|
لقد أطلقنا الموت ، فمن يمسك عقاله؟
محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 7007 - 2021 / 9 / 2 - 17:12
المحور:
كتابات ساخرة
في نهاية الثلاثينات من القرن العشرين اكتشف العالمان الألمانيان أوتو هاهن وفريتز ستراسمان تجزئة الذرة أثناء محاولتهما إنتاج عناصر أثقل من اليورانيوم وذلك بواسطة قصف اليورانيوم بالنيترون. في ذلك الوقت ، لم يعرفا أنهما توصلا إلى سر إطلاق عمليات التجزئة المتتالية من تجزئة إلى تجزئة وبالتالي توليد المزيد من الطاقة النووية . ثم تتالت الدراسات النظرية والعملية وأبحاث الفيزياء التطبيقية لتكتشف فيما بعد الإمكانيات الهائلة لاستخدام الذرة كسلاح لا سابق له في تاريخ البشرية . وفي وقت لا حق ، استطاع العالم الايطالي انريكو فيرمي أن يبني أول مفاعل نووي بسيط يجري فيه تجزئة الذرة بإشراف وتدقيق علمي في مختبرات جامعة شيكاغو الأمريكية . ومع بداية الحرب العالمية الثانية برزت احتمالات استخدام السلاح الذري لدى عدد من علماء الطاقة النووية وعلماء الذرة خاصة بعد أن استقطب الولايات المتحدة الكثير من العلماء الفارين من الحكم النازي . في الحقيقة، فزع هؤلاء العلماء من استخدام ألمانيا النازية للسلاح النووي فهربوا إلى الولايات المتحدة ليكونوا مرغمين الوقود الذي استخدمته الولايات المتحدة في حربها ضد اليابان والتي تمتلك أيضا مشروعا نوويا سريا . وفي صيف 1939 نقل العالم الفيزيائي ألبرت اينشتاين مخاوف علماء الذرة إلى الرئيس فرانكلين روزفيلت في احتمال استخدام ألمانيا للسلاح النووي في الحرب فأصدر الرئيس في بداية عام 1940 أمرا بتخصيص مبلغ 6000 دولار للبدء بأبحاث إنتاج السلاح النووي. وبدأت الطائرات اليابانية بتقصي أماكن الأبحاث وقصفها فاتجهت الولايات المتحدة إلى إطلاق مشروع مانهاتن للبحث الذري والنووي . أقيمت المختبرات العلمية ومراكز الأبحاث التطبيقية وتعاون العلماء الأوروبيين مع العلماء الأمريكيين وتم إنشاء المعامل وتطوير أجهزة التخصيب وبدأ العمل في لوس ألاموس في ولاية نيو مكسيكو وكان العالم النووي روبرت أوبنهايمر هو من يقول العمل . وفي صيف عام 1945 تمكن الفريق من إنتاج السلاح من اليورانيوم 239 وتم تجربة السلاح في صحراء نيفادا في منطقة نائية . التجربة الناجحة أطلقت العنان للولايات المتحدة للبدء في إنتاج السلاح النووي فقفز مبلغ / 6000/ دولار إلى ألفي مليون دولار . بدا الانفجار رهيبا وتبعه لسان من اللهب على شكل فطر بارتفاع 12200 متر وكانت قوة الانفجار التدميرية 20000 طن من الديناميت . بعد شهر من التجربة قصفت الولايات المتحدة هيروشيما وناغازاكي باليورانيوم المشع 239 وجرب السوفيت سلاحهم النووي في عام 1949 أما فرنسا فقد جربت سلاحها عم 1960 والصين عام 1964 ثم بريطانيا في 1965 فالهند فالباكستان أما الاحتلال الإسرائيلي فقصة أخرى لا تنتهي لأنه لا يخضع لقانون في الكون ويقال أن الاحتلال الإسرائيلي يمتلك حوالي 200 قنبلة نووية . ثم ظهرت فكرت الخوف العارم من الشتاء النووي وظهر مصطلح الزر النووي ومصطلح المفتاح النووي ثم انطلقت القنبلة الهيدروجينية والنيترونية وحاليا الغبار الذكي التدميري ومستقبلا تسخير قوى الطبيعة من مناخ وتصحر وبراكين وزلازل ورياح وحرارة لتصبح سلاحا فتاكا بيد من يمتلكه . يقال أيضا أن عمر الكون يعود إلى مئات الآلاف من السنين وهناك قرائن دالة ومنحوتات تقول بأن الكرة الأرضية توصلت في مرحلة