أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد الحاج علي - هل يعتذر للشعب ويستقيل من الحزب؟















المزيد.....

هل يعتذر للشعب ويستقيل من الحزب؟


محمد الحاج علي

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 11:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بما انه لا يختلف فيه اثنان بان حزنالله اخطأ في خطوته هذه - اختطاف واسر جنديين إسرائيليين في الزمان والمكان , كما فشل في كل الخطوات السابقة غير المدروسة العواقب , والتي أتت بهما ان لم نقل كلها الصدفة من جانب التجاذبات الدولية والإقليمية حينها ووظفها احتكارا لصالحه .. نعم في التاريخ لا يمكن نكران دور المقاومة في مطاولة العدو الإسرائيلي الصهيوني ومناوشته .. كل الفرقاء أكانت فلسطينية أم درزية أم شيعية أم مسيحية شاركت وقاتلت بتحريض من الخارج "سوريا" أم من الخارج الإقليمي..الخ. خلال بقاء الاحتلال للبنان والذي دام أو طال إلى حوالي 18 سنة بالتمام ابتداء من عام الاجتياح 1982 تلك العملية التي سميت بـ سلامة الجليل , وكان ذلك لإخراج عرفات وميليشياته من لبنان ووقف تهديده على شمال إسرائيل , , تلك المقاومة التي كان لها مروجوها من الجوار والإقليميين .
إلى أن خرجت إسرائيل أخيرا وتحت ضغط دولي وإحراجا لسوريا الأسد في أيار العام 2000, إلى أن لبس التوهم البعض بأنه الأوحد الذي حرر الجنوب اللبناني واحتكرها طنة ورنة , صنعة وعملا .. وسال لعابه على منواله على ان يحرر كل فلسطين ويصبح القوة الأعظم في المنطقة ويدحر إسرائيل ومن خلفها أمريكا ويرمهما بالبحر ويمارس الاحتفال الجماهيري النرجسي , والاستعراض العنتري الذي يذكرنا بصدام حسين وجعجعته وغطرسته وتجاوزه على كل الخطوط الحمر والمواثيق الدولية والإقليمية .الخ. أناشيد واستعراضات في الساحات والعرصات حتى تزدان لبنان شارعا وحارة برسوم وصور القائد الملهم ..
والآن .. وبعدما ما وصل إليه الأمر بعد عملية "وعد الصدق" التي يسميها حزنالله إلى طريق مسدود بعد أسبوعين من القصف والدك , دك فيه لبنان دكا ودمر بنيته التحتية من طرق وجسور ومراكز بيع المحروقات وقطع التيار الكهرباء وضرب المطارات والمرافئ واحتلال قدم مارون وأخت جبيل .. أي بكلمة واحدة استبيح لبنان أرضا وجوا وبحرا .. وشرد أكثر من نصف مليون إلى الشمال أو فر وهرب إلى قبرص وسوريا والأردن هربا من الحرب وأهوالها التي لا تفرق بين جندي أو مدني , بين طفل أو امرأة أو شيخ .. هجر وسافر المواطن المدني مخلفا أملاكه ورزقه إلى الإملاق والغربة لينجو بنفسه وعائلته .. والمفارقة هذا التبجح قول نصرالله بان جماهيره كثرت وارتفع رصيده ..
حقيقة وحتى لا نطيل في الكلام . وفي القيل والقال , أوشكت اللعبة على نهايتها بمرارتها .. سيسلم الجنديين المختطفيين الأسيرين آجلا أم عاجلا وسيتراجع حزنالله عن مواقعه إلى عمق 20كم داخل لبنان بعد نهر الليطاني تراجعيا, بعد دمار شامل وخراب حاصل وتهجير كامل .. هل سيتجرأ نصرالله الاعتراف بالهزيمة ويقر " عفوا بالحساب الخاطئ الذي قدره .. وادخل المنطقة بعد لبنان بعد شد وجذب في دوامة حرب غير متوازنة / غير محسوبة العواقب .. داخليا واقليما وعالميا , ويخرج من قوقعته مبيض الوجه لحفظ ماء وجهه كما يقال .. ذلك الذي خلق لنفسه أسطورة كاذبة وفرية مهولة .. ومقاومة خرافية كالتي تشبه دونكيشوت وطواحين الهواء!!!.
أيراجع نهجه ويحاسب نفسه بان التضحيات التي قدمت وهي خراب البلد وبنيته التحتية وقتل المئات من المدنية ومن ميليشياته بالتأكيد" بالتأكيد إسرائيل لا تضرب تلك الأطنان من القنابل والصواريخ وآلاف الطلعات الجوية في الخلاء والوديان والطرقات دون ان تتصيد رجال الميليشيات ومطلقي الصواريخ " وجرح الآلاف من المدنيين وآخرين .. من كافة الأعمار ..؟!!!!! لأنها لا تتبجح مثلنا بكم قتلنا وكم جرحنا ؟ وكم دمرنا وخربنا ؟ وكم ارهبنا وأنزلنا إلى الملاجئ ؟؟و و و بل انها تضرب على الملآن وفي الصميم وعلى الساكت ..
