أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية محمود - من أين تبدأ عملية التغيير؟














المزيد.....

من أين تبدأ عملية التغيير؟


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6992 - 2021 / 8 / 18 - 22:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



لماذا تسعى الحملات التي تدافع عن قضايا النساء للجوء في أكثر نشاطاتها الى ما يسمى بالضغط على البرلمانيين والبرلمانيات وعدم الالتفات الى تنظيم وزج النساء صاحبات المصلحة الاولى والحقيقية، وعلى مستوى قاعدي في الضغط على الدولة من أجل مطالبهنّ النسوية؟

يعود سبب هذا التحرك للضغط من الأعلى وعدم التحرك من القاعدة، إلى وجود قصور حقيقي في فهم آلية التغيير في المجتمعات، ومنها العراق ( محاصصاتي، غياب الدولة، فساد، وميليشيات وإرهاب).

لانتزاع تغيير معيّن، يجب زج قوى عظيمة، جادة ومنظمة، باستراتيجيات عمل طويلة، وبقيادة لها رؤية واضحة تعرف ما تريد، بدونها... لا يمكن تحقيق المطالب.

أسفرت انتفاضة تشرين، الانتفاضة التي لم يشهد مثيل لها في العراق من قبل، عن حصول 200 الف محاضر/ة من شباب العراق العاطل عن العمل على راتب وعمل مؤقت بأجور تعادل 150 دولار شهريا ، وبعد ان قدم 800 شاب/ة حياتهم فيها، واصيب وجرح فيها 25 الف شخص، واختطف من اختطف، واغتيل من اغتيل. وهذا هو المطلب الوحيد الذي تحقق من مجموع عشرات المطالب التي رفعت من مختلف المشارب والطبقات.

من اجل تحقيق اي هدف، وانتزاع اي حق من الحكومة، يجب تنظيم اصحاب القضية من اسفل، وبأشكال مختلفة، وبأساليب مختلفة، وبأعمال مختلفة. والاستفادة من بين امور اخرى، تعبئة أعضاء من البرلمان، ولكن ليس برمانيي العراق، برمانيي النهب والسلب وانتزاع اكثر ما يمكن من كعكعة المنصب!!

اما اللجوء والتركيز وجعل كل القضية الضغط على اعضاء البرلمان، وعدم الالتفات إلى اصحاب القضية الاصليين، الاساسيين، المتضررين من الظلم الواقع عليهم، انما يعني، ترك المطاليب لمهب الريح.

لقد كان لدينا لقاءين مع ناشطتين من حملتين: الاولى من الحملة ضد تغيير المادة 57 الخاصة بحضانة الطفل، والاخرى مع ناشطة من رابطة الخريجين القدامى (من اجل فرص عمل او الاعانات الاجتماعية). ورد في حديث الناشطتين (مع كل التقدير لجهودهن في الحركة) بان معظم نشاطهن كان منصبا على "تعبئة" اعضاء البرلمان لضمان تأييدهم! ولكن من هم هؤلاء اعضاء البرلمان؟ هم أنفسهم من يقف بالضد من مطالب الحركة النسوية، هم من يقف ضد تشريع قانون يجرم العنف المنزلي، هم الذي يسعون بين فترة واخرى الى طرح مسودات قوانين إسلامية لنسف قانون 188 الخاص بالأحوال الشخصية. لكن؛ استغلالا لفترة الانتخابات، بدأوا بتقديم الوعود تلي الوعود وبيّنوا عن وجههم المرائي والكاذب .

تؤكد هاتان الناشطتان على إن السبب وراء عدم قيامهن بتعبئة النساء صاحبات المصلحة الحقيقية في المطلبين، عدم قدرة النساء على المشاركة في اي تحرك، عدم قدرتهن على مغادرة بيوتهن، عدم سماح ازواجهن او اباءهن او اخوانهن لهن بمغادرة المنزل للمشاركة في الاحتجاج، عدم قدرتهن على دفع نفقات المواصلات لوصولهن لمكان الاحتجاج، او الى التجمعات او اماكن الاعتصامات. ان هذه تحديات كبيرة وجادة. الا ان السبب الحقيقي برأيي هو رؤية هؤلاء الناشطات لعملية التغيير. هل التغيير يأتي من اعلى، من فوق؟ اي استجداء البرلمانيين، على التضامن مع قضيتنا؟

