بارباروسا آكيم
الحوار المتمدن-العدد: 6995 - 2021 / 8 / 21 - 02:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لابُدَّ أَن العديد منكم قد سمع عن مبدأ النسبية الذي يرفضه دعاة الأديان جملة و تفصيلاً على إعتبار أَنَّ الله قد قرر جملة من القوانين في علمه السابق
و أن هذه القوانين تبقى الى دور فدور
و أن لا مبدل لكلمات الله حتى إنقضاء الدهر
مع العلم أن الدين نفسه يبطل قوانين و تشريعات إلهية سابقة تبعاً للاحتياجات الآنية و لكن سنضرب عن هذا صفحاً
فمقتضى حديثنا ينبغي أن يكون أبعد من هذا
و أحببت ها هنا أَن أضرب مثلاً وهو التشبه بالنساء
فقد رفضت الأديان جملة وتفصيلاً تشبه الرجال بالنساء أو العكس بالعكس
و عدت أي خرق لمثل هذه التشريعات خرقاً للأعراف والأخلاق العامة و التشريعات السنية
أما واذ غصنا في أعماق التاريخ
نجد أن مسألة تشبه أحد الجنسين ببعضهم مسألة متعلقة بالمكان و الزمان لا أكثر
على سبيل المثال
فمن العار أن يطيل الرجل شعره كالنساء في المسيحية و اليهودية
و لكن إذا نظرنا الى منحوتات الأقدمين في بلاد مابين النهرين لوجدنا رجال آشور الجبابرة يطيلون اللحى و يطيلون شعورهم و يضفرونها خصلة خصلة
اذ إعتبروا اللحية و الشعر المجدول علامة الذكورة و المهابة
كذلك الحلي و اقراط الأذن ، فمن المعروف أن الدين ينهى الرجال عن مثل هذه الزينة
ويحصر إستعمالها ببنات حواء و لكن بني آشور وهم من الممالك القديمة زينوا آذانهم بأقراط ذهبية مسننة
هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن المجتمع الآشوري كان مجتمعاً ذكورياً صارماً و محصن بتشريعات ذكورية شديدة القسوة
أما المصريون القدماء فقد رأوا اللحية و شعر الرأس للرجل قذارة لا معنى لها سوى تجميع العرق و القمل
فقد كانوا يحلقونها
و كان لزاماً على الكاهن مثلاً أن يحلق شعر جسمه و رأسه
و هكذا الحال ايضاً مع ملوكهم
بل كان الجسم الخالي من الشعر مثال للجمال عند المصريين
و خذ من سير الأقدمين تكحيل العين
فاليوم يعد من العار أن يكحل رجل ما عينيه
فلو فعلها أحدهم لقال عنه الناس إنه مخنث أو متشبه بالنساء
أما فرسان العرب و ملوكهم قديما كانوا يكحلون عيونهم دون حرج ، بل كان هذا هو الوضع الطبيعي
و كذلك ملوك مصر القديمة من الفراعنة إذ كانوا يتكحلون
بل خذ عندك الجلباب العربي قديماً الذي كان قطعة واحدة
و الذي لا يتميز به الرجل عن المرأة
سوى باللون في أحيان نادرة
و نستمر على هذا المنوال ...
فبعد أن ظهر البنطال فقد كان البنطال حكراً على الرجال ثم ما لبثت صاحبات الجنس اللطيف أن أتخذت هذا الزي ستراً ل أنفسهن ايضاً
و لربما لو رأى الأقدمون هذا البنطال على أولئك النسوة لفتحوا أفواههم مستغفرين مستنكرين لهذه الفعلة
الآشوريون يضعون الأقراط في آذانهم
https://www.dacarli.com/earrings-in-history/
تكحيل العيون عند المصريين القدماء
https://de.m.wikipedia.org/wiki/Kosmetik_im_Alten_%C3%84gypten#/media/Datei%3ARahotep_statue.jpg
إزالة الشعر عن كامل الجسم عند المصريين القدماء
https://www.retrochicks.de/haare-weg-die-geschichte-der-haarentfernung/
جدل شعر الرأس و اللحية عند الآشوريين
https://www.worldwidehairhub.com/a-fascinating-trip-in-hair-styles-through-civilizations/
#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