ما من تاريخها إلى التكنولوجيا العالية وخبرت تكنولوجيا المعلومات وما بقايا الآثار الكثيرة وغياب التواصل البشري خلال فترات من الزمن إلا دليل على وجود شتاء نووي سابق في وقت من الأوقات . وبحسب ما نقل أحد المواقع ، فإن الأسلحة النووية الموجودة في يومنا هذا بمخازن عدد من الدول، تكفي لتدمير العالم كاملا ولعدة مرات ، وبالتالي قد يتساءل كثيرون حول السبب الذي دفع جيوشا إلى صناعة ما قد يتسبب بدمار جماعي. وتزعم دول مالكة لأسلحة نووية ، أو طامحة إلى الحصول عليها ، إن الخطوة دفاعية محضة ، وتقول إن السعي إلى امتلاك سلاح نووي مجرد توازن استراتيجي مع دول منافسة أو مناوئة. وأورد نفس المصدر قائمة بأسماء الدول العشر التي نجحت في صناعة أقوى الترسانات النووية ، وفي مقدمتها روسيا ، إذ تمتلك البلاد الأكبر مساحة في العالم ، قرابة 8500 صاروخ نووي. وتعرف الصواريخ النووية الروسية بجودتها على صعيد الكم والجودة ، أما الولايات المتحدة فتحل في المرتبة الثانية ، ويملك الجيش الأميركي ما بين 7200 و7700 صاروخ نووي. ويقول خبراء عسكريون إن الجيش الأميركي هو الأكثر تنظيما ، فضلا عن كونه الأفضل من حيث الأسلحة ؛ إذ تتفوق الولايات المتحدة على كافة بلدان العالم في امتلاك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ التي تنطلق من الغواصات. أما فرنسا فتتبوأ المركز الثالث برصيد قدره 300 رأس نووي ، وأجرت البلاد آخر اختبار نووي لها سنة 1996، أي قبل الالتحاق بمعاهدة حظر الاختبارات النووية. وفي مركز رابع تأتي الصين بـ250 رأسا نوويا، وتؤكد الدولة الشيوعية في بكين أنها ملتزمة بسياسة عدم البدء باستخدام السلاح النووي ، أي أنها لن تقوم باستخدامه إلا في حال هوجمت به من طرف العدو. واستطاعت بريطانيا بدورها أن تطور ترسانة نووية مهمة، فراكمت 225 رأسا نوويا ، ودخلت مجال المنافسة مع اللاعبين الكبار في العالم سنة 1965 عبر افتتاح محطة الطاقة النووية. وفي مرتبة سادسة ، تأتي باكستان التي تملك 120 رأسا نوويا ، متفوقة بذلك على جارتها الهند التي تبلغ قدراتها النووية 100 رأس. الطريف في الأمر أن العالم النووي روبرت أوبنهايمر وبعد نجاح التجربة النووية الأمريكية الأولى ردد أبياتا من السانسكريتية تقول : " لقد أطلقنا الموت ، فمن يمسك عقاله بعد اليوم ؟ " هذا هو السؤال الكبير اليوم . من يسيطر على صناعة الموت على هذا الكوكب الحزين ؟
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمنيات
-
أسْمَع أرَى لا أتكلمْ
-
المرأة في وسائل الإعلام
-
الأيتام يقودون العالم
-
الطاووسية و أُحاديَّةُ القرار
-
المرأة قبل التاريخ كانت أقوى
-
اغمريني بقوة الليلة، مايكل بي ماكبارلاند
-
الاقتصاد الأزرق BLE ECONOMY
-
أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؟
-
مهارات إدارة الغضب
-
الاقتصاد الأزرق مرة أخرى BLE ECONOMY ONCE MORE
-
عظة النار ، ت س إليوت
-
صوت العقل والحداثة في أوديب الملك
-
تحدي الدين للسلطة السياسية ، أوديب الملك
-
الوجه الذي أطلق ألف سفينة ، كريستوفر مارلو
-
رسالة الراعي العاشق إلى حبيبته ، كريستوفر مارلو
-
جواب الحورية لراعي كريستوفر مارلو العاشق السير وولتر رالي
-
فردناند دو سوسور وعلم اللغة الحديث
-
الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دائرة الضوء
-
الأخلاق في منظور القبيلة
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|