|
ميلاد جبهة المعارضة السعودية الديمقراطية
هشام الصميعي
الحوار المتمدن-العدد: 1643 - 2006 / 8 / 15 - 09:28
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
لم يترك الأمير طلال محمد الرشيد الفرصة تمر في خضم الموقف السعودي السلبي من الحرب على لبنان و ما خلفه هدا الموقف من ردود فعل قوية حد اتهام المملكة بالتماهي مع السياسة الأمريكية حتى أعلن الشيخ طلال محمد الرشيد، الذي ينتمي إلى سلالة العائلات الحاكمة في منطقة نجد طيلة 40 سنة قبل استحواذ أسرة آل سعود على الحكم. من عاصمة الأنوار باريس أطل الأمير ليخبر العالم بميلاد جبهة المعارضة السعودية الديموقراطية حيت لاحظ العديد من المراقبين أن ظروف الحرب على لبنان وكدا استياء العديد من المواطنين من الموقف الرسمي للخارجية السعودية عجلت كثيرا بالدفع بهدا المولود السياسي الذي جعل من تقويض دعائم حكم آل سعود هدفا استراتيجيا له لتطفو على سطح الأحدات و تبعاتها من جديد ما يسمى بأقطاب المعارضة السعودية بالخارج . وان كانت أطراف من المعارضة لا تنكر هده الحقيقة حيت أوضحت مصادرها أن توقيت الإعلان عن جبهة المعارضة السعودية الديمقراطية أملته الظروف السيئة التي بات يوجد فيها المجتمع السعودي، وكذلك الموقف الذي تبنته أسرة آل سعود الحاكمة من المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي معلنة على انضمامها إلي نادي المتواطئين . ولم تترك المعارضة الجديدة الفرصة تمر لتأكد أن جبهة المعارضة السعودية الديمقراطية تريد أن تكون واجهة للضمير العربي الحي وحضنا لكل السعوديين الشرفاء الغيورين علي مصالح وطنهم، ومرجعية للعمل السياسي الحق تحت مظلة الديمقراطية، ودولة المؤسسات لا دولة المملكة . إلا أن ما يميز هده الخرجة الأخيرة في تاريخ المعارضة السعودية هو أنه و لأول مرة في سيرورة السجال السياسي السعودي ستدخل فيها السعودية مرحلة معارضة حقيقية لها برنامج و تعمل جاهدة علي إرساء الديمقراطية الحقة، وإنشاء مؤسسات تضمن قيم العدل والمساواة في البلاد يأتي هدا بعد كشف تقارير حقوقية لتعسفات فاضحة في استعمال السلطة راح ضحيتها مواطنون أبرياء . و في سياق تقوية وسائط الاتصال الجماهيري من المرجح أن تقوم الجبهة المعارضة الجديدة بإطلاق محطة تلفزيونية من أحد البلدان الأوروبية تكون ناطقة باسمها، بالإضافة إلى إصدار صحيفة سيتم طرحها في السوق في غضون أسابيع أو شهور قليلة. و هو ما يؤشر إلى أن خطوة الإعلان عن الميلاد جاءت كتمرة لتراكم خطوات سابقة من التحضيرات و ربط التحالفات الممكنة مع باقي الأطياف السياسة وهو ما نستشفه من قراءة متأنية للبيان الصادر من الجبهة. حيت جاء في مضامينه إن المعارضة تخير النظام الذي تقوده أسرة آل سعود بين أمرين، فإما أن يعلن علي إطلاق الحريات وتنظيم حياة العدل والمساواة حول مفاهيم ديمقراطية أو أن ينسحب من الحكم بسلام، قبل أن يضيف البيان و إلا ما أخذ بالقوة لن يسترجع إلا بالقوة. وهي دعوة صريحة لفتح باب الصدام و العصيان المدني و المظاهرات الشعبية ضد النظام السعودي كحل و خيار أوحد (ادا تم سد باب الإصلاح) لتقويض دعائم النظام السياسي في المملكة و البداية حددتها المعارضة أولا في حصد الإمكانيات المتوفرة ضد موقف المملكة من الحرب على لبنان وفق خطوات عملية حددتها المعارضة بالتنسيق مع كل أطياف المعارضة السعودية العقلانية الموجودة في أوروبا، بحيث ستطرح بشكل موضوعي القضايا العربية علي محور منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وفي إيجاد السبل الكفيلة لكي تعود العربية السعودية إلى حظيرة الوطن العربي وكسر عزلتها التي فرضتها علي نفسها جراء سياسية خارجية وضعت كل ثقلها في تحقيق الأهداف الإستراتيجية لبلدان أجنبية ضاربة عرض الحائط بمصالح مواطنيها. وجدير بالتتبع أن نقف هنا مليا عند العلاقة بين محاور