مبارك الإبن : عن أزمة لبنان : ماموقف لجنة سياسات الحزب الحاكم في مصر؟

محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 07:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هذا عنوان لايكفي بأي حال من الأحوال لشفاء غليل المصريين من الصمت المطبق المميت الذي يحيط بمبارك الإبن بصفته أمين لجنة السياسات بالحزب الحاكم في مصر والمسمي بالحزب الوطني الديمقراطي وذلك منذ بدايات العدوان الإسرائيلي علي لبنان وتقتيل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال , وتدمير كافة البني التحتية للدولة اللبنانية وجعل لبنان الدولة تشبه مجموعة من الأماكن المدمرة في الحرب العالمية الأولي والثانية بل أفظع وألعن مماحدث في هذين الحربين , وكان الصمت المصري أولاً وتلاه الصمت العربي هما أسياد للموقف المتخاذل والمهين للأنظمة العربية الحاكمة , وأقول مصر أولاً لأن مصر لو نطقت حتي وقالت نشجب ونستنكر وندين العدوان الإسرائيلي الغاشم علي الشعب اللبناني لقالت الدول العربية نفس ماتقوله مصر من عبارات , ولو قالت مصر أننا نهدد بطرد السفير الإسرائيلي من عاصمة المعز لقالت كل العواصم العربية التي لديها سفراء صهاينة إننا نهدد بطرد السفراء الصهاينة وقطع كافة العلاقات والإتصالات بينهم وبين إسرائيل , ولو قالت مصر أننا نساند الشعب اللبناني في محنته حكومة وشعباً لكان الأمر قد تغير وارتعدت إسرائيل من وحدة الموقف العربي المتحد في الرأي والوجهة والإتجاه وهذا مالم يحدث من مصر أو أياً من الدول العربية المتهمة بالعمالة لأمريكا والطاعة لإسرائيل إرضاء اً لأمريكا , وهذا ما أثبته هوجو شافيز الزعيم الفنزويلي الحر الذي تحدي أمريكا وتحدي إسرائيل بالرغم من وجود عداءات أمريكية متعددة لفنزويلا إلا أنه قرر سحب السفير الفنزويلي من تل أبيب وطرد السفير الإسرائيلي من كاركاس علي خلفية العدوان الإسرائيلي الغاشم الغادر علي لبنان والشعب اللبناني , ومن هنا أتت فضيحة الأنظمة العربية فضيحة كاملة علي الملأ الدولي والعالمي , فشافيز غيرخاضع لأمريكا والأنظمة العربية خاضعة لأمريكا , وشافيز لايهاب أمريكا والأنظمة العربية تهاب أمريكا , وشافيز ليس عميل لأمريكا والأنظمة العربية عملاء لأمريكا !! ولماذا كان هذا الموقف من شافيز ؟ الإجابة ببساطة أن شافيز رئيس منتخب وكل حكام الأنظمة العربية أتوا للحكم بالوراثة أو بالدياثة أو بالتزوير والبلطجة والإرهاب والقتل وسفك الدماء , أو بالفساد والإستبداد وإغتصاب الحكم والسلطة , وهذا هو الفرق بكل بساطة بين حاكم منتخب وحاكم مغتصب للحكم والسلطة , بين حاكم يفعل مايريده الشعب , وحاكم يفعل الشعب مايريده الحاكم , بين حاكم يصاب بالأمراض والشيخوخة ويعجز عن أداء دوره ويصر علي البقاء في السلطة حتي إنتقاله من القصر الجمهوري أو الملكي أو السلطاني أو الديوان الأميري حتي لحظة موته وتغسيله وتكفيه والصلاة عليه في مسجد من مساجد الضرارحتي دخوله القبر وساعتها يلعنه الشعب ويلعن أسرته ويلعن من تسبب في وصوله للحكم والسلطة , أليس هؤلاء هم الحكام العرب , إلا من رحم !! ولما كان لمصر الدور الأول في التخاذل والهوان والمذلة أمام الأمريكي والصهيوني بل وأمام الشعوب العربية والمجتمع الدولي , إلا أننا فوجئنا بزيارة نجل الرئيس مبارك والذي يشغل منصب أمين لجنة سياسات حكومة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر هو ووفد من المصريين علي طائرة حربية عفواً طائرة دفاعية لأن الحربية كان لها وزارة وتم تغييرها في المسمي إلي وزارة الدفاع ومن ثم لايجوز أن نطلق مسمي الحربية علي الطائرات لأنها أصبحت طائرات دفاعية !! المهم لدينا الآن لماذا كانت زيارة مبارك الإبن للبنان مع الوفد المصري ؟ وماهو الغرض منها ؟ وماذا كان يريد مبارك الإبن من وراء هذه الزيارة ؟ وهل كان لها دوافع ومبررات للشعب المصري وللشعب اللبناني ؟ ولماذا كان مبارك الإبن صامتاً صمتاً رهيباً ؟ هل كان في موقف الخجل من الموقف الذي إتخذه مبارك الأب تجاه الحرب الإسرائيلية علي لبنان والشعب اللبناني ؟ أم كان يفكر في عدد القتلي من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال , وكم هو حجم التدمير للبنان والشعب اللبناني وكم الخسائر التي تكبدها الشعب اللبناني من العدوان الصهيوني علي لبنان وتدمير كافة البني التحتية للشعب اللبناني ؟ هل كان في موقف الخجل من ذلك ؟ أم أنه كان يريد الإدلاء بتصريحات تخالف المسكوت عنه في موقف مبارك الأب القائم بدور رئيس مصر ومن ثم يحدث شقاق في الصف بين رئيس الجمهورية وبين رئيس لجنة السياسات رئاسة مبارك الإبن ؟ أم أنه كان يريد أن يأخذ مجموعة من القرارات التي تعضد وتساعد الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني كلامياً إلا أنه خشي من ردود الأفعال الأمريكية والإسرائيلية ومن ثم تكون العواقب وخيمة عليه وعلي مبارك الأب ويتم فتح الملفات لدي المخابرات الأمريكية ويتم تهديد مؤسسة الرئاسة ويصبح موضوع توريث الحكم والسلطة لمبارك الإبن علي كف عفريت ويخيب أمله في ذلك , ومن ثم تتخلي الإدارة الأمريكية عن مسألة توريث السلطة في مصر والخوف الأكبر من فتح الملفات العديدة والتي قد تصل إلي قاعات جلسات المحاكمات الدولية ؟ فإذا كان الصمت قرينك وقريبك فلماذا ذهبت للبنان ؟ هل لتقدم المعونة والمساعدة للشعب اللبناني والمحملة علي طائرة عسكرية مرافقة لك والوفد المرافق بعد أن إتفقت حكومة مصر مع حكومة تل أبيب علي تأمين المجال الجوي لحظة عبورها الأجواء اللبنانية ؟ أعتقد أن الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية من داخلهم يرفضوا هذه المعونة ويرفضوك ويرفضوا كل الوفود الرسمية , أما الشعب والوفود الشعبية فلا لأنهم هم المرحب بهم لأن إرادتهم علي غير إرادة المباركين الأب والإبن !! فمعذرة لبنان , ومعذرة للشعب اللبناني , ومعذرة للحكومة اللبنانية المنتخبة والرئيس اللبناني المنتخب !! فهل كان للجنة سياسات الحزب الحاكم من موقف في الأزمة اللبنانية من العدوان الإسرائيلي الغاشم الغادر علي لبنان والشعب اللبناني ؟ هل من موقف ؟ أعتقد وأجزم لن يكون ؟!! فهذا يتعارض مع ثقافة توريث السلطة !!

#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات