نساء الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6992 - 2021 / 8 / 18 - 01:39
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كنا دائما نقول ان الولايات المتحدة الامريكية ليست جادة في انهاء حكم قوى الإسلام السياسي، بل انها وراء تسلمهم للسلطة، فهذه القوى الظلامية هي صنيعه أمريكية، وهي تلعب بها وتنفذ بها سيناريوهاتها القذرة.
لقد تسلمت طالبان الإرهابية السلطة في افغانستان عام 1996 بعد حرب أهلية طاحنة، ومنذ سيطرتها وهي تنشر الفكر الظلامي والذكوري المتوحش، الذي جعل المرأة أداة استعباد، يتاجر بها في كل مكان، باتت المرأة في عصرهم وعهدهم أداة متعة فقط، يباع ويشترى بها في أسواق النخاسة والعبودية.
ان الواقع المأساوي الذي تعيشه المرأة في أفغانستان هو واقع مستمر، فلم تنل المرأة هناك حريتها بعد "عزل" طالبان 2001 من قبل القوات الامريكية، بل بقيت ذات القيود المفروضة عليها، فقط السماح لها ببعض الحريات الاجتماعية، وحتى هذه الحريات كانت مفقودة في المناطق التي بقيت تحت سيطرة طالبان، ولم تحرك السلطة الأفغانية ولا الامريكان ساكنا، مما اعطى البرهان على ان الامريكان غير جادين فعلا بالتغيير.
لم تغب مشاهد رجم وجلد واعدام المرأة في ظل سيطرة طالبان الإرهابية، وحتى عند "عزلها" من قبل واشنطن، كانت تمارس اشد العقوبات والتشهير بحق النساء، تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي، الذي لم يفعل شيئا سوى كلمات "التنديد والاستنكار" الخجولة.
لقد تأكدت مواقف المجتمع الدولي بقبول ممارسات طالبان الإرهابية من خلال المواقف والتصريحات المعلنة، فها هو أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة يطالب طالبان ب "ضبط النفس" وتغيير سلوكها، ما يعني ان هذا المجتمع "الدولي" قابل جدا بهذه القوى، وما يؤكد هذا الكلام سكوتهم عما يجري للنساء من قمع في البلدان التي تسيطر عليها قوى الإسلام السياسي "العراق، إيران، اليمن، السعودية" وغيرها.
ان على جميع القوى التحررية والاشتراكية ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات النسوية، التحرك وبشكل سريع لفضح هذه السياسات الهمجية، والتي تدخل الجماهير في اتون الحروب والأزمات، وعلى هذه القوى تشكيل جبهة واسعة للضغط على الحكومات والدول ذات الشأن لحماية المرأة من ممارسات ووحوش طالبان والقوى الإسلامية الأخرى، والعمل بشكل جاد لترسيخ قيم المساواة والحرية.
ان ما حصل في أفغانستان سيبقى وصمة عار في جبين الإنسانية، التي يوما ستنفض عنها هذا الفكر الذكوري القبيح، وستناضل في سبيل مجتمع مساواتي تام.
عاش النضال النسوي
ولتسقط قوى الظلام والبربرية.
17_8_2021
#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