أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - الواقع بين الماضى والمستقبل فى عصر العولمة














المزيد.....

الواقع بين الماضى والمستقبل فى عصر العولمة


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6982 - 2021 / 8 / 8 - 21:55
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


جزء كبير من أمور الحياة التى نعيشها خاصة فى منطقة الشرق الأوسط يرتبط كثيرا بالماضى خاصة فى أمور الدين والعادات والتقاليد ، بل إن مفاهيم المستقبل نفسه مرتبطة بأمور الماضى ، لإن المستقبل البعيد يعتمد كثيرا على الدين الذى يحيل أمور الحياة إلى المستقبل البعيد بعد الموت سواءً فى الجنة أو فى النار والعالم الغيبى ، مما يجعل الكثير من أعمال الواقع اليومية والحياتية ترتبط بذلك المستقبل الذى حدده الماضى ، فالكثير من الأعمال اليومية فى منطقتنا يرتبط بالحلال والحرام والتقاليد والعادات والأخلاقيات والموروث المقدس عبر مئات السنين . لقد حاول الفلاسفة والمفكرون عبر مئات السنين تفكيك العرى المقدسة التى تربط الماضى بالحاضر والمستقبل ليتحرر العقل وينطلق نحو آفاق أرحب ، وبالفعل نجح فلاسفة القرنين الماضيين فى فصل الماضى المقدس عن الحاضر والمستقبل ولكن النجاح الأكبر كان من نصيب التطور العلمى الذى جعل الفكر العالمى يصطبغ بصبغة علمية عقلية ترى الكون كله برؤية جديدة جمعت من خلالها الشرق والغرب والشمال والجنوب فأصبحت علوم الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والرياضيات علوما دولية يتعلمها كل البشر بغض النظر عن عقيدتهم وكذلك تطورت العلوم التطبيقية الزراعية والطبية والصناعية وغيرها لتصل إلى آفاق أرحب ، وبالطبع قد تتعارض تلك العلوم أحيانا مع الموروث المقدس لدى البشر أيا كان دينهم . ومما شجع العالم على الانطلاق مع الرؤية العلمية الجديدة أن شاهد ثمار تلك النهضة من خلال اكتشاف الأمراض واختراع الأدوية وابتداع أجهزة كانت يوما ما ضمن معجزات الماضى مثل الطائرات والسيارات والكهرباء والاتصالات بدون حواجز والماكينات الصناعية الآلية التى تعمل بالقوى وتنتج منتجات بكثرة بدون أيدى عاملة أو بأيدى عاملة بسيطة ، بل إن الأجهزة التى نستخدمها اليوم بصورة طبيعية كانت ضمن أحلام الماضى مثل الثلاجة الكهربية والغسالة والمكيف والبوتجاز والسخان والميكروويف والمكنسة والمروحة ، فكل الأجهزة الحديثة التى وصلتنا جعلت الإنسان الحالى فى أصغر قرية مرفها عن أعتى ملوك القرون الماضية الذى لم يستطع تبريد المياه أو تكييف الهواء. لقد حاول العلم خلال القرنين الماضيين فصل الماضى عن الحاضر والمستقبل بطريقة ساحرة تقدم السحر العلمى للبشر فتسحر عقولهم وأعينهم وتطور حياتهم الواقعية فاستجاب الكثير من سكان العالم الغربى لذلك السحر الذى اعتمد ولأول مرة فى التاريخ على العقل ولكن ...
بعد الحرب العالمية الأولى أخذ العلم طريقا اقتصاديا ودخل منطقة الصراع بين الدول حتى وصل مع الحرب العالمية الثانية إلى منطقة الانغلاق مع وصول الولايات المتحدة لقمة العالم من خلال جذب العلماء المضطهدين والطامحين من كل بقاع العالم ومحاولة اخفاء الاكتشافات والاختراعات عن العالم لتكسب عشرات أضعاف التكلفة الاقتصادية من تطبيقات العلم والتكنولوجيا ولولا وجود الاتحاد السوفيتى السابق لربما صارت الولايات المتحدة أكثر تغولا واحتكارا . الآن ونحن فى عصر العولمة حاولت الولايات المتحدة فى أول موجة عولمة استغلال الاحتكار العلمى والتكنولوجى وتشجيع مسمى الملكية الفكرية لتأخذ ثروات العالم بين أيديها وخاصة بعد أن تبنت الشركات الكبرى تلك الأفكار وساهمت كثيرا فى تحويل العلم إلى صراع اقتصادى بين الشركات المتنافسة مستغلة الجامعات والمراكز البحثية لتحقيق السبق العلمى والاحتكار الذى وصل إلى الدواء الذى يباع بعشرات أضعاف قيمته الحقيقية نتيجة حقوق الملكية الفكرية ولا يصل بالطبع إلى البشر الفقراء .
إن العولمة فى صورتها الحديثة بعد عام 2003 حاولت أن تعيد الإنسان مرة أخرى إلى العالم من خلال صعود العولمة الثقافية والاجتماعية التى جعلت الإنسان يوازن بين أفكار الماضى التى أهملها العلم فى الأديان والمعتقدات والعادات والتقاليد والثقافات وبين الأفكار العلمية التكنولوجية التى تمتلك أيضا ناصية الواقع وتتحكم فى المستقبل . إن صعود مواقع التواصل الاجتماعى بقوة بعد عام 2008 جعل الإنسان يعيد الاهتمام بالأمور اليومية الحياتية التى لم يغزها العلم بقوة والتى تتعلق بالمشاعر والأحاسيس والفنون والثقافات والعقائد والعلاقات الاجتماعية ، ونجحت تلك المواقع التى تعتبر أحد أذرع العولمة فى الوصول لتآلف غريب جعل كل البشر فى وقت واحد يعبرون ولأول مرة عن حالتهم الاجتماعية والنفسية وعن مشاعرهم وعن مشاكل أعمالهم وذويهم وعما يحبون من فنون وأدعية دينية بعضها يعود للماضى المقدس الذى حاول الكثير من الفلاسفة والمفكرين فصله عن الحاضر . إن العولمة الثقافية والاجتماعية هى التى وازنت بالفعل بين الماضى والحاضر والمستقبل بطريقة غريبة لا تعتمد على نسق واحد جامد ونظريات علمية بل على نهر يتدفق بصورة يومية ، نهر يجريه البشر بأنفسهم يحمل التغيير والتجديد حتى فى علاقة الإنسان بالماضى والحاضر والمستقبل ، نسق يتفاعل فيه البشر مع أنفسهم بلا حدود ثقافية أو اجتماعية أو جغرافية أو عرقية ، بل حتى بلا حدود للسن والجنس والأخلاق والعادات والتقاليد والعقائد . إن تلك المرحلة من العولمة قد أشار إليها البعض بأنها مرحلة انتقالية قد تمتد لعشرات السنين حتى تتآلف الثقافات والمجتمعات الإنسانية ولكنها مرحلة نعيشها فى الواقع ونتفاعل معها ما بين الحاضر والماضى والمستقبل .



