|
اصحمة ابن ابجر(النجاشي)
مصطفى الهود
الحوار المتمدن-العدد: 6987 - 2021 / 8 / 13 - 19:13
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الكثير منا شاهد فيلم الرسالة من اخراج مصطفى العقاد وتمثيل نخبة من ابطال الفن العربي واهمهم عبدالله غيث(في دور الحمزة بن عبدالمطلب) ومنى واصف واحمد مرعي ومحمد العربي وغيرهم من الفنانين الذين ابدعوا بهذا الفيلم التاريخي والذي مرّ على انتاجه اكثر من اربعين عاما ونيف والكل حاضر في ذهنه الحوار الذي دار بين النجاشي ملك الحبشة والصحابي الجليل ابن عم النبي جعفر الطيار ابن ابي طالب، لكن الكثير منا لا يعرف قصة هذا الملك العادل الذي نصر الاسلام والنجاشي لقب يطلق على ملك الحبشة اي افريقيا وجزء من الصومال واثيوبيا والمناطق المحيطة بهم، كما يطلق لقب كسرى على ملك الفرس وقيصر على ملك الروم، واليوم ساروي لكم قصة هذا الملك الذي يطلق عليه البعض روات التاريخ (الجندي المجهول) والحقيقة انا لست مع هذا اللقب فهو ليس مجهول بل شخصية كانت لها الدور الرئيسي في الحفاظ على الدعوة وانتشار الاسلام في الحبشة، وقصة اصحمة ابن ابجر وما عرف بعدها بملك الحبشة النجاشي، يروى ان والد النجاشي ابجر كان ليس له اولاداً الا اصحمة فهو الوريث الشرعي للحبشة لكنه صغيرا السن، وخوفا ان يتزعزع الملك وتحدث الفتن من بعد وفاته تم اختيار اخا ابجر لكثرة أولاده ويقال كان لديّ عشرة من الابناء وعليه يجب ان يصبح اخى الملك ابجر هو الملك وان يضع من يشاء من اولاده بدلا من اصحمة ، فقامت مجموعة بقتل والد النجاشي لهذه الحجة الواهية وقاموا بتنصيب اخو لملك على الحبشة وقام عم اصحمة بضمه من باب الحرج الى اولاده ليصبح عددهم احد عشر ولداً، وراى عم النجاشي في ابن اخيه من الخلق ورجاحة العقل والمروءة والنخوة ومن الصفات الحميدة التي قلما تجدها في انسان، فأحبه اكثر من اولاده العشرة، فأخاف منه ان يقتله كما قتل ويصبح ملك على الحبشة فينتقم منهم لما فعلوه بالوالده ابجر، فقاموا بنفيه الى جزيرة بعيدة عن اهله والوطن، فحدث في اليوم الثاني امر من العجب ولا عجب على امر الله وهذا الامر حدث حيث قامت السماء بالرعد والبرق وبدات تلك السماء بأرسل الصواعق على ارض واثناء وقوف الملك نانظر الى سماء سقطت عليه صاعقة من السماء فقتل في الحال، وقام الوزراء والمقربين من القرار لاختيار ملك بدل الذي مات فلم يجدوا افضل من اصحمة ابن ابجر في اولاد الملك العشرة الباقين وحتى ان الدول المجاورة للحبشة بدأت تطمع بارضهم مما اضطر الجميع على الموافقة على تتويج اصحمة على الحبشة ويكون هو النجاشي فأصبحت ارض الحبشة ارض خير وعفا على من قتل ولده.... ولما هاجر المسلمين الأوائل الى الحبشة بامر من النبي صلى الله عليه وسلم تحت قيادة جعفر ابن ابي طالب وعبيد الله ابن جحش زوج رملة ام حبيبة بنت ابو سفيان والصحابي الجليل عثمان بن عفان وزوجته بنت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقامت قريش بأرسال رجلين منهما وهما عمرو بن العاص وعبدالله ابن ربيعة لما يمتلكان من صداقة مع ملك الحبشة ومن اجل اقناع الملك على التخلي عن المهاجرين الهاربين من بطشهم والذين بلغ عددهم ثمانين مهاجرا وارسلت قريش الهدايا والبخور والعطور كون اهل الحبشة يحبون هذا نوع من الهدايا وقاموا ايضا باعطاء الهدايا الى الرهبان ورجال الدين المسيحين المحيطين بالنجاشي من اجل التاثير على قرار الملك في التخلي عن المهاجرين بدون مقابلتهم والاستماع لهم، لكن النجاشي رفض الا الاستماع لهم، وعندما دخل عمرو بن العاص وعبدالله بن ربيعة سجدوا للمك كنوع من التعظيم وأيضا عادة متبعة في ذاك الوقت، وعندما دخلوا المهاجرين لم يسجدوا له فعرف ان هؤلاء لهم عزة في دينهم واخذ في نفسه موقف منهم على صلابتهم ، وقام عمرو بن العاص بالتحدث مع الملك قائلا ان هؤلاء فتية من قريش خرجوا على ديننا لدين لا نعرفه ولم نسمع عنه ولا دينك ايها الملك في خطوة لاستمالة الملك ونطلب منك ان