|
رسالة مفتوحة إلى الأستاذ / الصديق مروان ناصح
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6987 - 2021 / 8 / 13 - 19:13
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يسعد أوقاتك صديقي العزيز ، والحمد الله على سلامتك ومن تحب... أعتذر عن هذه الطريقة المفاجئة ، والرسمية ، للتواصل بيننا . فأنا لا أجيد التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ، ولا الكلام عبر الوسائط خاصة . أفضل الرسائل المكتوبة في الحوارات ، أكثر من المباشرة والشفهية مع الأصدقاء أيضا . السبب المباشر لكتابة الرسالة ، حكاية الشاعر هدبه بن خشرم التي كتبت عنها في ردك على صديق ، وهي تناسب موضوع هذه الرسالة : " النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة " مخطوط أشتغل عليه منذ سنوات ، وسوف أحاول إرساله لك عبر مساعدة أحد الأصدقاء المشتركين . المخطوط يحتاج إلى مراجعة وتدقيق ، ودار نشر تحوله إلى كتاب . وأنت شخصية إعلامية وثقافية ومحترمة بالفعل ، .... الكتاب " المخطوط " يصلك خلال أيام ، وأرجو مساعدتك على نشره . ( المطلوب جهة نشر بمعرفتك ، تتبنى المخطوط مع تكلفته ، ونسخة من الكتاب لو تحقق الحلم ، مع نسخة لك أو أكثر لو رغبت بذلك ) . كما أرجو منك مراجعته وتدقيقه ، مع الاقتراح والحذف أو الاضافة ، ...وهذا طلب من صديق قديم . .... .... " إن غدا لناظره قريب " وقبلها عبارة شكسبير بترجمة أدونيس " أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد " وقبلها قصيدة رياض الصالح الحسين المدهشة " الغد يتحول إلى اليوم واليوم يصير الأمس وأنا بلهفة أنتظر الغد الجديد " وقبل الجميع أنسي الحاج " ماضي الأيام الآتية " و أيها العزاء عودوا لقد وصل الغد .... تلك العبارات تلخص فكرة ( النظرية الجديدة ) وتتوافق معها بالكامل . ويبقى الفضل السابق للشعراء والفلاسفة وغيرهم من المبدعين _ ات على النظرية وكاتبها أولا . .... إن غدا لناظره قريب ، أيضا : كل آت قريب ، وما مضى بعيد ( المستقبل يقترب والماضي يبتعد... سهم الزمن ) معنى العبارتين الحقيقي ، يدل على أن اتجاه حركة الزمن أو الوقت ، تبدأ من الغد والمستقبل إلى الماضي والأمس ، عبر الحاضر ... وليس العكس ، حيث اتجاه نمو الحياة وتطورها ، وهو يتناقض مع اتجاه مرور الزمن . بعد التأمل بالفكرة ( الماضي يبتعد ، والمستقبل يقترب ) تتوضح فكرة النظرية ومحورها : الجدلية العكسية بين الحياة والزمن : تتجه الحياة من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . والعكس ، بالنسبة إلى حركة مرور الزمن أو الوقت : من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ومن خلاله . .... توجد مشكلة أولى لغوية ، وتخص العربية وحدها : الزمن والوقت والزمان ، هل هما واحد أم ثلاثة ؟ ناقشت هذا الموضوع بشكل موسع عبر المخطوط ، والخلاصة : الزمن والزمان والوقت متلازمة ، تشبه البيت والدار والمنزل ، أيضا الحسام والسيف والمهند ... وغيرها كثير من المترادفات في العربية . الوقت أو الزمن واحد لا اثنين ، والدليل الحاسم مكوناتهما ( مثل الساعة أو اليوم أو أي فترة زمنية أخرى ) هي نفسها ، أيضا مضاعفاتهما كالسنة أو القرن أو العصر وغيرها . هي نفسها بالنسبة للوقت أو الزمن . توجد مشكلة ثانية ، لكنها فكرية ومشتركة مع بقية اللغات : العلاقة الغامضة بين الحياة والزمن . أيضا ناقشت هذه الفكرة بشكل تفصلي وموسع في المخطوط . .... ثلاث أسئلة وأجوبتها تكشف الجدلية العكسية بين الحياة والزمن : 1 _ العمر الفردي ( عمرك وعمري ) هل يتزايد ام يتناقص ؟ 