ان نقطة شروع التغيير تبدأ من مكان اخر تماما. وهي النضال القاعدي، الضغط من الاسفل، هذا ما علمتنا اياه كل تجارب البشرية الساعية لتحقيق اهدافها. إذ حققتها وعلى امتداد التاريخ عبر النضال "غير البرلماني" بل النضال الواقعي والقاعدي. بالتأكيد ان هذه مهمة ليست سهلة، حيث ان النساء محجورات خلف ابواب بيوتهن، ممنوعات من الخروج من المنزل الا بموافقة الذكور في الاسرة. ولكن لا سبيل اخر غيرها. لا سبيل غير زج النساء انفسهن بهذا النضال من اجل حقوقهن. لا يمكن ان نحارب بالنيابة عن النساء، بل يجب زج النساء انفسهن بهذه الحرب من اجل القضاء على فقرهن ومن اجل حماية اطفالهن.

لذا، من اجل ان نقوم بحملات نسوية حقيقية يجب ان نجيب على سؤال اكثر الحاحا وفورية وهو: كيف يمكن تحطيم جدار الابوية الذي ما فتأ يرتفع بوجه النساء؟ كيف نكسر الابواب لتتمكن للنساء الخروج للدفاع عن حقوقهن؟ ان حجر النساء في البيوت استراتيجية ناجحة من اجل قمع نصف المجتمع. ويحتاج الى جهود جبارة، ودعوة للمشاركة فيها الرجال مع النساء، من اجل انهاء سياسة الحجر الاجتماعي على النساء. سياسة اقصاءهن، وابعادهن عن المشاركة في ان يكون لهن دورا في تغيير حياتهن ومصيرهن.

نحتاج الى عمل هائل من اجل ان يكون للمرأة حق الخروج من المنزل والدفاع عن حقوقها. ان هذا ضروري وملح بقدر اهمية نضال النساء من اجل حق التعليم في اوائل القرن المنصرم.

بدون اشراك واشتراك المطلقات والمهددات بسحب اطفالهن من احضانهن، القابعات في البيوت، غير القادرات الان على مغادرة منزلهن، لان المطلقة لا يحق لها مغادرة المنزل، وفق الاوامر الابوية (المُطَلقة خطر على المجتمع!). بدون اشراك الخريجات القديمات والجديدات، الخريجات وغير الخريجات، المتعلمات والاميات، لا يمكن لنا ان نحصل على حقوقنا.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهيدة الشرف -مريم ماجد- ولكنهم باسم الشرف يقتلون النساء!
- الشخصي هو سياسي – حول الحب والنسوية.
- تصويت الجماهير قد جرى وتم!
- وماذا يهم اللصوص لو افرغت ميزانية البلاد؟ كلمة حول- الاقتراض ...
- جمرة -الصراع الطبقي- تحت الرماد- بضعة مسائل عن انتفاضة اكتوب ...
- حقوق المرأة وضرورة النضال ضد التيارات الشعبوية
- بين حضور المرأة في انتفاضة اكتوبر في العراق( 2019) وغياب مطا ...
- 27عاما من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي(حشعع) وقضية ال ...
- هل التغيير امر ممكن؟
- وزارة للتركمان، توسيع رقعة المحاصصة الطائفية.
- يجب ان يتحول كل حي الى ساحة تحرير
- كورونا ووجوب انهاء النظام الرأسمالي.
- كورونا والعاطلين وبدل البطالة
- نحن الذين نقرر اية حكومة نريد..
- انسحاب التيار الصدري من الاعتصامات واحراق الخيم في ساحات الا ...
- تاكتيك جديد لحرف الانتفاضة عن اهدافها- تظاهرات الصدر المليون ...
- مقايضة الامان بالمال!
- ألاحزاب الاسلامية اما قمع او افساد التظاهرات!
- بيان صحفي : انعقاد الاجتماع الاول للجنة التاسيسية لمنظمة أما ...
- العاطلون عن العمل في العراق والحاجة الى تنظيم موحد وشعار واح ...


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية محمود - من أين تبدأ عملية التغيير؟