محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)
الحوار المتمدن-العدد: 7005 - 2021 / 8 / 31 - 20:44
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"تجلت لنيتشه رؤيةٌ تضمنت فكرة "العود الأبدي" في غشت سنة 1881"(1). عرض شارل أندلر (Charles Andler) المصادر التي نهل منها نيتشه تصوره عن "العود الأبدي" وهي كما يلي: أناكسيماندر، الفيثاغوريون، هرقليطس، الرواقيون، بالإضافة إلى المصادر الإيرانية. وكتب أندلر بهذا الصدد قائلا: "سواء عرف نيتشه ذلك أم لم يعرفه، فإنه يُعتبر بارْسياً (أي زرادشتيا)..."(2). كان نيتشه قد تعلم اللغة السنسكريتية، واهتم كثيرا بالبراهمانية والبوذية. كما كان قد قرأ كتاب "قوانين مانو" وتأمل في معانيه، ومما جاء في هذا الكتاب على سبيل المثال: "وهكذا من خلال يقظةٍ واستراحةٍ دَوريَتيْن، يُحيِى الوجودُ الثابتُ كلَ المخلوقات المتحركة والثابتة إلى الأبد"(3). قال أندلر: "تُعتبر البوذية الاعتقاد الديني الذي درَسه نيتشه بشغف أكثر من أي اعتقاد ديني آخر"(4). ولقد درَس نيتشه البوذية اعتمادا على مُؤلّفٍ لفريدريك كوبن (Friedrich Koeppen) والذي هو (Die Religion des Bouddha) وقد صدر سنة 1857، واعتمادا أيضا على كتاب أحدث من الأول لأولدنبرغ (Oldenberg) والذي صدر سنة 1881 تحت عنوان "بوذا". وبالإضافة إلى ذلك، اعتقد نيتشه أن العلم أيّد ودعّم فكرة "العود الأبدي". ففي سنة 1878.
يرى فُوغْتْ (نشر فُوغت، F.G. Vogt، كتابا تحت عنوان: Die Kraft. Eine real-monistische Weltanschauung) أن خاصية "عدم فناء المادة"، وخاصية "الحفاظ على الطاقة" هما أوليّتان غير قابلتين للبرهنة عليهما. لذلك ينبغي التسليم بهما والإيمان بصحتهما. وللتخلص من فرضية التوحيد، ينبغي الإيمان بهاتين الخاصيتين. إن مُرتكزَ العوالم هو مرتكزٌ لانهائي في المكان والزمان. ففي فرشة متجانسة من الأثير، تتكون مراكز الاختلاط والتضارب. وكل تنامٍ للطاقة المكثفة في نقطة محددة يتم تعويضه في نقطة أخرى بواسطة ذوبان متساوٍ. يظل مجموع الطاقة في الكون ثابتا حسب هذا الفهم. يرفض فُوغت تطبيق مبدأ كارنو-كلوزيوس (Carnot-Clausius) على الكون. وللتخلص من التوحيد تبنى فكرة "العود الأبدي" (...) .
اعتقد فُوغت أن الكون هو عبارة عن سيرورة ذات اتجاه واحد، لذلك يتطلبُ، لكي يكون موضوعا للتفكير، وجودَ كائن متميز عنه، يشرح تطوره. لكن فُوغت كان واهما لما تخيّل أن الاعتماد على فكرة "العود الأبدي" أو على فكرة الكون الدائري سوف يثبت أن الكون لم يُخلق، وذلك لأن الكون يُمكن أن يكون دائريا ومخلوقا في نفس الآن.
إذا كان الكون سيرورة ذات اتجاه واحد، وإذا كان مبدأ كارنو-كلوزيوس قابلا لأن يطبق عليه، كما كان يعتقد ذلك كلوزيوس، فينبغي أن يكون الكون قد انعدم منذ زمن طويل، بل منذ أن كان، في حالة ما إذا كان الكون خالدا. وهذه المسألة هي موضوع النقاش تحديدا. وهذا ما لاحظه "فُوغت" أيضا.
لكنه اعتقد، مثله في ذلك مثل إنجلز (Engels) وهايكل (Haeckel)، أنه لا ينبغي السماح "للتأمل التجريدي" بأن "يسخر من نظرية المعرفة". وبتعبير أوضح، ينبغي التضحية بالمبدأ الثاني للديناميكا الحرارية لصالح المبدأ الأحادي للجوهر غير المخلوق والخالد والأبدي.
