أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - رواية مدينة الله- ومعاناة الفلسطينيين














المزيد.....

رواية مدينة الله- ومعاناة الفلسطينيين


هدى عثمان أبو غوش

الحوار المتمدن-العدد: 6992 - 2021 / 8 / 18 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


هي روحه تشتاق إلى حبيبته التّي لم يبصرها على أرض الواقع، فزاده الشّوق ولوعة الحنين؛ ليغزل من جنة خياله روايته "مدينة الله"؛ لنبصر وجه القدس
ووجوه أُخرى تحت الاحتلال.
في روايته"مدينة الله"ينتصر الرّوائي حسن حميد لوصف الأماكن والمدن من خلال شخصية فلاديمير الروسي، الّذي قام بإرسال رسائل إلى معلمه إيفان في سان بطرسبورغ، يخبره عن أوجاع المدن وحكاياها، هي رسائل صوت القلق والخوف، رسائل تبحث عن الأمان والحرّية من الظّلم الّذي وصل حدّ السّماء، رسائل فيها أيضا صوت الظالم ورؤيته الصهيونية الّذي يؤمن بالقوة وحقه بإمتلاك الأرض والمقدسات، هي رسائل حول عذاب المدينة وأخواتها، وهي رسائل فيها لمسات الحزن ووجه الغضب من قبل الفلسطيني المقهور، ووجه الشّارع الّذي لا يهدأ من مشاهد الإعتقالات والشّهداء.
الأُسلوب: استخدم الرّوائي أدب الرّسائل في سرد حكاية فلاديمير وكتابة مشاهداته الحيّة خلال تجواله في القدس وأحيائها وبعض المدن الفلسطينية برفقة صديقه جو. اختار الرّوائي أن تكون الرّسائل عادية عبر البريد، وليست حديثة عبر مواقع التّواصل الإجتماعي، وهي من طرف واحد فيها غياب ردّ رسائل المرسل إليه.
تطرق إلى أسلوب الكتابة كعلاج نفسي، حيث بيّن الرّوائي النّاحية النّفسية وأثر المشاهد الصعبة والمؤلمة على فلاديمير التّي رآها وسمع عنها تحت سماء الإحتلال، فقد مارس فلاديمير الكتابة من أجل التّحرّر من آلامه. يقول فلاديمير:" أُصارحك بأن نفسي بعد الكتابة إليك ليست هي نفسي قبل الكتابة إليك، لقد بُتَ نافذتي وملاذي."
وهو بحاجة إلى المزيد من التّواصل من أجل توازنه النفسي، لذا يرجو صديقه في نهاية كلّ رسالة أن يكتب له" أرجوك أن تكتب لي؛ كي تصفو روحي أكثر كي أشعر أنّك نافذتي".ويقول في الكتابة" أمحو غمّ قلبي."
استخدم أُسلوب التّفريغ العاطفي كوسيلة للتّحرّر من الضغوطات النفسية والمشاهد القاسية، كما في حالة سيلفيا السّجانة اليهودية التّي كانت تلجأ إلى حضن فلاديمير. تقول سيلفيا": أرجوك أُغمرني بذراعيك أكثر فقد دمّر السّجن حياتي، أرجوك ضمني أكثر أكثر أرجوك."
استخدام التّكرار كثيرا في ذكر الأعشاب وشرب القهوة والمقاهي ممّا خلق حالة روتينية للمشهد، تجعل القارئ غير متفاعل مع النّص، وقد كانت الرّواية طويلة ومرهقة للقارئ رغم الخيال الجميل بسبب الإكثار من المعلومات المكثفة.
استخدم وسيلة النقل القديمة العربة والحصان أثناء تجوال فلاديمر، ممّا أضفى على الرّواية لمسات الجمال والخيال، وأعادنا إلى الحكايات القديمة والأساطير.
استخدم أُسلوب المخاطبة في نهاية الرسائل "أُكتب لي"،واستخدم أُسلوب المفارقة في
رسالته الأخيرة من السّجن" لا تكتب لي.
استخدم الأُسلوب الوصفي التّصويري والتّعريف للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وتصوير الأسواق باستخدمه لأسماء الإشارة من أجل تقريب المشهد للقارئ.
استخدم الرّوائي أُسلوب الحوار التّعليمي والّذي يشبه أيضا الأحاديث النبويّة الشّريفة، من أجل نقل المعلومات المكثفة ومحاولة إيصال فكرته، فقد ذكر الفعل قال وقلت كثيرا في الحوار الجاري بين الشخصيات.
جرّد المحتلّ من إسمه،ومن صفة الإنسان التي لا يستحقونها حيث منحهم لقب البغّالة.
يصورّ تأثير الأحداث المؤسفة والممارسات الإسرائيلية على حياة الفلسطيني حتّى في اختيار الأسماء التي تبرز معاني الصمود مثل: ثابت، صابر وغيرها.
جاءت لغة الرّوائي جميلة مشبعة بالمحسنات البديعية والخيال، وتصوّر الواقع، وكانت الرّواية منسقة كلّ مشهد فيه وصف، وثمّ يختمه إمّا بالإعتقال أو التّنكيل أو الشّهادة.
جاءت معظم أسماء الشّخصيات خيالية ما عدا شخصيتي الشّاعر ماجد أبوغوش وشخصية عارف ياسين.
ورد خطأ في بعض أسماء الأماكن: نبعة سلوان والصحيح عين سلوان، ذكر مدينة الرّامة التّي في الجليل وقد كان يقصد بلدة الرّام المحاذيّة للقدس.



#هدى_عثمان_أبو_غوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة -قراءة من وراء الزجاج-والعاطفة الجياشة
- رواية اليتيمة وظلم المرأة للمرأة
- مجموعة نورس يبحث عن الأحباب والإنتصار للأرض
- عشق القدس في رواية-النهر لن بفصلني عنك-
- رواية المطلقة وتعدّد الأصوات
- على ضفاف الأيام والبوح الجميل
- وجه آخر رواية بوليسية متسارعة
- قصة -ميسا- والنظافة
- رحلة القمر وتحليق الروح
- رواية الخاصرة الرخوة والمرأة
- قصة البطة المستاءة والحفاظ على البيئة
- قصّة الأرجوحة والتعريف بالوطن الكبير
- من بين الصخور سيرة الأديب السلحوت
- الحائط لشهيرة أبو الكرم رواية اجتماعية
- إكرام علان تبوح بنصائح للنساء
- ديوان ما يشبه الرثاء وأنين القصائد
- رواية -تايه-تفتقر للحوار
- قصة المفتاح العجيب والأحلام
- أكاليل الغار وفنّ القصّ
- رواية عند بوابة السماء والقدس في ذاكرة الشعوب


المزيد.....




- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - رواية مدينة الله- ومعاناة الفلسطينيين