بشير الوندي
الحوار المتمدن-العدد: 6986 - 2021 / 8 / 12 - 04:30
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مباحث في الاستخبارات ( 281)
تعدد الادارات الاستخبارية
-------------
مدخل
-------------
مالداعي لوجود عدة اجهزة استخبارية ؟ ولِمَ لا تكتفي الدول بجهاز استخباري واحد كما هو حال باقي مؤسسات ووزارات الدولة؟ ومافائدة التعدد في الاجهزة؟ وهل ان التعدد مدعاة للبيروقراطية والتداخل ام العكس هو الصحيح ؟ واذا كان لابد م وجود التعدد فمالضامن من عدم التداخل والتناحر والبعثرة ؟ وعلى اي اساس تقوم الدول بتأسيس اجهزتها الاستخبارية وتحديد اعدادها ؟ كل تلك التساؤلات المنطقية والمشروعة سنحاول الاجابة عليها في مبحثنا هذا .
---------------------------
لماذا التعدد والتنوع ؟
---------------------------
لاشك من ان كل بلد يختلف عن الآخر بطبيعة المخاطر التي تواجهه واعدادها , كما ان لكل نظام سياسي فلسفته فيما يبتغيه من اجهزته الاستخبارية والامنية بحسب تطور وشكل نظام الحكم وطبيعته ومديات التداول الحقيقي للسلطة فيه , لقد تمددت اجهزة الاستخبارات في بعض الدول لتصبح صاحبة القرار بدل ان تكون ممهدة لمعطياته , وفي بلدان اخرى اصبحت جهازاً امنياً مرعباً ومخيفاً , وفي البلدان المتفوقة التي يتم فيها تداول حقيقي للسلطة حافظت الاجهزة الاستخبارية فيها على موقعها الذي هو بمثابه العين من الجسد واصبحت مؤسسة محترفة لانتاج وتحليل المعلومات واستقراء الاحداث وفهم المخاطر والتهديدات لضمان السيادة والامن.
ولاشك من ان تنوع المخاطر وطبيعتها فرضت على الدول ان تلجأ الى تشكيلات متنوعة لمواجهة تلك المخاطر , فكما احتاجت الدول الحديثة الى وزارات متنوعة لإدارة اوجه الحياة المختلفة في البلدان , فانها احتاجت الى اجهزة استخبارية متنوعة لمواجهة التحديات , وكما احتاجت دولة دون اخرى لوزارة ما لاتحتاجها دولة اخرى من قبيل احتياج الدول البترولية لوزارة للنفط وعدم احتياج دولة اخرى لها , او احتياج دولة كلبنان لوزارة للمهاجرين لان نصف شعبها يعيش في الخارج , بينما لا تحتاج الدنيمارك لهكذا وزارة , فكذلك الامر في اختلاف طبيعة المخاطر التي تحتاج لمواجهتها .
ومع تطور ظاهرة الإرهاب العالمي ، أضيفت مهام جديدة على عاتق أجهزة الاستخبارات فأصبحت من بين المهام الكبرى للدول ، محاربة الجماعات الإرهابية ، كما ان التطورات التقنية ادت الى بروز تحديات من نوع آخر تكفي لضرب بلد ما بكبسة زر.
لقد اصبح من غير الممكن ان تلخص الدول جهدها الاستخباري بجهة واحدة تحمل على عاتقها مواجهة كل التحديات المختلفة بطبيعتها لاسيما مع تطور المخاطر وتعدد مصادرها وتنوع طبيعتها, فكان لابد من التخصص والتنوع المواكب للمخاطر وفق طبيعة كل دولة وماتواجهه من عقبات وتحديات , ووفق طبيعة السياسة الخارجية لكل دولة ومدى تمددها الدولي او الاقليمي او انكفائها المحلي .