قال "شارل أندلر"، في كتابه الهام عن نيتشه، أن إثبات فكرة "العود الأبدي" في فكر نيتشه كان تجربة "صوفية": "تسبقُ النشوة الصوفية لدى نيتشه الاستدلالَ وتُولّده"(5). كما يرى أنه ينبغي تبني فكرة "العود الأبدي" بالرغم من كل المظاهر التي تناقضها: "يرتكز التطور ذو الاتجاه الواحد على التجارب الملموسة والقابلة للقياس. أما فكرة "العود الأبدي" للحركات فهي مع ذلك المسلّمة التي يرتكز عليها العلم، إحدى المتطلبات الأكثر قدما للفكر، وأكثر الطرق يقينا لتجاوز المظاهر"(6).
ينبغي الرد بقوة على المؤرخ والشارح القدير لنيتشه بالقول إن العلم التجريبي لا يعمل انطلاقا من مسلمات، ولكن انطلاقا من التجربة، وأن "المتطلبات الأكثر قدما للفكر" التي يتحدث عنها، ليست إلا متطلبات الانطولوجيا الأحادية، التي قدم عنها الفلاسفة اليونانيون القدماء تعبيرا رائعا، وذلك برفضهم للمظاهر، وهو الأمر الذي لا يريد العلم التجريبي القيام به.
حكى نيتشه في كتابه "Ecce Homo" (ترجم إلى العربية تحت عنوان: هذا هو الإنسان) عن تكوّن كتابه "هكذا تكلم زرادشت" فقال: "سأحكي الآن تاريخ زرادشت. توصلت للتصور الأساسي للكتاب، أي "العود الأبدي"، الصيغة الأسمى للإثبات التي يمكن بلوغها عموما في شهر غشت من سنة 1881. ألقيتُ بهذا التصور على ورقة مصحوبا بالعبارة التالية: على ارتفاع ستة آلاف قدم من الإنسان والزمن". ذهبتُ في ذلك اليوم إلى بحيرة "سيلفابلانا" عبر الغابات. توقفتُ قرب كتلة قوية وهرمية... هناك تولّدتْ لدي هذه الفكرة"(7).
في الكتاب الثالث من مؤلفه "العلم المرح"، الذي ألفه سنة 1882، عرض نيتشه الطريقة التي فهم من خلالها الكون: "لنحترس من الاعتقاد أن العالم كائن حي. ففي أي اتجاه يمكنه التمدد؟ بأي شيء سيقتات؟ كيف سينمو ويتكاثر؟ نَعرف معرفة يقينية ما هو عُضويٌ. وعلينا أن نحول هذا الواقع المشتق، المتأخر في ظهوره، النادر والعرضي (الذي لا ندركه إلا على قشرة الأرض) إلى ما هو أساسي، عام، خالد، كما فعل أولئك الذين اعتبروا "الكل" كائنا حيا؟ إنني أشمئز من هذا الأمر. لنحترس من الاعتقاد بأن الكون آلة. فهو لم يُبن بالتأكيد لتحقيق هدف ما. وإذا اعتبرناه آلة، فإننا سوف نمنحه شرفا عظيما. ولنحترس من افتراض أنه يتمتع، في كل مكان، بشيء استطيقي مثل الحركات الدائرية للكواكب القريبة منا. إن منظومة النجوم التي نعيش ضمنها ليست إلا استثناء. فكون العالم يتمتع بخاصية "الكلية" هو على عكس ما يبدو (منظورا إليه من زاوية الخلود) هَبَاء (chaos)، ليس بمعنى انعدام الضرورة ولكن بمعنى انعدام النظام والشكل والجمال والحكمة. لنحترس من القول بأن هناك قوانين في الطبيعة. فلا وجود إلا لضرورات، لا أحد يتحكم في أي شيء، لا أحد يخضع، لا أحد ينتهك أي شيء، لا وجود لأي هدف، لا وجود لأية صدفة، لأن كلمة صدفة لا تأخذ معناها إلا في حضور أو بجوار فكرة هدف ما. لنحترس من الاعتقاد بأن العالم يَخلق شيئا جديدا خالدا. لا وجود لأية جواهر دائمة إلى الأبد. المادة خطأ كما هو خطأ أيضا إله (الفلاسفة) الأيليين"(8).
