|
أعشى مندلي و جمشيد
احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 18:28
المحور:
الادب والفن
# هو الشاعر الشعبي ميران جمشيد،الشاعر الكوردي المندلاوي،إلتقيته لأول مرة في منطقة (سَرتَبْه - رأس التَّل) عند الحديقة العامة في محلة قلعة بالي، وسط مدينة مندلي،كان يسير ببطء واضعاً يدهُ على جبهته أحياناً ليتقي أشعة الشمس، لأنه كان ضعيف النظر ويشكو عمشاً في عينيه، أقبل بقامته الطويلة نوعما، وجسده الهزيل بعدما عرفت أن القادم هو الشاعر الشعبي الكوردي الجوّال ميران جمشيد المندلاوي، وهو يقترب من الستين عاماً، فسلمتُ عليه وبين أصابعه سيكارة من نوع اللف، فردَّ عليَّ السلام بإبتسامة يظهر في ثناياها ألوان من الشكوى والعتاب من الزمان الغادر،دخلتُ معه الى عالم الشعر الواسع الفسيح فإذا به ينشد أشعاراً جميلة كسيول تتدافع على الساحل، بهرت بأشعاره الرائعة التي في محتواها الكثير من الفلسفة والحكمة والعرفان وحب الوطن ومكارم الأخلاق، وكلما أسأله عن شعر أوفكرة تراودني أتاني بلا توقف أبياتاً جميلة ومحكمة من الشعر المتين باللغة الكوردية – اللهجة الفيلية -الكلهورية، فقلت له بلهجتنا المحلية: خالو ميران هل هذه الأشعار مكتوبة لديك في ديوان مخطوط أو محفوظة لديك في مكان ما؟ فأجابني مشيراً الى صدره المنهك يضربه برؤوس أصابع يده اليمنى: - كلها يا بُني هنا في هذا الصندوق"كناية عن صدره". تمنيت أن أبقى معه ساعات وساعات ولكن في مكان هاديء بعيد عن ضوضاء السوق والمارة لأدوّن ما أستطيع كتابته من الشعر والحكم، وشيء عن حياته وذكرياته،مع (طاقم الشاي و سيكاير سومر) ولكن كان الوقت لا يسمح فالمدرسة في إنتظاري،ولا أريد إزعاجه بهذا الشكل من الوقوف في الشارع فأفترقنا ؛بأمل لقاءٍ ثانِ معه،ذلك هو شاعرنا ميران جمشيد المندلاوي المبدع؛ والذي سمّيته مع نفسي بـ "أعشى مندلي" نسبة الى "أعشى قيس – الشاعر الجاهلي"، وكان ذلك أوائل عام 1970م، وهو يقترب من الستين عاماً، وبذا يكون بهذا التقدير من مواليد عام 1910م ومن سكنة محلة السوق الكبير. فكان هذا هو اللقاء الأول والأخير (رغم أني أعرفه من قبل ذلك ؛و لكن بدون لقاء)، بسبب الظروف التي تعرضنا لها، وسمعت فيما بعد أنَّه توفي بتأريخ 1980 /13/ 3م ، ولكن مع الأسف لم يبحث عنه أحد من كتابنا الكرام إلا القليل، ومنهم صديقنا العزيز الدكتور عدنان محمد قاسم كتب عنه شيئاً نزيراً،وهو مقال بعنوان: صفحات مجهولة من حياة الشاعر الجوال ميران المندلاوي المنشور في صحيفة التآخي– العدد: 4767 في 29/5/ 2006م. كما ذكره زميلنا الباحث الكوردي عبد الرقيب يوسف في كتابه القيّم "حدود كوردستان الجنوبية"، فقد كتب عنه شيئاً قليلاً إذ يقول: وكان في مندلي شاعر شعبي كوردي شهير في مندلي وخانقين يسمى ميران جمشيد المندلاوي، وكان ضعيفاً في بصره ومعيشته، وغير متزوج مع أنَّ عمره كان جاوز الخمسين،وكانت له قوة على إرتجال الشعر باللرية - الفيلية، ويخزنُ في ذاكرته ذكريات ومعلومات كثيرة جداً،وكان الأكراد يحبّونه ويحبّون أشعاره ونكاته كثيراً، ومدح بأشعاره بعضاً من الأكراد البارزين منهم الحاج المغفور له حميد شفي (رئيس عشيرة قره لوس الكوردية)،وفي عام 1970م سافر الى منطقة كلالة التابعة لقضاء رواندوز / أربيل، ومدح المغفور له الملا مصطفى البرزاني الخالد وبعضاً من رجال الثورة الكوردية بأشعاره المرتجلة الجميلة، ويقول يوسف: تعرفت على ميران جمشيد لأول مرة في مقهى صديقي داود داغرة بواسطة الأخ علي جمعة (أمين مكتبة مندلي العامة) وقرأ لنا من أشعاره وحواره الشعري مع إمرأة كوردية شاعرة أيضاً بإسم منجية كهلوري،وأخرى بإسم بيانسير،وكان يحفظ الكثير من الشعر الكوردي لشعراء اللٌر في بشتكوه/ إيلام، ويقوم بزيارات متكررة الى هناك، ويضيف عبد الرقيب: عندي بعض أشعاره مع معلومات أخرى عنه سأنشره في مقال.. كما أشار اليه الاستاذ ظاهر حبيب المندلاوي في كتابه القيم (ذكريات على نهر الكلال:من جارية الى كومسنك-2016م). هذا ما أردت سرده عن الشاعر ميران، أنَّه جزء مفقود من تراثنا الحضاري وحبّذا لو يتم البحث جدياً عن شاعرنا المبدع ميران جمشيد وتدوين سيرة حياته، وجمع أشعاره، فإنّه جزء مهم من تراثنا الجميل. ومن هنا أدعو المخلصين لمن لديه معلومة يذكرها في ذيل هذه المقالة لنضيفها فيما بعد الى سيرته الذاتية إتماماً للفائدة وإكمالا للتوثيق. شكراً مسبقاً للجميع * أرشفة المقال رقم68/21م-موسوعة مندلي الحضارية.،يوم 4/8/2021م ---------------------------------
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشافعي /1
-
دكان القرائين الصغيرة في مندلي
-
انقلاب 8 شباط 1963و البعثيون
-
كتب خاصة بإسم مندلي
-
قرية طحمايا في مندلي
-
بتكوكر قرية على كنكير
-
الشهيد مهند الخياط
-
باخ – بستان
-
بيّاع الملح
-
صرخة مندلي..
-
قصة عروس مندلي
-
الأوائل على مستوى القضاء
-
تكية الملا أمين
-
إلياس - اسم شعبي
-
ألقاب التعالي والأبهة(1)
-
شيخ المصورين أأكرم غفوري
-
الخبير النفطي صباح علي المندلاوي
-
تمر الأشرسي جمال للنظر و لذة في الطعم
-
الخطاط سامان المندلاوي وخطّ النستعليق
-
آسياوو الطحن في مندلي
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|