-----------------------
ضرورات واسباب
-----------------------
بحسب طبيعة الاشياء وتطور هيكليات الدول في العصر الحديث , كان لابد من وجود خطوط عامة لاجهزتها الاستخبارية , فلكل دولة ان تهتم بما يحاك لهاخارجياً او ماتحوكه هي للآخرين , وهو ماادى الى وجود اجهزة الاستخبارات الخارجية , كما ان لكل دولة جيوشها وتسليحها واسرارها العسكرية فكان لابد من وجود جهاز الاستخبارات العسكرية , وهكذا الامر بخطوطه العامة , الا ان هنالك اسباب جوهرية لأهمية تعدد الاجهزة الاستخبارية , التي تتراوح بمتوسط ثلاث الى ستة اجهزة في اغلب الدول صعودا الى الرقم الاعلى وهو 17 جهاز في الولايات المتحدة , ومن اهم تلك الاسباب :
1- التخصص : ان احد اسباب نجاح الجهاز الاستخباري هو حفظ الاختصاص النوعي فيها , فالاستخبارات الجنائية تعمل على الجريمة ويتسق عملها مع الشرطة ولاعلاقة لها بمنظومة الصواريخ التي حصل عليها البلد العدو من صفقة اسلحة سرية , والاستخبارات العسكرية تعمل على جيش العدو ولاعلاقة لها بمزرعة سرية لزراعة الحشيشة في البلاد , والاستخبارات الخارجية تعمل على الدول المحيطة او الاقليم ولاعلاقة لها بمتابعة مجرم مختص باغتصاب الصغيرات , واستخبارات الشرطة عملها شرطوي ولاتتابع عميلاً مزدوجاً في شنغهاي , واستخبارات المال تطارد الجريمة المالية وغسيل الاموال ولاعلاقة لها بملف الاسلحة الكيمياوية , وهكذا.
2- التعايش مع البيئة المستهدفة : ان اختلاف البيئة المستهدفة تدعو الى تعدد الاجهزة الاستخبارية , فمرة تعيش مع قرصنة بحرية ومرّة مع عصابات , ومرّة مع تجار مخدرات ومرة مع جواسيس , فالامر يدعو الى تعدد الاجهزة وعدم تشتت جهودها ببيئات مختلفة.
3- حفظ الاسرار : لاتضع بيضك في سلة واحدة , كما لاتضع اموالك في خزنة واحدة , والمعلومات ثروة وطنية ان وضعتها في جهاز واحد قد يخترق وتذهب الثروة بضربة واحدة , لكن عدة اجهزة تجعلك في مأمن واقل ضررا .
4- تنوع الاهداف : من اهم اسباب نجاح الاستخبارات هو التركيز على اهداف محددة , فالاجهزة المحترفة لاتكلف بأكثر من هدفين او ثلاثة واحياناً تكون اربعة , على عكس اجهزة المكافحة والشرطة التي قد تتابع عشرة اهداف تخص مكافحة الجريمة بأشكالها , وهو امر مرفوض في اجهزة الاستخبارات لانه يؤدي الى تشتيت كبير في العمل , ولاشك ان لكل بلد ان يواجه عشرات التهديدات المتنوعة والمختلفة مما يدعوه الى بناء عدة تشكيلات استخبارية ليحيط بتلك التهديدات.
5- الانسجام مع الاجهزة المكافحة : مثلما توجد ضرورة التعايش مع البيئة المستهدفة , فإنّه من الضروري ان يكون هنالك الانسجام مع الجهاز المكافح المعني , لذا يجب ان ينسجم كل جهاز استخباري مع الصنف الذي يعمل معه والذي يكون بمثابة العين له , فالشرطة تكون لها استخباراتها التي تعايشها , والجيش له استخباراته التي تعايشه وتعايش مهامه واسراره , والاجهزة الرقابية المالية تحتاج ان تتعايش مع اجهزتها الاستخبارية الاقتصادية , وهكذا .
6- قطع الطريق امام التغول : من يمتلك المعلومة يملك القوة , لذا فإنَّ جمع الاجهزة في جهاز واحد يؤدي الى تغولها فيتحول جهاز الاستخبارات الموحد الى ان يبتلع النظام.
7- تنوع الرؤية : من ابرز مميزات التنوع تنوع زوايا الرؤى التي تتبلور من ادارة كل جهاز بحسب موقعه في انتاج المعلومات بشكل يحقق التكامل على عكس النظر من زاوية واحدة مما يجعل مصدر القرار مستفيداً من ذلك , بل ان الاختلاف بين الاجهزة الاستخبارية يصبح حافزاً قوياً لإنتاح او اثبات رؤية كل طرف والتنافس لاظهار الافضلية , وينتج عن ذلك تنوع التحليلات وتعدد الفرضيات .