يتساءل نيتشه في الكتاب الرابع من "العلم المرح" قائلا: "لو تسلل شيطانٌ، ذات يوم أو ذات ليلة، إلى عزلتك وقال لك: هذه الحياة كما تعيشها الآن وكما عشتها من قبل، عليك أن تعيشها مرة أخرى، بل وعددا لا يحصى من المرات، ولن ترى جديدا، فكل ألم، وكل فرحة ينبغي أن تعيشهما من جديد، بنفس الترتيب. فساعة الوجود سوف تبدأ من حيث انتهت إلى الأبد: أفلن تتمرغ في التراب لكي تلعنَ الشيطان؟ فإما أنك عشت مرة واحدة على الأقل لحظة مدهشة، وإما أنك ستجيبه: أنت إله، ولم يسبق لي أن سمعت أمرا أكثر ألوهية من هذا"(9).
عبّر نيتشه في كتابه "هكذا تكلم زرادشت" عن فكرة "العود الأبدي" التي عثر عليها إبان عيْشه تجربةَ نشوة: "اِصْعَدْ أيها الفكر السحيق من عمقي! هذا زرادشت يناديك، هذا الذي لا إله له!"(10).
تقول الحيوانات لزرادشت: "كل شيء يزول، كل شيء يعود، فعجلة الوجود تدور إلى الأبد، كل شيء يفنى، كل شيء يزهر من جديد، تجري سَنَة الوجود إلى الأبد، كل شيء ينكسر، كل شيء يُصلَح من جديد، يُبنى مسكنُ الوجود إلى الأبد (...) يظل طوْقُ الوجود مُخلصا لنفسه إلى الأبد. في كل لحظة يبدأ الوجود، يوجد الوسط في كل مكان، دربُ الابدية مُنحن"(11).
سيعود الإنسانُ الذي تعبتَ منه أيها الإنسان الصغير، سيعود من جديد إلى الأبد"(12).
"تعرف حيواناتك جيدا، يا زرادشت، من أنتَ، وما الذي ينبغي عليك أن تصيره. أنظر، أنت الذي تُعلّم فكرة "العود الأبدي". هذا هو مصيرك"(13). "نعرفُ ما تعلّمُه: تعلمُ أن جميع الأشياء تعود إلى الأبد، ونحن معها، وأننا كنا هنا سابقا ما لا نهاية من المرات، وكل الأشياء معنا. تُعلّمُ أنه توجد سَنَةٌ عظمى للصيرورة"(14). "سأعود من جديد، صحبة هذه الشمس، وهذه الأرض، وهذا النسر، وهذه الأفعى –ليس من أجل حياة جديدة، أو حياة أفضل، أو حياة مشابهة- سأعود من جديد وبشكل أبدي إلى هذه الحياة نفسها والتي تشبه نفسها، بأشيائها الكبرى والصغرى، بحيث سأعلمُ من جديد فكرة "العود الأبدي" للأشياء"(15).
كان نيتشه قد قرأ ما كتبه "فوغت"، وتقبّل خلاصاته. يقول نيتشه: "إن كل من يرفض الاعتقاد بوجود سيرورة دائرية للكون مُجبرٌ على أن يؤمن بوجود إله أسمى مطلق. وهذا هو التضاد الموجود ما بين طريقتي في النظر والتصورات الربوبية القديمة"(16). "لو كان للعالم هدفٌ ما، فينبغي أن يكون قد تحقق. لو كانت له حالة نهائية مُخطط لها، فينبغي أن تكون قد تحققت أيضا"(17).
هذا أمر قد يُعتبر صحيحا لو أننا تقبّلنا أن العالم خالد أبدي. لكن المشكلة تكمن في هذه المسألة بالذات. لقد نسي نيتشه هذا الشرط في استدلاله. لهذا السبب يعتبر استدلاله مغالطة غير مقصودة.
في شذرة أخرى (من كتابه: الأعمال المنشورة بعد الوفاة) استعاد نفس الفكرة: "لو كانت لحركة العالم حالة نهائية، لكان من الضروري أن يكون العالم قد بلغها. لكن يشهد الواقع أنه لا وجود لحالة نهائية"(18).
