وضعيفة ولا تتكسر من الأشجار المقاومة وبجذور ضارب في أعماق أرضها إلا أغصانها البالية والمنخورة بالسوس! وهكذا المجتمع الليبي شجرة أما أن تكون لها جذور قوية وضاربة في أعماق الأرض الليبية وتحمل أغصان متينة خالية من المنافقين والمفسدين والمضعفين لها أم يكون العكس فينخر أطرافها السوس وتقتلع من جذور تأسيها بسبب قواعدها الضعيفة.

البنية الاجتماعية الليبية وتماسكها عامل أساسي في مقاومة التدخل الخارجي. وغياب الضوابط والأعراف والقوانين الاجتماعية تساعد على التدخلات الخارجية بل وتحويل وقود عجلة التنمية والبناء "الشباب" إلى معول هدم ودمار للأمة. وعوضاً أن يتنافس شباب ليبيا ليبرز من يدرس وينتج وينجز نجد التسابق اليوم بين من يطلق النار أولاً!

من المسؤول عن إطلاق النار؟
كلنا جميعاُ مسؤولون عما يحصل في ليبيا، وهذه العنجهية والتخلف الذي يروج له في ليبيا علينا جميعاَ مقاومته. فلا يمكن قبول أن يترسخ في أذهان شبابنا بأن البطل هو من يطلق النار أولاً.. ولنتعلم من سيدنا المصطفى في صلح الحديبية عندما رضي ألا يكون البطل في نظر أصحابه وقبل بالشروط المجحفة، من أعدائه، ولكن ضمن لهم الأمن والاستقرار. بالتأكيد الآثار والرياح الخارجية، ولو ظاهرها سلبياً، ولكن في ظل المجتمع القوي بجذوره والمتماسك بأغصانه ستتحطم وستتكسر هذه الآثار الخارجية على صخرة الأمل والسلام والعدل. عاشت ليبيا حرة.. تدر ليبيا تادرفت



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتكن الانتخابات سبيلا للاستقرار
- مخرجات برلين .. كلمات حق يشوبها الباطل
- أنت مناضل أمازيغي ..-أصمت عن الحق الفلسطيني-
- فبراير تحرر من حكم العسكر ورفض لدعوشة حفتر
- عقيلة بدون اعتذار يشرعن الدمار ويعتبر الأخطاء البشرية هي الخ ...
- مقابر ترهونة- عودة لصناعة التوحش بعد انفجار الكراهية في 2011 ...
- الهوية الدينية الليبية وتهديد الجالية السعودية.. للمركز اللي ...
- هل سينزع الشعب الليبي فتيل الحرب؟؟؟
- أني الدين-العولمة والوطن من التنوع الثقافي؟
- هل تقبل ليبيا التقسيم؟
- الداعشي حفتر يشعل الفتنة المذهبية بالمدخلية التكفيرية ضد الم ...
- اللامركزية .. والحجج الواهية للفدرالية وتوزيع الثورة
- ما بعد سرت والجفرة؟
- الفاسد الأول وثقافة المركزية.. والتحرر من المركزية الكهربائي ...
- ئيموهاق ، قونا، تمارا وإخوانهم العرب سيطردون الفاغنر من تيني ...
- عقيلة مُشرعن الترهيب .. والمسؤول عن القتل والتعذيب
- فبراير تنتصر .. ومن دنس الغزاة والمرتزقة تتطهر
- المتظاهر الأمريكي متمرد .. والغازي لطرابلس مفاوض!
- ا لكراهية والاستبداد العسكري .. السلام ومدنية فبراير
- أحرار أمازيغ ليبيا مع الشراكة التركية.. وتصحيح مغالطة التجمع ...


المزيد.....




- بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي ...
- الجيش الأمريكي يكمل انسحابه من النيجر بعد حوالي سنة من انسحا ...
- لحظة واحدة أنقذت ترامب.. فوهة البندقية كشفت ريان ويسلي روث
- الجيش الأميركي يعلن اكتمال انسحابه من النيجر
- البيت الأبيض يعلق على منشور إيلون ماسك المحذوف عن بايدن وهار ...
- -ديلي ميل-: بريطانيا غير جاهزة على الإطلاق لتصعيد الصراع مع ...
- إصابات في حادث انقلاب حافلة سياحية عائدة من موقع -ماتشو بيتش ...
- الكابينيت الإسرائيلي يعتمد إعادة سكان الشمال لمناطقهم أحد أه ...
- هل عادت خطة تخفيف الأحمال في الكهرباء بمصر؟ -الإدارة المحلية ...
- بايدن يجري محادثة هاتفية مع ترامب بعد محاولة الاغتيال


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - القاتل والمقتُول ليبياً .. والبطل ليس من يطلق النار أولاً