حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1643 - 2006 / 8 / 15 - 09:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حرب لبنان تستعر، المقاتلات الإسرائيلية تقصف علي هواها، الهليكوبتر الأباتشي تنتقي أهدافها عن قرب. صواريخ حزب الله بالآلاف تعبر أجواء لبنان باتجاه إسرائيل، أحياناً تصيب، لابد من جرحي وقتلي، من الجانبين. الحرب الإعلامية تسير متوازية مع الطائرات والصواريخ والمدفعية، لا تهتم بالحقيقة دائماً، الروح المعنوية أولي، إحباط العدو وإعادة الروح داخلياً.
تختلف لهجة الإعلام بتغير الأنظمة وبأسلوب حياة المجتمعات ونمط فكرها، عندما يسود العلم والنظام ينضبط نهج الإعلام ويهدأ، أما عندما تعم الفوضي والعشوائية يعتلي المنابر كل من هب ودب. الإعلام الذي يحترم المتلقي ينقل الحقيقة ما أمكنه، لكل مسمي اسمه الصحيح، الإحصائيات والخرائط والبيانات تسبق الكلام، مخاطبة العقل هدفٌ أعلي. أما إعلام العنتريات والتواكل وتهييج المشاعر فعلو صوته يخفي فراغ منطقه، يقلب الهزيمة نصراً ويجعل من محتلي الكراسي عباقرة وحكماء وأسود، الأسماء بلا مسمي، الفبركة تخلق ما لا يري الواقع.
الصور والمشاهد والمقالات لا تكذب في إعلام صادق يحترم العقول ويبنيها، أما عندما يكون الهم تأليب الحناجر والأحذية فلا قيمة لصوت أو لصورة. أجبرت الحرب اللبنانية المدنيين علي اللجوء للمخابئ، من الجانبين، ظهرت في الإعلام العربي صورٌ لإسرائيليين فيها وعلي أبوابها؛ جبنٌ وهلعٌ؟ أم أخذ بالأسباب؟ الإجابة للقارئ لا للإعلام.
إعلام التأويل والتهويل قصير العمر، مفضوح ولو طال خداعه، يقدم في عالمنا العربي التعيس النموذج لما لا يحتذي، بعد الصراخ الهستيري الهادر تُذرف الدموع أنهاراً، علي أطلال أخفتها النشوة الخادعة والأهازيج الكاذبة، إنه بوابة الخراب الأكيد،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