8- تحديد مواطن الضعف : "ان الهزيمة يتيمة وللنصر ألفُ أبٍ" , وهو امر لطالما كانت له مصاديق حين تعم الفوضى وتختلط المسؤوليات , اما في الدول التي تتحدد فيه المسؤوليات بشكل دقيق في كل المجالات ويجري فيه توزيع المهام والملفات , فحينها يسهل اكتشاف الحلقة الضعيفة والمتكاسلة والتي تقاعست عن اداء عملها فيتم تحميلها مسؤولية الهزيمة ويجري ابعاد ومحاسبة قادتها , ومن انصع الامثلة المؤلمة هو ماحصل في سقوط ثلث الاراضي العراقية الذي توج بسقوط الموصل واعلان دولة داعش المزعومة قبل سبعة اعوام , ففوضى توزيع المهام جعل العراقيين عاجزين - الى الان - عن تحديد المسؤولية عن الانهيار سواء كانت سياسية او عسكرية او امنية او استخبارية , او معرفة السبب الذي جعل قوات يزيد تعدادها عن قوات انزال النورماندي تندحر وتسير هائمة كجسد بلا رأس .
بالاضافة الى ماسبق , فإن بعض الحكومات الدكتاتورية تنتج اجهزة استخباريه متعددة لتزيد من مراقبة شعوبها وتسليط كل جهاز على الاخر .
---------------------
تقسيمات علمية
---------------------
يتم تشكيل المؤسسات الامنية والاستخبارية المتنوعة وفق اتجاهين او نظريتين اداريتين :
الاولى ان يتم التشكل على اساس نوع الجريمة فنقول ان الجهاز الفلاني لمكافحة الارهاب والجهاز الثاني لمكافحة المخدرات , وهكذا .
الثانية ان يكون على اساس التشكيل الاجرامي ( المجرم ) فيعطى لكل جهاز هدفين او ثلاثة , فنقول ان داعش والقاعدة من اختصاص الجهاز س , ويكون اختصاص الجهاز ص مثلا حزب العمال الكردستاني وجهتين اخريين وهكذا , مع وجود اعلى درجات التعاون بين الاجهزة.
وفي بعض الاحيان يكون العدو ذاته متعدد المهام والمخاطر وتنوع جرائمه كداعش مثلاً الذي يقتل ويخطف ويهرّب ويعمل غسيل اموال وبيع آثار ويهرب نفط ويتاجر بالمخدرات وله حواضن وعمليات عسكرية واخرى سرية , لذا يتم تأسيس جهاز او تكليف جهاز استخباري ليكون مرجعاً لهذا الجهد , فيتم تقسيم العدو تكتيكياً , ليتم تشكيل فريق عمل وتوزيع المهام بين الاجهزة الاستخبارية, ومع ذلك يجب ان تحدد جهة مرجعيه لهذا العدو او التهديد , ومثال ذلك ان تكون الاستخبارات الخارجية مكلفة بخطوط العدو الخارجية والعناصر الاجنبية والتمويل الخارجي له , والاستخبارات العسكرية تأخذ واجب القوة القتالية للتنظيم وعمل استخبارات الميدان , فيما تتولى الاستخبارات الفنية مهام التجسس الالكتروني , وتتولى الاستخبارات الداخلية واجب مكافحة الحواضن , وتتولى الاستخبارات الجنائية المناطق المستهدفة من قبل التنظيم , وتتخصص الاستخبارات المالية بمطاردة اموال وتمويل التنظيم , ولكن لابد ان يتم تحديد جهاز مرجعي للجهد الاستخباري , فمثلا جهاز مكافحة الارهاب - لكونه مختص - فيجب ان تكون استخباراته هي الجهة المرجعية المعنية بالعدو داعش , وعند حصول اي جهاز استخباري على معلومات حول داعش يتم التوزيع المرجعي المباشر الى الجهة المعنية بالأمر .
