|
نعمة العقل ولعنة الإيمان: فضل العلمانيين والكفار والملحدين على العالمين
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 6981 - 2021 / 8 / 7 - 20:45
المحور:
كتابات ساخرة
نعمة العقل ولعنة الإيمان: فضل العلمانيين والكفار والملحدين على العالمين
الكاتب نضال نعيسة الحوار المتمدن: 07/08/2021 Makhos village- Lattakia 16:38 GMT
لولا انتصار العلمانية وثورات العلم الحديث والتكنولوجيا التي أحدثها ذاك الانتصار العظيم واكتشافات الكفار والمشركين والملحدين لما عرفنا شيئا عن هذا الكون وأسراره الكبيرة ولبقيت كلها طي الكتمان وربما مجهولة تماماً، وكنا سنعتقد، لليوم، وكما جاء بالكتب والرسالات اللذيذة، بأن الأرض مسطحة وبأننا نحن نعيش لوحدنا على هذا الكوكب دون إدراك بوجود مليلرات المليارات من المجرات المتناثرة في الفضاء، وأن كويكبنا الذي يعتبره المشعوذون درة إبداع "ربهم العظيم" هو أقل من مجرد نقطة ورأس دبوس نكرة لا يرى أبداً في زحمة مجرات لا تنتهي، وأن الشمس تجري (رجاء ممنوع الضحك فلو تحركت الشمس مليمترا واحدا للأمام أو للخلف لاحترقت الأرض أو تجمدت) وهذه الشمس "المؤمنة (رجاء أيضاً ممنوع الضحك)، تذهب كل يوم لتنام وتغفو في عين حمأة وتعود وتوقع على "دفتر الدوام" في الصباح التالي، ولخسرنا كل تلك المشاهد الآخاذة والآسرة عن مليارات المجرات اللامتناهية التي تتموضع بالفضاء الفسيح ولكنا حتى اليوم سنعتقد، كما أتى بالكتب اللذيذة، بوجود الإبليس والشيطان والجن والعفاريت، وأحسن شيء أزعومة "الوسواس الخنـّاس" الذي يوسوس في صدور الناس ليتبين لنا لاحقاً وفيما بعد وحسب التحليل الفرويدي العلمي النفسي الحديث بأنه مجرد خوف وقلق وتحديداً "وسواس قهري" ومرض عصبي ونفسي يصيب الإنسان فتبدأ التهيؤات والخيالات والأوهام تظهر له بعد أن يفقد المحاكمة العقلية السليمة وترفع القيود عن قدراته المنطقية وتصبح دواخله مستباحة غير قادرة على التصدي لسيل المبالغات والأوهام والمخاوف الـ Apprehensionsالتي تجتاحه بعدما تنهار منظومته العقلية الدفاعية نتيجة ضغوطات عدة فيهذي ويهستر ويسرح بالشوارع كالبهائم (هذا هو الشيطان الرجيم الذي كان يحتل أرواح وعقول أولئك المشعوذين الذين ركّبوا لنا هذه التركيبة الهلوساتية المجنونة التي يسمونها بالأديان)..
ولولا تلكم الفتوحات العلمانية والثورات العقلية الكانطية والديكارتية التي تشك وتقتحم كل شيء لكنا ما زلنا نؤمن كأي مؤمن مسكين بائس اليوم، بأن الإنسان خلق من تراب و(لا تنسوا همروجة العلق وهذه غير ربك لا يعرف ما هي بالضبط)، وأن خرطات آدم وحوا وقصة التفاحة الثمرة المحرمة التي أغوت الزوجان آباء البشر وقصة نوح وسفينته والفيضان والتسونامي الرباني الغاضب الكبير هي حقائق مؤكدة، تدرّس للأولاد كيقينيات مطلقة ويبني هؤلاء المساكين تصوراتهم وحياتهم ومستقبلهم بناء على تلك السرديات المضحكة الجوفاء التي يخجل اليوم مخرجو الكارتون من سردها وأصلاً ممنوع تدريسها وحشو أدمغة الطلاب بها رسمياً بالمدارس الحكومية وتعتبر نوعاً من التضليل والتحايل والكذب الذي يعاقب عليه القانون، وتبين أنها لا تختلف كثيراً، وبنيوياً، عن قصة ليلى والذئب وأفلام كرتون، وعلى العكس من ذلك يدرّسونهم بالمدارس العلمانية والتنويرية الحديثة عن البيغ بانغ الـBig Bang أي الانفجار العظيم وانشطار الخلية التي هي أساس الحياة البشرية، وعن النظرية أو قل الفرضية الداروينية التي تتحدث وإن بشيء من المقبول والتفسير العلمي عن أصل الأنواع The Origin Of Species ، ونشوء وتطور الكون وارتقاء المخلوقات وانقراض بعضها الآخر..
