أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - جليل القيسي وتواضع الفنان!














المزيد.....

جليل القيسي وتواضع الفنان!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6990 - 2021 / 8 / 16 - 17:40
المحور: الادب والفن
    


كان الأديب والروائي الراحل (جليل القيسي) نموذجاً بل مثال للفنان المتواضع ناكر الذات . كان أحد أبرز المبتكرين والمجددين في ميدان السرد العراقي
ولكنه للأسف لم يحظَ بالشهرة المستحقة التي حظي بها معاصروه وأستطيع القول بأن العديد من المشهورين قد تعلّموا منه فنون السرد وقد بزهم في الفن الدرامي، فقد كتب ونشر عدداً من المسرحيات التي تصل في مستواها الفكري والفني إلى مصاف نتاج مشاهير الدراما العالميين أمثال (بيرانديلو) و(أونيل) و(بريخت) و(بيسكاتور) و(جيكوف) وآخرين .
ومثال لتواضعه ونكران ذاته كان قد كتب مسرحية عن عبور الجيش المصري لقناة السويس ودحر الجيش الاسرائيلي وأرسلها لي كي أبدي رأياً فيها مع رسالة قال فيها "ويسعدني أن أسمع رأيكم حولها كتابة" حالما تُسنح لكم الفرصة" وفي رسالة أخرى أرسلها إليّ أشار فيها إلى المسرحية نفسها قال: "هذا فيما إذا ارتحت لها ، أقول لا أجد من هو أقدر منك في تفجير وتجسيد ومسرحة تشابكات الكونشورتو المعزومة هنا عبر أربع شخصيات رئيسة .. وقد يكون ثمة صعوبة في تقديمها.." .
يذكر بعد ذلك إنه لم يضع عنواناً للمسرحية وبعد أن قرأت النص واعجبت به أخترت له العنوان (جد عنواناً لهذه التمثيلية) وافق عليه مسروراً . وكان القصد من المسرحية تمثيلية عبور قناة السويس الذي أعتبر بوقته نصراً للجيش المصري بيد أن (القيسي) في المسرحية راح يهزأ من ذلك النصر المفتعل فقد استشهد العديد من أفراد الجيش المصري ، في تلك المعركة بينما بقي الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية على حاله. ويقول أحد الجنود المصريين الجرحى: "نحن موتى أيها السيد، نهضنا من فوق رمال سيناء الحبيبة ، نريد أن ندفن بسلام في مقابرنا . أجل .. كل في مدينته. أعطوا الأوسمة إلى الأحياء من الأبطال" ويرد عليه جندي آخر قائلاً: "ترى ما ثمن تلك الجثث والدبابات وذاك القتال الشرس لأيام... أين نتيجة الحرب" .
نشرت المسرحية تلك مع مجموعة أخرى من مسرحيات جليل القيسي وقد حملت عنوان (ايها المشاهد جد عنواناً لهذه المسرحية) . نشرتها دار الرشيد عام 1979 بينما أنتجتها فرقة المسرح الحديث قبل ذلك بثلاث سنوات وعرضت في مسرح بغداد مع مسرحيته الطليعية الأخرى (جيفارا عاد افتحوا الأبواب) التي يتعرض فيها للثائر اللاتيني (شي جيفارا) ذلك الذي ودّع العالم بثورته ضد الظلم والاستبداد .
نشرت (دار العودة) اللبنانية مسرحية (جيفارا عاد افتحوا الابواب) عام 1971 وكانت اصدارات تلك الدار متنوعة في العراق آنذاك ولكني حصلت على المجموعة المسرحية التي تضم مسرحيات أخرى بطريقة ما . ومن تلك المجموعة مسرحية بعنوان نجنسكي ساعة زواجه بالرب) تعرض فيها (القيسي) المبدع إلى راقص البالية الروسي الشهير (نجنسكي) الذي هو الآخر دوّخ العالم أولاً بمهارته الفائقة بفنه تلك المهارة التي لم يضاهيها أحد لا قبله ولا بعده. وثانياً لأنه تعرض إلى الاضطهاد والنازي وللتعذيب من جلاوزته فأصيب بخلل عقلي مما أضطر إلى العزلة في إحدى قرى سويسرا حتى وفاته ، وبوقتها كنت أتسائل كيف حصل (جليل القيسي) على معلومات عن ذلك الراقص العظيم ولماذا كتب مسرحية عنه ؟وعرفت بعد حين مدى سعة ثقافة ذلك الكاتب المُجدد والتي تعكسها جميع الروايات والمسرحيات التي كتبها.
في المجموعة التي كان عنوانها (جيفارا عاد أفتحوا الأبواب) نشر إضافة إلى (نجنسكي ساعة زواجه بالرب) مسرحية بعنوان (غرقوا في رائحة الظلمة) يتمثل فيها أسلوب جديد جداً في كتابة المسرحية . ويتعرض فيها إلى القبض على وحش الاستعمار وحبسه في قفص ومحاكمته . وهناك مسرحية بعنوان (التدريب على تحطيم القناني الفارغة) وهي كسابقتها مسرحية رمزية كتبت بأسلوب جديد جداً ويسخر فيها من تخلف بعض المجتمعات العربية متمثلاً في شخصية (اعرابي) يرتاد الملاهي في بلاد الغرب. وهناك أيضاً مسرحية بعنوان (ها نحن نتعرى) وفيها يستعير (القيسي) أسلوب الكاتب الايطالي (بيرانديلو) ومسرحه الذي يسمى (الغروتسك) وفيها يكشف عن القبح المضحك لبعض البشر المتوحشين في المجموعة المسرحية التي أصدرتها (دار الرشيد) عام 1979 هناك إضافة لمسرحية (جد عنواناً لهذه المسرحية) مسرحيات أخرى بفصل واحد نذكر منها (في انتظار عودة الابناء الذين لن يعودوا إلى الوطن) تتحدث عن الرجال الذين تأكلهم الحروب وهناك (زفير الصحراء) هي شبيهة بمسرحية بريخت (القاعدة والاستثناء) وهناك أيضاً (شفاه حزينة) وتتحدث عن العلاقة الزوجية وقامت فرقة المسرح الحديث بانتاج المسرحيتين الأخيرتين.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقص والدراما
- لغة المسرحية الفصحى والعاميّة 2
- لغة المسرحية الفصحى والعاميّة
- ذكريات عن مسرح الرشيد
- ذكريات عن مسرح الرشيد 2
- مسرحيات كتبها كتّاب وشعراء غير مسرحيين ولم تُنتَج على المسرح ...
- مسرحيات كتبها كتاب وشعراء غير مسرحيين ولم تُنتَج على المسرح
- حول المسرح البديل؟!
- مسرح المقهورين
- اختفاء حركة النقد المسرحي في بلادنا
- في الفن المسرحي التبرير المنطقي مطلوب
- لقاءاتي مع (وليام شكسبير) 2
- لقاءاتي مع (وليام شكسبير)
- نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 1
- نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 3
- نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 2
- (الباليه) فن درامي !! 2
- شكراً للذين وثّقوا للمسرح العراقي 2
- (الباليه) فن درامي !!
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 5


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - جليل القيسي وتواضع الفنان!