ان الادارات الرئيسية في الجهاز الاستخباري تبنى من خلال وحدة الهدف بجمع المعلومات والتحليل والعمليات , اما الادارة الحديثة في العمل السري فتبنى بنظام المشروع والفريق , ومثاله ان تعمل خلية صغيرة على زعيم داعش , وتكون لهذه الخلية وحدة هدف بتركيز عالٍ , وهذا يحتاج الى مرونة في التسلسل الوظيفي , فقد يتشكل فريق برئاسة ضابط صغير كفوء ويرتبط حصراً برئيس الجهاز او حتى رئيس الدولة لاداء مهام محددة , وكانت لدينا تجربة ناجحة في اجهزتنا الاستخبارية تتمثل بخلية الصقور في استخبارات وزارة الداخلية فلأنها كانت مرشقة وبلا بيروقراطية فإن نجاحاتها كانت ملفتة , وكان حلها مؤخراً , هو الآخر ملفت للغاية !!!.
وتتوافر لكل جهاز استخباري جميع الاذرع المختصة بجمع المعلومات والتي ذكرناها في عدة مباحث سابقة وهي : 1- مصادر بشرية . 2- مصادر علنية . 3- مصادر فنية . 4- مصادر تواصلية .5- مصادر تبادلية .6- معلومات التغذية العكسية .
كما ان الاستخبارات ليست كبقية المؤسسات في جمود تشكيلاتها الادارية , فمثلا مؤسسة كوزارة النفط , ان كان النفط في جنوب البلاد , فهو لا يضع هيكل تنظيمي ومؤسسات للمناطق الاخرى بحكم وجود النفط في الجنوب , ولعله يكتفي بفرق استكشاف النفط شمالا وشرقا وغربا , اما في الاستخبارات , فإلامر مختلف , فلو كان التهديد في الجنوب فإن الاستخبارات لاتترك الشمال بدعوى عدم وجود تهديد , فالتهديد قد ينتقل في اي وقت , ولكن من زاوية اخرى فإن الاجهزة الاستخبارية تستحدث دوائر ومراكز وفق مخاطر معينة .
-------------------
بوتقة الفرقاء
------------------
لقد استبدلت الدول فكرة الجهاز الواحد ذو الافرع المتعددة بنظام تعدد الاجهزة مع ضمان عدم تبعثر مهامها من خلال هيئة وطنية جامعة لاتتعارض مع استقلالية كل جهاز استخباري , فإرتأت اغلب دول العالم ان تكون ادارة المجتمع الاستخباري المشتركة ( ادارة المجتمع الاستخباري ) ادارة فنية لا ادارية اي قيادة وسيطرة فنية لتنسيق الجهد وليس الإمرة.
ومن اهم عمليات الاشراف على الاجهزة الاستخبارية من قبل هيئة الاستخبارات الوطنية هو اعادة التقييم وتوحيد الجهد و الوقوف على مواطن الخلل ومعالجتها وعمليات التطوير المستمرة في القدرات والقابليات والاشراف على خطط الاجهزة الفصلية والسنوية والطويلة وتدريب وتطوير الكوادر على التقنيات وغلق الثغرات وتخفيف حدة المنافسة السلبية من خلال تقسيم علمي للمهام , وتختلف الدول في ادارتها للمجتمع الاستخباري , فبعض الدول تجعل نائب القائد العام مشرفاً على ادارتها ومرتبطاً بالقائد العام للقوات المسلحة , وفي بعض الاحيان تسند ادارتها للدائرة التي يكون رئيسها بمنصب وزير , او ان يكون مستشار للامن الوطني (القومي) هو المدير للمجتمع الاستخباري او ان تمنح الادارة للشخص الاعلى رتبة بين مجموع الاجهزة, فان كان رئيس احد الاجهزة برتبة فريق والباقي من هم برتبة لواء فيكون الفريق هو المشرف على اداره المجتمع الاستخباري.
واختلفت الولايات المتحدة عن باقي الدول اذ اسست منصب رئيس الاستخبارات الوطنية عام 2004 , لتشرف على اتحاد من 17 وكالة استخبارية و8 اجهزة اخرى هي تخصصية خارج اطار الجهد الاستخباري الامني , ولكل من تلك الاجهزة اداراتها وواجباتها ,وكلها ترفد المركز الرئيسي بتصوراتها وتحاليلها .