2 _ اليوم الحالي ( 12 / 8 / 2021 ) مثلا ، هل هو في الحاضر أم في الماضي أم في المستقبل ؟ 3 _ قبل ولادة الفرد ( أنت وأنا والجميع ) بقرن وأكثر ، أين يكون ؟ الجواب الأول ، العمر يتزايد ويتناقص بالتزامن . يتزايد بدلالة الحياة ، ويتناقص بدلالة الزمن . الجواب الثاني ، اليوم الحالي ، يوجد في الأزمنة الثلاثة بالتزامن : 1 _ اليوم يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء جميعا . 2 _ اليوم الحالي يمثل المستقبل بالنسبة للموتى جميعا . 3 _ اليوم الحالي يمثل الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد . والجواب الثالث ، قبل ولادة الفرد بقرن وأكثر ، يكون في وضع محير ومدهش بالفعل ... لنتخيل أحد أحفاد أحفادك ، بعد قرن وأكثر... هم الآن بوضع مزدوج ، الحياة ( المورثات ) في الماضي عبر أجساد الأسلاف ( الأم والأب خاصة ) ، بينما الزمن ( العمر ) في المستقبل ، من لم يولدوا بعد ما تزال أعمارهم في المستقبل ، لا في الماضي أو الحاضر بشكل منطقي وترجيبي أيضا . .... مفاجأة سارة حدثت بعد نشر النص أدناه على صفحتي في الحوار المتمدن ، وعلى الفيس ... وهو ملحق يوضح جوانب جديدة للنظرية . .... .... النظرية الجديدة للزمن _ نسخة ثانية مع إعادة صياغة
يعيش الفرد الإنساني ، من ولادته حتى وفاته ، في الحاضر المستمر . هذا الشعور مشترك ، ويختبره الجميع بلا استثناء . بنفس الوقت ، ندرك جميعا ونفهم أننا كنا في الماضي ، ونعرف أيضا أن ما كان المستقبل البعيد يوما ، صار في الماضي ( أمثلة تجاوز مرحلة البكالوريا ، وانتهاء الخدمة العسكرية ، أو التخرج ، وفترة الشباب التي تصير خلفنا ، وغيرها من الأحداث السارة أو المؤلمة ) ، فكيف يمكن تفسير ذلك بشكل منطقي وتجريبي ؟! هذا السؤال المطروح على الثقافة العالمية منذ أكثر من عشرين قرنا ، ما يزال بدون جواب : ما هو الواقع ؟! لا أزعم أنني توصلت إلى الحل العلمي ، الصحيح والنهائي ، والذي يبقى صحيحا بعد قرن وأكثر _ يقبل الاختبار والتعميم _ ومتفقا عليه . لكنني أعتقد ، أن قارئ _ة هذا النص سوف يصل إلى مستوى فكري جديد بالفعل ، وهو يتقدم على البحث الفلسفي والعلمي الحاليين بدرجة واضحة . .... مشكلة الواقع تتمحور حول علاقة الحياة والزمن ، وما تزال الممارسة الثقافية العالمية _ الموروثة والحالية بالتزامن _ تقوم على اعتبار أن سهم الزمن والحياة واحد لا اثنين . وهذه مغالطة وليست مفارقة فقط . الحياة والزمن نقيضان بالكامل ، ويتمثل ذلك بالعمر الفردي . كل فترة زمنية ( لحظة أو ثانية أو ساعة أو سنة ) هي تنقص من العمر وتضاف إليه بنفس الوقت . بعبارة ثانية ، العمر يتزايد ويتناقص بالتزامن ، يتزايد بدلالة الحياة ويتناقص بدلالة الزمن . علاقة الزمن والحياة ، تتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى : س + ع = الصفر . الزمن + الحياة = الصفر . .... المشكلة المباشرة في طبيعة الحاضر وماهيته بالدرجة الأولى ، وفي العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل بصورة عامة . الحاضر ، أو الوقت الحالي والمباشر أو الزمن ، معطى شعوري بديهي ومشترك . لكن هنا المفارقة والمغالطة معا . توجد مشكلة مزمنة ، منذ عشرات القرون ، تتمثل بطبيعة الوقت أو الزمن ، والموقف منها جدلي إلى اليوم . فريق يعتبر أن للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل ، وفريق مقابل يعتبر أن الزمن فكرة عقلية لا أكثر مثل اللغة والرياضيات وغيرها من النظم العقلية العديدة . مع مشكلة