أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي فكري - قراءة في رواية أحلام للروائي المغربي إبراهيم حريري














المزيد.....


قراءة في رواية أحلام للروائي المغربي إبراهيم حريري


المهدي فكري
كاتب وباحث

(Elmehdi Fikri)


الحوار المتمدن-العدد: 6984 - 2021 / 8 / 10 - 23:07
المحور: الادب والفن
    


رواية أحلام لكاتبها الروائي المغربي إبراهيم حريري، من الروايات المغربية القليلة التي تقرأها وتشعر فعلا أنك كنت أمام أدب روائي رفيع المستوى، هي رواية صدرت عن دار النشر سليكي أخوين طنجة في مارس آذار 2021.
اسم الرواية أحلام، وهو عنوان وحده كفيل ليفسح المجال أمام المتلقي كي يؤول قبل القراءة ما شاء من تآويل وافتراضات مادام سيصيل إلى مدلولين أساسين محتلمين هما؛ أحلام جمع "حلم"، وأحلام اسم علم دال على فتاة.
وعندما تنتقل من الخارجي إلى الداخلي مقلبا صفحات الرواية قارئا إياها بتمعن، فإنك تتأكد فعليا من صحة الافتراضات السابقة، إذ الرواية تحكي عن قصة فتاة اسمها أحلام بن صالح تبحث عن حلمها ألا وهو أبوها المختفي إبان حرب مغربية مع جبهة البوليساريو، والذي كان طيارا عسكريا في صفوف الجيش المغربي فسقطت به طائرته على الأراضي الجزائرية التي تديرها جبهة البوليساريو أثناء الحرب، فقضى أزيد من خمس وعشرين سنة داخل معتقلات منفية في الصحراء، تحت وطأة وتعنيف المكلفين بحراستهم في ذلك الربع الخال.
غابت أخبار محمد بن صالح، فأيس الجميع من احتمال حياته إلا زوجته جميلة الوافي وابنته أحلام بن صالح اللتان لم تقطعا حبل الأمل الرقيق وظلتا واثقتين بأنه مايزال حيا رغم يأس كل أصحابه و الأقربين إليه بما في ذلك والديه قبل وفاتهما.
في خضم هذه الحبكة السردية المبنية بناء تشويقيا عجيبا، أدرج الروائي إبراهيم حريري حكاية أخرى بمثابة حلم ضمني وذلك في إطار ربط الواقعي بالمتخيل، وهي حكاية مخطوط يحكي عن قصة خيالية لشخص يبحث عن أسطورة مدينة النحاس ارتباطا بالمعتقد اليهودي الذي يرى أن كنوز الملك سليمان قد نفيت في المغرب وتحديدا في الصحراء، حكاية متفرقة عبر أركان الرواية أثناء قراءة المخطوط لها دلالات رمزية كثيرة. وهذا ليس غريبا مادام التاريخ من اهتمامات كاتبنا إبراهيم حريري.

إن التشبث بالأحلام رغم صعوبة تحققها يدفعك إلى فعل المستحيلات، وبالفعل هذا ما قامت به أحلام بن صالح التي ظلت طوال الرواية متشبثة بحلمها ألا وهو تفقد أخبار أبيها أهو حي أم لا؟ وغامرت في ذلك بسجلها الشخصي لدى المخابرات المغربية حينما لاقت على طاولة واحدة في باريس ممثلا لجبهة البوليساريو رفقة صديق منفي من المغرب وهو فريد لزرق ، هذا الأخير بدوره سيكون له دور مهم في الرواية ، إذ يسعى إلى تحقيق أحلام أكبر مما تتصور أحلام بنفسها، فإن كانت أحلام تسعى إلى تفقد أخبار أبيها ، فإن فريد لزرق يسعى إلى حلم السلم والسلام بين الدول العربية ونشر أفكار السلمية، ومن جميل أفكار فريد لزرق أنه ينتقد الذين لا يرون أمامهم سوى إسرائيل كلما ذكر السلام، وكأن المنطقة خالية من الصراعات العربية العربية، في اليمن وسوريا ولبنان ، والصراع المفتعل بين المغرب مع الجزائر ...إلخ والسباق نحو التسلح، ويبرر ذلك بأن إسرائيل لاتدخل في هذه المعادلة لأن هناك فرقا كبيرا بين دولة تحترم الرأي والرأي المعارض وكيان قمعي يؤمن بفكرة واحدة، وسعى فريد لزرق رفقة أحلام إلى تحرير جميع المعتقلين لدى جبهة البوليساريو في استعانة بالمجتمع الدولي والبرلمان الأوروبي، وبالفعل تم ذلك في صدمة حقيقية لكل من أحلام بن صالح وأمها جميلة الوافي، وكذلك المعتقلين الذين قضوا مدة طويلة مات فيهم من مات وبقي فيهم على قيد الحياة من بقي وكان محمد بن صالح ضمن الناجين.
لقد جسدت رواية أحلام مجموع أحلام كاتب روائي مثقف ينظر إلى المشاكل السياسية نظرة مفعمة بالحكمة ويعطي للساسة حلولا ضمنية على شكل قالب سردي يخاطب من خلاله الرأي والرأي المعارض واضعا لغة السلاح جانبا وفاتحا لغة الحوار والنقاش مع كل الأطراف المتناحرة مهما كانت إديولوجياتها.
عموما ستبقى أحلام من أجمل الروايات التي قرأتها ولا أعتبر هذه الكلمات تلخيصا وإنما مجرد تشويقة لمن أراد التعرف أكثر على الرواية عن قرب فهي رواية تستحق القراءة أنصح الجميع دون استثناء بقراءتها.



#المهدي_فكري (هاشتاغ)       Elmehdi_Fikri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ بسام الهمام
- مدللة بطبعها
- التماسيح في عصر ما بعد الحداثة
- لغة الدمع...فصاحة
- هل ستستثمر إسرائيل صمت العرب في إعلان قيام مشروع دولتها الكب ...
- بكاء الريح
- ميكيافيلة العولمة -الغاية تبرر الوسيلة-
- شمس الظلام


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي فكري - قراءة في رواية أحلام للروائي المغربي إبراهيم حريري