سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1642 - 2006 / 8 / 14 - 10:35
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ليس هذا هو مجال تقييم قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1701 الخاص بالعدوان الإسرائيلى على لبنان.
لكن أيا كان هذا التقييم، وأيا كانت قدرة هذا القرار على الحياة فى ظل تعقيدات الصراع العربى – الإسرائيلى المزمن، فان على العرب ان يستفيدوا من دروس أخطائهم إبان "الحرب" حتى لا يكرروها بعد ان تصمت المدافع (إذا ما صمتت فعلاً).
وهذا يعنى أن المواطنين العرب الذين فجعوا فى الأداء العاجز والمتردد لحكوماتهم عندما دارات عجلة العدوان الإسرائيلى .. يريدون أداء أفضل يتسم بالمبادرة والايجابية والتنسيق على الحد الأدنى والتعامل مع متطلبات الموقف بنظرة بعيدة وبصيرة بدلاً من الارتجال والعشوائية والحسابات قصيرة النظر.
وإذا كان انقسام الحكومات العربية هو أحد الثغرات الرئيسية التى استفاد منها الإسرائيليون واعتبرها رئيس وزرائهم ايهود اولمرت "تأييداً عربيا وإسلامياً" لحملته العدوانية على لبنان، فان تلافى هذا الانقسام العربى الرسمى بعد ان تصمت المدافع سيحرم إسرائيل من ذريعة ستحاول استخدامها لتحسين وضعها.
ولعل الحكومات العربية قد رأت كيف أن حداً أدنى من الاتفاق والتنسيق فيما بينها فى أعقاب اجتماع وزراء خارجيتها فى بيروت كانت له تأثيرات على مشروع القرار الأمريكى الفرنسى المقدم إلى مجلس الأمن، وان تحركها الجماعى حقق بعض النتائج التى كانت صعبة المنال فى ظل المشهد العربى المفكك والمسلوب الإرادة الذى تجسد فى بداية الأزمة.
صحيح أن القرار 1701 به عيوب كثيرة، وفيه افتئات على الحقوق الوطنية اللبنانية فى أكثر من موضع، لكنه أفضل كثيراً من المسودة الأولى التى تمت صياغتها قبل التحرك العربى الجماعى.
الأمر الثانى الذى نرجو أن تكون الحكومات العربية قد استوعبته أن التحرك السياسى وحده، بعد التخلى عن كل أوراق الضغط، لا يؤدى إلى شئ. وأن تحركهما الجماعى فى كواليس مجلس الأمن لم يكن لينتج عنه أى تأثير ايجابى لو لم تكن هناك الانجازات الميدانية التى حققها حزب الله والصمود البطولى للمقاومة الوطنية اللبنانية.
وهذا يعنى أن النظام العربى الرسمى يحتاج – بعد القرار 1701 – إلى إعادة النظر فى مجمل الصورة، ورسم استراتيجية جديدة تستفيد من دروس اخفاقات الماضى وتتعامل مع مستجدات الموقف والحقائق الجديدة التى شقت طريقها إلى الوجود بفضل المقاومة الوطنية اللبنانية الباسلة وما ستتركه من تأثيرات سياسية على معادلة الصراع .. من بينها – بالضرورة – إعادة ترتيب البيت العربى من الداخل.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