أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسكندر أمبروز - لماذا انهار الجيش الأفغاني بين ليلة وضحاها ؟















المزيد.....


لماذا انهار الجيش الأفغاني بين ليلة وضحاها ؟


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 6997 - 2021 / 8 / 23 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تضاربت الآراء , وكثُرت التحليلات والتبريرات والتفسيرات , لسقوط الجيش الأفغاني المقدام الذي كان سيخلف الولايات المتحدة في السيطرة والنفوذ في بهيم ستان , وبين من يشمت بهذا الجيش المسكين داعماً لإرهابيي طالبان , ومن يتعجّب لسقوطه مستهجناً لانهزام 300 ألف مقاتل أفغاني مسلحين بأحدث الأسلحة والمعدات بهذا الشكل السريع والغير مسبوق.

ولكن هل هذه هي الحقيقة ؟ كلا طبعاً.

فأولاً أرقام الجيش الأفغاني لم تكن واقعية ولا حتى قريبة من الواقع , حيث أفادت رويترز أن عدد الجنود في جيش البلاد الذي بلغ حوالي 300 ألف على الورق , لم يكن في الواقع حتى سدس هذا الرقم , فهذه أول كذبة إعلامية منتشرة في هذه الفترة.

فالحقيقة وراء هذا السقوط المتوقع , ونعم أقول المتوقع , حيث تنبأ وتوقّع عشرات المحللين والمسؤولين الأمنيين الأمريكان وغيرهم لسقوط هذا الجيش وضعفه وانهزامه الذي كان مسألة وقت فقط بعد خروج أمريكا من المعادلة , فحتى طالبان نفسها لم تكن متوقعة لهذا السقوط السريع , حيث أنهم صرّحوا سابقاً بأنهم يتوقعون سقوط الجيش والحكومة الأفغانية خلال أشهر أو سنة على الأكثر , ولكن وكما رأينا في الأيام الماضية الأمر لم يستغرق حتى شهر واحد !!

ولهذا السقوط المتوقع والذي أراه شخصياً منطقي جداً , له عدّة أسباب سنستعرضها بشكل سريع ومختصر قدر الإمكان.

فكما استعرضنا فيما سبق , الجيش الأفغاني لم يكن قوياً بما فيه الكفاية كما هو مروّج. حيث ساهم انتشار وتفشي الفساد والمكافآت والمحسوبيات وضعف القيادة ونقص التدريب والانحدار النفسي والمعنوي لسنوات في تدهور وضع هذا "الجيش" والذي لم يعدوا عن كونه مجرّد ميليشيا منعدمة التدريب والتنظيم والأهداف , وهذا كلّه في كفّة , ومشاركة أفراد الجيش وقوات طالبان ذات الأيديولوجيا الداعشية في كفّة أٌخرى.

فمن أين هو مصدر القوّات للجيش الأفغاني ؟ من الشعب الأفغاني نفسه , وما هو العامل المشترك بين "الجيش" الأفغاني وطالبان ؟ نعم إنها الايديولوجيا الداعشية البول بعيرية , وقد يدعي البعض أن هذا إجحاف بحق "الجيش" الأفغاني ومقاتليه , ولكن لنلقي نظرة على بعض الإحصائيات لنرى مدى تأييد طالبان لدى الشعب الأفغاني نفسه , الذي تشكل منه هذا الجيش الواهن...حيث وجدت المنظمة الآسيوية الغير الربحية ومقرها الولايات المتحدة في عام 2009 أن أكثر من نصف الأفغان - معظمهم من البشتون والأفغان في المناطق الريفية - يتعاطفون مع جماعات المعارضة المسلحة , وبالأخص طالبان.

وهذا ما يفسّر لنا حالات الهجر الشائعة الانتشار في صفوف "الجيش" الأفغاني والتي حذر بشأنها مفتشو الحكومة الأمريكية منذ فترة طويلة.

وحتى وضع من قرر الالتزام والقتال ضد البهائم من أفراد الجيش الأفغاني لم يحظوا بما يجب من الدعم المادي حتى , حيث صمد الموقع الحكومي في حي الإمام صاحب في ولاية قندز لمدة شهرين ضد حركة طالبان. ولكن سرعان ما تضاءلت الموارد والذخائر. وقال تاج محمد أحد الضباط الأفغان , لصحيفة وول ستريت جورنال: "في الأيام الأخيرة , لم يكن هناك طعام ولا ماء ولا أسلحة". وفي نهاية المطاف , هربت القوات المتبقية إلى العاصمة الإقليمية , التي انهارت هي نفسها بعد أسابيع.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن القوات الموجودة على خط المواجهة في قندهار , ثاني أكبر مدينة في أفغانستان , أعطيت "صندوقاً من الورق المقوى مليء بالبطاطس اللزجة" لحصص الإعاشة اليومية لوحدة الشرطة بأكملها الأسبوع الماضي !! في صورة واضحة لمدى تفشي الفساد والنهب وانعدام أي شكل من أشكال التنظيم العسكري وحتى الاهتمام الحكومي لأمور الجيش وقدراته.

وقالت شرطة قندهار قبل سقوط المدينة إنهم لم يتلقوا رواتبهم خلال تسعة أشهر الماضية , وفقاً لصحيفة واشنطن بوست , مما جعل عروض طالبان
المادية والنفسية أكثر إغراءً.

حيث قام بهائم طالبان بخلط التهديدات والرشوة , إلى جانب الدعاية والحرب النفسية والأيديولوجية الدينية , مما أدى لاستيلائهم على مدينة تلو الأخرى دون مقاومة تذكر لا بل وحتى بدعم وتأييد من قبل غالبية السكان المحليين لتلك المدن والقرى , حتى استولوا في النهاية على العاصمة.

