|
تداعيات الأحداث في أفغانستان …!!!
زهور العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 7011 - 2021 / 9 / 6 - 01:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
zماحدث في افغانستان يستحق شيئاً من التأمل.. فالتاريخ يعيد نفسه والمشهد الفيتنامي يتكرر لكن هذه المرة في افغانستان (صرّة الشرق)) ،،اميركا التي انفقت ملايين الدولارات لتحرير افغانستان وخسرت العشرات من الارواح بين صفوف مقاتليها وجنودها مقابل ارساء الديمقراطية في هذا البلد المثقل بالمتاعب والأزمات… انفقت فيه اكثر من 160 الف دولار لتسليح الجيش ..والغريب ان هذا الجيش سرعان ماانهار فور انسحاب اميركا سبحان الله !! وهذا ما سبب صدمة لدى الساسه الامريكان بما فيهم رئيس الولايات المتحدة الامريكيه السيد بايدن الذي اعترف بهذا من خلال تصريحات له امام الشعب الأمريكي ..وهذا يعطي دليلا قاطعا ان ماحدث في افغانستان لم يكن بتخطيط من اميركا كما يفنّد البعض ..أبداً بل ان اميركا منيت بهزيمة مذلّة امام طالبان والأدهى انها خذلت الشعب الافغاني حينما تخلّت عنه ببساطة بعد ان سقطت الحكومة لدى دخول طالبان وأي سقوط!؟ اسرع مما كان متوقعا تماماً ..وكعادتها وفي كل الازمات (اميركا )لا تفكر الا بمصالحها الشخصية بدليل انها خصصت طائراتها لنقل قواتها ومواطنيها فقط والجالية الغربيه التي تعمل في البلاد بينما تركت تلك الجموع الغفيرة من الناس تتهافت على المطارات بحثا عن ملاذ والخروج من البلاد … اما عملائها المنهزمون المتمثلون بالحكومة المنتخبة لاذوا كلهم بالفرار وباتوا يستجدون النجدة ليخرجوا من البلاد سالمين ،،،اذن اميركا خسرت هيبتها المعنوية والاقتصادية في افغانستان بعد ان كانت لها اليد الطولى بهذه المنطقه الحسّاسة ….وتبقى الصين الكاسب الاكبر من كل هذا حيث كانت اول المرحبين بعودة طالبان …وعلينا ان لاننسى ان الصين لديها تحالف قوي مع باكستان وباكستان كانت ولازالت حاضنه لطالبان والداعم الاكبر لها فطبيعي جدا ان يكون هناك تقاربا بين الصين وطالبان … هناك من يقول ان اميركا هي من أعدّت هذا السيناريو بعودة طالبان لحكم افغانستان وهذا الراي خاطيء جداً ،،صحيح ان اميركا صرحت منذ اشهر وأكثر من مرة وعلى لسان رئيسها السابق ترامب انها ستنسحب من افغانستان لكن بالتاكيد ليس بهذه الطريقة المذلة المشينه !! كانت تود ان يكون انسحابها من هذا البلد يليق بمكانتها ويتناسب بما فعلته في افغانستان ..تنسحب نعم لكن شرط أن تضمن وجودها في هذا البلد من خلال حكومه قوية تعمل وفق شروطها واملاءاتها ….لكن ما حدث كان خلافا لما خططت له …الخطا الذي ارتكبته اميركا أنها استهانت بطالبان…من الغباء حقا ان يُستهان بقدرة وروح المطاولة لطالبان !! ….بغض النظر ان كنتَ مع أو ضد هذه الجماعات الا انه لايمكن الاستهانه بقدراتهم القتالية ،،هؤلاء لديهم ارادة قوية ويحاربون من اجل الكرامه والعقيدة وهذان سببان قويان كافيان لخلق روح قتاليه عالية وحسم الانتصار….طالبان هزمت بريطانيا مرتين ،،،وقبلها الاتحاد السوفيتي ،،،ف(البشتون ) ) قوة لايمكن اجتيازها او النيل منها …. الخلاصة ان المشهد في افغانستان معقد بعض الشيء لان المنطقة من الأساس ملتهبه وموقع أفغانستان مهم وتاثيراته على الاقتصاد العالمي كبير جدا … من ضمن التوقعات وانا مع هذا التوقع ان الصينيون هم الحلفاء القادمون لافغانستان لان باكستان حليف قوي للصين فطبيعي جدا ان تكون افغانستان حليف للصين ،،،ايران هي الاخرى رحبت بطالبان كونها انهت الوجود الامريكي من هذه المنطقة المتاخمه لها.. ومن الوهلة الاولى رحبت ايران بدخول طالبان..والاخيرة اعطت ضمانات لايران انها لن تكون هذه المرة ضد الطائفة الشيعيه وأعطت وعودا لايران بانها ستسمح لهؤلاء بممارسة شعارهم الدينية …ولاندري لعلّها مجرد تطمينات لاثبات الوجود اولا ولتثبيت نفسها في الحكم ثانيا ،،،لاندري فكل شيء وارد في السياسة….!!! من هنا نفهم ان حكومة طالبان ربما ستجعل من افغانستان بلدا قويًا مدعوما بقوة من قبل روسيا وباكستان وربما ايرااان …اذن المشهد في افغانستان قلب الموازين رأساً على عقب وهناك عدة سيناريوهات ربما تظهر على السطح ولاندري في النهاية لمن ستكون الغلبه !؟ في كل الاحوال سيكون تاثيرها اكثر على الدول الست المحيطة بافغانستان ،،،اما القاعدة والتخوف من عودتها. لهذا البلد من جديد فلا اظنها ستعود لأنّ الظروف اليوم غير ما كانت عليه في الأمس ..أمّا اميركا وبعد ان مُنيت بتلك الهزيمة النكراء فاعتقد انها لن تقف مكتوفة الأيدي لما قد يحصل مستقبلا ،،فمن غير المستبعد ان تخلق فوضى ( الفوضى الخلاقة) في هذا البلد…. كلّ شيء وارد مايهمنا الان هو وضعنا نحن في العراق في ظل هذه الدوامه من الصراعات والأحداث فالعراق هو الدولة الثانية بعد افغانستان التي كانت قد تحررت ( وفق مزاعم اميركا) على اييدي الامريكان ..هناك تسائل ؟؟ يقول ..يا ترى هل المشهد الحالي في افغانستان ممكن ان يتكررفي العراق ؟ وعلى ايدي الجماعات الارهابية (داعش )مثلاً.. والتي لازالت الى الان لها بعض الحواضن بالعراق ..!؟ الجواب ببساطة ..لا طبعا ..لاننا في العراق عشنا هذا الوضع سلفا فقد أعُدّ لنا هذا السيناريو قبل افغانستان حينما صنعت لنا اميركا داعش وتبنت مشروع الفوضى الخلاقة ووضّفت تلك الجماعات لهذا الغرض وكادت جميع مدننا أنْ تسقط الواحدة تلو الاخرى أمام هذه الجماعات التكفيرية لولا حكمة مرجعنا الفطن السيد علي السيستاني حفظه الله الذي افتى بفرض الجهاد من اجل انقاذ البلاد واوعز بحمل السلاح للقضاء على تلك الجماعات الظلاميه فانبثق منها جيشا عقائديا متمثلا بالحشد الشعبي ليكون ظهيرا قويا للجيش العراقي فتمكنّا والحمد لله من تحرير مدننا الحبيبة ..تلك المدن التي لم تصمد امام داعش وأحتلّت بكل بساطه في الوقت الذي كان لنا جيش كبير لايستهان به ابدا قيادة وتسليحا ..لكن وللاسف الشديد سرعان ماتهاوى امام جماعات لاتتعدى المائتي مخبول …..هو السيناريو ذاته الذي حدث في افغانستان ..وسبب الهزيمه في الحالتين في( العراق وافغانستان ) و ببساطه ان الجيشين العراقي والافغاني كانا يقاتلان دفاعا عن الحكومات التي اتسمت بالضعف والهشاشه الجيشان متعددا الانتماءات..ولائهما لهذا الحزب او ذاك !!! اما الحشد الشعبي فلا ،،،الحشد تدفعه العقيدة والغيرة والنخوة والكرامه ،،،يقاتل افراده بروح المقاومه والدفاع عن النفس والوطن والعِرض ،،،. ولولا الحشد الشعبي المقدس لكان مشهد افغانستان قد تحقق بالعراق وقبل افغانستان بكثير ..ومن اجل هذا سعت اميركا ولازالت من اجل القضاء تماما على الحشد الشعبي واتبعت كل الوسائل والطرق لتحقيق هذا …وما قتل المهندس وسليماني الا تاكيدا على ما اقول ..ولن تكتفي بهذا بل جعلت ووضّفت تظاهرات تشرين لاجل القضاء على الحشد الشعبي …كل الشهداء الذين سقطوا من الشباب. كانت تشير هي واتباعها باصابع الاتهام لقيادات وافراد الحشد الشعبي المقدس …لكن مخططاتها باءت جميعها بالفشل بفعل حكمة قيادات الحشد الشعبي ووعي ابناء شعبنا الغيارى … علينا ان نعي خطورة المرحلة القادمة ونكون اكثر حذراً وتماسكا كشعب وجيش وحشد …ان نضع ايدينا مع بعض ونتكاتف ولتكن اهدافنا واحده هي وحدة وسلامة وامن العراق كي نفوت الفرصة تماماً على الاعداء...عاش العراق أرضاً وشعباً وسماء.....
#زهور_العتابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ايام الطفولة….!!!
-
وشَكوتُكَ حالي..ياوَطني
-
شَرد أگلَك……!؟
-
مر بينَه ولو بالحِلم ….!!
-
مجرد امنيات ….!!
-
في ذكرى 14 تموز لابد ان نتذكر قائدها ….الزعيم عبدالكريم قاسم
-
نعّم تغيّرتْ ….!!!!
-
لابد ان نمضي ..ونستمر...!!!!
-
بِيادر خير .....!!
-
لابدّ لنا من محطة استراحة ....!!!
-
كلّي أسَفْ .....
-
اسِفة......!!
-
لاطَعمَ لكَ رَمضان هذا العام .....!!!
-
كُنْ سيّد الحٍوار ....!!
-
مَواسم الخَوف ....!!
-
شكراً للإهداء صديقتي .....
-
وداعاً... للمرأة الأكثر جَدلاً
-
تذَكَرتِج....بعيد الأم
-
مَواقف .....!!!
-
يا طَيّبَ القَلبْ....!!
المزيد.....
-
-ساعد نساء سعوديات على الفرار وارتد عن الإسلام-.. صورة ودواف
...
-
ماذا تكشف الساعات الأخيرة للسعودي المشتبه به قبل تنفيذ هجوم
...
-
الحوثيون يعلنون حجم خسائر الغارات الإسرائيلة على الحديدة
-
مخاطر الارتجاع الحمضي
-
Electrek: عطل يصيب سيارات تسلا الجديدة بسبب ماس كهربائي
-
تصعيد إسرائيلي متواصل بالضفة الغربية ومستوطنون يغلقون مدخل ق
...
-
الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين بغزة ويستهدف مستشفى كمال عدو
...
-
اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق
...
-
مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
-
الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|