أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - مؤتمر بغداد خطوة نحو التضامن العربي














المزيد.....


مؤتمر بغداد خطوة نحو التضامن العربي


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7004 - 2021 / 8 / 30 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرك مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الاقليمية والذي عقد يوم السبت المصادف 28/8/2021 المياه السياسية الراكدة، خاصة في مجال العلاقات بين دول الجوار العراقي، جاءت أهمية المؤتمر أيضا من الحضور الواسع والمؤثر. فقد حضره إضافة لدول الجوار كل من مصر وفرنسا على مستوى الرؤساء، فقد حضر كل الرئيسين عبد الفتاح السيسي وأمانويل ماكرون، وبحضور ملك الأردن عبد الله الثاني، وكذلك أمير قطر تميم بن حمد، و مثل الإمارات العربية المتحدة نائب رئيس الدولة، وكان لحضور الكويت ممثلا برئيس الوزراء الشيخ خالد الصباح مغزى كبير. لذلك يمكن التذكير بأن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة يعد أول مؤتمر على هذا المستوى العربي والإقليمي يعقد منذ سنوات عديدة، وهو عمليا مؤتمر عربي – فرنسي مصغر لدعم العراق بحضور تركيا وايران. وما أضفى أهمية على عقد المؤتمر هو توقيته الذي واكب عملية الانسحاب الأمريكي المدوية من أفغانستان وانعكاس ذلك بشكل مباشر وحاد على مستقبل العراق والشرق الأوسط من الناحيتين العملية والمعنوية. وبذلك جاء التوقيت ليوحي بعملية دعم ومساندة معنوية للعراق، بالتالي لبقاء العملية السياسة ولنظام الحكم الفدرالي الانتخابي فيها.
بالنسبة للمراقب والدراس للاستراتيجيات السياسية فان الحضور الفرنسي الذي ارتقى الى مستوى الرعاية، غطى قليلا على الغياب الأمريكي من جهة، وفضحت في الوقت نفسه السياسة الأمريكية التي تفتقر الى استراتيجيات الحوار وبناء الشراكات على المستوى الإقليمي والعالمي.
انصبت جميع الكلمات الافتتاحية لرؤساء الوفود على ضرورة التعاون مع العراق لخروجه من الأزمة السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية. ومن الكلمات الأكثر تأثيرا وقوة كانت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث برزت أهميتها في تركيزها الصريح على التبادل الاقتصادي بين العراق ومصر ودول الجوار العربي، وعلى ضرورة إعادة بناء البنية التحتية والإنتاجية في العراق، ودعوته المباشرة والوجدانية للعراقيين بأن ينخرطوا هم أيضا في عملية الإعمار، كما كانت كلمة وزير خارجية المملكة العربية السعودية تأكيدا آخر في هذا الاتجاه، إذ بين بأنه قد تم تأسيس صندوق تنمية مشترك بين السعودية والعراق بمبلغ 3 ثلاثة مليار دولار لما فيه منفعة البلدين، وكذلك أشار الى أهمية فتح بوابة عرعر الحدودية بين السعودية والعراق، وتوفير مساحة مليون ونصف مليون متر مربع فيها لتخديم النشاطات التجارية وتسهيل العبور البري للبضائع بين البلدين.
وعلى الرغم من كلمة وزير خارجية تركيا شاويش اوغلو التي بدت هي الوحيدة النشار والتي خرجت لغتها ونبرتها عن مناخ المؤتمري التصالحي – الدبلوماسي، فقد كانت محملة بخطاب التهديد والوعيد باجتياح العراق بصيغة أو أخرى.
وفي قراءة أولية لدلالة عقد هذا المؤتمر وبصرف النظر عن مخرجاته وقراراته التي لم يحن الوقت لتقييمها، فان المؤتمر أرسل رسائل واضحة في اتجاه دعم ومساندة سيادة العراق ومستقبله، ويمكن تلخيصها في النقاط الأبرز التالية:
?) عودة نهج وخطاب الواقعية السياسية في المنطقة، والتي تعتمد مبادئ التعاون، والاعتراف المتبادل وتجنب الصراعات السياسية والعسكرية الحادة.
?) تصاعد الحضور السياسي الفرنسي وبالتالي الأوربي في مقاربة المسائل السياسية العالقة في الشرق الأوسط، بعد أن باتت الولايات المتحدة الأمريكية تبدي رغبتها في الانسحاب من المشهد الشرق أوسطي.
?) أثبت المؤتمر بأن أمريكا حاضرة في بغداد عسكريا وأمنيا لكنها غائبة سياسيا.
?) دعم عربي وفرنسي صريح للعملية السياسية الجارية في العراق، وبالتالي مباركة مسبقة بالتوجه نحو اجراء الانتخابات البرلمانية، وحث الأطراف المترددة في المشاركة فيها.
?) شكل المؤتمر بداية لترسيخ علاقات الدول العربية الفاعلة والجارة على المستويات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية مع العراق.
?) يعد هذا المؤتمر خطوة مشجعة للعودة الى نهج بناء الثقة وإحياء الحد الأدنى من التضامن العربي، الذي أضر غيابه كثيرا بالعراق وبعموم شعوب المنطقة.
?) شكل المؤتمر محطة للإعلان عن دعم أوربي وعربي لسيادة العراق، خاصة في وجه التدخلات العسكرية والسياسية التركية والإيرانية، وان عبرت عن هذه الجزئية بلغة دبلوماسية في حضور وزيري خارجية الدولتين الجارتين للعراق.
?) شكل عقد المؤتمر نجاحا للدبلوماسية العراقية و لحكومة الكاظمي، التي لم يخفي المشاركون من إظهار ميلهم ودعمهم لها، خاصة في الجانب الأمني. وهذا قد يفسر مباركة لشخص الكاظمي وسياساته المرنة والمتوازنة