وللعودة .. هاهي الحرب تضع أوزارها وقد وصلت إلى نهايتها , وهي تبدو من أولها انها حرب هزيمة أو قل نصر هلامي كارثي, ولكن هل هي هزيمة محترمة أو هي هزيمة مشرشحة . هي حرب كالمتنطح للجدران والجبال الراسيات , ولكن السؤال فيها سيكون : هل المسؤول الأول فيها والمسبب العنتري سيعترف بالخطأ التكتيكي ويقر بالخطأ الاستراتيجي .
أيعترف ومن ثمة يقف أمام الملأ .. أمام الحزب وأمام المجتمع والدولة اللبنانية ليحاكم ويقاضى عن ما سببه له وعن ما جره من دمار وخراب للوطن وللبلاد من جراء قراراته غير المسؤولة والحسابات الخاطئة الانفرادية من خلال هلوساته ونرجسيته , هل سيقر بمسؤوليته عن كل شيء , أم سيكون ككل الطغاة والدكاترة التي لا تخطئ ولا تنغش .. بل سيحمل الآخرين مسؤولية الهزيمة بحجج المؤامرة والخيانة .. ويوسمهم بالجبن والحفاظ على المصالح و.. و. ... الخ وبأعداد لا حصر لها من أسباب واهيات وأعذار مختلقة .. وهي كما هي أعذار معروفة , هي تلك الشماعة الجاهزة كما فعلها من سبقوه بامتياز .. هي تبجحات وجعجعة لا طائل منها .. لنقسم انه صورة طبق الأصل عن مجمل النظام العربي الشمولي والذي يحسبوا ان أوطانهم مزرعة لهم وهم الأمر الناهي في كل شيء .. لا بل سيزعم ويفلسف الامور ويقلبها الى عكسها , ويفسر الخطط والمناورات بحجج مفبركة ويحلل المعركة والمنازلة كاكبر محلل حربي استراتيجي وهو المختبئ الله اعلم اين بعيدا عن الجبهات ..!
نعم ... إن ما فعله وما جرى هو انتحار لكل شيء , وهو الذي يدعو إلى التضحية "التضحية بأرواح الناس فقط دونه" فهل سيقدم على الانتحار شهما أبيا ليقدم بأنه كان صادقا واعدا , وهو قائد لحزبه وليس نرجسيا لنفسه وهلوساته أم سيحمل الآخرين وهو يتشبث بسهام الحياة بكل هذه المصائب والهزائم والدمار , الذي افتعله طيشه من جراء عقدة التفوق والعظمة التي تضخمت طولا وعرضا .
وإذا أراد أن يمثلها خير تمثيل (إن كان يملك جراة المسؤولية الأخلاقية وحرص الحس الوطني ) , وأراد أن يستقيل من أمانة حزبه وقيادتها كما فعلها من سبقوه من قواد عظام !! من القادة العظماء الذين نكبوا بهذه الأمة ابتداء من جمال إلى صدام وآخرين من القواد الضرورة والقادة الحكماء والزعماء الأشاوس .. أي أن يتمثل مسرحية هزيلة بان يعلن في محيطه الضيق كلاما بأنه سيستقيل من كافة مهامه الحزبية والقيادية أو يوحى إلى آخرين حزنه ويأسه وإجحاف الآخرين .. حتى يبادر من حوله بعض المزايدين الذين بذهابه سيذهب كرسيهم أيضا , إلى استدرار عواطف كوادر الحزب وجماهيره لتمسك به والدعوى إلى العدول عن قراره لضرورة المرحلة وحساسية الموقف ..الخ , وتأليب الجماهير بدعائية إلى مسيرات مساندة وتظاهرات معاندة لقراره المتسرع حتى يفوتوا الفرصة على المتربصين الشامتين من الأعداء والعذال وبذا يكون شوكة في أعينهم وتنال اسرائيل نصرا , لان بقاءه انتصار.. و..و الخ.
وهكذا والحبل على الجَرار والماء العكر في الجِرار.. ويدعي من يدعي النصر الكامل ويجافي الحقيقة ويتوه الآخرين .. بذا .. وتنضاف نكسة أخرى إلى نكساتنا المجلجلة السابقة التي ستكون اللاحقة هذه . كأن ليس للعروبي الإسلامي غير النكسات والهزائم تارة على يد قومجية عريقة وأخرى على يد إسلامية مجيدة.
27/7/2006



#محمد_الحاج_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية حرامي من ادلب
- تنين الأسطورة أم تنين الفساد
- ريّا
- حكاية الفرقة الكلبية للغناء
- العقل المعتقل متى وكيف نفرج عنه
- حكايتان
- حكاية الشيخ الحكيم والكلاب الجائعة


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد الحاج علي - هل يعتذر للشعب ويستقيل من الحزب؟