ولولا العلم الحديث والفيزياء والكيمياء وعلم الميكانيك وقوانين السرعة والمقاومة ووو، التي كانت محرّمة وممنوعة أيام الكهنوت الديني باعتبارها بدعاً وهرطقة وزندقة قتل على أثرها الكثير من العلماء والمبدعين كما فعلوا مع غاليلو الذي نادى بكروية الأرض ودورانها مخالفا شياطين الكهنوت الديني الخزعبلاتي وقال لهم، مخاطباً الأرض، ومن على حبل المشنقة رافضاً التراجع عن يقينه : "برغم أنوفهم فإنك تدورين"، ولكنّا حتى اليوم سنعتبر أن البعير الأجرب هو "وسيلة النقل" المعجزة التي تقطع الفيافي والبيداء، وهي سفينة الصحراء الوحيدة التي يعتمد عليها غير مدركين لعلم الطيران وجاهلين بسيارات الدفع الرباعي والهليوكبتر التي تقطع الصحراء بلمح البصر، ولو بقينا على تعاليم المشعوذين ورجال الدين لما عرفنا شيئاً عن حاملات الطائرات والمدن العائمة والسفن العملاقة من الحديد التي تنقل ملايين الأطنان عبر البحار، وأن الكائن الوهم الذي يسكن الطابق السابع من السماء، قد خلق البغال والحمير لتركبوها، ولاستمر من يقتني الحصان بالتباهي به اليوم، كما يتباهى راكبو اللامبورغيني والهامر والبورش والفيراري والبنتلي وهي معجزات العقل الديكارتي البشري الحديث، ولم كنا لنسمع بمعجزات إله أقصى خياله العلمي هو البغال والتيوس والحمير، كوسائل نقل، ولو كان إله الكون ملماً بعلوم الفضاء، وعضواً في مؤسسة الفضاء الأمريكية "ناسا" National Aeronautics and Space Administration لكان قد قال لنا في كتبه اللذيذة التي كان يرسلها مع "المسنجرات" Messengers من عنده، ولو كان لديه خبرة بالسفن الفضائية والطائرات النفاثة الأسرع من الصوت لخجل على نفسه وسحب كلامه من كتابه اللذيذ المحشو بالمضحكات والهرطقات والترهات والتهريج المقدس ولما تجرأ وقال وزعم بأن "مسنجراته" المشعوذين كانوا يصعدون للقائه والاجتماع به (كما يفعل غوتيريش وبايدن وجونسون من زعماء العالم الحر اليوم،) على ظهر بغل أو طائر مجنح يمخر به عنان الكون دون معرفة بقوانين الجاذبية الفراغية ومعدلات الضغط الجوي وانعدام الأوكسجين في طبقات الجو (الذي سيفتك براكب الجحش المجنح) ومقاومة الهواء ودرجة الحرارة التي تصل حد التجمد والتي كانت ستحيل ذاك البغل الطائر والكديش المجنج لكتلة متحجرة من الصخر المتجلد سيهوي على أثرها من السماء السابعة ويرتطم بالأرض ويموت مع راكبه المشعوذ المهلوس بالغيبيات والترهات والخرابيط..
شكراً للكفار والعلمانيين والملحدين ولا عزاء ولا شكر للمشعوذين والأبالسة والشياطين الحقيقيين...
سيخرج لك الآن مهبول ومعتوه ليسأل بكل بلاهة وتناحة ومن خلق هذا كله؟ وبمجرد قوله ونطقه بلفظة "خلق" سيكون قد حسم سر هذا الوجود، وانتهى السجال بهذه الشعوذة السحرية الإيمانية والنكتة المكبرتة...
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما هي نظرية الخلق؟
-
سوريا: رفض الهوية الوطنية
-
سوريا: سقوط الأوهام الاستراتيجية
-
المستعربون: القرعاء التي تتباهى بشعر خالتها
-
الكيانات الموازية: والطريق إلى الشرق أوسطية
-
العرب والمستعربون: مصطلحات يجب ان تعرفها
-
انهيار المنظومة القومية العربية وتفككها
-
بايدن: الإخوان المسلمون قادمون
-
سوريا: ثلاثة وزراء خارجية في خمسين سنة
-
سوريا: سياسات مبهمة واستراتيجيات فاشلة
-
كيف تخدم الصهيونية مجاناً؟
-
الحريري الصغير وحكاية التوزير:
-
روسيا: إلحق البوم سيدلك على الخراب
-
لآثار الجيو-سياسية الكارثية لانهيار سايكس- بيكو
-
في اسباب انهيار وتمزق الكيان السوري
-
السوري وكبر المعلاق؟
-
قطار التطبيع السريع
-
فقط في سوريا: إذا كان طباخنا جعيص شبعنا مرق
-
لا تراهنوا على الروس أبداً
-
الملكيون أكثر من الملك
المزيد.....
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|