السياسة الخارجية للمملكة و المعارضة وهي علاقة قديمة نسبيا بل تعد نقطة ارتكاز محورية لظهور تيارات معارضة في المملكة السعودية ففي عقد التسعينات، انتهزت حركة إسلامية أصولية موافقة العائلة السعودية (المالكة) على السماح لجنود من الولايات المتحدة بالدخول إلى الأرض السعودية العربية لمحاربة العراق، ورغم أن دعاواهم كانت أوسع بكثير. فقد دفعت العائلة المالكة غالياً ثمن موقفها السيئ، فقد لفت المنشقون الانتباه للفساد وإساءة استخدام المال العام، وتحدوا اعتمادات النظام الإسلامية، وهاجموا تحالفها مع الغرب "الصليبي". لقد توصلت هذه الحركة منذ ذلك الحين إلى تسوية وطيدة مع ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز، والذي يدير شؤون السعودية العربية تقريباً منذ وقوع الملك فهد الراحل في المرض في الـ 1995. 1 وادا كان الأمير عبد الله حينها قد نجح في التوصل إلى تسوية مع المعارضة الأصولية . فان المعارضة الجديدة و التي تضم ليبراليين و إصلاحيين دينيين تعلمت جيدا من الدرس فهي تعرف جيدا بأن الكثير من السعوديين العرب العاديين يمكن تغذية حماسهم بما تدعوه المعارضة "الغطرسة الأمريكية" فما بالك بانحياز النظام السعودي لإسرائيل في حربها ضد لبنان مؤخرا. لدلك قلت من البداية أن جبهة المعارضة الديمقراطية اختارت جيدا التوقيت لإعلان ميلادها .بل إن هدا الظرف السياسي و الشرخ الذي حفره موقف الرياض من الحرب على لبنان بين الحكومة و الشعب السعودي سيكون ورقة قصيرة المدى في يد المعارضة لتعبئة الشارع السعودي وسيقرب هدا الموقف حتما بين جبهة المعارضة السعودية بباريس وبين حركة الإصلاح الإسلامي ذات القاعدة اللندنية و التي نشأت بدورها مند التسعينيات كرد فعل على مشاركة السعودية في حصار بغداد حيت جاء في أدبياتها أن الولايات المتحدة تفرض حصاراً على الشعب العراقي، وتدعم إسرائيل، وأنها قد "اتفقت مع الحكام (العرب) لسرقة ثروة المسلمين وموارد الأرض (النفط مثلاً) لكي تنقلها إلى البنوك الأمريكية والغربية". وكانت حركة (الإصلاح الإسلامي في السعودية العربية) قد أبرزت في شكاويها بأن قادة العرب قد تصرفوا (بطريقة) خائنة تجاه الدين وأنهم ليسوا أكثر من أنظمة تابعة للأمريكان يرمون بالمسلمين إلى الضياع ويدفعونهم إلى التلهف على القيام بعمليات تتحدى الهيمنة الأمريكية. فهل سينجح تجييش العاطفة السعودية التي تتميز بالعداء لأمريكا في توحيد رؤى وخطوات أقطاب المعارضة؟. لكن و بالعودة إلى بيان جبهة المعارضة السعودية لا يبدو الموقف من الحرب على لبنان سوى القشة التي قصمت ظهر البعير حيت جاء في نسخته التي وزعت على العديد من المنابر لقد صبرنا علي قهر عائلة آل سعود 70 عاما من الذبح والتنكيل وقتل رجالنا وسبي نسائنا (..) وكوّن أبناء عبد العزيز بن سعود مملكة خاصة بعائلتهم من قبائلنا العربية التي قهرت بسيف آل سعود ومدافع الانجليز، وتوارثونا واحدا واحدا، ... . وتابع البيان إننا قررنا تقرير مصيرنا وقررنا استقلالنا التام كدولة عربية حرة مستقلة ذات سيادة ولا تدخل في أي علاقات تجعلها طرفا في أي نزاع مذهبي أو طائفي أو أيديولوجي أو سياسي أو اقتصادي مع أي جهة في العالم، وقررنا تحرير أنفسنا من حكم آل سعود . يتبع
#هشام_الصميعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما قل و دل من سياسة الرباط
-
التلف..زة المغربية في العهد الجديد
-
كابوس مرعب
-
حكومة عيانة
-
أمم متحدة ضد من؟؟
-
أخبار غير عادية من المغرب
-
غجري أنا في و طني
-
أكذوبة العهد الجديد بالمغرب
-
نساء و فتاوي عن تحرير الرجل و زواج المسيار
-
نداء لكل المثقفين الأحرار
-
مناصب شاغرة بالمغرب..مطلوب مفتي سينمائي وممثلين بلحى طويلة
-
سيناريو لحكومة أصولية بالمغرب 2007
-
الهوامل و الشوامل
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|