أخير يظل درجة نجاح هذا المؤتمر في بغداد العاصمة مرهونا بمستوى ونوعية قراراته ومخرجاته، فضلا عن الآلية التي ستتبع لتنفيذها على ارض الواقع. وقبل كل هذا سيظل نجاحه مرتبطا عضويا بمدى قدرة صانعي القرار في العراق ودول الجوار أن يعيدوا صياغة واقعية سياسية جديدة، واقعية سياسية مستخلصة من مرارة السنوات الأربعين المؤلمة التي مرت على العراق والمنطقة.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة الهجرات التاريخية لدى النخب السياسية العربية
- وزارة الحب او رواية -ألف وتسعمائة واربع وثمانون-
- هل نستطيع النجاة من دون النساء؟
- الألقاب مؤشرات مهن أم أوسمة: الأكاديمي نموذجا؟
- في حضرة الكناس
- رسائل معدنية متبادلة: العراق وكوردستان هما الضحية
- أصل نظام التفاهة
- معركة كوباني: أسست لأممية ناعمة في مواجهة إرهاب متوحش
- استثمار التطرف التركي – الايراني؟
- العلاقات المتشابكة بين الدول النفطية والفساد (2)
- العلاقات المتشابكة بين الدول النفطية والفساد (1)
- ابداعات وعقد ليوناردو دافنشي
- الحاجة للخديعة والحنين للحماقات
- عبثية الحروب في رواية كهرمان
- غرق مدينة أم تدمير حضارة
- الشركات تضع يدها على عمارة الفقراء
- متى تستغني الجبال عن السلاح؟
- نحو رسم ملامح المدرسة المعمارية السورية
- دولة المجاز والجماجم ...من ماردين الى عفرين
- مقاربة جديدة لمسألة الهوية والخصوصية في العمارة السورية


المزيد.....




- إسرائيل تجري مشاورة أمنية لاستئناف الحرب على غزة وترامب واثق ...
- هجوم أوكراني بـ49 مسيرة على روسيا يشعل النار في مصفاة نفط فو ...
- -نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك-.. ترامب أكيد من قبول عما ...
- إتمام ثالث عملية تبادل بين حماس وإسرائيل في إطار الهدنة
- الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على أهداف لـ-حزب الله- في الب ...
- بعد تهديد ترامب.. الصين تؤكد تمسكها بشراكة -بريكس-
- وزير الخارجية المصري يتوجه إلى لبنان
- الرئيس اللبناني يوجه قائد الجيش بتفقد الجنوب
- ترامب يهاجم صحفية بعد -سؤال غير ذكي- عن تحطم طائرة واشنطن (ف ...
- زاخاروفا: 90% من وسائل الإعلام الأوكرانية تعيش على المنح الأ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - مؤتمر بغداد خطوة نحو التضامن العربي