تتعلق بمفهوم الحاضر نفسه ، وهي أكثر تعقيدا وغموضا . لا أحد ينكر الحاضر _ الآن ، حيث نختبر وجودنا جميعا . بنفس الوقت لا يوجد أدنى اتفاق حول معنى الحاضر ، تحديده وتعريفه . .... يتمثل الحاضر بالعمر الفردي . من لحظة الولادة وحتى لحظة الموت ، يستمر الحاضر . وهو الزمن الحقيقي للفرد الإنساني ( أنت وأنا والجميع ) . لا يعني ذلك بالطبع أن الماضي والمستقبل غير حقيقيين ، بل أنهما خارج المجال الشعوري والمباشر ، وندركهما بالعقل والتفكير فقط . يتمثل الحاضر بالتاريخ أيضا ، وهو عمر الدول والحضارات . .... الحاضر يمتد بين ، أصغر من أصغر شيء وبين أكبر من أكبر شيء . ويتحدد بالمجال أو الحيز ، بين الماضي والمستقبل . الحاضر مرحلة ثانية بطبيعته ، بعد الماضي وقبل المستقبل . ( هذه الصيغة التقليدية ، وهي صحيحة لكن بدلالة الحياة ) . الحاضر مرحلة ثانية بالطبع ، لكن بعد المستقبل وقبل الماضي . ( هذه الصيغة الجديدة ، وهي بدلالة الزمن أو الوقت لا الحياة بالطبع ) . .... لم تحل مشكلة الحاضر بالطبع ، لكن تكشفت المشكلة اللغوية . الحاضر الزمني ، يتحرك بعكس الحاضر الحي ( الحضور ) ، والعكس صحيح أيضا . بعبارة ثانية ، الحاضر ( زمن ) والحضور ( حياة ) متعاكسان بطبيعتهما . وتبقى مشكلة البعد الثالث في الواقع المكان أو الاحداثية ( المحضر ) . متلازمة الواقع : مكان وزمن وحياة ، محضر وحاضر وحضور . .... نظريا الحاضر هو كل شيء . لكن ذلك ينطوي على مغالطة لغوية وفكرية ومنطقية بالتزامن . الحاضر نسبي بطبيعته ، ويتحدد بدلالة الحضور ، والعكس صحيح . تتحدد الحياة بدلالة الزمن ، ويتحدد الزمن بدلالة الحياة . الماضي والمستقبل موضوعيان بصورة عامة . باستثناء ، الماضي الجديد ، أو المستقبل القديم ، أو الواقع المباشر . .... لا أعتقد أن التعقيد والغموض في النص أعلاه ، مشكلة لغوية أو أسلوبية . الموضوع نفسه غامض ومبهم بطبيعته : الواقع والزمن ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة . .... صديقي العزيز مروان فضلت ارسال هذا النص ( المنشور قبل فكرة الرسالة ) ، فهو يوضح الموقف العام للنظرية الجديدة للزمن ، مع مكوناتها الثقافية المتنوعة . كل المودة والشوق يسعدني أن نبقى على تواصل 13 / 8 / 2021 حسين عجيب .... ملاحظة ختامية موجهة إلى القارئ _ة الصديق _ة أو الجديد _ة .... الطلب ( العرض ) مفتوح لمن يهمهم الأمر ، ...المساهمة في نشر النظرية الجديدة مع كتابة تقديمها .... حتى يتحول المخطوط إلى كتاب بالفعل . عسى ولعل ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظرية الجديدة للزمن _ نسخة ثانية مع إعادة صياغة
-
التفكير بصوت مسموع
-
الزمن الانساني بين الحقيقي والتخيلي _ محاولة تحديد
-
ثقافة قتل الوقت
-
السؤال الثاني
-
السبب الأول للصراع بين البشر الوقت
-
الجسم والعقل _ الحياة والزمن _ الشعور والفكر
-
مشكلة سهم الزمن _ النص الكامل
-
مشكلة سهم الزمن _ تكملة
-
مشكلة سهم الزمن _ علاقة السبب والصدفة
-
مشكلة سهم الزمن
-
كل شيء بين الحياة والزمن _ الواقع والوجود والعالم
-
ظاهرة اليوم ، الحالي مثلا ، طبيعته وماهيته
-
حوار ثقافي مفتوح _ خلاصة
-
مسودات لم تكتمل
-
ستة اقدام تحت الأرض ( اسم فيلم مترجم )
-
الصحة المتكاملة ، العقلية والنفسية ، بدلالة الحب والسعادة
-
الصحة المتكاملة ، العقلية والنفسية ، بدلالة القيم الأخلاقية
-
حوار ثقافي مفتوح ( س _ س ) ...الخاتمة
-
حوار ثقافي مفتوح _ خلاصة ما سبق
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|