أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - هل يصلح الرئيس حمدوك ما افسده البشير














المزيد.....

هل يصلح الرئيس حمدوك ما افسده البشير


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6993 - 2021 / 8 / 19 - 05:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-
حال على الحكومة الانتقالية في السودان حولين كاملين حققت فيهما بعض الإنجازات واخفقت في تحقيق بعض المرتجى منها. ولقد عول الكثير من السودانيين على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في ان يتمكن من بسط الحريات وتحقيق السلام والعدالة وإصلاح الاقتصاد والخدمات الأساسية, فالى اى مدى تمكن الرجل من تحقيق امال الثوار؟

ان اهم إنجازات الحكومة هي ارجاع السودان الى وضعه الطبيعى ضمن الاسرة الدولية بعد ان شطبت أمريكا اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب. وان الذين تسببوا في تصنيف السودان ضمن تلك القائمة هم كبار قادة الاخوان المسلمين في السودان امثال البشير والترابى وعلى عثمان طه حين جعلوا السودان مأوى للجماعات المتطرفة وحين انشأ الترابى تنظيم المؤتمر الشعيى العربى الاسلامى الذى فرخ الجهادين. ولا ننسى ان بن لادن وعمر عبد الرحمن وغيرهم من الارهابيين كانوا يقيمون في السودان قبل ان يذهبوا الى الخارج لممارسة القتل والإرهاب.

لقد تمكنت حكومة الرئيس عبد الله حمدوك من فتح افاق التعاون الاقتصادى والتنموى بعد ان حسنت صورة السودان واعادت علاقاته مع منظمات ومؤسسات التمويل الدولية فألغيت 23 مليون دولار من ديون السودان وتمكنت البلاد من الحصول على قروض وهبات ومساعدات فنية قادرة على ان تشكل منطلقا لتنمية حقيقية لو احسنت ادارتها. كذلك اجرت الحكومة إصلاحات واسعة في مجال التشريع حيث الغت الكثير من القوانين المقيدة للحريات وادخلت تعديلات في القوانين لدعم الحريات وتحسين وضع حقوق الانسان والعدالة وإرساء السلام والديمقراطية في البلاد.

ان المراقب لاداء الحكومة عن كثب سوف يجد ان التزام الحكومة بالحريات لم ينفذ بشكل جيد على ارض الواقع, كمثال لذلك استخدام الشرطة والمندسين للعنف المفرط اثناء التظاهرات السلمية التي كانت تنظمها جماهير الثورة كلجان المقاومة وغيرها. وقد افضى السواد الأعظم من اعمال القمع الى قتل وجرح اعدادا كبيرة من المتظاهرين. إضافة الى ذلك فقد حدث عنف ممنهج بعد عملية فض الاعتصام المعروفة, افضى الى اختفاء وازهاق أرواح مئات الشباب وسجن وتعذيب ومضايقة الالاف. ويبدو ان الأجهزة الأمنية لا تحسن التفريق بين حزب المؤتمر الوطنى المعزول والمحظور من العمل السياسى والثوار الذين انجزوا بالثورة.

لقد وقعت معظم حركات التمردعلى اتفاقيات سلام مع الحكومة وحصلت على مناصب في الحكومة الاتحادية والحكومات الفدرالية لكن السلام الحقيقى لم يتحقق على الأرض بعد. ففي دارفور أصبحت الاعتداءات تتكرر على معسكرات النازحين والقرى وباتت تزهق أرواح المئات من الناس وكثرت الإصابات وتم تدمير القرى والتجمعات السكانية والزراعية بالحرق والاتلاف ووسائل عنف اخرى. ولئن كانت احداث العنف في دارفور هي الأكثر دموية ووحشية فان بواكير العنف في جبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان لتنبئ بمستقبل قاتم, ليس في هذه الأقاليم فقط ولكن في البلاد كلها.