"التصور الجديد للعالم يقول أن العالم مستمر في وجوده. ليس العالم شيئا يتحول، ينقرض. فالعالم لم يعرف بداية التحول أبدا كما لم يكف أبدا عن الانقراض في نفس الوقت. إنه يعيش اعتمادا على نفسه: فضالاته هي طعامه. "ففرضية العالم المخلوق لا ينبغي أن تشغلنا ولو لحظة واحدة. مفهوم الخلق هو اليوم غير قابل للتعريف ولا للتحقق بالمرة. لقد صار مجرد كلمة، صار بقيةً من بقايا زمن التفكير الخرافي"(19).
"لو كان بإمكان العالم أن يتجمّد، ييبس، يموت، ينعدم، أو لو كان بإمكانه بلوغ حالة مساواة، أو لو كان له هدف معين يستلزم الديمومة، العجز عن التحوّل، الوجود مرة واحدة بشكل نهائي (وبتعبير الميتافيزيقا: لو أمكن للصيرورة أن تؤدي للوجود أو للعدم)، لكان ينبغي أن تتحقق هذه الحالة، لكنها لم تتحقق: والاستنتاج...
"إنه اليقين الوحيد الذي بحوزتنا لنستعمله كمُقوّم ومصحّح في مواجهة عدد هائل من الافتراضات الكوسمولوجية والتي تعتبر ممكنة التحقق"(20).
"بما أن الوجود موجود بدون معنى وبدون هدف، بما أنه يعود إلى نفسه حتما، دون أن يتضمن نهاية في العدم: فالأمر يتعلق بالعود الأبدي"(21).
"إن مبدأ المحافظة على الطاقة يفرض فكر "العود الأبدي"(22).
"فليعد كل شيء من جديد، وهذا هو الاقتراب الأقصى لعالم الصيرورة من عالم الوجود"(23).
يستعيد نيتشه بعناد نفس المغالطة غير المقصودة التي استعارها بدون شك من أمبادوقليس Empédocle))، والذي أُعجِب به كثيرا في شبابه، ما عدا إذا افترضنا بأنه عثر على هذه الفكرة وحده: لو كان العالم سيرورة وحيدةَ الاتجاه مُوَجّهة نحو نهاية معينة، ولو كان العالم أبديا خالدا، فسيكون من اللازم آنذاك أن تستلزم فكرةُ نهاية العالم وجودَ فكرة بداية له. وإنني أرفض أيضا فكرة نهاية ممكنة للعالم. لذلك أتبنى "العود الأبدي" الدائري" (...).
"إذا كان العالم يقبل التفكير فيه ككمية محددة من القوة، وكعدد محدد من مراكز القوة –وكل تمثل آخر يظل غير محدد من مراكز القوة- فينتج عن ذلك أن عليه المرور بعدد محدد من التركيبات، داخل وجوده الذي يشبه لعبة نرد كبرى. في زمن غير محدود: كل تركيبة ممكنة قد تتحقق مرة واحدة. بل أكثر من ذلك: قد تتحقق عددا لا محدودا من المرات. وبما أنه بين كل تركيبة وعودتها المقبلة ينبغي أن تتحقق كل التركيبات التي لازالت ممكنة بصفة عامة، وبما أن كل تركيبة من هذه التركيبات تحدد كل المتتالية الخاصة بتركيبات نفس السلسلة، فهكذا ستتم البرهنة على تسلسل دائريٌ للسلاسل المتماثلة فيما بينها بشكل مطلق: العالم كتسلسل دائري، والذي كرر نفسه إلى ما لا نهاية في أغلب الأحيان، والذي يقوم بدوره إلى ما لا نهاية"(24).
