الجزء الثاني
(نص مفتوح)
..... ..... .....
أقراص العسل
مجبولة بوهج الشمال
بحارٌ هائجة
تصرخ في وجه الريح
أحلامٌ مبعثرة
تتبرعمُ بين بتلّات الزهور
صورٌ نابعة من هسيس الطبيعة
من وهج المسافات
تخبِّئ ليالي الشمال
في تعاريج غربتها
تغزل من المساءات الطويلة
صوراً ناضحة بالشوق
إلى مفاصل الروح
زهرةٌ بيضاء
كقلوب العذارى
وشاحٌ بنّي ضاربٌ إلى السمرة
يعانق ضفائرها المتدلّية
على خدودها
في وسطها دائرة صفراء
منقطّة بزهور ناعمة
ملوِّنة بالمرجان والنعناع البرِّي
تضحكُ الزهرة في وجه ناظرها
تنطق براءةً ..
عذوبةً
زرقةٌ شفّافة فاتحة
بضع بتلِّات غامقة الزرقة
في وسط زهرة
مكثَّفة بالنقاء والهدوء
تبدَّدَ ضجري
أغصانٌ خضراء مزنّرة بالشوق
إلى بيوت الدرباسيّة
إلى أزقةٍ غائصة بالحزن
إلى مساءاتٍ بعيدة
إلى قبورٍ نبتَت عليها أوجاع الغربة
إلى أخٍ تاه
في سراديب هذا الزمان
إلى صديقاتها المتدلدلة
في تجاويف الذاكرة
صباحٌ من جليد
غابَت الدمعة الطافحة
عبرَت سهول القلب
اهتاج البحر
من خصوبة الاشتياق
ثمَّة صورٌ تداعب الخيال
تنمو على شواطئ العمر
تحطُّ الطيور المهاجرة
على أكتاف المساء
تستريح من عناء الإنتظار
تاهت الرسائل
غرقت في أعماق المحيط
انتشلتها عروس البحر
جمالٌ أبهى من اخضرار الغابات
أعبق من الزيزفون
غروبٌ متوهِّجٌ بحمرةِ الشفقِ
غيومٌ هاربة من دكنة الليل
تفرش بياضها
على بقايا خيوط الشمس
ملتحفة بوشاح البحر
..... ..... ..... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم : شباط 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]