على الرغم من الجهود الكبيرة التي قامت بها لجنة إزالة التمكين في استعادة بعض الأموال والعقارات وغيرها من فلول النظام السابق فان ما انجز لم يشكل جزءا يسيرا من فساد ما زال يعتبر احد مهددات تنمية واستقرار البلاد. واذا كان الفساد مسنودا من نافذين فان على الحكومة ان تمارس سلطتها حتى تساعد اللجنة فى ممارسة عملها وتحقيق ما يرتجى منها, ولا غرو فاللجنة تعد احد الركائز الأساسية لدعم وتثبيت الثورة. ان الذين يحلمون بالافلات من العقاب لواهمون, واما الذين يحلمون بتحقيق العدالة عن طريق التسامح مع المجرمين فهم اكثر وهما.

ان الجناة لا تتم استشارتهم في امر تحقيق العدالة. هذه بداهة لكن المراقب للشأن السودانى يدرك تماما مغزى الجملة السابقة. ففي الوقت الذى نشطت فيه أجهزة حكومية في القبض على المجرمين من فلول النظام السابق وتقديمهم الى المحاكمات, قامت جهات أخرى متنفذة من اجل تعطيل العدالة. وان من الامور التى لا يمكن تفسيرها بسهولة هى تمكن الكثير من قادة النظام البارزين من الهروب الى خارج البلاد. والأكثر رداءة من ذلك هو ان الكثير من فلول النظام السابق لم ينتهوا عما اعتادوا عليه من فساد مثل التهريب والاحتكار والرشاوى وغيرها بل ازدادوا سوءا. والعامل المشترك في كل هذا هو سيادة عقلية العفو عن المجرمين.

ان من الانصاف ان ما أنجزته حكومة الرئيس حمدوك في خلال عامين لم تنجزه اى حكومة سودانية في خلال نفس المدة ولكن التحديات امام هذه الحكومة لكبيرة جدا. ولعل بعض عشاق كرة القدم سيعمدون الى استعارة نموذج حسم المباراة بين الحكومة وخصومها بالركلات الترجيحية وهو وضع ظالم بلا شك. واضافة الى ذلك هو وضع محفوف بالمخاطر اذا تدخل بعض الجمهور المشاغب ونسف العملية برمتها.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل القفة تدل على التخلف
- هل اخطأ الحداد؟
- ماذا سيحدث اذا عادوا للحكم من جديد
- لماذا يفعلون ذلك؟
- هل كان غبيا
- فشل جديد للكيزان
- انقلاب الكيزان المرتقب
- ما هي العدالة الانتقالية
- ما هي العدالة الدولية
- هل تتحقق العدالة في ظل الرأسمالية؟
- العدالة من منظور ديمقراطى اجتماعى
- لكى لا نجعل السلام حافزا لمجرمى الحرب
- حول التاسيس لسلام دائم
- زهرة
- يجب عليك ان تجربه
- اترك الظل عليك بالفيل
- هلال امدرمان وهلال بورتسودان
- الامعة والاحمق
- العقل ام العاطفة
- ما هي الضمانات؟


المزيد.....




- ماذا قال نتنياهو عن مصير محمد الضيف بعد غارة خان يونس ومحاول ...
- اكتشاف كهف على القمر قد يكون موطنا للبشر
- الجمهوريون يسمون ترامب مرشحا لهم والأخير يسمى نائبه المنتظر ...
- الحوثيون يعلنون استهداف 3 سفن في البحرين الأحمر والمتوسط (في ...
- لابيد: نتنياهو فاشل جبان يتباكى وليس ضحية التحريض
- مشاهد جديدة توثق أشخاصا خائفين يهربون من مكان إطلاق النار عل ...
- مقتل براء القاطرجي رجل الأعمال المقرب من الأسد في ضربة إسرائ ...
- عملية طعن في باريس قبل أقل من أسبوعين من الألعاب الأولمبية
- لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ محللان يجيبان
- أبرز المواقف الإسرائيلية المتباينة بشأن مستقبل الوضع في غزة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - هل يصلح الرئيس حمدوك ما افسده البشير