هذه هي إذن كوسمولوجيا نيتشه التي بناها لتبرير إلحاده. وهي، كما نلاحظ ذلك، خيالة كليا. وهذا هو تصوره عن العالم الناتج عن هذه الكوسمولوجيا المتخيلة:
"هل تعرفون ما هو العالم بالنسبة لي؟ هذا العالم: هو فظاعة مكونة من قوى، بدون بداية، بدون نهاية، عظمَة صارمة، عظمَة القوى التي لا تصبح أكثر عظمَة ولا أقل عظمة، والتي لا تستنفذ ذاتها ولكنها تتحوّل فقط، ككلية كبيرة، بطريقة ثابتة، ميزانية بدون إنفاق ولا خسارة، ولكن بدون نمو ولا مداخيل أيضا، عالم محاط بالعالم كحدود تحده من كل جانب... قوة في كل مكان، لعبة قوى، أمواج قوى، واحدة ومتعددة في نفس الآن، قِوى تنمو هنا، وتقلُ هناك، بحر من القوى تتسارع في ذاتها مثل عاصفة، تتحول أبديا، تتراجع إلى الوراء طيلة الأبد، مع السنين الفظيعة للعودة، مع جزر ومدّ لهذه التشكيلات، منطلقة من البسيط الذي يندفع للوصول إلى أكبر تنوع، هذا العالم المنبثق من الأكثر صمتا وصلابة وبرودة ليتجه نحو الأكثر حرارة وتوحشا، نحو ما يناقضه إلى أقصى حد، ثم ينطلق من جديد من الامتلاء عائدا إلى البسيط، منطلقا من لعبة التناقضات عائدا إلى متعة الانسجام مثبتا ذاته مرة أخرى عبر طرقه وسنواته، مبارِكا نفسه كمن عليه أن يعود من جديد إلى الأبد، كصيرورة لا تعرف الاشباع ولا القرف ولا التعب. هذا هو كوني الديونيزوسي، كونُ ما يخلقُ ذاته أبديا، وما يهدمُ ذاته أبديا، هذا العالم الملتبس، عالمُ "ما وراء الخير والشر"، بدون هدف ( إذا لم يكن هناك هدف من سعادة ما هو دائري)، بدون إرادة (إذا لم تكن لطوْقٍ إرادة خيرة). هل تريدون اسما لهذا العالم؟ هل تريدون حلا لكل هذه الألغاز؟ هل تريدون ضوءاً لكم؟ هذا العالم هو إرادة الاقتدار ولا شيء آخر! وأنتم أيضا، أنتم هم الإرادة التي هي إرادة الاقتدار ولا شيء آخر(25) (...).
لما لم يتمكن الإلحاد الحديث من دحْض فعل الصيرورة، اختار الاتجاه الثاني. يُعبر نيتشه عن موقفه من هذه المسألة متبعا في ذلك مواقف كل من: أناكسيماندر وهرقليطس وأمبادوقليس.
إذا لم يكن العالم مخلوقا، وإذا لم يوجد إلهٌ، إذن فالعالم هو سيرورة خالدة دائرية غير فانية. لكن إذا أثبتت التجربة أن العالم ليس سيرورة خالدة دائرية غير فانية فماذا سنفعل؟" (ترجمة: محمد الهلالي).
♦ هوامش:
1) Cf. Charles ANDLER, Nietzsche, sa vie et sa pensée, II, p. 402 et s.
2) Ibid., p. 412.
3) Lois de Manou, livre I cité par Andler, op. cit., p. 414.
4) Ibid., p. 414.
5) Nietzsche, sa vie et sa pensée, III, p. 293.
6) Nietzsche, sa vie et sa pensée, p. 293.
7) Ecce Homo, II, p. 1128. Nous citons Nietzsche d après l édition de Karl SCHLECHTA, Werke in drei Banden, Cari Hanser Verlag, Mùnchen, 1954 s.
8) T. II, p. 115.
9) T. II, p. 202.
10) Also sprach Zarathustra, III, Der Genesende, I éd. Schlechta, II, p. 461.
11) Also sprach Zarathustra, § 2, p. 463.
12) Ibid., p. 465.
13) Ibid., p. 466.
14) Ibid., p. 60
15 ENGELS, M. E. Dübring bouleverse la science, trad. Bracke, p. XXIV.
16) Ibid., p. XXV.
17) M. E. Dühring bouleverse la science, p. XXVI-XXVII.
18) Ibid., p. 13.
19) M. E. Dühring bouleverse la science, p. 15.
20) Ibid., p. 70.
21) P. NAVILLE, préface à la traduction française de la Dialectique de la nature, Paris, 1950, p. 2.
22) F. ENGELS, Dialectique de la nature, trad. Naville, Paris, 1950, p. 117.
23) ENGELS, Dialektik der Natur, Berlin, 1961, p. 16.
24) Ibid., p. 16.
25) Dialektik der Natur, p. 18.
♦ المرجع:
- Claude Tresmontant, Les problèmes de l’athéisme, éditions Seuil, 1972.
#محمد_الهلالي (هاشتاغ)
Mohamed_El_Hilali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