أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد علم الدين - نصر أم دمار -استراتيجي- ياشيخ نصر الله؟















المزيد.....

نصر أم دمار -استراتيجي- ياشيخ نصر الله؟


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 07:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا بد في البداية من الحديث على استعمال الشيخ حسن نصر الله لكلمة "إستراتيجي" اللاتينية الدخيلة على اللغة العربية، مع العلم أن هناك كلمات عربية كثيرة تماثلها، وهو العربي الفصيح البليغ اللسان، الذي كان يتهكم في جلسات الحوار الوطني على الزعماء اللبنانيين الذين كانوا يستعملون بعض الكلمات الأجنبية في أحاديثهم ويعتبرهم في نظره، قد تغربوا غربا، وتأربوا أوروبيا، وتأمركوا أمريكيا، وتآمروا على الأمة ولغتها المقدسة. وقد انتقدهم في إحدى جلسات الحوار علنا على ذلك. فالأحرى به هنا أن يبدأ بإصلاح نفسه قبل انتقاد الآخرين والتهكم عليهم.
وكان نصر الله قد وعد زعماء البلاد على طاولة الحوار قبل الحرب، بعدم القيام بأعمال عسكرية ضد إسرائيل على الأقل في الصيف إنقاذا للموسم السياحي الواعد الذي كان يبشر بالخير في إنعاش الاقتصاد المديون. ولكن بهمة"استراجيته" العظيمة، ولأن الوعد الصادق أهم من مستقبل أطفال لبنان ومن وعده للزعماء، ولأن الاستفراد بالقرار أهم من الحكومة وأهل الحوار، قام بعملية الخطف، التي أشعلت الحرب. وهكذا بدل أن تأتي السواح والمغتربون من كل صوب ،جاءت الطائرات بصواريخها والدبابات بقنابلها والبوارج بحممها من جميع الأحجام لتحاصر لبنان وتدمره "استراتيجيا". فالدمار الرهيب المكثف الذي تعرض له لبنان من آلة الحرب الإسرائيلية هو دمار " استراتيجي" لأنه تم من خلال خطط حربية نسقتها قوات العدو فيما بينها برا وبحرا وجوا لشل حركة لبنان نهائيا من خلال تدمير المطارات والمرافئ والجسور والطرق والبنية التحتية وذلك لإضعاف المقاومة وكسر إرادة الشعب اللبناني في المواجهة وتحدي العدوان.
تصرف نصر الله هذا يعتبر خروجا عن إجماع أهل الحوار وتوريطا للبنان في حرب قاتلة، خدم من خلالها مشاريع إيران ومؤامرات الحاقدين في سوريا على قيامة لبنان، وساهم في عرقلة المحكمة الدولية.
عودة إلى كلمة " استراتيجي"، والتي لم نستوفيها حقها بعد، حيث قالها الشيخ حسن نصر الله بشكل لا يتوافق مع ما يقصد من معنى. فممكن القول مثلا، خطط "إستراتيجية"، أما أن نقول نصر "استراتيجي" فليس له أي معنى. فلا يوجد نصر " استراتيجي" ومن هنا فقد قصد ربما أن يقول: أنه نصر كاسح، مهم، مفصلي، غير عادي، أسطوري، غير وجه التاريخ وقلب الصراع العربي الإسرائيلي لمصلحة العرب رأسا على عقب، وقطع الطريق على مشروع الشرق الأوسط الأمريكي الكبير إلى غير رجعة. فكلمة "إستراتيجية" تعني فن تنسيق جميع القوى في زمن الحرب، فن تنظيم الجيوش ووضع الخطط العسكرية في المعركة ، وفن إدارة العمليات الحربية. كالاستراتيجية العسكرية التي وضعها خالد ابن الوليد في معركة اليرموك.