واستسلم أيضاً ما لا يقل عن 26 موقعاً وقواعد عسكرية في أربع مقاطعات - لغمان وبغلان ووردك وغزنة - بعد أن استخدمت طالبان شيوخ القرى لتوصيل رسائل إلى المواقع الأمامية للاستسلام أو الموت , حسبما قال بعض كبار السن والمسؤولين الحكوميين لصحيفة التايمز.

فهو ومن خلال هذه الأمثلة نرى أن الوضع كان يرثى له منذ البداية , ولم يحظى الجيش المنيع الأفغاني بأي فرصة حتى , وهذا ما يفسّر عمليات الهروب والهجر العسكري الكبيرة , لا بل وحتى الانضمام لصفوف طالبان بالجملة.

وهو ما يمكن تفسيره من خلال الأيديولوجيا المشتركة لدى كل من قوات "الجيش" وطالبان , فمثل هذا "الجيش" كمثل تأسيس أمريكا لمعسكر من القوات الألمانيّة المتشبّعة بالأيديولوجيا النازيّة لمحاربة هتلر والنازيين !! فكيف لك أن تحارب نازياً بنازي , أو شيعوياً بشيوعي , أو إسلاميّاً بإسلامي ؟ الأمر مستحيل حتى لو امتلك "الجيش" الأفغاني أسلحة دمار شامل. (مع الاعتراف بوجود بعض الأفغان الوطنيين من صفوف هذا الجيش طبعاً) ولكن الغالبية العظمى كما ذكرت هي من ذات الشرائح الشعبية المكوّنة لطالبان ذاتها.

ولو أضفنا على هذا كلّه فساد وانعدام القيادة الأفغانية سنرى استحالة المواجهة أو حتى المقاومة ضد طالبان , فحتى قوات أمراء الحرب المستقلين عن الحكومة نوعاً ما والمعادين لطالبان , لم تصمد بسبب تهاون وتخاذل الحكومة , ورؤية الأمراء هؤلاء أن المعركة خاسرة وأن الطرف المعادي لطالبان ألا وهو الحكومة الأفغانية وجيشها منهزمة وفاسدة ومنتهية قبل أن تبدأ المعركة من الأساس.

وهذا الحال كان متوقعاً كما ذكرنا , فالحرب الأمريكية كانت فاشلة منذ البداية , لعدم اهتمامها للجانب الأيديولوجي لهذه المعركة ضد طالبان , فهي ومنذ البداية لم تدعي أنها على حرب مع دين بول البعير , وأنه دين مسالم ولطيف وكيوت...والخ من كلام سفيه مغيّب عن أبسط الحقائق المتعلقة بواقع هذه الشعوب الموبوئة بالطاعون الاسلامي.

والجيش الأفغاني وسقوطه المتوقع كان نتيجة من النتائج العديدة لهذا الفشل الأمريكي والغباء والجهل الرهيب لدى صنّاع القرار الأمريكان فيما يتعلّق بخطورة دين رضاع الكبير كأيديولوجيا فاشيّة مسمومة مريضة ممرضة للشعوب والأمم.

وهو أي هذا الجيش متمثلاً بحكومة الرئيس الهارب أشرف غاني , ليس سوى امتداد لتلك السياسة الحمقاء الأمريكية , وسقوطه من بقائه كان مرهوناً بالنفوذ الأمريكي الذي انتهى منتهياً معه هذا الكيان السخيف المسمى "بالجيش" الأفغاني.

-----------------------------------------------------------------------

لمصادر:
https://www.thesun.co.uk/news/15508168/taliban-new-weapons-us-afghan-officials-flee/

https://thehill.com/policy/defense/555772-dozens-of-afghan-military-bases-outposts-surrendered-to-taliban-this-month?rl=1

https://www.npr.org/2021/08/20/1029451594/the-afghan-army-collapsed-in-days-here-are-the-reasons-why

https://www.france24.com/en/asia-pacific/20210816-why-didn-t-they-fight-speed-of-afghan-collapse-surprised-even-the-taliban

https://www.reuters.com/world/asia-pacific/afghan-cities-taken-over-or-contested-by-taliban-2021-08-10/

https://english.alarabiya.net/features/2021/08/15/Explainer-How-did-the-Afghan-military-collapse-so-quickly-



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسوار الإرهاب الفكري الإسلامي.
- أفغانستان , وفشل الغرب الفاضح.
- الاسلام والنازيّة , تشابه لحدّ التطابق.
- هل توقف حمام الدم في سوريا ؟
- هل الحكم الدكتاتوري سيء بالمطلق ؟
- الإيجابيات في دول بهائم الصحراء
- أسطورة المسلمين العسكرية.
- طفرة التطور في عقول بول البعير.
- الإسلام ورواية 1984.
- الجرائم في الهند , الجزء الثاني.
- جرائم الاسلام في الهند.
- عندما يصبح التزمت صفة حميدة.
- فشل وفساد أردوغان المستمر.
- تعارض الاسلام مع القيم الانسانية والغربية.
- تأثير الشعوب في الخرافات الدينية.
- الإستعباد في أديان اله الدم الثلاثة عموماً , والإسلام خصوصاً ...
- عقلية استعباد الأطفال في الاسلام , وتشويه العلاقات الاسرية.
- الأديان ومعاملة الأطفال.
- نوستردامس وتنبؤ المستقبل.
- خطورة الترهيب من عذاب الإله.


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسكندر أمبروز - لماذا انهار الجيش الأفغاني بين ليلة وضحاها ؟