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الافكار الاسلامية القادمة ستكون ذات صبغة شرق آسيوية ؟
- إتساع النظرة الإنسانية خارج إطار الدين هل غير العالم ؟
- أخيرا يتحقق حلم الون ماسك وحلم الجيل فى سياحة الفضاء
- التاريخ بين الملوك والعامة فى هجوم هيرودوت على مصر
- هل تقلد الولايات المتحدة وغيرها الصين ؟
- هل ستعيد العولمة إحياء الاشتراكية والشيوعية
- الحرب الباردة الثانية Cold War II هل هى تكنولوجية ؟
- صدام الحضارات بين الكراهية للإسلام والكراهية للصين
- العالم الثالث بين ديموقراطية رجال الأعمال وديكتاتورية الصين
- العولمة غير الاقتصادية تطور قدرات البشر الإبداعية بطريقة مذه ...
- مستقبل الدولار فى العولمة الجديدة وما بعد كورونا
- هل بدأت الحرب الباردة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصي ...
- لا تخترع العجلة ، بل اسرقها وطورها كما فعلت الصين
- الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم والكتب المقدسة فى عصر العولم ...
- هل الحرب العالمية الثالثة القادمة ستكون من تايوان ؟
- مستقبل المراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات فى عصر العولمة ...
- العالم القادم بين مطرقة الصين وسندان الولايات المتحدة
- هل ستغير العولمة المعتقدات الإسلامية والمسيحية والهندوسية ؟
- المستقبل بين الإبداع والخبرة
- حركة التاريخ الموجية : التجربة الصينية درس للشرق الأوسط


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - الواقع بين الماضى والمستقبل فى عصر العولمة