أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ظافر شانو - مواطن عراقي والفانوس!.















المزيد.....

مواطن عراقي والفانوس!.


ظافر شانو

الحوار المتمدن-العدد: 6992 - 2021 / 8 / 18 - 20:09
المحور: كتابات ساخرة
    



في ليلة آبية قل نظيرها, غاب بدرها, أشتد قيضها, أنقطع تيارها الكهربائي, نهض (محصور) العراقي الأصيل من فراشه مستغفراً ربه على هذا الحال الذي طال, لا ليله ليل ولا نهاره نهار!, التقط المصباح الصيني الذي يعمل على بطاريات الشحن لينير له دربه وسط هذا الظلام الدامس والحر القاتل, فضغط على المفتاح فأنطلق شعاع الضوء فتنفس السيد محصور الصعداء, لكن *(يا تمة ال ما فرحت ) سريعاً ما خفت ضوء المصباح لأن صاحبنا نسى أن يستغل قدرة الزائر الخفيف الظل المتمثل بالتيار الكهربائي الوطني عند توفره لشحن المصباح!! فرفع محصور عيناه الى السماء قائلا (من خ-ه بهل عيشة, الى متى ياربي يبقى العراق والعراقيين بهذا الحال؟), عندها تأبط محصور (الخاولي الذي يمسح به عرقه ويهفي به) وتوجه الى المطبح باحثا عن عود ثقاب ليشعل به أحد مسلتزمات البيت العراقي الحديث الذي لا غنى عنه, الا وهو الفانوس وما أدراك ما الفانوس والخدمات الجليلة التي يقدمها الفانوس! تخيلوا معي يا سادة يا كرام, آب اللهاب مع فانوس يبث حرارته مع ضيائه (والسالفة يعوزها بس كلاص جاي يغلي وتكمل الكعدة بجهنم) , المهم وصل السيد محصور يشق طريقه وسط الظلام بسلام الى عود الثقاب فتهلل فرحاً بهذا الأنجاز الذي يعجز عنه أمهر المشاركون ببرنامج عرب آيدل بمثل هذه الظروف, فألتقط الشخاط وأشعل أول عود ثقاب وتوجه الى الرف ليتناول المنقذ من العتمه السيد فانوس الذي لحظتها يُعتبر نعمة! فضغط محصور على المقبض الصغير للفانوس ليرفع الزجاجة ليدخل عود الثقاب ليلامس (الفتيلة) بقبلة فيطلق شرارة اللهب فيكون الضياء المُرتقب, وهكذا كان وأنتشر الضياء في المكان لكن سرعان ما خفت, حيث لا نفط في الفانوس منذ آخر استخدام له نهاية الشتاء الماضي, عندها اختلجت المشاعر عند صاحبنا محصور وتضاربت, لا يعلم هل يعاتب الفانوس أم يعاتب الحظ أم يعاتب نفسه أم يعاتب العراق أم يعاتب الشعب أم يعاتب رب العالمين, لسان حاله يقول رضينا بالفانوس والفانوس ما رضى بينا سنة 2021 !!فجاءه الرد الصاعق: (شبيك يول تدردم وتخيط تخربط ) صاحبنا محصور من شدة الخوف من هذا الصوت بالليلة الظلماء (هم زين ما سواها على روحه) من الرعب الذي أصابه!, منو ؟ شنو؟ منين؟ سترك ياربي!! أنت منو؟ أخذ يصيح محصور مرعوباً, فناداه الصوت: أنا الساكن الجديد في فانوسكم! أطلب الراحة والهدوء فلماذا تزعجني بهذا الليل؟ فأجاب محصور والله ما كنت أعلم أنك ضيفي يا سيدي لكن كما ترى الحال ظلام الليل والحر والبق يقرصني وآخرها الفانوي يكلمني!! فأشفق ساكن الفانوس عليه وقال, بما أن حالك يُرثى له فسأعطيك فرصة العمر أن تطلب طلباً واحد فقط أحققه لك, فتفضل ألقي بطلبك لكن بحكمة, فما كان من صاحبنا محصور إلا أن لمعت فكرة في رأسه بعد ان عاد لرشده أن يطلب قصرا كبيرا بمولدات ضخمة تنتشله من هذا الواقع والحال, فقال لصاحب الفانوس هذا مطلبي, فقال له صاحب الفانوس (يول كتلك طلب بيه حكمه وفائدة الك مو نقمه عليك!) فأستغرب محصور من كلام ساكن الفانوس! قائلا له (ليش نقمة؟), فأجابه, ألم تفكر عند حصولك على هذا القصر المطلوب المزود بالكهرباء بواسطة المولدات أين ستذهب من عصابات الخطف والميلشيات ودفع الفديات لهذا وذاك, تخرج من فدية لتدفع بعدها الاخرى!), فما كان من محصور إلا أن أنتبه أن كلام ساكن الفانوس صائب 100% وكله حكمة, فحدثته عندها نفسة والهمتهُ : أطلب الخير لكل العراق فيرتاح كل من في العراق وترتاح عندها أنت معهم, فشكر الله لحكمة نفسهُ وقال لساكن الفانوس: عزيزي ساكن الفانوس بعد