أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - تداعيات العصرنة.. ومتطلبات الحفاظ على الهوية














المزيد.....

تداعيات العصرنة.. ومتطلبات الحفاظ على الهوية


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 6992 - 2021 / 8 / 18 - 18:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أفرزت العصرنة، بثورتها التقنية والرقمية الراهنة ، تداعيات سلبية كبيرة ، في حياتنا المعاصرة، رغم كل ما حققته من ايجابيات مبهرة . ولعل من بين أهم تلك التداعيات ، الاستغراق التام في معطياتها، والحضور الدائم في فضائها الصاخب، والانشغال المستمر في متابعة مستجداتها، والهوس الزائد في تلقف تطبيقاتها .

وقد تسببت ظاهرة الإنغماس الكلي في اتون معطيات تلك التداعيات،باستهلاك الوقت المتاح لإنساننا المعاصر، واستنزاف طاقته الوجدانية، الروحية منها، والتأملية ، وما ترتب على ذلك، من عزلة اجتماعية مقرفة ، سواء على مستوى الأسرة والأقارب، أو على مستوى الجيران، والمجتمع، وما نجم عنها من انفصام أسرى، وتفكك اجتماعي مقلق، حتى كادت تختفي في مجتمع اليوم، ظاهرة ترادف الأجيال، بانحسار التواصل الإجتماعي الحي، وغياب دفء الحس العاطفي معه .

وهكذا طالت تحديات العصرنة، بآثار تداعياتها السلبية، صميم حياتنا اليومية الراهنة ، بعد أن بدأنا نلمس ، انسلاخ الجيل الجديد ، عن الكثير من العادات والتقاليد تدريجياً ، والانزياح في نفس الوقت عن الموروث الاجتماعي، بعد أن تفاقمت فجوة الجيل، وغابت ظاهرة الترادف التقليدي بين الأجيال، مع الغزو الصاخب للعصرنة، الأمر الذي بات يهدد بتفكك البنى القيمية ، والاجتماعية، وبما قد يقود إلى ضياع الأجيال، واستلاب معالم الهوية التراثية ، في قادم الأيام .

وإذا كان لا بد من العمل على إعادة ترشيد ثقافة واقع الحال الراهن، المثقلة بكل سلبيات هذه التداعيات، وإعادة تشكيلها بما يتلائم مع معايير التحديث، والعصرنة، حتى يمكننا التعايش بتوازن مع معطياتها، والتكيف مع انجازاتها المتسارعة ، بأقل ضرر يلحق بأصالة هوية وجودنا الاجتماعي، وموروثنا الشعبي ، فإن ذلك ينبغي ان يتم في إطار الحرص الواعي من الجميع ، على الحفاظ على جذور أصالة هوية الموروث الحضاري لمجتمعنا، وعدم التفريط بها، مهما كانت ضغوط إغراءات الحداثة جذابة .

لذلك بات الأمر يتطلب الإنتباه الجدي، إلى مفاعيل سلبيات تداعيات العصرنة المتسارعة ، التي طالت عواقبها كل جوانب حياتنا الراهنة ، من عزلة اجتماعية، وانغماس مقرف في تفاصيلها ، وانزياح عن موروثنا الديني، والحضاري ، والتراثي، ومن دون إغفال حقيقة كون هيمنة الثورة التقنية والرقمية، قد أصبحت اليوم، سمة عصر، وثقافة واقع حال راهن، وبالتالي فإنه لامناص من التفاعل الخلاق، والتعايش البناء معها،على قاعدة الانتفاع من كل ماهو مفيد وايجابي منها، ونبذ ماهو ضار ، من دون الإنغماس الآلي فيها، أو تركها، والانسحاب منها كليا، وذلك بالشكل الذي يحافظ على معالم الهوية التراثية، ويسمح بتواصل الجيل الجديد من الناشئة، مع موروثه الديني والاجتماعي ، وهو يعيش، في ذات الوقت ، تفاصيل مفردات حياة الحداثة، التي باتت تداعياتها تتسارع بشكل صاخب، ومذهل .

 



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبز تنور الطين
- البرية ودرب الضعون والبايسكل.. في ذاكرة أيام زمان
- فصاحة اللغة العربية في الحس العربي الفطري
- ورحلت لميعة عباس عمارة.. أيقونة الشعر الحداثي العراقي
- الشعر الشعبي.. بين النظم باللهجة العامية والانسلال المتناغم ...
- الرموز التعبيرية أيقونات تواصل رقمي.. وليست لغة حقيقية حية
- لا يزال الانتصار على الغطرسة الصهيونية ممكنا
- اليوم الدولي للأرض.. بين تحديات التلوث والتطلع لمستقبل أخضر
- هوية التراث المعماري الموصلي.. ضرورة تاريخية وتراثية
- تراث الأنساب الشفاهي.. والحاجة إلى التوثيق
- الرياضيات.. أم العلوم ولغة التقنية الحديثة
- التعليم عن بعد.. هل سيكون أسلوب تعليم العصر
- إخفاق نظام العولمة في التصدي للجائحة.. وإعادة تشكيل عالم ماب ...
- مذكرات غانم العناز.. سيرة ذاتية بنمط موسوعي يستحق التنويه
- تجليات الشجن في الغناء الريفي
- انحسار الموروث الشعبي بضجيج العصرنة
- ظاهرة الحنين إلى الماضي تواصل وجداني مع جذور الأصالة
- بيج الماجد وأبو كوثر.. إبداع متوهج واقتدار في التوظيف
- المثقف بين إشكالية الانكفاء على الذات.. ومتطلبات التفاعل الب ...
- برحيل الشاعر الكبير ابو يعرب.. حان الوقت أن نكون مع قصيدته ا ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - تداعيات العصرنة.. ومتطلبات الحفاظ على الهوية