أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد زكارنه - زواج إسرائيل من -فؤادة- باطل














المزيد.....

زواج إسرائيل من -فؤادة- باطل


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 1643 - 2006 / 8 / 15 - 08:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بالأمس ومع فنجان قهوة مر كمرارة الحياة.. حاولت عبثاً الهروب من وجع المأساة العربية المتلفزة.. وبكبسة زر تنقلت بين الفضائيات العربية.. المشهد نفس المشهد.. المأساة أبت إلا أن تلاحقني.. بكبسة أخرى نزعت إلى المحليات التي تلاقفتني بفيلم مصري حديث العهد.
في البداية لم اعرف اسم الفيلم، ولكنني بحسب فهمي البسيط أكاد اجزم انه احد صناعات الفن السابع الجيدة، مقارنة مع ما ينتج هذه الأيام، إذ استطاعت حبكته الدرامية منذ المشهد الأول أن تأخذني بعيداً عن أوضاعنا العربية المبكية.. الأحداث تمر من مشهد إلى أخر، لأفاجأ بنهاية القصة بأنني عائد إلى وطن مفعم بالجراح.
اسم الفليم الذي عرفته بالنهاية هو " ملاكي إسكندرية" للمخرجة المصرية المبدعة ساندرا نشأت.. وكلمة ملاكي باللهجة المصرية تعني " السيارة الخاصة" وبالطبع إسكندرية هي تلك المدينة الساحرة عروس البحر التي سميت باسم الاسكندر الأكبر.
إحدى زوايا قصة الفيلم تناولت بشكل مبسط صميم فكرة الإنسان ومكنوناته وخصوصياته التي قد يحيا ويموت دون البوح عنها حتى لأقرب الناس إليه وإن كان شريك حياته.
هذه الجزئية أثارت في نفسي تساؤلات عدة أهمها لماذا نؤجل البوح حتى الموت؟لماذا نرفض الاعتراف بالحقائق؟. آياً كانت جميلة أم قبيحة.. مفرحة أم محزنة.. فمهما يحدث من حولنا فنحن بنهاية المطاف بشر لنا حسناتنا وسيئاتنا، نخطئ ونصيب، نصدق ونكذب.. فلا عيب أن نعترف بأخطائنا، ولكننا نأبى إلا أن نتجمل.
إن الحياة والموت حق كما الخير والشر، السماء والأرض، الليل والنهار، الذكر والأنثى، الشيب والشباب.. فكلها حقائق نحاول دائماً وأبدا ألا نعترف بها، نماطل، نهرب، نتخفى، ونعفي النفس البشرية من شرورها التي خلقت مع الإنسان وستبقى معه حتى اللحد.
ولا شك ان مشهدنا العربي العاجز ألوانه ساطعة سطوع الشمس، نتلمسها ونحياها، كما تلمسها من قبلنا أديبنا الراحل محمد الماغوط رحمه الله، ولكن الفرق أنه اعترف قائلا: إن كل طبخة سياسية في المنطقة، تعدها أمريكا، و توقد تحتها روسيا، و تبردها أوروبا، لتأكلها إسرائيل، فيما العرب يغسلون الصحون.
وكما قال الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط الأب المؤسس للتراث النقدي للفلسفة" إن البصيرة تدرك الطبيعة، والعقل يدرك الحرية، وأما القدرة على الحكم فهي تدرك الفن". فالاعتراف بشرعية هيئة أمم تفترش سرير الامتثال الإسرائيلي رغم إبصارنا لحقائق الأمور هو اعتراف باطل، وإدراكنا بتسليم مقدراتنا لتطير إلى أمريكا، ومن ثم تعود لنا مختومة بصك العولمة هو باطل كذلك.. وامتثال سلاح نفطنا العربي لبيت الطاعة الأمريكي باطل أيضا.. وخنوع جيشينا العربية لحكام غير شرعيين باطل باطل.
هذه حقائق ندركها ولكننا كثيراً ما نؤجل الاعتراف بها.. نجنح نحو السلام مع باطل نتخفى وراءه، فنعفي أنفسنا من تأنيب الضمير.. نهرب للامام فلا نواجه أو ربما نحيل مواجهة بواطن الأمور وظواهرها لأجيال لاحقة، فزواج إسرائيل من السلام باطل، نماطل قبل أن نفتح أعيننا عليه.. باطل كزواج عتريس من فؤادة باعتبارها تمثل السلام بحسب رائعة مخرجنا المصري حسين كمال وملحمته" شيء من الخوف".. زواج إسرائيل من فؤادة باطلٌ.. باطلٌ.. باطل.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان لا تهادن
- المؤسسة الأممية والفراغ بين شرقين
- الحرب المتلفزة والإدمان


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد زكارنه - زواج إسرائيل من -فؤادة- باطل