بعد هذه المداخلة لا بد من الدخول في صلب الموضوع ألا وهو موضوع النصر "الاستراتيجي" المفصلي الذي أعلنه السيد نصر الله على إسرائيل. ولهذا:
- وبما أنه حتى الآن لم يظهر قائد عربي شجاع واحد يواجه نتيجة الواقع العسكري كما هي، يعترف بهزيمته صراحة، ويطالب بمحاسبته إذا كان مقصراً، حتى أن الزعيم عبد الناصر تهرب من كلمة هزيمة فسماها نكسة ولم تكن استقالته المشهورة سوى مناورة ذكية استولى من خلالها على عواطف الجماهير المأسورة بطلته السمراء. حتى أن نزار قباني قال " قتلناك يا آخر الأنبياء". وهكذا أفاقت الأمة مذعورة من عز حلمها اللذيذ باستعادة فلسطين وعودة اللاجئين، إلى كابوس مهين بخسارة سيناء وغزة والضفة الغربية والجولان، ولو أن لبنان غامر واشترك يومها في حرب 5 يونيو/حزيران، لكان الجنوب من عداد الضحايا ذاك الحين. ردا على الاستقالة وليست الهزيمة، هبت الجماهير صارخة بجنون من أجل أن يبقى على الكرسي المصون. وهل ممكن أن يجلس أحد غيره عليه بعد أن أصبح هو قائد الأمة الأوحد؟ نست الجماهير العاطفية بفعل الاستقالة مر الهزيمة وانتصار إسرائيل الساحق على ثلاث جيوش عربية وبلحظة صاعقة مدوية، غيرت وجه التاريخ العربي وما زلنا ندفع ثمنها دما ودمارا، وخنوعا وانتحارا، وتهورا واستهتارا، وتخلفا حضاريا، وتدهورا للحضيض وهدرا للطاقات حتى اليوم. وعاد عبد الناصر عن الاستقالة وصفقت الجماهير للبطل العائد، وكأن الهزيمة ما كانت!
- وبما أنه حتى الآن لم يظهر زعيم عربي واحد لم يعلن انتصاره رغم هزيمته، ولم يرفع الصور وعلامات النصر وهو هارب من المعركة، بل ويطلق الرصاص في الهواء ابتهاجا بخلاصه من المعركة حيا، "النصر يعني في العرف العربي أن القائد يجب أن يبقى حيا كالقطط بسبع أرواح، حتى ولو خرج من الجحر جارّاً أذيال الخيبة والتقهقر والهوان. والأمثلة كثيرة من القذافي في حرب تشاد، إلى حافظ الأسد في انسحابه المذل أمام تقدم الجيش الإسرائيلي عام 82 في لبنان، إلى عرفات وخروجه الذليل تحت مدافع إسرائيل مرغما من بيروت، إلى ميشال عون ولجوئه إلى السفارة الفرنسية، وإلى صدام حسين واندحاره من الكويت تحت وابل أم الانتصارات التي دمرت العراق.
ولهذا فليس غريبا بل كان متوقعا بعد انتهاء الحرب أن يطل علينا الامين العام لحزب الله الشيخ حسن نصرالله في رسالة متلفزة الاثنين 14-8-2006 ليعلن النصر ويقول:" استطيع ان اقول نحن امام نصر استراتيجي وتاريخي", مشيرا الى ان هذا النصر هو "للبنان, كل لبنان والمقاومة والامة, كل الامة".
أولا: كيف يهدي النصر للأمة؟ ولبنان فقط هو الذي دمر وتقطعت أوصاله وخسر آلاف الشهداء والجرحى والمليارات. وإذا كا يقصد الأمة اللبنانية فلا اعتراض من جانبنا على ما يقول.
ثانيا: لا نصف ربع لبنان ولا حكومته، ولا ربعه، ولا نصفه فكيف بكله قد وكَّلَ حزب الله ورجاه بالقيام بعملية الخطف للجنديين، تلك التي أفقرت لبنان اقتصاديا وضربت موسمه السياحي وهربت المصطافين وهجرت اللبنانيين، وأشعلت حربا إسرائيلية شعواء أعادت البلد عشرات السنوات إلى الوراء وستلاحقنا خواتم مآسيها التي لم تنتهي بعد، نوحا وبكاء على آلاف الشهداء من أطفال ورجال ونساء، وآلاف الجرحى والمعاقين والمهجرين في كل الأنحاء.
ثالثا: لا نصف ربع الأمة لبنانية كانت أو عربية (فكبار دول الأمة العربية مصر والسعودية أدانتا ومنذ البداية مغامرة نصر الله)، ولا ربعها، ولا نصفها فكيف بكلها قد وكلت حزب الله القيام بعملية خطف الجنديين لتبادل ثلاثة أسرى لبنانيين في السجون الإسرائيلية؟ مع العلم أن مئات المعتقلين من أحرار اللبنانيين يقبعون مجهولي المصير دون ذنب ومحاكمة في المعتقلات السورية.
