أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - آلهة الرّحمة














المزيد.....

آلهة الرّحمة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 7002 - 2021 / 8 / 28 - 15:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يقال أنّ الجنس عبادة ، لم لا ، و التاريخ يسجل تلك العبادة مرّة في الذكورة ، و أخرى في الأنوثة . إذا كان الجنس عبادة فهل الحبّ مثله ؟
لا نتحدّث عن نوع واحد من الحبّ ، بل عن كلّ أنواع الحبّ، وكيف تتحوّل إلى عبادة.
تقول أمل في مذكراتها: " لا أستطيع العيش دون غذاء روحي ، عليّ أن أؤمن بشيء ما حتى أستطيع الاستمرار في الحياة . هناك شيء ما عليّ أن أحاوره ، فأنا وحيدة في عشّ الزوجية الذي اخترت البقاء فيه، و اختار زوجي أن يذيقني كلّ أنواع الذّل لأنّه أصبح يعرف جيداً أنني باقية هنا.
كنت أعتني بشجرة زيتون زرعتها صغيرة ، سمعت صوتاً يأتي منها يقول: بإمكانك أن تلجأي إليّ عند الضائقة . قلت : من أنت؟ قالت : أنا شجرة زيتون تعيش في داخلي إلهة الرحمة . تعلّق قلبي بالشجرة ، أصبحت أمارس طقوس العبادة أمامها ، و أكتب بعود صغير كتاباً مقدساً على دائرتها الطينية ، حيث ملّستها جيداً ، رأيتني أكتب بحروف قديمة جداً ، بحروف مرسومة رسماً ، كأنني أعيش في كهف، بل إنني أعيش فعلاً في كهف، لكنّني لم أتجرّأ على اإجهار بإيماني . ألا يكفي أنني وحيدة حتى ينبذني المجتمع أكثر؟ يبدو أنني من عصر آخر!
في تلك المغارة المظلمة التي تسمى عش الزوجية لم يكن ليخفى على زوجي أمر ، فهو يراقب أدّق تصرّفاتي ، دون أن أدري ، وهو في العادة لا يستيقظ إلى ما بعد الظهر، ولا يمارس العبادة، بل يمارس الزنا ، وشرب الخمر .
بعد أن تطهّرت من أدران ليلة تم اغتصابي بها. توجهت إلى شجرة الزيتون، كانت قد كبرت في تلك الليلة قلت: يا آلهة الرّحمة دلّيني على الطّريق . أشعر بالضّيق ، يحاربني العالم لأنّ زوجي حقير ، بينما يحتفلون معه، قولي لي: هل أترك المكان، و أترك أولادي لمصيرهم؟
رأيت بعض نقاط الزيت تأتي على وجهي بينما أرفع يدّي بالدّعاء ، مسحت وجهي بالزيت بدا لي أبيضاً، أردت أن أذهب إلى المرآة لأعرف سرّ آلهة الرحمة، ولماذا منحتني الزيت ، رأيت يداً تمسك بشعري ، وتجرّني . لم أصدّق . ياللهول! هل الشّرّ أقوى من الرحمة . صحوت فجأة من الصدمة ، رأيت زوجي يهدّدني بأنه سوف يأمر بقتلي لآنني مرتدة عن الإسلام. سألته منذ متى كنت مسلماً ؟ أجاب: أيتها الفاجرة تعبدين شجرة وتشكي لها بأنني حقير؟
لم أتجرّأ بعدها على البوح بإيماني ، كنت أقوم بإيماءات للشجرة من بعيد فتبتسم الآلهة لي . لماذا تمنعون الإنسان من ممارسة إيمانه؟
زوجي اليوم أمير ، يدير منظومة قطع الأيدي ، و الجلد ، و الرّجم ، لازال يمارس الزنى وشرب الخمر ، لكنّه في النهاية أمير يدفعون له كي يخفف العقوبة، ولا يعرف أين ينفق المال ، لكنّني لا زلت أحصل على طعامي من القمامة ."
انتهت مذكرات أمل ، ولا نعرف إن كانت على صواب في عبادتها . . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سوف ينجو بايدن من الأزمة السياسية
- سكسون
- قيم سارة
- مذطرات أمل المبعثرة
- العمق، و السّطحيّة
- لا تصدقوا وعود طالبان
- التّطبع مع المكان
- هل تغيرت طالبان؟
- رأي المجتمع بالنساء
- سقوط نظام أفغانستان
- ما بعد طالبان
- قصة موت في برج التجارة العالمي
- ثرثرة من أجل الثرثرة
- ثوري ، أم غير ثوري؟
- يوم الفخر - البرايد-
- زمن الرأي و الرأي الكاره
- مزيّفون دون أن ندري
- من حكايات أمل
- في النسوية ، وعقدة الزواج في سورية
- الجنس مقابل الترّقي في الوظيفة


المزيد.....




- كيفية تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2025 الوكال ...
- يبدأ منذ المراهقة.. لماذا تصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرج ...
- خطأ فادح.. امرأة ترمي ثروة بيتكوين بقيمة 3.8 مليون دولار في ...
- بمناسبة عيد الفطر.. رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالب ...
- لبنان يعلن مقتل 3 أشخاص بينهم امرأة في غارة إسرائيلية على بي ...
- معجزة تحت الأنقاض.. إنقاذ امرأة حامل بعد 60 ساعة من زلزال مي ...
- عمل المرأة بين تحقيق الطموح وحقوق الأمومة
- طريقة تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 “الوكالة الوطن ...
- أجساد منهكة في تونس .. الهجرة غير النظامية تترك ندوبا عميقة ...
- شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر عبر ا ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - آلهة الرّحمة