ان الغرض الاساس من تشكيل ادارة للمجتمع الاستخباري يتمثل في التنسيق ومنع التداخل بين الاجهزة الاستخبارية ومنع تكرار المهام من خلال تحديد واضح لمساحات العمل لكل جهاز وتقسيم الاعمال وتركيز الجهود من خلال تحديد الاولويات والاهداف ووضع الخطط وفق تحديد واضح للمتطلبات والنواقص , وفي ذات الوقت فان ادارة المجتمع الاستخباري تختصر الكثير من الخطوات الادارية البيروقراطية وتحدد الموازنات المالية اللازمة وفق الخطط الموضوعة ناهيك عن التنظيم وتنسيق التدريب ورفع المهارات وتبادل الخدمات الفنية والخبرات ودراسة المخاطر والتهديدات وكل ذلك يتم وفق خطط سنوية واضحة ومحددة وملزمة لكل جهاز من اجهزة المجتمع الاستخباري
وتتيح الادارة الناجحة للمجتمع الاستخباري وتوزيع الادوار لمنع الاحتكاك والتداخل والعمل بروح الفريق الواحد وتحديد المرجعيات والتوقيتات وحتى الوفود الاستخبارية الخارجة من البلد وتنظيم كراسة التدريب السنوي بين الاجهزة وتزويد الحكومة بالدراسات والبحوث اللازمة حول ملفات المخاطر والتهدبيات والشان الامني الداخلي والخارجي وبحث الخروقات الحاصلة والمحتملة , وتحديد برامج جادة ضمن الخطط السنوية لاختراق تنظيمات العدو.
كما تنسق الادارة بين المجتمع الاستخباري بكل اعضاءه من جهة , وبين الدولة والبرلمان والمجتمع والسلطة القضائية, وهو حلقه الوصل بين الجهد الاستخباري والقرار السياسي والبناء الاستراتيجي للبلد , وتقوم ادارة المجتمع الاستخباري ايضا بتمثيل الاجهزة الاستخبارية خارج البلاد في بعض الاحيان , لمنع كشف رجالات الاستخبارات الحقيقيين , اي انه يقوم بادوار الاستخبارات في عالم الدبلوماسية.
ان المهم لدى ادارة المجتمع الاستخباري بأن تغطي منظومة الاستخبارات جميع الاهداف والتهديدات بتوزيع صحيح دون تداخل او تكرار مع انسيابية التعاون والمهم هنا هو توزيع الاهداف , فلايصح مثلاً ان يكون هنالك عشرة اجهزة استخبارية في البلاد , واي منها حين تسأله عن واجباته يجيبك انه يعمل لمكافحة الارهاب!! , والصحيح ان يتم بالاساس تحديد المخاطر او تحديد العدو.
ان الادارة الصحيحة للمجتمع الاستخباري يعني العين مفتوحة في كل مكان , فلا توجد زاوية غامضة وغير مغطاة من قبل جهاز استخباري معين , دون ارهاق في الواجبات , فالجهاز الاستخباري المتمكن هو الجهاز الذي يركز على ثلاثة اهداف لااكثر , فلو كانت لدى بلد ما 18هدف او 18 خطر ولديه ستة اجهزة استخبارية , فيتولى كل جهاز ثلاثة منها دون تداخل مع الاخر.
------------
خلاصة
------------
التقسيم والتخصص الدقيق صار سمة العالم الحديث وترفده كل الدراسات ونظريات علم الادارة , ومما لاشك فيه ان الاجهزة الاستخبارية من الاهمية بمكان , فكان لابد ان تنطبق عليها ماتنطبق على سواها من العلوم الادارية الخاصة بالهيكلية والتخصص ومايتبع ذلك من العمل الجماعي المتناغم لا المتصارع , ومن هنا كان لابد من ان تتعدد وتتنوع الاجهزة الاستخبارية وان يحصل التوازن الدقيق مابين تنسيقها مع بعضها وبين استقلاليتها , والاهم من ذلك بتقسيم المهام بشكل يسمح بتطبيق وتنفيذ الخطط وفي تحديد المسؤوليات باثواب والعقاب , والله الموفق.
للمزيد ( انظر :مباحث في الاستخبارات 12 ادارة المجتمع الاستخباري , 14 تقييم الاداء, 192 الهيكل التنظيمي , 193 قاطع المسؤولية , 266 مرجعة الجهد الاستخباري , 280 الحرب السيبرانية ).
#بشير_الوندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