ولهذا أن يتحدث نصر الله عن النصر فهذا ليس غريبا فمثله هنا مثل كل القادة العرب، أما أن يعتبر نصر "استراتيجي" وتاريخي فهنا تكمن المبالغة الكبرى فلا يمكن لمن كان يستجدي وقف إطلاق النار ويتراجع عن كل مواقفه السابقة من نشر الجيش في الجنوب وعلى الحدود أن يعتبر نفسه منتصرا انتصارا تاريخيا أي غير وجه التاريخ. هذا حدث مثلا عندما انتصر الحلفاء على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، أو عندما انتصرت الحرية والديمقراطية في العالم وتلاشى حائط برلين ومعه كل الأنظمة الاستبدادية إلى غير رجعة وتبخر حلف وارسو ومعه الاتحاد السوفيتي. ولكن ليس المهم أن يتحدث الإنسان عن نفسه ويمدحها وإنما أن يتحدث الآخرون ومن هنا فكلمة استراتيجي وتاريخي هي كلمات كبيرة جدا يجب أن تظهر على لسان أساتذة الجامعات والمؤرخون وأصحاب الاختصاص.
كان الأحرى بالشيخ حسن نصر الله في طلته الأولى بعد وقف اطلاق النار، خاصة وقد اتيحت له فرصة الخروج من مخبئه المحصن ليرى بأم العين ما لحق ببلده من دمار وبأهله من هوان، حيث الجثث ما زالت في الطرقات وتحت الأنقاض، أن يتقدم باعتذار كامل من الشعب اللبناني المنكوب، ويعلن وضع ميليشاه بأسلحتها كاملة تحت تصرف الدولة الشرعية اللبنانية كنتيجة منطقية لما حل بالوطن، وهدية المقاومة إلى الشعب المجروح الذي حضنها. بدل أن يسمعنا نفس اسطوانة عملاء النظام البعثي السوري عن ضعف الجيش أو انقسامه، ويقول متسائلا "هل يستطيع الجيش اللبناني بقدراته الحالية ان يخوض حربا اذا فرضت الحرب على لبنان ؟". الجيش اللبناني يا شيخ نصر الله جيش أشاوس ومغاوير وما ينقصه ليس القدرات وإنما القرار السياسي. هذا القرار معطل في لبنان وبسبب اللبنانيين أمثالك ومنذ أكثر من ثلاثين سنة. وليس صحيحا البتة عندما تقول" أن حزب الله جزء من الدولة". حزب الله هو المعرقل الأول لقيام الدولة الديمقراطية السيدة القوية القادرة. لقد تم إدخال حزب الله في الحكومة فقط لهدف تدجينه ولكن الظاهر أن هذه الفكرة فشلت فشلا ذريعا بسبب الحرب التي أشعلها. وإذا كنت حقا جزءا من الدولة فكيف تفرض عليها الحرب دون علمها؟ وكيف تتحالف مع أنظمة فاسدة ومنظمات غير شرعية تطلق الرصاص على جيشها؟ ما هذا النصر الذي يتحدث عنه حسن نصر الله وإسرائيل ما زالت تحاصر لبنان جوا وبحرا، وربما إذا أرادت برا! ومن سيمنعها النظام السوري الممانع أم الإيراني المزايد؟
أليس الحصار بحد ذاته هزيمة لاستراتيجية حزب الله الدفاعية فكيف سيدافع حزب الله استراتيجيا عن لبنان عندما تستطيع إسرائيل في أي وقت خنقه وفرض الحصار عليه برا وبحرا وجوا.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السنيورة يبكي ونصرالله يُمَنِّنْ
- لبنان ليس سوريا ولا إسرائيليا يا سيد حسن نصر الله
- خمسمئة يوم مرت، والجريمة لن تمر دون عقاب
- لا تَحْزَنَّ أيها الكويتيات!
- ضرورية العلمانية بالنسبة للدولة الحديثة
- العلمانية والديمقراطية وجهان لميدالية ذهبية واحدة
- الأوطانُ تُنْهِضُها الهامات وليس التهديد والعنتريات أيها الع ...
- الصوت أمانة شراؤه وبيعه خيانة
- أيها اللبنانيون البسوا ما يفصل لكم حزب الله وأنتم الناجون!
- إلى أين يريد حزب الله أخذ لبنان ؟
- فتح الانتفاضة، انتفاضة على من ؟
- ثورةُ الأَشجارُ
- الإرهاب أصبح ماركة عربية إسلامية مسجلة
- عندما حاولَ الدَّجاجُ الْطيران
- الأمير الكبير وكسرى الصغير
- ولقد شبع اللبنانيون من لحود حتى التخمة القاتلة
- الواقعُ العربي الواقفُ كعامود الخيمةِ فوق الرؤوس
- - يا سامعين الصوت-
- ولا شيءٌ على الجبينِ مكتوب!
- هل سنتعرف قريبا على كوبونات بشار ؟


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد علم الدين - نصر أم دمار -استراتيجي- ياشيخ نصر الله؟