أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - لبنان / بيروت














المزيد.....


لبنان / بيروت


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6979 - 2021 / 8 / 5 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفرت طوبغرافية بيروت ولبنان عموماً : ملاذاً آمناً لمضطهدي الشرق الأوسط ، من الأقليات الدينية والعرقية التي أمعنت الإمبراطوريات الاسلامية ( آخرها العثمانية ) في اضطهادها ، اذ كانت هذه الإمبراطوريات تطبق وتنفذ قوانين الشريعة الاسلامية التي دمغت اصحاب الديانات غير الاسلامية ، بالوصف السلبي الشهير : أهل الذمة ، وفرضت عليهم ( دفع الجزية وهم صاغرون ) كما حددت لهم نوع لباسهم ، وكيف يمشون في الطرقات ، وكيف يركبون حيواناتهم ونوع العلامات التي يضعونها على رؤوسهم ويعلقونها في رقابهم ، لكي يعرفهم المسلمون ويتعاملون معهم لا كشركاء بل كتابعين اذلاء من الدرجة السفلى في المجتمع ، ومن قاعه الأدنى . لم يستطع مواطنو هذه المدينة الجميلة المحصورة الحدود بين البحر والجبل ، الخروج بالمكان اللبناني الكبير من كونه مجموعة أمكنة شبه منعزلة لمضطهدين ، الى فضاء المكان الواحد لمجتمع حديث ، فظلوا عبر تاريخهم يحملون عقدة المضطهد الذي ينظر الى الآخر والى كل أنواع السلطات : بشك كبير . وحين وقعت الحرب الأهلية عام 1975 بين مجموعاتها السكانية ، تبين ان سمعتها الثقافية والسياحية وريادتها في مجال التحديث مجرد لعب فوق سطح الطوبوغرافيا ، وليس حفراً وتأسيساً لعمق تفاعلي بين أهاليها ...

دخلت بيروت قرون ما بعد الثورة الصناعية كمدينة كوزموبولاتية حديثة : سبقت باريس ولندن اللتين لم تتكامل فيهما وجود إثنيات وعرقيات وديانات وثقافات متعددة : تحولهما الى مدن كوسموبولوتية الا مع نهاية الحرب العالمية الثانية . لكن الحروب الأهلية التي وقعت في لبنان في القرنين التاسع عشر والعشرين فضحت هذا الادعاء الحداثوي في تفاعل أعراقها وطوائفها : ومنحتنا رؤيتهم كما هم : رعايا لا مواطنين ، اذ الرعايا يتمسكون بموروثهم الثقافي السابق على ولادة الدولة الحديثة . وفي هذا تشبه بيروت مدناً عربية اخرى كالإسكندرية ودمشق ولكنها اكثر شبهاً - في الأوان الذي نعيش - بمدينة بغداد التي غالباً ما يقع فيها فرهود لممتلكات اصحاب الديانات الأخرى ، اضافة الى حروب الطوائف الاسلامية ...

عوق تاريخي شل مجتمعات هذه المدن المشرقية ومنع أهاليها من التحول من طور : الاهالي والرعية الى طور المواطنة والمجتمع الحديث : فانت ترى في بيروت وفي بغداد وفي دمشق وفي اليمن وفي ليبيا وفي ..الخ ميليشيات وأحزاب متعددة : كل منها يلغي حضور الدولة ويمارس هو حضور دولته عبر فعاليات متعددة ومنها : حجز أماكن لخزن اسلحته . وكما تعرض كدس السلاح في بيروت لانفجار وصفه الكثيرون : بالرهيب ، كذاك تعرضت وتتعرض أكداس أسلحة الاحزاب والميليشيات في بغداد الى : انفجارات رهيبة هي الأخرى ...

هذه مدن قديمة لم تستطع مليء فضاءاتها بمضامين ذات فعاليات حديثة ، وظلت فيها رموز الثقافة البدوية العتيقة قوية ومتجددة ، ولم تستطع ثقافة الإنتاج والإنتاجية والابتكار والإبداع والفن والسينما ، ان تحل محل رموز الثقافة القديمة : التي يعلو فيها العرف على القانون وقضاء الدولة ، وتعطى فيها الأولوية لبناء جامع في أقصى الصحراء على بناء مدرسة او مستوصف صحي او مختبر في جامعة : ان مليارات الدولارات التي تحترق مع تفجر أكداس الأسلحة ، لا قيمة لها في عرف السياسيين الطائفيين : امام معركت( نا ) المقدسة من اجل الإطاحة بالشيطان الأكبر والإمبريالية العالمية وتحرير فلسطين ونشر ( المذهب ) والتبشير به ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا اقف الى جانب ايران
- لو كان الفقر رجلاً لقتلته
- عن شبهة : الحوار الاستراتيجي
- تونس : البرلمانية ليست هي الديمقراطية
- حول الاتفاقية العراقية اللبنانية
- التفجيرات ثقافة اسلامية أصيلة وغير مجلوبة
- حكومة الكاظمي : صفر حقيقة
- عن حلم مقتدى الصدر
- الجزء الرابع من مقال : موقفي ككوزموبوليتيني من حرب حماس والل ...
- موقفي ككوزموبوليتي من حرب اليمين الفلسطيني والاسرائيلي / الج ...
- الجزء الثاني من مقال : موقفي ككوزموبوليتي من حرب الليكود وحم ...
- موقفي ككوزموبوليتي من حرب : الليكود وحماس ( 1 )
- 6 من 7 من مقالنا : السياسة والحب
- 5 من 7 من مقالنا : السياسة والحب
- مع من سأعيد ، مع السنة أم مع الشيعة
- السياسة والحب : 3 و 4 من 7
- السياسة والحب 1 و 2 من 7
- شهيد أم قتيل
- بعد ان تجاوزت الإصابات الملايين
- الأمن والتفجيرات


المزيد.....




- بالصور: بي بي سي ترصد أجواء أول يوم من رمضان في غزة
- معلومات عن سعي موسكو للاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين بسوريا
- نتنياهو: هناك 59 رهينة لدى -حماس- واحتمال مقتل 35 منهم على ا ...
- وزيرا خارجية الجزائر والسعودية يبحثان هاتفيا مستجدات القضية ...
- هنغاريا تقترح على الاتحاد الأوروبي بدء المحادثات مع روسيا عل ...
- مصر تعلن اكتمال خطة لإعادة إعمار غزة قبل عرضها أمام القمة ال ...
- ابتلاع غزة ولبنان وسوريا.. ما تفاصيل حلم إسرائيل الإمبراطوري ...
- هل تعوض قناة السويس خسائرها بعد انتهاء الحرب في غزة؟
- كيف صمدت مقار الجيش السوداني أمام حصار 20 شهرا؟
- بعد اتهامها بخيانة القيم وإغلاقها.. طالبان تسمح بإعادة بث قن ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - لبنان / بيروت