التفكير وجدت الصواب في كلامك وسأبتعد عن المطالب الخاصة وعليه أترجى منك تحقيق طلباً يخص كامل البلاد والعباد, فتعمل على تقوية بناء دولة القانون والمواطنة، وإعادة المصالحة بين الأطراف المتنازعة, وتُفعل حركة الإصلاح من توفير الخدمات أولا، وإصلاح القوانين ثانياً، وأصلاح قيادة البلاد، وأخيراً خلق بيئة ملائمة للانتخابات لإفراز حكومة مخلصة نزيهة تبني العراق بعيداً عن المصالح الضيقة لهذه الجهة وتلك, ليكون هناك عراق معافى وموحد ليصبح دولة قوية ومتقدمة كي يرتاح الجميع وأرتاح أنا معهم!, فنظر ساكن الفانوس مستغرباً الى السيد محصور وقال له: جماعتي قالوا لي ذات مرة عند زيارتهم للعراق أن بعض أصلاء سكانه وأحفاد بناته لا يحسنون التفكير وضاعت عليهم الموازين! (أنت سويتها لو طخه لو أشلع مخه!!) أقول لك طلباً حكيماً تحدثني عن أصلاح حال العراق!! يا سيد محصور أنت تتحدث عن ما يقارب الأربعين مليون شخص لهم أربعين مليون فكرة وأتجاه كل منهم يبكي على ليلاه, مقسمين بين كلداني وسرياني وآشوري وأرمني وعربي وكردي ويزيدي وصابئي ويهودي وتركماني وغيرهم الكثير, أصول غالبيتهم لا علاقة لها بالعراق! وتريد مني أن أجعلهم يتفقون على كلمة سواء؟؟!! يابشر (كول غيرها) وأطلب طلب معقول, فقلت له اذا صعب عليك أمر توحيد أربعين مليون أذن سأخفف الأمر عليك طالباً منك أن توحد أصلاء العراق الذين تعدادهم اليوم فيه يقارب النصف مليون, بدأً من رجال الدين وأصحاب الكراسي وتوحد الكنائس ورعيتها الى آخرهم, ليرتاح ضمير محسوبك محصور الذي فضل أخوته على نفسه, عندها لا أعلم لماذا أحسست وكأن الكهرباء أنطفأت عند ساكن الفانوس وترنح مائلا للسقوط, أحسست بهذا من حركات الفانوس وسمعت صوت قيئ بعدها كلمني بصوت متقطع مملوء غضباً قائلاً: (لا والله مو صوجك,وكررها لا والله مو صوجك, صوج اللي أنقهر على حالك وراد يسويلك معروف!) ترتاح به من هذا الواقع المرير فتتبين سبيلك وتكمل الباقي من حياتك بحال أفضل مما أنت عليه, لكن الى هنا وأنتهى الأمر, طلبك مرفوض لأنك أفسدت فرصتك الوحيدة للخروج من هذا الوضع المشؤوم وبسببك سأغادر هذا الفانوس وأترك لك العراق بما حمل, فقلت له (وين يمعود) خذني معك, فقال كان عليك أن تطلب هذا الشئ مني أول الامر, (لكن خليك حالك حال غالبية الشعب دايخ ما تندل راسك من رجليك), وأنقطع الصوت وحل محله الصمت الممزوج بالظلام ورائحة العرق المُتصبب من السيد محصور وفجأة صاح الديك عند الفجر معلناً قدوم يوم جديد يحمل ما يحمل معه من واقع ومعاناة لا تختلف عن حال باقي الأيام في العراق الجديد العظيم, فتطلع محصور من الشباك الى خيوط الفجر التي أنقذته من الظلام وشكر ربه على هذه النعمة داعياً أياه أن يحفظ العراق وأهل العراق, ونام محروس من شدة تعبه مع بعوضه وعرقه الذي بلل فانيلته وبجامته حاله حال غالبية أبناء وطنه من الذين لعب الزمان بهم لعبته ولا زالوا لليوم نائمين فرحين بما آتاهم الله من القيادات الحليمة الحكيمة!.

* (يا فرحة ال ما تمت)



#ظافر_شانو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غبطته و مواقع كشكول النفايات!.
- البطريرك ساكو وضمان عدم محاكمة الفاسدين!!
- السينودس الكلداني والوضع العام في العراق!!
- السؤال الذي يطرحه الكلدان: ماذا يمكن أن تقدم هذه المقالة الس ...
- عن أي رجال دين تتكلم غبطتكم؟
- تصحيح خطأ تسمية -قداسة بابا الكلدان-.
- مدرسة الحياة والخير والشر.
- هل سيهبّ المسيحيون العراقيون لاجتماعٍ يُناقش أوضاعَ مستشفى ا ...
- في عالم الانترنت هناك شخص ينداس وشخص ينباس وشخص يوضع على الر ...
- الحقوق والاكتراث مطالب البطريرك ساكو من الحكومه الجديده!.
- سالفه و رباط... الاستاذ أبو عليو...


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ظافر شانو - مواطن عراقي والفانوس!.