تعيدهم الينا وقال الملك انتدبوا من ينوب عنكم فأختار المهاجرين جعفر ابن ابي طالب وفقرأ عليهم آيات من سورة مريم فسجد النجاشي ومن معه من الحاضرين حتى بكوا وخضرت لحاياهم من شدة البكاء، وقال والله ياعمرو ما اعطيك هؤلاء، وقام عمرو بن العاص بالتجني على المهاجرين حتى ان عبدالله بن الربيعة منعه قائلا اننا لنا معهم قرابة لكن رفض، فذهب عمرو بن العاص للنجاشي وقال له انهم اظهروا لكم امرا واخفوا عليك ذكر المسيح في القرآن فطلب النجاشي من جعفر ان يخبره ماذا ذكر في القران عن ولادة المسيح وذكره فقرأ عليه آيات التي ذكر بها المسيح عليه السلام، لكن الاباطرة ورجال الدين لم يرضوا بها الكلام واشاعوا في الحبشة ان النجاشي اسلم وترك المسيحية وقام عليه بعض القساوسة بالتحشيد ضده من اجل خلعه عن ملك الحبشة فاحس الملك ان ضيوفه من المهاجرين لن يكونوا في سلام فوضعهم داخل سفينة وسط البحر وقال لهم اذا انا قتلت فذهبوا الى بلدكم واذا نصرني الله فانتم على الرحب والسعة في الحبشة ووضع الملك رقعة مكتوبة عليها انا النجاشي ملك الحبشة اشهد انا الا اله الا الله وان محمدا رسول الله ووضعها على جسده ولبس درعه وذهب الى القتال حتى ايده الله بالنصر عليهم فأمن الله الحبشة وملكها، وارسل رسالة الى النبي الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم يهنئه على الانتصار الذي حققه الله تعالى الى نبيه ولما مات النجاشي قام الرسول الكريم بجمع الصحابة وقسمهم ثلاثة صفوف وصلى عليه صلاة الغائب وهذه هي الصلاة الوحيدة التي صلى بها النبي على غائب متوفي، وقد زوج النجاشي رسول صلى الله تعالى عليه وسلم بأم حبيبة بنت ابي سفيان بعدما مات زوجها واثناء الزواج قال كلام او دعاء سميه ما شئت ما اجمله ( بارك الله لرسوله في زوجته وهنيأ لرملة ما حباها رب العباد من الخير لزواجها من رسول الله) فهنيئا لامنا ام حبيبة بزواجها من رسول الله، وقد اجمع بعض العلماء ان النجاشي رحمه الله هو من الصحابة حتى وان لم يرى رسول الله وقد قال البعض انه تابعي كونه لم يرى الرسول وانا افضل على انه صحابي جليل مقرب من رسول الله وكيف لا وهو ارسل بالرسائل الى النبي وزوجه ايضا فأي منزلة افضل من تلك المنزلة رحم الله النجاشي هذا الجندي الغير مجهول في تاريخ السيرة وتاريخنا العربي والاسلامي.
#مصطفى_الهود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة تأكل ابنائها (ابو مسلم الخراساني)
-
المكياج ودوره في الحياة
-
ما هو اهمية الصورة ودورها في نشر الكلمة
-
دور التصوير بين الماضي والحاضر
-
الدراما ما بين التراجيديا والكوميديا
-
درسة نقدية عن فيلم الارض ليوسف شاهين
-
مسرحية الكرسي موندرامة
-
المقالة/ حكمة النسر
-
مقالة / المتنبي والاعلام الفاسد
-
مقالة / لم يكونوا عربا
-
مقالة / نظرية العبيد
-
حرمة المال العام
-
الشاعر حسين مردان / بعقوبيا
-
الفنان التشكيلي خضير الشكرجي / البعقوبي
-
جواد سليم
-
احمد الوائلي
-
المنابر الاعلامية
-
حوار مع الدكتور القاضي حسن علي آغا الزنكنه عن طبيعة عمله كقا
...
-
عالية محمد
-
حوار مع استاذ التاريخ الدكتور تحسين حميد مجيد عن الاسس العلم
...
المزيد.....
-
بعد تصريحاته عن -التهجير-.. الملك عبدالله سيلتقي ترامب بواشن
...
-
جورجيا: احتجاجات في تبليسي بعد تشديد العقوبات على عرقلة الطر
...
-
بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالا
...
-
الكبد الدهني.. خضار وفاكهة تساعد في العلاج والوقاية من الإصا
...
-
تحديد هوية المسؤول عن جريمة سودجا
-
غزة.. إسرائيل تخلف معدات عسكرية مدمرة
-
بيان من الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعود
...
-
أسير إسرائيلي أمريكي محرر يوجه رسالة شكر إلى مقاتلين في -الق
...
-
النيابة الإسرائيلية تفتح تحقيقا جنائيا ضد سارة نتنياهو في أع
...
-
خامنئي: الشعب الإيراني لديه الشجاعة ليقول -الموت لأمريكا-
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|